اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الافصل الثالث - اتساع المعارضات في الشعرالعربي بقلم د. فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



الفصل الثالث

اتساع المعارضات في الشعرالعربي




فاذا كانت النقائض قد عرفت على نطاق واسع وازدهرت في العصر الاموي فان المعارضات لم تنتشر في هذا العصر ولا الذي يليه الا
بحالات مفردة مثلما ذكرت من قصيدة الشاعرالصمة القشـــــيري ومعارضتها من قبل الشاعرين جميل بن معمر العذري ( جميل بثينة ) وعمر بن ابي ربيعة المخـــزومي في الغزل .

وكذلك في بدايات العصر العباسي الاول . والعصر العباسي يبدا من انتهاء حكم الاميين وتاسيس دولة بني العباس في عام \ 132 هجرية حتى انتهاء الحكم العباسي عند سقوط بغداد بيد المغول او التتار ودخول قائدهم هو لاكو الى بغداد عام 656 هجرية .

وفي العصرالعباسي لم تكن ( المعارضات) قد عرفت بعد على نطاق واسع فبقيت كما في العصرالاموي باستثناء قصائد فردية تأثر فيها الشعراء بقصائد معاصرة، فحاكوها، مثال ذلك أن أبا نواس عندما قال قصيدته:

يا ريم هاتِ الــــــدواةَ والقلمـــــا
أكتب شـــــــوقي إلى الذي ظلما

غَضبانَ قَد عَزَّني رِضاهُ وَلَو
يَســــــــأَلُ مِمّا غَضِبتَ ما عَلِما

فَلَيسَ يَنفَكُّ مِنهُ عاشِــــــــــقُهُ
في جَمعِ عُذرٍ لِغَيرِ ما اِجتَرَما

أَظَلُّ يَقظـــــــانَ مِن تَذَكُّــــــــرِهِ
حَتّى إِذا نِمتُ كانَ لي حُلُمـــــــا

عَلِقتُ مَن أَتى عَلى أَنفَسِ ال
ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِمـــــــــا

لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَــــــــرٍ
وَلَّدَ فيهِ فُتورُهــــــا سَـــــــــقَما *



ابونؤاس ( الحسن بن هاني)



* وهو( ابو نؤاس ) الحسن بن هانيء بن عبد الأول بن صباح بن عبد الله ال عبدالجد الحكمي ويكنى النوّاسي وكذلك يكنى بابي عليّ ايضا .

ولد في الاحواز من اب عربي وام فارسية ثم انتقل الى البصرة
نشا في البصرة وترعرع فيها في رعاية ام فقيرة الحال معدمة بعد ان رزأه الموت بأبيه صغيرا .

تردد ابو نؤاس على مجالس الادب واللغة في البصرة التي كانت حاضرة كبيرة ومركز اشعاع نور من مراكز الثقافة العربية والاسلامية وقد حفظ القرآن الكريم و اكتسب من الادب والشعر الشيء الكثير ثم هاجر الى الكوفة مع جماعة اخرين .

و في الكوفة تتلمذ على يد شعراء ماجنين خلعاء مثل والبة بن الحباب والحسين بن الضحاك وغيرهما فتأثر بهم كثيرا وقال الكثيرمن الشعر في الغزل بالمذكر والشعر الخليع حيث سارفي صباه وشبابه في طريق اللذة والانهيار الخلقي. يقول:

من يكن يعشق النساء فإني
مولع القلب بالغلام الظريف

نزح ابو نؤاس الى بغداد واتصل بالخليفة هارون الرشيد ومدحه فقربه الخليفة الرشيد واعتبره نديمه الخاص وشاعر من شعراء البلاط العباسي ويقول في مدحه للرشيد :

تبارك من ساس الأمور بقدرة
وفضل هـــارونا على الخلفاء

نراك بخير ما انطوينا على التقى
وما ساس دنيانا أبو الأمنـــــــــاء


عاد بعدها الى بغداد بعد وفاة الرشيد وبقي في بلاط الخليفة الامين بن الرشيد ومدحه يقول في مدحه للامين :

ملكتَ على طير السعادة واليمنِ
وحزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن
ِ

نظم ابو نؤاس الشعر في اغلب الفنون الشعرية واجاد فيها واكثر من شعر الخمرة ووصف مجالسها وتغزل بالمذكر. ولديه نزعة شعوبية ظاهرة . وقد تتلمذ على يدي والبه بن الحباب و تبعه أبو نواس في مذهبه وأجرى على لسانه غزلاً فيه عبث ومجون واستهتار وحيوانية فهو يتعرض في شعره المفضوح إلى الإماء والقيان وهو يتظاهر بالحب والهوى لكنه يميل في الواقع إلى إشباع غرائزه الجنسية ونزواته البهيمية وهمه أن يوقظها إذا خمدت ويتسثيرها إذا نامت وهو بالإضافة إلى هذا كله يغلو ويسرف في الميل إلى معاشرة النساء والتغزل بهن .

وقد تاب ابو نؤاس في اخريات ايامه وله شعر جميل في مجال توبته والاستغفار :

يا ربِّ إنْ عـَظـُمتْ ذنوبي كثرة ً
فلقد علمتُ بأنَّ عفوكَ أعظــمُ

إنْ كانَ لا يرجوكَ إلا مـُحســـن ٌ
فبمـَنْ يلوذ ُ ويستجيرُ المجـرمُ

أدعوكَ ربـِّي كما أمرتَ تـضرُّعا
فإذا رددتَ يدي فمنْ ذا يرحـمُ


توفي ابو نؤاس في بغداد سنة\ 198 هجرية الموافقة لسنة \813 ميلادية ودفن فيها .

وعارض الشاعر الخراز قصيدة الشاعر ابي نؤاس بقصيدة التزم فيها الموضوع والوزن والقافية وحركة الروي، قال فيها:

إن بـــــاح قلبي فطالما كتمـــــــــا
ما باح حتى جفاهُ مَنْ ظلمــــــــــــــــا *




******************







الشاعر الخـــــرّاز



* هو أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري ومن أهل بغداد.

وصفه أبو عبد الرحمن السلمي قائلا :

(من أئمة القوم وجلة مشايخهم. وقيل إِنّه أول من تكلّم في علم الفناء والبقاء )
وقال عنه أيضًا :

(إمام القوم في كل فن من علومهم، له في مبادئ أمره عجائب وكرامات مشهورة ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه وهو أحسن القوم كلامًا خلا الجنيد فإنه الإمام)
، وقال عنه المرتعش:

(الخلق كلهم عيال على أبي سعيد الخراز إذا تكلم هو في شئ من
الحقائق)،

وقال عنه ابن الطرسوسي:
(أبو سعيد الخراز قمر الصوفية).

كان أحد المذكورين بالورع والمراقبة وحسن الرعاية والمجاهدة، وقد أسند الحديث، فحدث عن إبراهيم بن بشار الخراساني صاحب إبراهيم بن أدهم ومحمد بن منصور الطوسي، وروى عنه أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ وأبو جعفر الصيدلاني وعلي بن حفص الرازي وأبو محمد الجريري وأبو بكر أحمد بن الحسن الدقاق. وقد صحب الشيخ ذا النون المصري، وأبا عبد الله النّباجي، وأبا عبيد البُسري، والسَري السّقطي، وبشر بن الحارث، وغيرهم.

توفي سنة 277 هـجرية . والأشهر أنه توفي سنة 286 هجرية ـ الموافق لسنة \ 899ميلادية .



وكذلك قصيدة ابي نؤاس الهمزية في الخمرة والشراب قال فيها :


دَعْ عنك لومي فإنّ اللومَ إغــــــــراءُ
وداوني بالتي كانــــــــت هي الـــــداء


صَــفْــرَاءُ لَا تَــنْــزِلُ الْأَحْــزَانُ سَـاحَـتَـهَـا
لَـــوْ مَـــسَّــهَــا حَــجَــرٌ مَــسَّــتْــهُ سَــرَّاءُ


مِـــنْ كَـــفِّ ذَاتِ حِــرٍ فِــي زِيِّ ذِي ذَكَــرٍ
لَــــهَــــا مُــــحِـــبَّـــانِ لُـــوطِـــيٌّ وَزَنَّـــاءُ


قَــامَــتْ بِــإِبْــرِيــقِــهَـا وَاللَّـيْـلُ مُـعْـتَــكِـرٌ
فَــلَاحَ مِــنْ وَجْــهِــهَـا فِـي الْـبَـيْـتِ لَأْلَاءُ


فَــأَرْسَــلَــتْ مِــنْ فَـمِ الْإِبْـرِيـقِ صَـافِـيَـةً
كَـــأَنَّـــمَــا أَخْــذُهَــا بِــالْــعَــيْــنِ إِغْــفَــاءُ

رَقَّــتْ عَــنِ الْــمَــاءِ حَـتَّـى مَـا يُـلَائِـمُـهَـا
لَــطَــافَــةً وَجَــفَــا عَــنْ شَــكْـلِـهَـا الْـمَـاءُ

فَــلَــوْ مَــزَجْــتَ بِــهَــا نُــورًا لَــمَــازَجَـهَـا
حَـــــتَّــــى تَــــوَلَّــــدَ أَنْــــوَارٌ وَأَضْــــوَاءُ


دَارَتْ عَــلَــى فِــتْــيَـةٍ دَانَ الـزَّمَـانُ لَـهُـمْ
فَـــمَـــا يُـــصِــيــبُــهُــمُ إِلَّا بِــمَــا شَــاءُوا


لِــتِــلْــكَ أَبْــكِــي وَلَا أَبْــكِــي لِــمَــنْــزِلَـةٍ
كَـــانَــتْ تَــحُــلُّ بِــهَــا هِــنْــدٌ وَأَسْــمَــاءُ


حَــاشَــا لِــدُرَّةَ أَنْ تُــبْــنَـى الْـخِـيَـامُ لَـهَـا
وَأَنْ تَـــرُوحَ عَــلَــيْــهَــا الْإِبْــلُ وَالــشَّــاءُ


فَـقُـلْ لِـمَـنْ يَـدَّعِـي فِـي الْـعِـلْـمِ فَـلْـســــفَةً
حَـفِـظْـتَ شَـيْـئًـا وَغَـابَـتْ عَـنْـكَ أَشْــيَـاءُ


لَا تَـحْـظُـرِ الْـعَـفْـوَ إِنْ كُـنْـتَ امْـرَأً حَـرِجًا
فَـــإِنَّ حَـــظْـــرَكَـــهُ فِـــي الــدِّيــنِ إِزْرَاءُ


فعارض قصيدة ابي نؤاس هذه الشاعر الحسين بن الضحاك بقصيدته :

بدلتَ من نفحات الورد بالآءِ
ومن صبوحك در الإبلِ والشاءِ

ما بين بطن بثيران حللت به
إلى الفراديس إلا شوبلإ أقذاءِ

فعد همك عن طرفٍ يمارسه
جلفٌ تلفعَ طمراً بين أحنـــاءِ

ففي غد لك من زهراءَ صافيةٍ
بطيرنا باذ ماء ليس كالمــاء

مما تخير أولاها وأودعهــــا
رب الخورنق في جوفاءَ ميثاءِ

راح الفُراتُ عليها في جداوله
وباكرتها سحاباتٌ بأنـــــواءِ

فاستنفض القطر ما وشى المصيف لها
واستبدلت جدداً من بعد أنضاء

تنشي فواصل كالآذان منشــــــــأة
مثل الجمان عقوداً أي إنشاء

حتى إذا حكت الحبشان شـــــائلةً
دهم العناقيد في لفاءَ خضراء

راحت لها عصبٌ شعثٌ ملوحةٌ
دكن التباين من كوثى وسوراء

تجني على العين ما أنت مقاطفه
حتى إذا هيل في كلفاء جوفـــاءِ

واستخلص العفو من ذوبٍ مسلسلةٍ
من قبل جائلةٍ فيها بإبطـــــاء

صارت إلى وطنٍ أرسى بمعتركٍ
ما بين عقبة إبرادِ ورمضاء

حتى إذا أنضج الوسمي صفحته
قطراً واعقبه قرا بأنــــــــداء

صينت عن الشمس في قيطونِ محتنكٍ
من اليهود لأمِّ الراحِ غـــــــداء

ما زال يُهمِلها كالمستخف بها
عصر الشباب كناسٍ غير نساءِ

يُطري سواها إذا سيمت مدافعةً
عنها ويوسعها من كل إزراء

يسومها البيع أحياناً فيمنعه
أن قد يؤملها يومـــــاً لإثراء

حتى إذا الدهر أبقى من سلالتها
جزءَ الحياةِ وقد ألوى بأجزاء

دبت اليه من الأحداثِ باسلةٌ
أبكت عوابدَ من أحبارِ تيماء

فمات والقلب مشغولٌ بحظوتها
لم يشف من شجنيه علة الداء

حتى اذا أُسندت للشرب واحترضت
عند الشروق ببسامين أكفاء

فضت خواتمها في نعت واصفها
عن مثل رقراقةٍ في جفنِ مرهاء

لم يبق من شخصها إلا توهمه
فالشيء منها اذا استثبت كاللاء

تمازج الروح في أخفى مداخله
كما تمازج أنــــــــوارٌ بأضواء

لا يدرك الحس منها حين تبعثها
إلا التنسم أو لذعاً بأحشـــــــاء

ريحانةُ النفس تهوى عند شمتها
جاءت بذاك روايات ابن ديحاء

جاش المزاجُ لها رقصاً على طربٍ
فاهتاج في قعرها رقمٌ بشدراء

يحكي تطوقها بالكأس من ذهبٍ
طوقاً أطافت به واوات عسراء

ثم استحال لها درٌّ فعرشــــــه
حتى استقل لها عرشٌ على الماء

عرشٌ بلا طنبٍ من فوقه زبدٌ
قد جل عن صفةٍ في حسن لألاء

لا يستطيع سنا نورٍ لها نظرٌ
حتى تعود له لحظات حولاء

كأن تأليفَ ما حاك المزاجُ لها
سلخٌ تجللها عن ظهر رقشاء

لا شيء أحسن منها في تصرفها
من كف منتطق الأعطاف وشاء

اذا جرت لك تحت الليل سانحةً
مدت خلالك أطنابـــــــاً بلألاء

تلك التي وسمتني غير محتشم
وسم المجونِ وسمتني بأسماء

لا أتبع اللهو فيها غير مترعةٍ
منها تفنن لي في كل ســـــــراء

ما أطيبَ العيش لولا ذكرُ واحدةٍ
فيها مفارقةٌ بين الاحبـــــــاء

هذا النعيم ولا عيشٌ تكونُ به
هندٌ برابيةٍ من بعد أســـــماء *






الحسين بن الضحاك



* هو : هو ابو علي الحسين بن الضحاك بن ياسر الباهلي ويكنى ب(الحسين الخليع) .

ولد في البصرة سنة\ 162 هجرية – 779 ميلادية ونشأ بها ثم ارتحل الى بغداد واقام فيها وكانت تلك الاقامة في الاعوام الاخيرة من عهد هارون الرشيد فقنع الحسين بن الضحاك بمنادمة الامير ( صالح بن هارون الرشيد ) ثم دخل بعد ذلك الى منادمة اخيه (الامين) فلما تولى الامين الخلافة بعد وفاة والده اصبح الشاعر من ندمائه والمقربين اليه فاجزل عليه العطايا الجوائز السنية . فهو من شعراء الدولة العباسية وأحد ندماء خلفاء بني العباس وأول من جالس الخليفة محمد الأمين .
شاعر أديب ظريف مطبوع حسن التصرف في الشعر حلو المذهب . لشعره قبول ورونق صاف وكان أبو نواس يأخذ معانيه في الخمرة فيغير عليها حتى قيل اذا شاع له شعر نادر في هذا المعنى نسبه الناس إلى أبي نواس لشهرته . وله معان جميلات في صفتها أبدع فيها وله السبق إليها فاستعارها أبو نواس.

وجاء في معجم الادباء لياقوت الحموي :
( الحسين بن الضحاك أبو علي أصله من خراسان وهو مولى لولد سليمان بن ربيعة الباهلي الصحابي فهو مولى لا باهلي النسب كما زعم ابن الجراح بصري المولد والمنشأ وهو شاعر ماجن ولذلك لقب بالخليع وعداده في الطبقة الأولى من شعراء الدولة العباسية المجيدين وقيل انه كان شاعراً مطبوعاً حسن التصرف في الشعر وكان أبو نؤاس يغير على معانيه في الخمر فإذا قال فيها شيئاً نسبه الناس إلى ابي نواس).
وقال عنه محمد بن يحيى الصولي قال:

( حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال : حدثنا حسين بن الضحاك قال :
- أنشدت أبا نواس لما حججت قصيدتي التي قلتها في الخمر ومطلعها :


بدلت من نفحــــــــات الورد بالآء
ومن صبوحك در الإبل والشــــــــاء

لقب الخليع والأشقر وهاجى مسلم بن الوليد فانتصف منه وله غزل كثير جيد وهو من المطبوعين الذين تخلو أشعارهم ومذاهبهم جملة من التكلف .
وقال جعفر بن قدامة :
(كان حسين بن الضحاك بن ياسر مولى لباهلة وأصله من خراسان ، فكان ربما اعترف بهذا الولاء وربما جحده ، وكان يلقب بالأشقر وهو ومحمد ابن حازم الباهلي ابنا خالة) .

توفي الحسين بن الضحاك عام \ 250 هجرية – 868 ميلادية في زمن الخليفة المستعين بالله
بعد ان عمر ثمانية وثمانين عاما وفي رواية اخرى عمر طويلا قيل اكثر من مائة عام .

وكذلك عارض قصيدة ابي نؤاس الهمزية الشاعر ابن المعتز بقصيدة همزية مثلها قال فيها:

أمْكَنْتُ عاذِلَتي مِنْ صَمْتِ أُبَّاءِ
ما زادَهُ النَّهْيُ شَيْئًا غَيْرَ إغْراءِ

أَيْنَ التَّوَرُّعُ مِنْ قَلْبٍ يَهيمُ إِلى
حاناتِ قُطْرُبُّلٍ بِالعودِ وَالناءِ

وَصَوْتِ فَتَّانَةِ التَغْريدِ ناظِرَةٍ
بِعَيْنِ ظَبْيٍ يُريدُ النَومَ حَوْراءِ

جَرَّتْ ذُيولَ الثِّيابِ البيضِ حِينَ مَشَتْ
كَالشَّمسِ مُسْبِلَةً أَذْيــــــالَ لَألاءِ

وَقَرْعِ ناقــــــوسِ دَيْرِيٍّ عَلَى
مُسَبِّحٍ في سَـــــوادِ اللَّيلِ دَعَّاءِ

وَكَأسِ حَبرِيَّةٍ شَكَّت بِمَبْزَلِهات
أحْشاءَ مُشْعَرَةٍ بِالقارِ جَوْفاءِ

جاءَتْ بِها حُفُلُ الأثْمارِ يانِعَةٌ
بِطَيْرِنا بَاذاوْ كُوشَى وسوراءٍ

تَرفو الظِّلالَ بِأَغْصانٍ مُهَدَّلَةٍ
سودِ العَنْاقيدِ في خَضْراءَ لَفَّاءِ

أَجْرَى الفُراتُ إِلَيها مِن سَلاسِلِهِ
نَهرًا تَمَشَّى عَلى جَرعاءَ مَيْثاءِ

وَطافَ بَكْلَؤُها مِن كُلِّ قاطِفَةٍ
راعٍ بِعَينٍ وَقَلبٌ غَيرُ نَسَّاءِ

مُوَكَّلٌ بِالمَساحي في جَداوِلِها
حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها حَيَّةُ المـــاءِ

فَآبَ في آبَ يَجنْيها لِعاصِرِها
كَأَنَّ كَفَّيهِ قَد عُلَّتْ بِحَنَـــــّاءِ

فَظَلَّ يَركُضُ فيها كُلُّ ذي أَشَرٍ
قاسٍ عَلى كَبِدِ العُنْقودِ وَطّاءِ

ثُمَّ اِستَقَرَّت وَعَينُ الشَمْسِ تَلفَحُها
في بَطْنِ مَخْتومَةٍ بِالطَّينِ كَلْفاءِ

حَتَّى إِذا بَرَدَ اللَّيلُ البَهيمُ لَهـــا
وَبَلَّها سَـــحَرٌ مِنْهُ بِأَنـــــْداءِ

صَبَّ الخَريفُ عَلَيها ماءَ غادِيَةٍ
أَقامَها فَوقَ طينٍ بَعْدَ رَمْضاءِ

تِلْكَ الَّتي إنْ تُصادِفْ قَلْبَ ذي حَزَنٍ
تُجْزِلْ عَطِيَّتَهُ مِنْ كُلِّ سَـــــــرَّاءِ

يَسْقيكَها خَنِثُ الأَلحاظِ ذو هَيَفٍ
كَأَنَّ أَجْفَانَهُ أَفرَقـــــــنَ مِن داءِ *








https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى