اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصيدة ابو تمام في مدح النعتصم ومعارضتها من قبل ابن خفاجة الاندلس

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin





***************************



وقال ابو تمام رائيته التي مدح بها المعتصم الخليفة العباسي :


الحَقُّ أَبلَجُ وَالسُيوفُ عَوارِ
فَحَذارِ مِن أَسَدِ العَرينِ حَذارِ

مَلِكٌ غَدا جارَ الخِلافَةِ مِنكُمُ
وَاللَهُ قَد أَوصى بِحِفظِ الجارِ

يا رُبَّ فِتنَةِ أُمَّةٍ قَد بَزَّها
جَبّارُها في طاعَةِ الجَبّــــــــــــــارِ

جالَت بِخَيذَرَ جَولَةَ المِقدارِ
فَأَحَلَّهُ الطُغيــــــــــــــانُ دارَ بَوارِ

كَم نِعمَةٍ لِلَّهِ كانَت عِـــــــــــــندَهُ
فَكَأَنَّها في غُربَةٍ وَإِســــــــــــــــارِ

كُسِيَت سَبائِبَ لومِهِ فَتَضاءَلَت
كَتَضاؤُلِ الحَسناءِ في الأَطمارِ

مَوتورَةٌ طَلَبَ الإِلَهُ بِثَأرِها
وَكَفى بِرَبِّ الثَأرِ مُدرِكَ ثارِ

صادى أَميرَ المُؤمِنينَ بِزَبرَجٍ
في طَيِّهِ حُمَةُ الشُجاعِ الصاري

مَكراً بَنى رُكنَيهِ إِلّا أَنَّهُ
وَطَدَ الأَساسَ عَلى شَفيرٍ هارِ

حَتّى إِذا ما اللَهُ شَقَّ ضَميرَهُ
عَن مُستَكِنِّ الكُفرِ وَالإِصرارِ

وَنَحا لِهَذا الدينِ شَفرَتَهُ اِنثَنى
وَالحَقُّ مِنهُ قانِئُ الأَظفارِ

هَذا النَبِيُّ وَكانَ صَفوَةَ رَبِّهِ
مِن بَينٍ بادٍ في الأَنامِ وَقارِ

قَد خَصَّ مِن أَهلِ النِفاقِ عِصابَةً
وَهُمُ أَشَدُّ أَذىً مِنَ الكُفّــــــــارِ

وَاِختارَ مِن سَعدٍ لَعينِ بَني أَبي
سَرحٍ لِوَحيِ اللَهِ غَيرَ خِيــــــارِ

حَتّى اِستَضاءَ بِشُعلَةِ السُوَرِ الَّتي
رَفَعَت لَهُ سَجفاً عَنِ الأَسرارِ

وَالهاشِمِيّونَ اِستَقَلَّت عيرُهُم
مِن كَربَلاءَ بِأَثقَلِ الأَوتارِ

فَشَفاهُم المُختارُ مِنهُ وَلَم يَكُن
في دينِهِ المُختارُ بِالمُختارِ

حَتّى إِذا اِنكَشَفَت سَرائِرُهُ اِغتَدَوا
مِنهُ بِراءَ السَمعِ وَالأَبصارِ

ما كانَ لَولا فُحشُ غَدرَةِ خَيذَرٍ
لِيَكونَ في الإِسلامِ عامُ فِجارِ

ما زالَ سِرُّ الكُفرِ بَينَ ضُلوعِهِ
حَتّى اِصطَلى سِرَّ الزِنادِ الواري

ناراً يُساوِرُ جِسمَهُ مِن حَرِّها
لَهَبٌ كَما عَصفَرتَ شِقَّ إِزارِ

طارَت لَها شُعَلٌ يُهَدِّمُ لَفحُها
أَركانَهُ هَدمـــاً بِغَيرِ غُبــــــارِ

مَشبوبَةً رُفِعَت لِأَعظُمِ مُشرِكٍ
ما كانَ يَرفَعُ ضَوءَها لِلساري

صَلّى لَها حَيّاً وَكانَ وَقودَها
مَيتاً وَيَدخُلُها مَعَ الفُجّــــــارِ

فَصَّلنَ مِنهُ كُلَّ مَجمَعِ مَفصِلٍ
وَفَعَلنَ فاقِرَةً بِكُلِّ فَقـــــــــــــارِ

وَكَذاكَ أَهلُ النارِ في الدُنيا هُمُ
يَومَ القِيامَةِ جُلُّ أَهلِ الـــــنارِ

يا مَشهَداً صَدَرَت بِفَرحَتِهِ إِلى
أَمصارِها القُصوى بَنو الأَمصارِ

رَمَقوا أَعالي جِذعِهِ فَكَأَنَّما
وَجَدوا الهِلالَ عَشِيَّةَ الإِفطارِ

وَاِستَنشَأوا مِنهُ قُتاراً نَشرُهُ
مِن عَنبَرٍ ذَفِرٍ وَمِسكٍ داري

وَتَحَدَّثوا عَن هُلكِهِ كَحَديثِ مَن
بِالبَدوِ عَن مُتَتابِعِ الأَمطارِ

وَتَباشَروا كَتَباشُرِ الحَرَمَينِ في
قُحَمِ السِنينِ بِأَرخَصِ الأَسعارِ

كانَت شَماتَةُ شامِتٍ عاراً فَقَد
صارَت بِهِ تَنضو ثِيابَ العارِ

قَد كانَ بَوَّأَهُ الخَليفَةُ جانِباً
مِن قَلبِهِ حَرَماً عَلى الأَقدارِ

فَسَقاهُ ماءَ الخَفضِ غَيرَ مُصَرَّدِ
وَأَنامَهُ في الأَمنِ غَيرَ غِرارِ

وَرَأى بِهِ ما لَم يَكُن يَوماً رَأى
عَمرُو بنُ شَأسٍ قَبلَهُ بِعِرارِ

فَإِذا اِبنُ كافِرَةٍ يُسِرُّ بِكُفرِهِ
وَجداً كَوَجدِ فَرَزدَقٍ بِنَوارِ

وَإِذا تَذَكَّرَهُ بَكاهُ كَما بَكى
كَعبٌ زَمانَ رَثى أَبا المِغوارِ

دَلَّت زَخارِفُهُ الخَليفَةَ أَنَّهُ
ما كُلُّ عودٍ ناضِرٍ بِنُضارِ

يا قابِضاً يَدَ آلِ كاوُسَ عادِلاً
أَتبِع يَميناً مِنهُمُ بِيَسارِ

أَلحِق جَبيناً دامِياً رَمَّلتَهُ
بِقَفاً وَصَدراً خائِناً بِصِدارِ

وَاِعلَم بِأَنَّكَ إِنَّما تُلقيهِمُ
في بَعضِ ما حَفَروا مِنَ الآبارِ

لَو لَم يَكِد لِلسامِرِيِّ قَبيلُهُ
ما خارَ عِجلُهُمُ بِغَيرِ خُوارِ

وَثَمودُ لَو لَم يُدهِنوا في رَبِّهِم
لَم تَدمَ ناقَتُهُ بِسَيفِ قُدارِ

وَلَقَد شَفى الأَحشاءَ مِن بُرَحائِها
أَن صارَ بابَكُ جارَ ما زَيّارِ

ثانيهِ في كَبِدِ السَماءِ وَلَم يَكُن
لِاِثنَينِ ثانٍ إِذ هُما في الغارِ

وَكَأَنَّما اِنتَبَذا لِكَيما يَطوِيا
عَن ناطِسٍ خَبَراً مِنَ الأَخبارِ

سودُ الثِيابِ كَأَنَّما نَسَجَت لَهُم
أَيدي السَمومِ مَدارِعاً مِن قارِ

بَكَروا وَأَسروا في مُتونِ ضَوامِرٍ
قيدَت لَهُم مِن مَربِطِ النَجارِ

لا يَبرَحونَ وَمَن رَآهُم خالَهُم
أَبَداً عَلى سَفَرٍ مِنَ الأَسفارِ

كادوا النُبُوَّةَ وَالهُدى فَتَقَطَّعَت
أَعناقُهُم في ذَلِكَ المِضمارِ

جَهِلوا فَلَم يَستَكثِروا مِن طاعَةٍ
مَعروفَةٍ بِعِمارَةِ الأَعمارِ

فَاِشدُد بِهارونَ الخَلافَةَ إِنَّهُ
سَكَنٌ لِوَحشَتِها وَدارُ قَرارِ

بِفَتى بَني العَبّاسِ وَالقَمَرِ الَّذي
حَفَّتهُ أَنجُمُ يَعرُبٍ وَنِزارِ

كَرَمُ العُمومَةِ وَالخُؤولَةِ مَجَّهُ
سَلَفا قُرَيشٍ فيهِ وَالأَنصارِ

هُوَ نَوءُ يُمنٍ فيهِمُ وَسَعادَةٍ
وَسِراجُ لَيلٍ فيهِمُ وَنَهارُ

فَاِقمَع شَياطينَ النِفاقِ بِمُهتَدٍ
تَرضى البَرِيَّةُ هَديَهُ وَالباري

لِيَسيرَ في الآفاقِ سيرَةَ رَأفَةٍ
وَيَسوسَها بِسَكينَةٍ وَوَقارِ

فَالصينُ مَنظومٌ بِأَندَلُسٍ إِلى
حيطانِ رومِيَّةٍ فَمُلكِ ذَمارِ

وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ ذَلِكَ مِعصَمٌ
ما كُنتَ تَترُكُهُ بِغَيرِ سِوارِ

فَالأَرضُ دارٌ أَقفَرَت ما لَم يَكُن
مِن هاشِمٍ رَبٌّ لِتِلكَ الدارِ

سُوَرُ القُرانِ الغُرُّ فيكُم أُنزِلَت
وَلَكُم تُصاغُ مَحاسِنُ الأَشعارِ



فعارض قصيدة ابي تمام الرائية اعلاه الشاعر الاندلسي




ابن خفاجة الهواري




* والشاعر ابن خَفَاجة هو إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الهواري، يُكنى بأبي إسحاق . من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين.

ولد بجزيرة شقْر شرقي الأندلس عام \450 هجرية الموافق 1058ميلادية وفيها قضى معظم شبابه وشيخوخته، عاش في عصر المرابطين بعد زوال دولة بنى امية والدولة العامرية ودولة بني عباد، أى في عصر قد نضجت اللغة العربية في الاندلس وبلغت تأفتها .

اهتم ابن خفاجة في شعره على وصف الطبيعة و جمالها و راح يبرز الجمال االطبيعي في صور مختلفة من الجمال اللفظي و قد وقف عند المناظر الحسية في استيحاء أشعاره و من شعره قوله:

يا رب لــــيل فيه معانــــقي طيف ألم لظبية الوعـــــــساء


عارضها بقصيدته الرائية التالية :


سَمَحَ الخَيالُ عَلى النَوى بِمَزارِ
وَالصُبحُ يَمسَحُ عَن جَبينِ نَهارِ

فَرَفعتُ مِن ناري لِضَيفٍ طارِقٍ
يَعشو إِلَيها مِن خَيالٍ طاري

رَكِبَ الدُجى أَحسِن بِها مِن مَركَبٍ
وَطَوى السُرى أَحبِب بِهِ مِن ساري

وَأَناخَ حَيثُ دُموعُ عَيني مَنهَلٌ
يَروي وَحَيثُ حَشايَ مَوقِدُ نارِ

وَسَقى فَأَروى غُلَّةً مِن ناهِلٍ
أَروى بِجانِحَتَيهِ زَندَ أُوارِ

خَلَعَ الهَوى ثَوباً عَلَيهِ مِنَ الضَنى
قَد شَفَّ عَنهُ فَهوَ كاسٍ عاري

يَلوي الضُلوعَ مِنَ الوُلوعِ لِخَطرَةٍ
مِن شَيمِ بَرقٍ أَو شَميمِ عَرارِ

وَاللَيلُ قَد نَضَحَ النَدى سِربالَهُ
فَاِنهَلَّ دَمعُ الطَلِّ فَوقَ صِدارِ

لَبِسَ المَجَرُّ عَلى السَوادِ فَخِلتُهُ
مُتَنَزِّهاً قَد شَــــــــــــــدَّ مِن زُنّارِ

وَوَراءَ أَستارِ الدُجى مُتَمَلمِلٌ
يَلقى بِيُمنى تارَةً وَيَســــــــــــــارِ

ماطالَعَتهُ بَرقَةٌ نَجدِيَّــــــــةٌ
إِلّا اِجتَلَتها نِظرَةُ اِســـــــــــتِعبارِ

مُتَرَقِّبٌ رُسُلَ الرِياحِ عَشِيَّةً
بِمَساقِطِ الأَنواءِ وَالأَنــــــــــــــوارِ

وَمَجَرِّ ذَيلِ غَمامَةٍ لَبِسَت بِهِ
وَشيَ الحَبابِ مَعاطِفُ الأَنهارِ

خَفَقَت ظِلالُ الأَيكِ فيهِ ذَوائِباً
وَاِرتَجَّ رِدفاً مائِجُ التَيّــــــــارِ

وَلَوى القَضيبُ هُناكَ جيداً أَتلَعاً
قَد قَبَّلَتهُ مَباسِمُ النـــــــــــــــــــُوّارِ

باكَرَتهُ وَالغَيمُ قِطعَـــــةُ عَنبَرٍ
مَشبوبَةٌ وَالبَرقُ لَفحَةُ نارِ

وَالريحُ تَلطِمُ فيهِ أَردافَ الرُبى
لَعِباً وَتَلثِمُ أَوجُهَ الأَزهـــــــــارِ

وَمنابِرُ الأَشجارِ قَد قامَت بِها
خُطَباءُ مُفصِحَةٌ مِنَ الأَطيارِ

في فِتيَةٍ جَنَبوا العَجاجَةَ لَيلَةً
وَلَرُبَّما سَفَروا عَنِ الأَقمارِ

ثارَ القَتامُ بِهِم دُخاناً وَاِرتَمى
زَندُ الحَفيظَةِ مِنهُمُ بِشَرارِ

شاهَدتُ مِن هَيئاتِهِم وَهِباتِهِم
أَشرافَ أَطوادٍ وَفَيضَ بِحارِ

مِن كُلِّ مُنتَقِبٍ بِوَردَةِ خَجلَةٍ
كَرَماً وَمُشتَمِلٍ بِثَوبِ وَقارِ

في عِمَّةٍ خَلَعَت عَلَيهِ كَلِمَةً
وَذُؤابَةً قُرِنَت بِها كَعــــــِذارِ

ضافي رِداءِ المَجدِ طَمّاحِ العُلا
طامي عُبابِ الجودِ رَحبِ الدارِ

جَرّارِ أَذيالُِ المعالي وَالقَنا
حامي الحَقيقَةِ وَالحِمى وَالجارِ

طَرَدَ القَنيصَ بِكُلِّ قَيدِ طَريدَةٍ
زَجِلَ الجَناحِ مُوَرَّدِ الأَظفارِ

مُلتَفَّةٍ أَعطافُهُ بِحَبيـــــــــــــَرَةٍ
مَكحولَةٍ أَجفانُهُ بِنُضـــــــــارِ

يَرمي بِهِ الأَمَلَ القَصِيَّ فَيَنثَني
مَخضوبَ راءِ الظُفرِ وَالمِنقارِ

وَبِكُلِّ نائي الشَوطِ أَشدَقَ أَصدَرٍ
طاوي الحَشى حالي المُقَلَّدِ ضاري

يَفَتَرُّ عَن مِثلِ النِصالِ وَإِنَّما
يَمشي عَلى مِثلِ القَنا الخَطّارِ

مُستَقرِياً أَثَرَ القَنيصِ عَلى الصَفا
وَاللَيلُ مُشتَمِلٌ بِشَــــــــــــملَةِ قارِ

مِن كُلِّ مُسوَدٍّ تَلَهَّبَ طَرفُــــــهُ
تَهديكَ فَحمَتُهُ بِشُـــــــعلَةِ نارِ

وَمُوَرَّسِ السِربالِ يَخلَعُ قَـــــدَّهُ
عَن نَجمِ رَجمٍ في سَماءِ غُبارِ

عَطَفَ الضُمورُ سَـــــراتَهُ فَكَأَنَّهُ
وَالنَقعُ يَحجُبُهُ هِـــــــلالُ سِرارِ

وَلَرُبَّ رَوّاعٍ هُنالِكَ أَنــــــبَطٍ
خَلقِ المَسامِعِ أَطلَسِ الأَطمارِ

يَجري عَلى حَذَرٍ فَيَجمَعُ بَسطَهُ
يَهوي فَيَنعَطِفُ اِنعِطافَ سِوارِ

مُمتَدِّ حَبلِ الشَأوِ يَعسِلُ راتِعاً
فَيَكادُ يُفلِتُ أَيدِيَ الأَقـــــــــدارِ

مُتَرَدِّداً يَرمي بِهِ خَوفُ الرَدى
كُرَةً تَهادَتها أَكُفُّ قِفــــــــارِ

وَلَرُبَّ طَيّارٍ خَفيفٍ قَد جَرى
فَشَلا بِجارٍ خَلفَهُ طَيــــــــتّارِ

مِن كُلِّ قاصِرَةِ الخُطى مُختالَةٍ
مَشيَ الفَتاةِ تَجُرُّ فَضلَ إِزارِ

مَخضوبَةِ المِنقارِ تَحسَبُ أَنَّها
كَرَعَت عَلى ظَمَإٍ بِكاسِ عُقارِ

لا تَستَقِرَّ بِها الأَيادي خَشيَةً
مِن لَيلِ وَيلٍ أَو نَهارِ بَـــــــــــــــوارِ

وَلَوِ اِستَجارَت مِنهُما بِحِمى أَبي
يَحيى لَأَمَّنَها أَعَزَّ جِــــــــــــــوارِ

حَرَمٌ إِذا اِشتَمَلَ الطَريدُ بِظِلِّهِ
لَم يَخشَ مِن جَورٍ هُنالِكَ جاري

تَقِفُ الرِياحُ بِجانِبَيهِ هَيبــــَةً
وَيَعُبُّ بَحرُ العَسكَرِ الجَرّارِ

وَيَقيلُ مَن أَمِنَ بِهِ ظَبيُ النَقا
في جِحرِ خيسِ الضَيغَمِ الزَئّارِ

خَدَمَ القَضاءُ مُرادَهُ فَكَأَنَّما
مَلَكَت يَداهُ أَعِنَّةَ الأَقـــــــــــــدارِ

وَعَنا الزَمانُ لِأَمرِهِ فَكَأَنَّما
أَصغى الزَمانُ بِهِ إِلى أَمّارِ

وَجَلا الإِمارَةَ في رَقيقِ نَضارَةٍ
جَلَتِ الدُجى في حُلَّةِ الأَنوارِ

في حَيثُ وَشَّحَ لَبَّةً بِقِلادَةٍ
مِنها وَحَلّى مِعصَماً بِسِوارِ

جَذلانَ يَملَأُ مِنحَةً وَبَشاشــــَةً
أَيدي العُفاةِ وَأَعيُنَ الزُوّارِ

مُتَقَسِّمٌ مابَينَ بَـــــدرِ دُجُنَّــــةٍ
أَسرى وَبَينَ غَمامَةٍ مِدرارِ

أَرِجَ النَدِيُّ بِذِكرِهِ فَكَأَنَّـــــهُ
مُتَنَفَّسٌ عَن رَوضَةٍ مِعطارِ

في حُسنِ مَنطِقِهِ وَهَشَّةِ وَجهِهِ
مُستَمتَعُ الأَسماعِ وَالأَبصارِ

جارى الرِياحَ إِلى السَماحِ فَما جَرَت
مَعَهُ الرِياحُ النُكبُ في مِضمارِ

وَزَكا فَشَدَّ عَلى العَفافِ إِزارَهُ
إِنَّ العَفافَ لَشيمَةُ الأَحرارِ

يَقِظٌ ذَكا فَهماً وَأَشرَفَ هِمَّةً
وَكَفاكَ مِن نارٍ بِهِ ومنــــــــــــار

لَبِسَ التَواضُعَ عَن جَلالٍ وَاِرتَقى
شَرَفاً بِحَيثُ سَما سَماءَ فَخارِ

أَلقَت إِلَيهِ بِالأُمورِ إِمـــــــارَةٌ
مَلَأَت رُواءً أَعيُنَ النُظّارِ

فَعِنانُ تِلكَ الدَولَةِ الغَرّاءِ في
تَدبيرِ ذاكَ الفارِسِ المِغوارِ

بَطَلٌ جَرى الفَلَكُ المُحيطُ بِسَرجِهِ
وَاِستَلَّ صارِمَهُ يَدُ المِقــــــدارِ

يَمتَدُّ حَبلُ الأَســـــمَرِ الخَطِّيِّ في
يَدِهِ وَباعُ الأَبيَضِ البَتـــــّارِ

بِيَمينِهِ يَومَ الوَغى وَشِـــــمالِهِ
ماشاءَ مِن نارٍ وَمِن إِعصارِ

فَالشَمسُ خَمرٌ وَالجِيادُ عَرائِسٌ
وَالجَوُّ كاسٍ وَالسُيوفُ مَداري

وَالخَيلُ تَعثُرُ في شَبا شَوكِ القَنا
وَتَظَلُّ تَسبَحُ في الدَمِ المَوّارِ

وَالبيضُ تُحنى في الطُلى فَكَأَنَّما
لُوِيَت عُرىً مِنها عَلى أَزرارِ

وَالنَقعُ يَكسُرُ مِن سَنا شَمسِ الضُحى
فَكَأَنَّهُ صَدَأٌ عَلى دينـــــــــــــــارِ

صَحِبَ الحُسامَ النَصرُ صُحبَةَ غَبطَةٍ
في كَفِّ صَوّالٍ بِهِ سَوّارِ

لَو أَنَّهُ أَوحى إِلَيهِ بِنَظرَةٍ
يَوماً لَثارَ فَلَم يَنَم عَن ثارِ

وَمَضى وَقَد مَلَكَتهُ هِزَّةُ عِزَّةٍ
تَحتَ العَجاجِ وَضِحكَةُ اِستِبشارِ

وَلَرُبَّ صِفرِ الكَفِّ هاذٍ بِالمُنى
كَلِفٍ بِأَطـــــــــوارٍ مِنَ الأَوطارِ

قَد أَسبَلَ الظَلماءَ سِتراً دونَهُ
وَخلا بِأَبكـــــــــــارٍ مِنَ الأَفكارِ

صاحَت بِهِ الأَيّامُ تَرفَعُ صَوتَها
فَكَأَنَّما نادَتهُ خَلفَ جِــــــــدارِ

دَع عَنكَ ثَيِّبَ كُلِّ نُعمى وَاِلتَمِس
مِنَحاً لِإِبراهيمَ فَهيَ عَذاري

وَاِربَع بِحَيثُ تَصوبُ أرَضَكَ ديمَةٌ
لِيَمينِ يُمنٍ أَو يَسارِ يَســــارِ

هَطلاءُ تَضحَكَُ كُلُّ زَهرَةِ صَفحَةٍ
عَنها وَتُعشِبُ كُلُّ ساحَةِ دارِ

مِن مَعشَرٍ تَدمى بِهِم يَومَ الوَغى
بيضُ السُيوفِ وَأَوجُهُ الكُفّارِ

وَتَحورُ نَفسُ المُستَطيلِ مَهابَةً
وَيَذِلُّ رُغماً مَعطِسُ الجَبّارِ

جَمَعَ النَدى بِهِم وَصَدرُ المُنتَدى
كَرَمَ النُفوسِ وَرِقَّةِ الأَبشارِ

سادَ السُراةُ بِما اِستَفادوا عَنهُمُ
إِنَّ الشُموسَ لِعِلَّةُ الأَقمارِ

وَسَخا الكِرامُ بِما اِستَمَدّوا مِنهُمُ
إِنَّ البِحارَ لَمَنشَءُ الأَمطارِ

تَنميهُمُ الدُنيا إِلى صِنهاجَــــــةٍ
وَالدينُ يُنميهُم إِلى الأَنصارِ

شادَت يَدُ العَلياءِ في عَرَصاتِهِم
أَعلى مَنارٍ في أَعَزِّ دِيـــــــــارِ

مِن كُلِّ غَيثٍ لِلسَماحَةِ واكِفٍ
يَهمي وَقِرنٍ في الوَغى هَدّارِ

يَتَتابَعونَ إِلى الصَريخِ كَأَنَّهُم
أَمواجُ بَحرٍ قَد طَمى زَخّارِ

كَم مُطلَقٍ لِنَداهُمُ وَظِباهُمُ
مِن قَيدِ إِعسارٍ وَقَدِّ إِسارِ

وَرِداءِ مَجدٍ طُرِّزَت أَعطافُهُ
بِالحَمدِ لايَبلى عَلى الأَعصارِ

فَلَو أَنَّهُم خَلَدوا خُلودَ ثَنائِهِم
لَم تَنفَصِم عَنهُم عُرى الأَعمارِ

وَإِلَيكَ مِن حَوكِ البَديعِ قَوافِياً
هَزَّ النَشيدُ بِها مُتونَ شَفارِ

زَفَّت أَبا بَكرٍ إِلَيكَ مَحاسِناً
جاءَتكَ تَحمِلُ عُذرَةَ الأَبكارِ

فَأَصِخ إِلى هَزجِ المَديحِ فَإِنَّما
صَدَحَت بِأَغصانِ السُطورِ قِماري

هَزَّت مَعاطِفَ سامِعيها حِكمَةً
كادت تَهُزُّ مَعاطِفَ الأَسطارِ

مَسَحَت جُفونَ الرَكبِ مِن سِنَةِ الكَرى
وَلَوَتهُمُ طَرَباً عَلى الأَكــــــوارِ

وَرَأَتكَ كُفؤاً فَاِنتَحَتكَ عَلى النَوى
وَالبُعدِ بَعدَ السِتــــــــــَّةِ الأَقطارِ

فَاِطلَع لِرَوضَتِها صَباحاً نَيِّراً
يَستَضحِكُ النــــــــــُوّارُ لِلأَنوارِ

وَاِسلَم أَبا يَحيى لَها مِن دَولَةٍ
كَسَتِ اللَيالي رَونَقَ الأَسحارِ

وَاِنهَد لَها فَالسَيفُ في يَدِ فارِسٍ
يَسطو بِهِ وَالسَهمُ في يَدِ باري

وَاِشفَع عَلى شَحطِ الدِيارِ لِآمِلٍ
أَهدى الثَناءَ عَلى تَنائي الدارِ

واخيرا اذكر قصيدة ابن زيدون المخزومي في حبيبته ولادة بنت الخليفة المستكفي فقد عارضها الشاعر احمد شوقي اميرالشعراء

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى