اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

صريع الغواني وابن عبد ربة الاندلسي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1صريع الغواني وابن عبد ربة الاندلسي Empty صريع الغواني وابن عبد ربة الاندلسي الأربعاء مارس 23, 2022 5:21 am

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



مسلم بن الوليــــد( صريع الغواني )




هو أبو الوليد مسلم بن الوليد الانصاري مولى ابي امامة اسعد بن زرارة الانصاري فهو أنصاري بالولاء .

ولد مسلم بن الوليد في الكوفة ترعرع وشب فيها و قال الشعر في صباه وكانت أسرته من الأسر الفقيرة فقد كان ابوه يعمل حائكاً يسعى لكسب قوته وقوت عياله كما عرف عن أسرته الصلاح والاستقامة.

أما بالنسبة لإخوته فلا نعرف منهم إلا سليمان الذي ابتلي بالعمى وقد كان شاعراً متأثراً ببشار بن برد لكن شعره المروي قليل. وكان مسلم شاعرا حسن النمط جيد القول في الشراب وفي غيره وكثير من الرواة يقرنه بأبي نواس في هذا المعنى.

ومسلم بن الوليد هو اول من استخدم البديع في الشعر وهو من المحسنات البلاغية في اللفظ ثم اكثر منه الشعراء في شعرهم وخاصة ابو تمام الطائي حيث اتخذه الطائي في شعره مذهبا .

ثم انتقل الى بغداد ولم يتجاوز بشعره اولا الأمراء والرؤساء مكتفيا بما يناله من قليل العطاء ثم انقطع مع اخيه سليمان بن الوليد إلى يزيد بن مزيد الشيباني قائد هارون الرشيد الذي اتصل به فيما بعد ومدحه ومدح البرامكة وحسن رأيهم فيه.

ونقل في بعض كتب الأدب (أن رجلاً سأل مسلم بن الوليد عن سبب هذا اللقب فأنشد مسلم قائلا :

وا سوداد الصدغين في أوضح الخـ

د وما في الثغور من أقحوان

وخافي الصدور من رمان
فلهذا أدعى (صريع الغواني)

ومن شعره ايضا:

إن ورد الخدود والأعين النجل‎
تركتني لدى الغواني صريعاً‎

فهذا اللقب يدل فعلاً عليه اذ انه كان صريعاً للغواني فديوانه ممتلئاً بتعبير صريع الغواني

ثم اتصل بالرشيد ومدحه وقيل لقبه الرشيد ب( صريع الغواني ) بسبب قوله :

وما العيش إلا أن تروح مع الصبا
صريع حميا الكأس والأعين النجل

وقيل دخل يزيد بن مزيد على الرشيد فقال له:
- يا يزيد من الذي يقول فيك ؟:

لا يعبق الطيب خديه ومفرقه
لا يمسح عينيه من الكحـل

قد عود الطير عادات وثقن بها
فهن يتبعنه في كل مرتحـل

وقد ذكر جعفر بن قدامة قال: قال لي محمد بن عبد الله بن مسلم: حدثني أبي فقال:

-اجتمع أصحاب المأمون عنده يوماً فأفاضوا في ذكر الشعر والشعراء فقال له بعضهم:
- أين أنت يا أمير المؤمنين عن مسلم بن الوليد؟ قال: حيث يقول ماذا؟
قال: حيث يقول وقد رثى رجلاً:

أرادوا ليخفوا قبره عـن عـدوه
فطيب تراب القبر دل على القبر

وحيث مدح رجلاً بالشجاعة فقال:

يجود بالنفس إذ ضن الجواد بهـا
والجود بالنفس أقصى غاية الجود

وهجا رجلاً بقبح الوجه والأخلاق فقال:

قبحت مناظره فحين خبرته
حسنت مناظره لقبح المخبر

وتغزل فقال:
هوى يجد وحبيب يلعب
أنت لقى بينهما معذب

فقال المأمون: هذا أشعر من خضتم اليوم في ذكره.


وعتب عيسى بن داود بن حاتم على مسلم بن الوليد فهجره وكان عليه محسناً فكتب إليه مسلم:

شكرتك للنعمى فلـمـا رمـيتـنـي
بصدك تأديباً شكرتك في الـهـجـر

فعندي للتـأديب شـكـر ولـلـنـدى
وإن شئت كان العفو أدعى إلى الشكر

إذا ما اتقاك المـسـتـلـيم بـعـذره
فعفوك خير من ملام عـلـى عـذر

فرضي عنه وعاد له كما كان حاله .

ومدح البرامكة فقال:

كأنه قمــر أو ضيغـم هصـر
أو حيـة ذكـر أو عارض هطـل

لا يضحك الدهر إلا حين تسأله

ولا يعبـس إلا حــين لا يُسَـُل


ومدح داود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم لما أصبح الحل والعقد بيد الفضل بن سهل ذي الرياستين وزير المامون وكان قد مدخه كثيرا فقلده مظالم جرجان. واكتسب من عمله الجديد مئات الألوف الا انه أنفقها في لذاته وشهواته

وقيل ان مسلم بن الوليد كان بخيلاً فقد جاء عن دعبل بن علي الخزاعي انه قال:
كان مسلم بن الوليد من أبخل الناس فرأيته يوماً وقد استقبل الرضا عن غلام له بعد موجدة فقال له:
قد رضيت عنك وأمرت لك بدرهم.


ولما قتل الفضل لزم منزله بجرجان ونسك ولم يمدح أحدا
وظل حتى مات غريباً عن مدينته واهله . وقد رثاه بقصيدة مطلعها :

ذهلت فلم أنقع غلـيلاً بـعـبـرة
وأكبرت أن ألقى بيومك نـاعـيا

توفي الشاعر مسلم بن الوليد الانصاري بجرجان في عام \208هـجرية –823 ميلادية فرثاه أصدقاؤه من الشعراء كما رثاه
ابنه خارجه فقال:

إذا مرضت أشعار قوم فإنه
تعطلت الأشعار من بعد مسلم

يجيئك منها بالصحيح المُسَلِّمِ

وصارت دعاويها إلى كل معجمِ

أعجب بعض النقاد والخلفاء والأمراء والعامة بشعر مسلم .
وقد قال عنه ابن شرف القيرواني:

(وأما صريع فكلامه مرصع ونظامه مُصَّنع وغزله عذب مستعذب وجُملةُ شعره صحيحة الأصول قليلة الفضول وشبهه بزهير والنابغة ).


انشد مسلم بن الوليد الشعر في اغلب الفنون الشعرية ومنها المديح والهجاء والرثاء والوصف والغزل فكان يمدح لأجل المال والجاه والمجد ويهجو هجاءً لاذعاً كل من وقف في طريقه من الشعراء وغيرهم الذين يحاولون إبعاده عن الشهرة والمجد أما رثاؤه فيعتمد على ذكر الكرم والشجاعة في شخص المرثي وأما وصفه فهو كثير يحكي فيه عن البيئة التي كان يعيش فيها والطبيعة ومافيها . واما في الغزل فحدّث ولا حرج فيكفي انه لقب صريع الغواني لعشقه النساء الجميلات والتغزل بهن.


اما قصيدته التي عارضها ابن عبد ربه الاندلسي فلاميته هذه
يقول فيها:


أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَبا قَبلي
وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي

فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً
وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي

أُحِبُّ الَّتي صَدَّت وَقالَت لِتُربِها
دعيهِ الثُرَيّا مِنهُ أَقرَبُ مِن وَصلي

أَماتَت وَأَحيَت مُهجَتي فَهيَ عِندَها
مُعَلَّقَةٌ بَينَ المَواعيدِ وَالمُطلِ

وَما نِلتُ مِنها نائِلاً غَيرَ أَنَّني
بِشَجوِ المُحِبّينَ الأُلى سَلَفوا قَبلي

بَلى رُبَّما وَكَّلتُ عَيني بِنَظرَةٍ
إِلَيها تَزيدُ القَلبَ خَبلاً عَلى خَبلِ

كَتَمتُ تَباريحَ الصَبابَةِ عاذِلي
فَلَم يَدرِ ما بي فَاِستَرَحتُ مِنَ العَذلِ

وَمانِحَةٍ شُرّابَها المُلكَ قَهوَةٍ
مَجوسِيَّةِ الأَنسابِ مُسلِمَةِ البَعلِ

رَبيبَةِ شَمسٍ لَم تُهَجنَ عُروقُها
بِنارٍ وَلَم يُقطَع لَها سَعفُ النَخلِ

تَصُدُّ بِنَفسِ المَرءِ عَمّا يَغُمُّهُ
وَتُنطِقُ بِالمَعروفِ أَلسِنَةَ البُخلِ

قَدِ اِستُودِعَت دَنّاً لَها فَهوَ قائِمٌ
بِها شَفَقاً بَينَ الكُرومِ عَلى رِجلِ

بَعَثنا لَها مِنّاً خَطيباً لِبُضعِها
فَجاءَ بِها يَمشي العِرضَنَة في مَهلِ

رَقى رَبَّها حَتّى اِحتَواها مُغالِياً
عَقيلَتَهُ دونَ الأَقارِبِ وَالأَهلِ

فَوافى بِها عَذراءَ كُلَّ فَتى نَدَىً
جَزيلَ العَطايا غَيرَ نِكسٍ وَلا وَغلِ

مُعَتَّقَةً لا تَشتَكي وَطءَ عاصِرٍ
حَرورِيَّةً في جَوفِها دَمُها يَغلي

أَغارَت عَلى كَفِّ المُديرِ بِلَونِها
فَصاغَت لَهُ مِنها أَنامِلَ كالذَّبلِ

أَماتَت نُفوساً مِن حَياةٍ قَريبَةٍ
وَفاتَت فَلَم تُطلَب بِتَبلٍ وَلا ذَحلِ

شَقَقنا لَها في الدَّنِ عَيناً فَأَسبَلَت
كَما أَسبَلَت عَينُ الخَريدِ بِلا كُحلِ

كَأَنَّ حَبابَ الماءِ حينَ يَشُجُّها
لَآلِئُ عِقدٍ في دَماليجَ أَو حِجلِ

كَأَنَّ فَنيقاً بازِلاً شُكَّ نَحرُهُ
إِذا ما اِستَدَرَّت كَالشُعاعِ عَلى البَزلِ

كَأَنَّ ظِباءً عُكَّفاً في رِياضِها
أَباريقُها أَوجَسنَ قَعقَعَةَ النَبلِ

ظَلِلنا نُناغي الخُلدَ في مَشرَعِ الصِبا
عَلَينا سَماءُ العَيشِ دائِمَةُ الهَطلِ

وَدارَت عَلَينا الكَأسُ مِن كَفِّ طَفلَةٍ
مُبتَلَّةٍ حَوراءَ كَالرَشَءِ الطَّفلِ

وَحَنَّ لَنا عودٌ فَباحَ بِسِرِّنا
كَأَنَّ عَلَيهِ ساقَ جارِيَةٍ عُطلِ

تُضاحِكُهُ طَوراً وَتُبكيهِ تارَةً
خَدَلَّجَةٌ هَيفاءُ ذاتُ شَوىً عَبلِ

إِذا ما اِشتَهَينا الأُقحُوانَ تَبَسَّمَت
لَنا عَن ثَنايا لا قِصارٍ وَلا ثُعلِ

وَأَسعَدَها المِزمارُ يَشدو كَأَنَّهُ
حَكى نائِحاتٍ بِتنَ يَبكينَ مِن ثُكَلِ

غَدَونا عَلى اللَذّاتِ نَجني ثِمارَها
وَرُحنا حَميدي العَيشِ مُتَّفِقي الشَكلِ

أَقامَت لَنا الصَهباءُ صَدرَ قَناتِها
وَمالَت عَلَينا بِالخَديعَةِ وَالخَتلِ

إِذا ما عَلَت مِنّا ذُؤابَةَ شارِبٍ
تَمَشَّت بِهِ مَشيَ المُقَيَّدِ في الوَحلِ

فَلا نَحنُ مِتنا ميتَةَ الدَهرِ بَغتَةً
وَلا هِيَ عادَت بَعدَ عَلِّ إِلى نَهلِ

وَساقِيَةٍ كَالريمِ هَيفــــــاءَ طَفلَةٍ
بَعيدَةِ مَهوى القُرطِ مُفعَمَةِ الحِجلِ

تَنَزُّهُ طَرَفَي في مَحاسِنِ وَجهُها
إِذا اِحتُثَّتِ الطاساتُ يُغنى عَنِ النُقلِ

سَأَنقادُ لِلَّذاتِ مُتَّبِعَ الصِبــــــــا
لِأُمضِيَ هَمّي أَو أُصيبَ فَتىً مِثلي

هَلِ العَيشُ إِلّا أَن أَروحَ مَعَ الصِبا
وَأَغدوا صَريعَ الراحِ وَالأَعيُنِ النُجل


فقال الشاعر ابن عبد ربه الاندلسي صاحب كتاب ( العقد الفريد ) معارضا لقصيدة مسلم بن الوليد :



ابن عبد ربه الاندلسي



هو ابو عمر احمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سالم القرطبي وكان جده سالم كان مولى للأمير هشام الرضا.

ولد بمدينة (قرطبة ) في 10 رمضان\ 246 هـجرية – 860 ميلادية . وتلقى العلوم على يد شيوخ عصره فدرس الفقه والتاريخ والاد ب والشعر ثم عني بممارسة نظم الشعر كتابة الادب واهتم بدراسة كتب المشارقة ويعتقد بعض الباحثين ان ابن عبد ربه رحل الى المشرق وانه افاد من ذلك في توسيع دراسته وتعميق العلم وتقوية اواصر ثقافة المشرق وأشعاره التي في مرحلة فتوته وشبابه يكثر فيها اللهو والغزل غير الماجن . يقول:

أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
يا شفائي منَ الجوى وبلائي
اتصل ابن عبد ربه بأمراء بني امية ومدحهم ونال عطاءهم كما انه ادرك حكم عبد الرحمن الناصر وكان يتكسب في شعره بمدحه للأمراء، فعُدّ بذلك أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر وفي هذه المرحلة تحول الحكم من نظام الامارة الى نظام الخلافة يقول في ذلك:

يَا بْنَ الخَلائِفِ إنَّ المُزنَ لَوْ عَلِمَتْ
نداكَ ما كانَ منها الماءُ ثجاجا

وَالحَرْبُ لَوْ عَلِمَتْ بأساً تَصُولُ بِهِ
ما هَيَّجَتْ مِنْ حُمَيَّاكَ الَّذي اهْتاجا

كان ابن عبد ربه اديبا ،بارعا ،متعدد الجوانب ،فهو شاعر، وكاتب، ومؤلف بارز و كان من الرواد في نشر فن الموشحات الا ندلسية وقيل أخذه عن مخترعه ( مقدم بن معافى القبري) وقيل :
( ان ابن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد اول من سبق الى هذا النوع الموشحات )

ويعد كتابه ( العقد الفريد ) كتابا رائعا في اللغة والادب ومعرضا لكتاباته الادبية وذوقه الرائع فكان موسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في فقد انطوى على مقاطع نثرية أسماها ( الفرش ) وكان يدلي بالإشعار التي يذكرها للآخرين كما نظم كتابه هذا على أبواب وكل باب من هذه الابواب عرف باسم (جوهرة من الجواهر على عادة الاندلسيين في حب الزينة وإيثار الترف).

وفي اواخر اياه مال الى العزلة والعبادة بعد أن شاخ على غرار ما جنح اليه من قبل يحيى الغزال في الاندلس وأبو نؤاس في المشرق يقول:


قالوا شبابُكَ قد ولَّى ، فقلتُ لهمْ :
هل من جديدٍ على كرِّ الجديدينِ ؟

صِلْ من هِويتَ وإنْ أبدى مُعاتَبة ً
فأَطيبُ العيشِ وصْلٌ بينَ إلفينِ

واقطَعْ حبائلَ خلٍّ لا تلائمُهُ
فربَّما ضاقَتِ الدُّنيا على اثْنينِ

يعد أول شاعر كبير في الاندلس وقد اتسم اسلوبه الشعري بالعذوبة والرقة وقرب المأخذ . ويتميز في شعره بعدم الغلو في المجاز ولا الغوص على المعنى وهو ينظم برشاقة وخفة ومن هنا كانت عبارته ترق في الاسماع من دون أن يكون وراءها معنى عميق

وتمثل الابيات الفاظ الزينة وميل الأندلسيين الى التجمل بالزينة والحلي ولعلها تظهرجليا في الاشارة الفتاة الاندلسية ببشرتها البيضاء وقد شبهت باللؤلؤ فلم تلبث أن تغدو متوردة الخدين كالعقيق حياءا الا ان أثرالصنعة يبدو واضحاً من خلال حرص الشاعر وذلك بيّن في قافية المطلع و في المجانسة بينهما وكذلك في المطابقة بين الدر والعقيق ثم إيراده لهذا الطباق قائما على التضاد بين رقة خصر الحبيب وعدم رقة قلبه وربما تجلت في شعره السهولة واليسر في اللفظ


اما المرحلة الثانية من حياة ابن عبد ربه الاندلسي هي المرحلة التي تؤذن فيها الكهولة وتثقل عليه وطأة السنين فينكفئ على نفسه فيميل للحكمة وينعطف الى الزهد شأنه في ذلك الشأن اي انسان ينفتح عن الحياة في ريعان شبابه ثم لا يلبث عندما يدركه الهرم ان يتوارى عن مسرح المباهج

ذهب ابن عبد ربه مذهبا جديدا في اخريات ايامه هو نظم قصائد يعارض فيها قصائده التي قالها في حياته الاولى يلتزم فيها الوزن والقافية نفسهما ولكنه يناقض نزعته المتساهلة

وقد اصيب الاديب الشاعر والكاتب الاندلسي ابن عبد ربه بالفالج قبل عدة اعوام من وفاته لزم بيته فيها الى ان وافاه الاجل.

توفي في مدينة ( قرطبة ) في 18 جمادى الأولى \328 هـجرية -939 ميلادية ودُفن فيها .

فقال الشاعر ابن عبد ربه الاندلسي صاحب كتاب ( العقد الفريد ) معارضا لقصيدة مسلم بن الوليد :


أتقتلني ظلماً وتجحدني قتلي
وقد قام من عينيك لي شاهداً عدل

أ طلاَّب ذحلي، ليس لي غير شادنٍ
بعينيه سحرٌ فاطلبوا عنده ذحلي

أغار على قلبي، فلمــــا أتيته
أطالبه فيه أغـــــار على عقلي

بنفسي التي ضنَّت بردِّ سلامها
ولو سألت قتلي وهبت لها قتلي

إذا جئتها صدَّت حياءً بوجهها
فتهجرني هجراً ألذَّ من الوصلِ

وإن حكمت جارت عليّ بحكمها
ولكنَّ ذاك الجور أشهى من العدلِ

كتمت الهوى جهدي فجوّده الأسى
بماء البكا، هذا يخُطُّ وذا يُملي

وأحببت فيها العذل حُبّاً لذكرها
فلا شيء أحلى في فؤادي من العذلِ

أقول لقلبي كُلَّما ضامه الأسى
إذا ما أبيت العزَّ فاصبر على الذُّلِّ

برأيك لا رأيي تعرَّضت للهوى
وأمرك لا أمري وفعلك لا فعلي

وجدت الهوى نصلاً من الموت مغمداً
فجرّدته ثم اتكأت على النصلِ

فإن كنت مقتولاً على غير ريبةٍ
فأنت الذي عرَّضت نفسك للقتل



***************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى