اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

اسامة بن منقذ ومعارضته قصيدة المتنبي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



وكذلك عارض قصيدة المتنبي اعلاه الشاعر القائد أسامة بن منقذ بقصيدته الميمية *




اسامة بن منقــــــذ




* هو ابو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلّد بن نصر بن منقـذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سوار بن زياد بن رغيب بن مكحول بن عمرو بن الحارث بن عامر بن مالك بن أبى مالك بن عوف بن كنانة الكناني الكلبي .

ولد في قرية ( شيزر) القريبة من حماة في27 جمادى الثاني سنة 488هجرية - 4 يوليو 1095ميلادية وكان بها حصن منيع وتقع البلدة علي ضفاف نهر العاصي بالقرب من حماه على بعد 15 ميلاً إلى الشمال من حماه وتقوم فوق هضبة عرفت بـ (عرف الديك) ونظرًا لأهميتها وموقعها الجغرافي كانت دائمًا مطمعًا للفاتحين وخاصة البيزنطيين وكان للأمراء المنقذيين جولات عظيمة في تحرير هذا الإقليم وبسط نفوذهم عليه.

اهتم أبوه بتربيته تربية عسكرية وحربية رغم زهده بالسياسة والمناصب وشُغفه بالصيد وقد نسخ القرآن الكريم وقد تنازل عن إمارة حصن (شيزر )لأخيه عز الدين أبي العساكر قائلاً:
(وَاللَّهِ الا وَلِيتُهُ وَلاخْرُجَنَّ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا دَخَلْتُهَا )

ولما تولى عمه الإمارة و لم يكن له ولد بعد فاعتنى بابن أخيه -أُسَامة- وخصه بعطفه ورعايته ودربه على الفنون الحربية والسياسية والثقافية حتى يكون خلفًا له .

وقد أخرجه عمه أبو العساكر سلطان بن علي الأمير على بلد ة (شيزر) وبعد وفاة والده في غزواته او للدفاع عن حصون ملكه . وقيل خوفاً منه على نفسه لما رأى من شجاعته وإقدامه وقدم حلب مراراً متعددة وانتقل الى دمشق وسكن فيها حيث قرر أُسَامة الإرتحال والانتقال إلى دمشق خاصة بعد أن رزق الله عمه ولدًا وأحس أُسَامة بن منقذ - وهو الشاعر المرهف الحس - أن أحاسيس عمه قد تغيرت من ناحيته وزادت عنه وحشة ونفورًا وقد حذرته جدته لأبيه من عمه عندما رأته يوما داخلاً البلدة وبيده رأس أسد كان قد اصطاده ونصحته أن يمتنع عن ممارسة هذه الأعمال الا انه اجابها قائلا :
(إنما أخاطر بنفسي في هذا ومثله لأتقرب إلى قلب عمي )
فقالت:
( لا والله ما يقربك هذا منه وإنما يزيدك منه بعدًا ويزيده منك وحشًا ونفورًا )
فقال Sadفعلمت أنها نصحتني في قولها وصدقتني)

وفي أثناء إمارة عمه كانت ( شيزر) عرضة للغزوات المتتابعة
من بني كلاب في حلب ومن الروم البيزنطيين ومن الفرنجة الصليبيين ولكن مناعتها الطبيعية وحصنها القوي وبسالة الأمراء المنقذيين حالا دون سقوطها.

نشأ أُسَامة والصراع الإسلامي الصليبي على أشد ه فنشأ محبًا للمخاطرة والمغامرة فارسًا بطبعه فاشترك في المعارك التي دارت ضد الصليبيين وخاض معارك دامية كأحد فرسان وأبطال تلك المعارك العظيمة والتي صنعت منه شخصية بطولية فذة تمثل الفروسية الإسلامية العربية على ما ازدهرت في ربوع الشام في أواسط القرون الوسطى والتي بلغت حدها الكامل في شخص صلاح الدين الايوبي او قل في عهد هذا الشاعر والامير القائد المغوار . وقد زاد على ذلك في نظم الشعر والإبداع في الكتابة وحبه للأدب والثقافة وإطلاعه على المعارف المختلفة .

وقيل انه في إحدى رحلاته وقع أسيرًا في يد الصليبيين فاستولوا على كل ما كان معه من المال والمتاع فلم يأسف أُسَامة بن منقذ إلا على ضياع كتبه التي كانت يحملها معه كعادته فحزن عليها حزنًا شديدًا ويذكر أن هذه الكتب بلغت أربعة آلاف كتاب من الكتب النادرة .

التحق أسامة بجيش نور الدين زنكي وعاش في بلاط النوريين بدمشق قرابة ثماني سنوات حيث اشترك في الحملات الحربية على الصليبيين في فلسطين .

وقاد عدة حملات على الصليبيين منها (قلعة حارم ) حيث جمع نور الدين بن محمود صاحب الشام العساكر بحلب وسار اليها وهي تحت تصرف الافرنج وتقع غربي حلب فحاصرها وجدّ في قتالها فامتنعت عليه لحصانتها وكثرة من فيها من فرسان الافرنج ورجالهم وشجعانهم . فلما علم الفرنج ذلك جمعوا فارسهم وراجلهم من سائر البلاد وحشّدوا الحشود واستعدوا للقتال وساروا نحوها ليبعدوه عنها فلما تقارب الجيشان طلب منهم (المصاف) فلم يجيبوه إ لى ما اراد وراسلوه وتلطفوا معه فلما رأى أنه لا يمكنه أخذ الحصن ولا يجيبونه إلى (المصاف ) عاد إلى بلاده و كان معه في قيادة هذه الغزوة مؤيد الدولة أسامة بن منقذ وكان في غاية الشجاعة والقوة والبسالة فلما عاد إلى حلب دخل إلى مسجد (شيزر ) وكان قد دخله في العام الماضي سائراً إلى الحج فلما دخله هذا العام كتب على حائطه:

لك الحمد يا مولاي كم لك منة
علي وفضلاً لا يحيط به شكري

نزلت بهذا المسجد العام قافلاً
من الغزو موفور النصيب من الأجر

ومنه رحلت العيس في عامي الذي
مضى نحو بيت الله والركن والحجر

فأديت مفروضي وأسقطت ثقل ما
تحملت من وزر الشبيبة عن ظهري

ثم برحها الى حصن (كيفا ) على نهر دجلة في الموصل فأقام فيها .

ولمّا لقى الفرنج في أرض (بصرى) و(صرخد) مع نور الدين كتب قصيدة اليه يقول فيها:

كل يوم فتح مبين ونصر
واعتلاء على الأعادي وقهر

صدق النعت فيك أنت معين
الدين إن النعوت قال وزجر

أنت سيف الإسلام حقا، فلا كَل
غراريك أيها السّيفُ دهر

لم تَزل تُضمر الجهاد مُسِرَّا
ثم أعلنت حين أمكن جهر

وقد صرف أُسَامة بن مُنقذ معظم شبابه في بلاط عماد الدين زنكي للفترة ( 477 - 541هجرية - 1084- 1146ميلادية ) ومع نور الدين محمود للفترة (511 - 569هجرية - 1118- 1174ميلادية ) بدمشق .

ثم انتقل بعدها إلى مصر في عام (539هجرية - 1144ميلادية ) وفي رواية اخرى سنة \540 هجرية حيث أقام قريبًا من البلاط الفاطمي وصاحب الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وخلفه الظافر بأمر الله وشارك خلالها في أحداثها السياسية وكان شاهد عيان على كل المكائد والدسائس وثورات الجند وأحداث الفتن والنزاع الذى نشب بين الخلفاء والوزراء واشتداد الفساد الذى اتخذ من مصر مرتعًا خصبًا له في تلك الحقبة الزمنية فعشش في كل مكان وحاول بقدر المستطاع أن ينأى بنفسه عن تلكم الفتن ومؤامرات القصور وقد أفاض في وصف هذه الفتن و جو المكائد والمؤامرات، وفي العموم جاء ما رسمه أسامة بن منقذ بقلمه صورة بائسة للحياة السياسية في مصر في نهايات أيام الدولة الفاطمية. يقول :

انظُر إلى صَرفِ دهري كيف عوَّدَنِي
بعد المشيبِ سِوَى عاداتيَ الأُوَلِ

وفي تغايُرِ صَرْفِ الدهرِ معتبرٌ
وأي حالٍ على الأيامِ لم تَحُلِ

قد كنتُ مِسعَرَ حَرْبٍ كُلّما خَمَدَتْ
أذكيتُها باقتداحِ البيضِ في القُلَلِ

همِّي منازلةُ الأقرانِ أحسبُهم
فرائِسِي فهُمُ منِّي على وَجَلِ

أمضي على الهَولِ من ليلٍ وأهجمُ من
سيلٍ وأقدمُ في الهيجاءِ من أَجَلِ
ولستُ أرضَى بُلوغَ المجدِ في رَفَهٍ
ولا العُلى دونَ حَطْمِ البيضِ والأسَلِ

ثم نشأت بينه وبين القائد صلاح الدين الأيوبي (532 - 589 هجرية - -1138 - 1193ميلادية ) صداقة قوية وجميعهم بلا شك من فرسان ذلك العصر وامرائهم .

ولما ملك السلطان صلاح الدين الايوبي دمشق دعى الامير اسامة بن منقذ اليه فأجابه حيث بعثه صلاح الدين الأيوبي كسفير إلى بلاد المغرب لطلب العون من الخليفة أبي يوسف يعقوب بن يوسف المنصور. وقد لقي ابن منقذ حفاوة وترحابا وتكريما من الخليفة يعقوب المنصور ومن أبرز معالم تلك الحفاوة أن الخليفة أعطى لابن منقذ لما مدحه بقصيدة تشتمل على أربعين بيتا ألف دينار لكل بيت وقال له:
إنما أعطيناك لفضلك ولبيتك يعني لا لأجل صلاح الدين -
من هذه القصيدة الابيات :

سأشكر بحرا ذا عباب قـطعته
إلى بحر جود ما لأخراه ساحل
إلى معدن التقوى، إلى كعبة الندى
إلى من سمت بالذكر منه الأوائل
إليك أمـير المؤمنـين ولم تـزل
إلى بابك المأمول تزجى الرواحل
قطعـت إليك البر والبحر موقنـا
بأن نداك الغمر بالنجح كافـل

و في سفارته هذه وقيل اكثر من ذلك وكان قد بلغ من العمر الثمانين ولما بلغ التسعين من عمره انشد:

لما بلغتُ من الحياةِ إلى مَدَى
قد كنتُ أهواه تمنَّيْتُ الرَّدَى

لم يبْقِ طولُ العمرِ منِّى مُنَّةً
ألقى بها صَرْفَ الزمانِ إذا اعْتَدَى

ضَعُفت قوايَ وخانني الثِّقَتَانِ من
بصري وسمعي حين شارفتُ المَدَى

وقد عمّر ثلاث وتسعين سنة وتوفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان سنة \ 584 هجرية / 1188 ميلادية في دمشق ودفن شرقي جبل قاسيون .

. عُني بالشعر والقتال منذ أول حياته وعرف بشاعريته الغزيرة وغلب على شعره : الفخر والغزل والوصف. وتميز بسلاسة في الأسلوب وبراعة التصوير ودقة الملاحظة وصدق الرواية وبلاغة القول .

اما كتاباته النثرية فقد تميزت بأسلوب قصصي رائع . كما تميز بالأمانة والصدق والتجرد من الهوى والتزام الحيادية في تسجيل الأحداث والوقائع ورؤيته لها وقد تمتع بحس فكاهي رائع واسلوب ساخر يحكي من خلاله مشاهداته وانطباعاته.

اما قصيدته التي عارض فيها المتنبي فهذه هي قال فيها :

إذا ضَاق بالخَطِّيِ مُعتَركُ الوغَى
وهالَ الرّدَى وقعُ الظُّبا في الجَماجِمِ

سَلِ الموتَ عنِّي فهو يشهدُ أنَّني
على خَوضِه في الحربِ ثبْتُ العَزائِمِ


لكَ الفضلُ من دون الوَرى والمكارمُ
فَمَنْ حاتِمٌ ما نال ذا الفخرَ حاتِمُ

وصَلتَ فأغنيتَ الأنامَ عن الحَيا
وصُلْتَ فخافَت من سُطاك الصّوارِمُ

وجُدتَ على بُخلِ الزَّمانِ فأين مِن
نَداكَ السكوبِ المُستهِلِّ الغَمائمُ

تكفّلتَ للإســـــــــلام أنكَ مانِـــــعٌ
حِماهُ مبيحٌ ما حَمى الكفرُ هادِمُ

فأصبحتَ تَرعى سرحَه بصَريمةٍ
من العزمِ لم تبلُغ مَداها العَزائمُ

وأيّدتَه بالعـــــــدلِ والبذل والتُّقَى
وضربِ الطّلى والصالحاتُ دَعائِمُ

فَعدلٌ مُزيلٌ كلَّ ظُلمٍ وُجُــــــــودُه
وجودٌ مُذيل ما تَصون الخَواتِمُ

رميتَ العِدا بالأُسْدِ في أجَمِ القَنا
على الجُرد تقتادُ الرّدى وهو راغِمُ

بمثلِ أتِيِّ السّيلِ ضاقَ به الفَضا
وضاقَ على الأعداءِ منهُ المخارمُ

يُبارين شُهْبَ القَذفِ يَحمِلن مثلَها
من الحَتْف للباغي الرّجيمِ رَوَاجِمُ

سرايا كَموجِ البحرِ في ليلِ عِثيرٍ
به مِن عَواليهِمْ نجومٌ نَواجِمُ

تسيرُ جيوشُ الطّير فوق جيوشِها
لها كلَّ يوم من عِداها ولائِمُ

فإن خَفَضَ الفُرسانُ للطّعنِ في الوغى
رِماحَهُمُ انقضَّتْ عليها القَشاعِمُ

تعرَّض منها فَوق غزَّة عارِضٌ
ســــــحابُ المَنايا فوقَه مُتراكِمُ

فلِلنَّقعِ سُحبٌ والسيوفُ بوارقٌ
ولِلدَّمِ وَبْلٌ والنّباتُ جَمــــــاجِمُ

بوارقُ منها الغوثُ لا الغيْثُ يُرتجَى
أشائِمُ لا يَروَى بها الدَّهرَ شائِمُ

فليس لراجٍ غيرَ عفوِك ملجأٌ
وليس لعاصٍ لم يُنِبْ منك عاصِمُ

تنزّهتَ عن أموالِ مَن أنتَ قاتلٌ
فقد جُهلَتْ بين الجيوشِ المَقاسِمٌ

فَنَهبُك أرواحٌ تُنفِّلُها الظُّبَــــــا
وسُــــــمْرُ العَوالي والبلادُ مغانِمُ

فلا مَوردٌ إلاّ يُمازِجــــــــــهُ دمٌ
ولا مرتَعٌ إلاّ رعته المَناسِـــــــمُ

فسيفُك للخَصمِ المعاندِ خاصِمٌ
وعدلُكَ للشكوى وللجَورِ شاكِمُ

خلطتَ السّطا بالعَدلِ حتّى تألّفَتْ
أسودُ الشّرى والمُطفِلاتُ الرّوائِمُ

يَشُنُّ أبو الغاراتِ غاراتِ جُودِهِ
على مالِه وهو المطيعُ المُسالِمُ

ويبعثُها شُعثَ النّواصي كأنّها
ذئابُ الفَلا تُردي عليها الضّراغِمُ

تُلِظُّ بأرضِ المشرِكين كأنّها
صوادٍ إلى وِردٍ حوانٍ حَوائمُ

فَويحَ العِدا من بأسها إنما سرى
إليها ولم تَشْعُر ردىً وَأداهُمُ

فهُم جُزُرٌ للبيضِ والبيضُ كالدّمَى
سبايا تُهادى والبلادُ مَعالِمُ

غزوتَهمُ في أرضِهم وبلادِهمْ
وجحفلُهمُ في أرضها مُتزاحِمُ

فأفنيتَهم قَتْلاً وأسراً بأسرِهم
فناجيهمُ مُستسلِمٌ أو مُسالِمُ

فلمّا أبادتهُم سيوفُكَ وانجَلت
عن الأرضِ منهمْ ظُلمةٌ ومظالِمُ

غزوتَهُمُ في البحرِ حتّى كأنما ال
أساطيلُ فيه موجُهُ المتلاطِمُ

بِفُرسانِ بحرٍ فوقَ دُهْمٍ كأنّها
على الماءِ طيرٌ ما لهُنَّ قَوادِمُ

يصرِّفُها فُرســــــــانُها بأعِنَّةٍ
جَرَت حيثُ لم تُوصل بهِنَّ الشَّكائِمُ

إذا دَفعوها قلتَ فُرسانُ غارَةٍ
سَرَوْا بجيــــــادٍ ما لَهُنَّ قوائِمُ

يَسوقُ أساطيلَ الفرنجِ إليهِمُ
حِمامٌ وطيرٌ للفَرنجِ أَشــــائِمُ

دماؤُهُم في البحرِ حُمرٌ سوائِحٌ
وهامُهمُ في البرّ سُحْمٌ جَواثِمُ

فلم يَخفَ في فَجٍّ من الأرضِ هارِبٌ
ولم يَنجُ في لُجٍّ من الماءِ عائِمُ

وعاد الأُسارى مُردَفين وسُفْنُهم
تُقادُ كما قاد المهاري الخَزائِمُ

وقد شَمَّر المَلْكانِ في الله طالِبَيْ
رِضاهُ بعزمٍ لم تَعُقْهُ اللّوائِمُ

بجِدٍّ هو العضبُ الحسامُ وحدُّهُ
لعاديةِ الأعداءِ والكفرِ حاسِمُ

وقاما بنصرِ الدِّين واللهُ قائمٌ
بنصرِهما ما دام للسيفِ قائمُ

وما دون أن يَفنى الفرَنجُ وتُفْتَحَ ال
بلادُ سوى أن يُمضيَ العزمَ عازِمُ

فيا مَلِكاً قد أحمد اللهُ ســــعيَه
ونيَّتَه واللهُ بالســـــــِرِّ عالِمُ

تَهنَّ ثناءً طبَّقَ الأرضَ نَشرُهُ
هو المسكُ لا ما ضُمِّنَتْهُ اللَّطائِمُ

ثَناءً به يَحدو الحُداةُ ويُنشِدُ الرْ
رُواةُ وتَشدو في الغصونِ الحمائِمُ

يسيرُ معَ الرُّكبانِ أنَّى تيمَّمُوا
على أنّه في ساحةِ الحيِّ هاجِمُ

أميرَ الجيوشِ اُسمَعْ مقالَة بائحٍ
بشكرِكَ يُبدي مثلَ ما هو كاتِمُ

بِفَضْلِكَ آلى صادِقاً أنَّ فكرَهُ
لعَاصٍ له في نَظمِ ما هو ناظِمُ

كأَنَّ بَديعَيْ شـــــــعرِهِ وبَيانِهِ
حروفُ اُعتلالٍ والهمومَ جوازِمُ

على أنه كالصُّمِّ صبراً وقسوةً
تَحزُّ المُدى في قلبِه وهو كاظِمُ

فما يَعرفُ الشّكْوى ولا يستكينُ لِلْ
خُطوبِ ولا تُوهي قواهُ العَظائِمُ

ولو كان سَحباناً أَجرَّ لسانَهُ
ألا هكَذا في الله تُمضي العزائمُ

هيَ السّحرُ لا ما سارَ عن أرضِ بابلٍ
هي الدُّرُّ لا ما ألَّفَتْهُ النّواظِمُ

فريدةُ دهرٍ للقلوبِ تهافُتٌ
عليها وللأَسماعِ فيها تَزاحُمُ

إذا أُنْشِدَتْ في مَحفِلٍ قالَ سامِعٌ
أنَفْثَةُ سِحرٍ أم رُقىً وتمائمُ

ولولا رجاءُ الصَّالحِ المَلِكِ الّذي
بدولَتِهِ الدَّهرُ المقَطِّبُ باسِمُ

وأنّي أُمَنِّي النفسَ لثْمَ بنانِــــهِ
وما كانَ قبلي للسحائِبِ لاثِمُ

ففيها مَنايا للأعادي قَواصِـــــمٌ
وفيها بحارٌ للعطايا خَضارِمُ

وحَطِّي رحالَ الشكرِ عنِّي بِبابِهِ
بحيثُ اعْتِدا الآمالِ في المالِ حاكِمُ

ويعجبُ منّي الناسُ حتَّى يقولَ مَن
رآني إلى الجنَّاتِ قد عادَ آدَمُ

قضيتُ لبُعدي عن ذُراهُ ندامَةً
ولا عجَبٌ إن ماتَ بالهمِّ نادِمُ

أتتْكَ ابنةُ الفِكر الحسيرِ وإِنَّها
تسيرُ مَسيرَ البَدْر والليلُ عاتِمُ

بمدْحٍ بديعٍ من وليِّ مُمَدَّحٍ
جَديرٍ بأن يُغلي به السَّومَ سائِمُ

تَسومُ جميلَ الرأيِ لا المالَ إنَّه
بَذولٌ له فيما قَضَتْهُ المكارِمُ

تَضَمَّنَ روضاً زهرُه مدحُ مجدِكَ الْ
عَليَّ وأوراقُ الكتابِ كَمائِمُ

فدُمتَ ودامتْ هالةٌ أنتَ بدرُها
ومُلْكُكَ ما كرَّ الجديدانِ دائمُ

لك الفضل من دون الورى والأكارم
فمَنْ حاتمٌ؟ ما نال ذا الفخر حاتــــــــمُ


وعندما نظم المتنبي قصيدته اللا مية ( اعلى الممالك ) في مدح سيف الدولة وقال :


أَعلى المَمالِكِ ما يُبنى عَلى الأَسَلِ
وَالطَعنُ عِندَ مُحِبِّيهِنَّ كَالقُبَـــــلِ

وَما تَقِرُّ سُيوفٌ في مَمالِكِهـــــا
حَتّى تُقَلقَلُ دَهراً قَبلُ في القَلَلِ

مِثلُ الأَميرِ بَغى أَمــــراً فَقَرَّ بِـــــهِ
طولُ الرِماحِ وَأَيدي الخَيلِ وَالإِبِلِ

وَعَزمَةٌ بَعَثَتها هِمَّـــــةٌ زُحَـــــــــلٌ
مِن تَحتِها بِمَكانِ التُربِ مِن زُحَلِ

عَلى الفُراتِ أَعاصيرٌ وَفي حَلَـــــبٍ
تَوَحُّشٌ لِمُلَقّي النَصرِ مُقتَبَلِ

تَتلو أَسِنَّتُهُ الكُتبَ الَّتي نَفَذَت
وَيَجعَلُ الخَيلَ أَبدالاً مِنَ الرُسُلِ

يَلقى المُلوكَ فَلا يَلقى سِوى جَزَرٍ
وَما أَعَدّوا فَلا يَلقي سِوى نَفَلِ

صانَ الخَليفَةُ بِالأَبطالِ مُهجَتَهُ
صِيانَةَ الذَكَرِ الهِندِيَّ بِالخَلَلِ

الفاعِلُ الفِعلَ لَم يُفعَل لِشِدَّتِـــــهِ
وَالقائِلُ القَولَ لَم يُترَك وَلَم يُقَلِ

وَالباعِثُ الجَيشَ قَد غالَت عَجاجَتُهُ
ضَوءَ النَهارِ فَصارَ الظُهرُ كَالطَفَلِ

الجَوُّ أَضيَقُ ما لاقاهُ ساطِعُها
وَمُقلَةُ الشَمسِ فيهِ أَحيَرُ المُقَلِ

يَنالُ أَبعَدَ مِنها وَهيَ ناظِــــــرَةٌ
فَما تُقابِلُهُ إِلّا عَلى وَجَــــــــلِ

قَد عَرَّضَ السَيفَ دونَ النازِلاتِ بِهِ
وَظاهَرَ الحَزمَ بَينَ النَفسِ وَالغِيَلِ

وَوَكَّلَ الظَنَّ بِالأَسرارِ فَاِنكَشَفَت
لَهُ ضَمائِرُ أَهلِ السَهلِ وَالجَبَلِ

هُوَ الشُجاعُ يَعُدُّ البُخلَ مِن جُبُنٍ
وَهوَ الجَوادُ يَعُدُّ الجُبنَ مِن بَخَلِ

يَعودُ مِن كُلِّ فَتحٍ غَيرَ مُفتَخِرٍ
وَقَد أَغَذَّ إِلَيهِ غَيرَ مُحتَفِـــــلٍ

وَلا يُجيرُ عَلَيهِ الدَهرُ بُغيَتَهُ
وَلا تُحَصِّنُ دِرعٌ مُهجَةَ البَطَلِ

إِذا خَلَعتُ عَلى عِرضٍ لَهُ حُلَلاً
وَجَدتُها مِنهُ في أَبهى مِنَ الحُلَلِ

بِذي الغَباوَةِ مِن إِنشادِها ضَرَرٌ
كَما تُضِرُّ رِياحُ الوَردِ بِالجُعَلِ

لَقَد رَأَت كُلُّ عَينٍ مِنكَ مالِئَها
وَجَرَّبَت خَيرَ سَيفٍ خَيرَةُ الدُوَلِ

فَما تُكَشِّفُكَ الأَعداءُ مِن مَلَلٍ
مِنَ الحُروبِ وَلا الآراءِ عَن زَلَلِ

وَكَم رِجالٍ بِلا أَرضٍ لِكَثرَتِهِم
تَرَكتَ جَمعَهُمُ أَرضاً بِلا رَجُلِ

ما زالَ طِرفُكَ يَجري في دِمائِهِمِ
حَتّى مَشى بِكَ مَشيَ الشارِبِ الثَمِلِ

يا مَن يَسيرُ وَحُكمُ الناظِرينَ لَهُ
فيما يَراهُ وَحُكمُ القَلبِ في الجَذَلِ

إِنَّ السَعادَةَ فيما أَنتَ فاعِلُــــهُ
وُفِّقتَ مُرتَحِلاً أَو غَيرَ مُرتَحِلِ

أَجرِ الجِيادَ عَلى ما كُنتَ مُجرِيَها
وَخُذ بِنَفسِكَ في أَخلاقِكَ الأُوَلِ

يَنظُرنَ مِن مُقَلٍ أَدمى أَحِجَّتَهـــــا
قَرعُ الفَوارِسِ بِالعَسّالَةِ الذُبُلِ

فَلا هَجَمتَ بِها إِلّا عَلى ظَفَــــــرٍ
وَلا وَصَلتَ بِها إِلّا عَلى أَمَـــــــــلِ


عارضه الشاعر عبيد الله الموصلي بقصيدة لامية مثلها :

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى