81
بســــــــــــم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ *)
سورة الصف الايتان \2و3
الحمد لله :
نهى الله تعالى المؤمنين بصيغة الخطاب او النداء انهم قالوا ما لا يفعلونه وهذه الصيغة غير مقبولة عند الله تعالى فالله تعالى يبغض القول من دون الفعل ويبغضه بغضا شديدا ووبخهم على ما يقولون ما لا يفعلون . والمقت هو اشد الكره اواشد البغض لاجل ارتكاب ذنب او جانحة .
وهذا الامر خاصا بالجهاد . لذا بين الله تعالى انه يحب الذين يجاهدون في سبيل الله بعضهم بجنب بعض وكانهم حائط ثابت اي غير متفرقين فهم في ثباتهم واستواء صفوفهم وتماسكها في نظام رائع وشديد ليس فيه خلل ولا فسحة يدخل من خلالها الاعداء .
وسبب نزول هذه الاية المباركة ان جماعة من المؤمنين قالوا :
- لو نعلم اي الاعمال احب الى الله لعملناها ونبقى نعملها ما دمنا احياء في حياتنا الدنيا .
فلما فرض الله تعالى عليهم الجهاد في سبيل الله صعب عليهم الامر وقالوا :
( ربنا لم كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب *)
فانبهم الله على قولهم لانهم يقولون ما لا يفعلون والله تعالى يبغض القول بدون عمل بغضا شديدا ويمقته . لذا قال الله تعالى :
( مكبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون )
وهو اسلوب من اساليب الذم في العربية ويزداد ذما اذا اقترن بالتعجب لتعظيم الامر في قلوب السامعين .
والله تعالى اعلم
*********************