51
بســـــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ*)
سورة التوبة الايتان \ 34و35
الحمد لله :
ايها المؤمنون ان الله تعالى يعلمكم بصيغة النداء ان كثيرا من رجال الدين الاحبار من اليهود والرهبان من النصارى قد ضلوا طريق الحق والصواب فحرّموا ما احل الله لهم واحلوا ما حرم عليهم في كتبهم المنزلة – التوراة والانجيل – بعد ان انزلها الله تعالى على انبيائهم فيحكمون للناس بما ليس في شرائعهم وقد يتسامحون في كثير مما شرعه الله تعالى اليهم نظير اخذ اموال الناس لقاء ما يشرعون لهم . فهم ياكلون اموال اقوامهم سحتا حراما .
وكل الذين على شاكلتهم من كل الاديان والامم وحتى في هذا الوقت كثيرا من رجال الدين في الاسلام اثروا على السحت الحرام وهم يظهرون خلاف ما يسرون وياكلون اموال الفقراء من المسلمين ويتسترون بلباس الدين . فالله تعالى بهم وباعمالهم عليم وسيعذبهم باموالهم يوم القيامة حسبما كسبوا وما افتوا به فيحللون لانفسهم ما يشاؤون .
فاؤلئك يجمعون الاموال من اتباعهم ويستغنوا على حساب الاخرين ثم لا ينفقون منها بوجوه الخير والزكاة لانهم يعرفون انهم جمعوها سحتا , فقد اعد الله تعالى لهم عذابا اليما شديد الوقع في يوم القيامة .
ففي يوم القيامة سيجدون اموالهم التي جمعوها من السحت الحرام اكواما من الذهب والفضة تتقد فيها نار جهنم فتحمى عليهم حد الاتقاد والتوهج ثم تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم والمناطق الحساسة من اجسادهم فتكون اشد الما موجعا من غيرها فتشوه خلقتهم وتحرقهم ويكونوا في جهنم خالدين .
وقد خص الله تعالى الجباه والجنوب والظهور بالعذاب الشديد لانهم في حياتهم الدنيا كانوا اذا شاهدوا فقيرا في اطماره لووا رؤوسهم واداروا اليه ظهورهم وجنوبهم . فهم يعذبون في الاخرة باموالهم التي جمعوها لتكون وبالا عليهم وبافعالهم ايضا . ويقال لهم على لسان خزنة جهنم الموكلين بعذابهم هذا هو المال الذي كنتم تكنزونه ولا تعطونه لمستحقيه من لفقراء والمساكين فذوقوا عذاب ما كنتم تكنزون .
وجاء عن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم انه قال :
(ما اديّ زكاته فليس بكنز وان كان باطنا وما بلغ ان يزكى فلم يزكّ فهو كنز وان كان ظاهرا )
والله تعالى اعلم
*************************************