اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الفصل الرابع بعض قصائد المتنبي ومعالرضتها بقلم د . فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



الفصل الرابع


بعض قصائد المتنبي ومعارضتها



ابو الطيـــــــب شاعر العربية الاكبر ولم تنجب الامة العربية شاعرا مثله جمع بين الشعر والعاطفة والحكمـــة والخيال والعلم واللغة والبلاغة والنحو . وروحه الشعرية شذية فواحة غلابة وكانـــــــت عواطفه هي الدم في جسد قصائده فكسبتها الحياة الابديــــــــــة والروعة والجمال والكمال فهو ذو شاعرية فريده وهو شاعر العربية بلا منازع . مذهبه الشعري عجز الشعراء ان ياتوا بمثلــــه او مجاراته حتى عد شاعر العربية الاكبر حتى قيل المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس ) فديوانه في كل مكتبة صغيرة اوكبيرة اوقل في كــــــــــل بيت و دار واشعاره على كل لسان ولم يحض شاعر حضوة مثل حضوته فقد سار شعره في الافاق مثل اشعة الشمس وذلك يعود لسببيـن :

الاول : رعاية الملوك والامراء له وعنايتهم به وبشعره الذي خلدهم بمدحه .

والثاني: قوة شاعريته وتظلعه في اللغة والادب

وهل من شاعر قبل المتنبي ا وبعده مثله ويحق لي ان اقول (كل الشعراء عيال على المتنبي ولم يجاريه شاعر لحد الان ) لذا كان عندما يقول قصيدة رائعة يعارضها الشعراء من بعده لذا كثرت معارضات قصائده في وقته وعلى مدى العصور والازمنة من بعده . وسنذكر بعضا من هذه القصائد التير عورضت وقصائد المعارضة .

المتنبي: هو أبو الطيب هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي
ولد بالكوفة سنة \ 303 هـجرية – 915 ميلادية
و نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة .

كان أبوه سقاءاً يسقي الماء لاهل الكوفة وقـــد نشـــــــأ طموحا جدا ذو نفسية ثورية وامل قوي .عزم منذ البداية وهو طفل الى مناه ومن سار على الدرب وصل. وتوفيت امه وهو صغير فاهتمت بتربيته جدته لامه فلما توفيت جدته رثاها بافضل رثاء مبينا ما في نفسه :

أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمدًا وَلا ذَمّا
فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما

و فطن إليه أبوه منذ الصغـــــــر فاجراه الى كتاتيب الكوفة ومجالسها وكانت الكوفة يومذاك جامعة العلم والثقافة والادب فتعلم القراءة والكتابة وأحـــب مجالس الأدب والشعر وكان ذا فكر وقاد وقريحة ثاقبة وحافظة عجيبة فحفظ الشعر تعلم العربية وأصولها ثم رحل في صباه الى بادية السماوة ليتعلم اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن وبقي فيها سنين تعلم الكرم الشجاعة والشهامة العربية وحدة المـــــــزاج واحب الحرية حتى عاد إلى الكوفة وكأنه بدوي صميم .

نشأ أبو الطيب في فترة تفككت فيها الدولة العباسية ونشوء الدويلات الاسلامية وتناثرها . تلك الدويلات التي نخرت جسم الدولة العباسية وقامت على اجزاء قسم منها بعد نضج حضاري وصل الى منتهاه وتصدعات سياسية وتوترات وصراعات شديدة عاشها العرب والمسلمون. وقيل كني ب ( المتنبي ) لقوله
قصيدته الدالية منها :

مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ

وكانت الخلافة العباسية في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي اصبح في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من الاعاجم غير العرب.

ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام وغيرها وتعرضت الدولة الاسلامية لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق مثل حركة القرامطة في الخليج العربي والبحرين وهجماتهم على الكوفة والمدن العربية الاخرى وقد قيل انهم هجموا على مكة المكرمة واستحلوا الكعبة واخذوا الحجر الاسود معهم وبقي عندهم احدى عشرة سنة .

و كان لكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة ولكل وزير مجلس يجمع فيه الشعراء والادباء والعلماء يتفاخرون بينهم ويتنافسون كوسيلة وصلة بينهم وبين الحاكمين لهذه الدويلات والمجتمع فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس او الوزير . فالشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلاً يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته.

و كانت نشأة أبي الطيب بفكره الوقاد فوعى ذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً شغفه في القراءة و قوة الحفظ لديه فكان له شأن كبير في مستقبل الأيام أثمر في عبقرية في الشعر العربي. فأعلن عنها في شعره تلميحاً وتصريحاً وقد نصحه بعض اصدقائه وحذره من مغبة أمر نفسيته المتعالية وطموحه الشديد حذروه من ذلك ومنهم أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل فلم يستمع المتنبي لاحد فانتهى به الأمر إلى السجن.

وقد تفتحت منابع الشعر فيه من مناهلها الأولى منذ الطفولة المتنبي هذا ذو النفسية العالية المتكابرة كان يـــرى كل الناس اقل منه شأنا وانه يرى نفسه أفضل من الملوك والامراء وأولادهم في ملكهم ومــــــــــن عروشهم غير هياب من احد انظر إليه في شبابــــه يقول:-

أي محل ارتقــي أي عظيم اتقــــــي
وكل ما خلق الله وما لم يخلـــــــــق
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي

لذا حقد على كل شيء في الزمن لعدم نيله ما يختلج في نفسه من امانيه الواسعة وتمرد على دهره وعلى المجتمع والظلم الاجتماعي المخيم علـــــــــى الناس في حينه ويعود ذلك الى نفسه المجبولة على التمرد والثورة وحبه لذاته واعجابه المتغطرس بنفسه المتعاليــــــــــة اولا وللافكار القرمطيــــة التي تفهمها وكانت سائدة انذاك ثانيا هذه الافكار التي تحمل الردة على الدين والثورة على الاوضـــــــاع الاجتماعية السائدة يومـــــــذاك والتي لاقت صدى واسعا في نفسية هذا الشاب المراهق المتمرد على كل شىء فكان مـــــــــــن دعات الحركة القرمطية . الا انه بعد جلاء القرامطة عن الكوفـــــــــة توجه الى بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة لكنه لم يستقر بها . فسافر الى الشام سنة\ 321 هجرية وساح في البادية وفي نفسه ميل للفكر القرمطي متكسبا بشعره ليعيش فيه حيث ذاع صيته في الشام وحين وصل الى حلب وكان خبره قد انتشر بها من انه شاعر فـــــذ وانه قرمطى الافكار و انه قدم لبث الدعاية لهذا المذهب . فقبض عليـــــه واودع السجن وكانت حلب يومذاك تحت سيطرة الاخشيد وواليهــــــا ابو لؤلو الغوري ولبث في السجن مدة مكابرا متعاليا متمسكــا بافكاره وارائه الا ان طول مكوثه في السجن و تعرضه للمرض اذل جمـــــاح نفسه المتمرده فطلب العفو وثاب الى رشده وكان الوالي الجديد لحلب (اسحاق بن كيغلغ ) فاطلق سراحه على شرط ان يغادر حلـب ولا يبق بها ابدا

بقي ابو الطيب متجولا في الشــــــــام متكسبا بشعره مادحا هذا وذاك ممن يراهم دونه حتى كره هذه الحياة وبغضها وقد لبث في ا نطاكية اربع سنوات ثم غادرهــــا ساخطا على نفسه ودهره وانحدر نحو الجنوب الى طبرية فاتصل هناك ببدر بن عمـار واليها ومدحه .

وكان هذا واليا عباسيا بعد ان طرد العباسيون الاخشيد من ارض الشام ولما كثر حساد ابو الطيب على حضوته لدى بدر وكثرة الوشايات وخال المتنبي نفسه في مازق فر من طبرية عائدا الى انطاكية واتصل بابي العشائر الحمداني والي انطاكية مـن قبل الامارة الحمدانية فكان سببا في اتصاله بامير الدولة الحمدانية حيث توجه الى حلب مقا م الامارة الحمدانية في سنة \337 هجرية.

انقطع المتنبي الى مدح سيف الدولة الحمداني وكانت شهرته قــــــــد طبقت الافاق وقد اناله هذا الامير منزلة عظيمة منها انه كان ينشد شعره في حضرة الامير جالسا ووهبه ما لم يهب احدا من الشعراء من قبلـــــــه لا بعده فعاش بترف ورفاه وكانا في عمر واحد تقريبا وأحب المتنبي سيف الدولة لمكانته الكبيرة عنده طيلة مكوثه عنده وقد منح الشاعر سيف الدولة قصائــــد في المدح والفخر خلدت ذكراه على مدى العصور وستبقى .. حيث قال فيه ما لم يقله شاعر في خليفة او امير ومدح المتنبي سيف الدولة ما لم يمدح شاعر خليفة او اميرا مثلما مدح المتنبي سيف الدولة الحمداني .

أصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب الذي أجازه على قصائده بالجوائز السنية وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام وخاض معه المعارك ضد الروم وتعد قصائده السيفية أصفى شعره واسماه . غير أن المتنبي حافظ على عادته في أفراد الجزء الأكبر من أي قصيدة يقولها لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه لكبريائه وهوى نفسه وحبه لهذه النفس المكابرة . فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة فجوة دخل منها منافسوه واعداؤه وقد كثروا في بلاط سيف الدولة.

ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياءا واستطاع في حضرة الامير سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه وظن أنه وصل إلى شاطئه الأفضل وعاش مكرماً عزيزا مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى ما تصبو اليه نفسه من مدارج المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده إلا أنه كان مطمئنا إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم ويتفهم ما في نفس شاعره .

وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ويضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل الامير على مضض تصرفاته العفوية إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.الا انه في بعض المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه إذ لا يمكن فصل الفروع عن الاصول كقوله:

من تغلب الغالبين الناس منصبه
ومن عدّي أعادي الجبن والبخل

ان طول بقائه وحضوته الكبير ة اكثر الحساد والاعداء بحيث اوغروا قلب سيف الدولة عليه فجفاه وتغير عليه ولم يترك المتنبي هذه الحالة فشكاها الى سيف الدولة في شعره مرات واستنجد به منهم عليهم ورجاه عدم سماع الوشايات
الكاذبه يقول:

ازل حس الحساد عني بكبتهم
فانت الذي صيرتهم لي حسدا

والشاعر المتنبي معتد معتز بنفسه تجد ذلك في في اغلب قصائده ومنها قصيدته الميمية المشهورة والتي انتشرت على كل لسان نظمها في مدح سيف الدولة وفخر بنفسه فيها واشار الى حساده واعداءه فيها يقول :-

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
و أسمعت كلماتي من به صمم

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم

و جاهل مده في جهله ضحكي
حتى أتته يد فراسة وفم

الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وكان اخر عهده بسيف الدولة الحمداني مجلسه بمناظرة لغوية بينه وبين (ابن خالويه ) النحوي المعروف الذي شج وجهه بمفتاح كان معه بعد غلبة المتنبي له واجرى دمه امام مرآى ومسمع سيف الدولة ولم يحرك سيف الدولة ساكنا فغضب المتنبــــــــــي وتــــــــرك المجلس وولى مغادرا حلب سنة\ 346 هجرية فتوجه الى دمشق ثم الى الفسطاط بمصر قاصدا الاخشيد بعد ان اغروه الاخشيـــــــــد واطمعوه بالولاية ان قدم هو اليهم . فذهب اليهم ومدح كافورا الاخشيدي الذي كان اميرا على راس الدولة الاخشيدية في مصر يقــــــــــــــــول :

قواصد كافور توارك غيـــــره
ومن قصد البحر استقل السواقيا

لكنه لما يئس من حصوله على ما وعده به .عزم على السفر فاستاذن الامير كافور في سفر ه فلم ياذن لـــــــ ـه وشدد عليه .

الا انه استطاع مغادرة مصر خلسة والناس مشغولون بافراح عيد الاضحى وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته والتي كان مطلعها:

عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدا دونها بيد

وفي القصيدة هجوم شديد على كافور وحاشيته من أهل مصر بما وجد منهم من إهانة وحط من منزلته وطعنا في شخصيته فغادرها متخفيا شطر العراق .

وبعد سفره هجا كافورا هجاءا مقذعا وصـــــب عليه خزي الدهر كله وكذلك الشعراء اذا ما غضبوا يفعلون يقول:

امينا واخلافا وغدرا وخســــــة
وجبنا اشخصا لحت لي ام مخازيا

تظن ابتساماتي رجاءا وغبطـة
وما انا الا ضاحك من رجائيــــــــا

وتعجبني رجلاك في النعل اننـي
رايتك ذا نعل اذا كنت حا فيــــــــا

توجه المتنبي بعد هروبه من مصر الى الكوفة مسقط راسه وفي الكوفة شارك في قتال القرامطة الذين كان من دعــــــــــاة مذهبهم في صباه ثم قصد بغداد ولبث فيها اشهرا ثم غادرها الى الاحواز فمدح فيها ابن العميد :


نسيت وما أنسى عتاباً على الصّدّ
ولا خفراً زادت به حمرة الخدّ

ثم تلقى رسائل من عضــــــــد الدولة يرجوه التوجه اليه فذهب اليه ومدحه وظل مدة بمدينة شيراز ثم استاذن وغادر شد رحاله الى بغداد يقول بقصيدة يمدحه ويودعه فيها ومطلعها :

فِداً لَكَ مَن يُقَصِّرُ عَن مَداكا فَلا مَلِكٌ إِذَن إِلّا فَداكا

والتقى فيه بمنتصــــــــــف الطريق في قرية الصافية قـــــرب النعمانية من اعمال واسط فاتك الاسدى واعراب من جماعته وكان المتنبي قد هجاه وجدته ووسمها بالطرطبة :

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّةْ وَأُمَّهُ الطُرطُبَّةْ

وفي هذه القصيدة من الكلام الفحش بحيث نال من عرضـه ووصمه او صب عليه عار الدهر كله . فقاتله فاتك الاسدي ومعه اخرين من جماعته واقاربه حتى قتله مع ولده وغلمانه ونهبوا اموالهم وكان مصرعه بالقرب ديرالعاقول جنوب بغداد وكان ذلك سنة \354 هجرية الموافق في يوم 23 \ ايلول سبتمبر \ 965 ميلادية .


فعندما قال المتنبي قصيدته في مدح سيف الدولة :


عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِــــرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِــــــمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَســــيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الســـــاقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ســـــاقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيــــــالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديــــــدَ كَأَنَّهُم
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائـــــــِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِهـــــــا وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِــــــسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نـــــارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيــــــــدِبِ كُلِّهِ
كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنــــــــــــــــانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِـــــــــــمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نـــــــادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيهـــــــا بِرِجلِهِ
إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِــــمُ

هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ ســــــالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِـــــــمُ


فقد عارضها ايضا الشاعر عبيد الله بن زريك في قصيدته ادناه *


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى