( قصيدة النـثـر )
.
بقلم فالح الكيلاني
.
هي القصيدة الجديدة اوالطارئة على العربية والتي يأمل شعراؤها بانها ستكون القصيدة العالمية
وقصيدة النثر عرفت بانها :
(هي قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية موحدة ومضغوطة اشبه بقطعة بلور ناصع فهي خلق حر ليس له ضرورة الا رغبة الشاعر في بنائها , خارجا عن كل تحديد وربما تكون شيئا مضطربا الا ان ايحائياتها لا نهائية اي انها مفتوحة )
وربما يعد الايقاع الموسيقي اشكالية أخرى من إشكاليات قصيدة النثر ، إذ يرى كتّابها أنَّ لها إيقاعا خاصا ويفضلونه على إيقاع القصيدة العمودية ذلك الايقاع القائم على الوزن والقافية ، فهؤلاء وهؤلاء في خصومة تامة وقد قال الشاعر اللبناني انسي الحاج الذي كتب فيها كثيرا ويعد من رواد قصيدة النثر :
( لتكون قصيدة النثر قصيدة شعرية حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر)
فقصيدة النثر شكل أدبي جديد معاصر وجد ت مجالها الواسع في حقل الشعر من بين الفنون الادبية المختلفة وتعايشت فيه . ويتسع هذا المجال كلما تقدمت وتطورت الحياة فهي قد تحقق الدهشة أو قل الصدمة في التعبير المستجد المستحدث وهذا الامر متوقف على امكانية الشاعر في التقاط رؤيته المثالية وصياغتها في بنية جديدة ، فقوامها الصورالشعرية والرمزية الشعرية غير الموغلة في الابهام والغلوائية والتي قد تلبد سماء القصيدة فتجعله داكنا غير مرئي وكذلك التوهج المنبعث من التركيب اللفظي في اللغة وبلاغتها وكيفية استخدامه في التعبيرالاسلوبي وجمالية الابداع من حيث الانتقاء والبيان اللغوي .
وإشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من مصطلحها حيث إنَّ الكثير من النقاد والباحثين كانوا لا يميزون بينها وبين الشعر الحر- اول الامر - حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة نازك الملائكة لم تكتب بها وكانت شاعرة ناقدة ومن أشد خصوم هذه القصيدة وكانت تعتبرها نثرا . .
فعلاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى حيث ذهب قسم من النقاد والذين يميلون الى تفضيل القصيدة العمودية إلى أنَّ الاثنين – شعرالتفعيلة وقصيدة النثر -لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد وهو اعتماد السطر الشعري بدل البيت الواحد من القصيدة العمودية
بينما يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه واميل لهذا الراي واعتبره الرأي الصحيح , وذلك لاعتماد قصيدة الشعرالحر( التفعيلة ) بعض بحور الفراهدي البصري في البناء وهي تمثل تفاعيل البحورالحرة التي تعتمد على تفعيلة واحدة وهي البحور الاتية :
الرمل : ( فاعلاتن – فاعلاتن - فاعلاتن )
الهزج مفاعيل – مفاعيل – مفاعيل )
الرجز مستفعلن- مستفعلن – مستفعلن )
الكامل متفاعلن- متفاعلن- متفاعلن )
المتقارب : (فعولن - فعولن – فعولن)
المتدارك فاعلن – فاعلن – فاعلن )
وقد يكون في السطرالشعري تفعلية واحدة او عدة تفعيلات بين الثلاثة والتسعة وقد للاحظت في القصائد المعاصرة استخدام تفعيلة واحدة في السطرالشعري او اجزاء التفعلية الواحدة اما في قصيدة النثر فكل شيء جائز لاحظ هذه السطور الشاعر د .عدالة جرادات من فلسطين تقول :
لن يذبل حوض
النعناع والياسمين
لن يجف الندى
فوق مساكب العشق
وثدي النرجس
يتنفس بالعوسج ..
ونبع جدتي
عين
يتوسد ملامحها
ثوب
مغزول بالحكايات
بمواسم
الحرير
ميلادها جدتي
سجله غريب ...
زوج هاجر
وابن شهيد
ونبض الشوق ادماه
السهر
وانفاس
ارهقتها
اوجاع
بلون الاقحوان
وحوض النعناع
باقٍ
يعانقه الياسمين
ويعتبر الشعراء جبرا إبراهيم جبرا،و توفيق الصايغ، وأدونيس، و محمد الماغوط، وأنسي الحاج، وسركون بولص، وعزالدين المناصرة و سليم بركات،وعبد القادر الجنابي، رواد قصيدة النثر عند نشوئها في القرن العشرين.
منها هذه السطور الشعرية :
ايقظت مارد شعري
في حدائق بابل السندسية
بين رياض غرناطة
ترانيم اندلسية
للعشق حكايات هناك
ترم عظاما بالية
في قصورالحمراء
وبغداد العربية
اندلسية ام غجرية
بلكنة قرمزية
ومواويل عربية
ومن المهم أن نعرف ان مصطلح ( قصيدة النثر ) في الشعرالمعاصر قد اكتسب شكلا ادبيا و رسوخا ثابتا ، وتنظيرا واضحا، استقرت معه الكثير من الأطر الجمالية وهي الأساس لقصيدة النثر المعاصرة والتي تظهر ابرز ملامحها في التخلي عن الوزن والقافية ، والإبقاء على روح الشعر المتمثلة في الإحساس المتقد ، والصورة الشعرية الخلابة ، واللفظ المنغّم لتستقي جماليتها منها . والتي كانت كمحاولات تعود إلى أشكالية مصاحبة للمدرسة الرومانسية للشعر في مطلع القرن العشرين وقد امتازت باعتمادها على وحدة السطر الشعري - ثائرة على كل قيود الوزن والقافية - بدل البيت العمودي القديم ( التقييدي) وكذلك على نغم الألفاظ ، وجمال الصورة ، وتألق العاطفة فنجد في قصيدة النثر نفس مفاهيم الشعر الرومانسي وآلياته وقد نعتبره في الاغلب الأب الشرعي لقصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر او رمزية الشعر الملحمي او التزاوج بينهما وحسب قابلية الشاعر وامكانياته الادبية واللغويةوالثقافية ، ومن المهم كيفية قراءة قصيدة النثر في ضوء تجربة هذا النوع من الشعر.
وجدير بالذكر أن الشعر المنثور ، يخالف بكل شكل من الأشكال ما يدونه البعض من الخواطر المكتوبة فهو ليست بخاطرة لكنه ربما يكون قريبا منها من حيث التعبير وانتقاء الكلمة الاوضح وهذا واضح ومفهوم . فالشعر المنثور نص عالي الشاعرية قد يدور حول رؤيا جديدة أساسها الوجدان المتقد والنفس الحار والخاطر المشحون وما يحقق من جمالية عالية مستفيضة كالزهرة في الحديقة العامة فهي ملك للجميع وتنثر شذاها اليهم بالتساوي .
وتميزت قصيدة النثر برمزيتها الخانقة وغلوائيتها الممجوجة لدى بعض شعرائها او كتابها وعدم مفهوميتها الا ما ندر ومن اهم خصائص جمالية قصيدة النثر هو الإيجاز ونعني به الكثافة في استخدام اللفظ سياقيا وتركيبيا . - والتوهج ونعني به الإشراق حيث يكون اللفظ متقدا متألقا في سياقه ، كأنه مصباح يطفح نورا حتى إذا استبدلناه بغيره ينطفئ بعض بريقه او يتلاشى وتكون في هذه القصيدة - واعني قصيدة النثر- متحدة في صياغتها بحيث يكون السطر الشعري الذي يماثل ( البيت الشعري في القصيدة التقييدية ) وحدة متكاملة مع بقية سطور القصيدة فلا سطر يقرأ بمفرده اي ان القصيدة تكون مترابطة متوحدة شمولية لا تحدد بزمن بحيث تكون تنسيقية متفاعلة مفتوحة اطرها تخلت في بنائها عن النغمية والايقاع العمودي لحساب جماليات جديدة ، وأساس هذه الجماليات تجنب الاستطرادات والإيضاحات والشروح ، وهذا ما نجده في الأشكال النثرية الأخرى على ان تكون قوة اللفظ وإشراقه قوة جديدة وفاعلة فيها.
اما ما دعوت له في كل كتاباتي هو اعتماد السهولة في كتابتها او نظمها وتجاوز الاساليب الغلوائية وهذه الرمزية الخانقة واعتبرها من سلبيات قصيدةة النثر . لتحظى بفهم المتلقي ولتكون قريبة منه ليعرف ما تسمو اليه في قصدها والغرض الذي قيلت فيه . لاحظ قولي :
افيقي .. افيقي ..
ذات المكحل الاخضر
في بلدتي عرس
اوحى به النجم
اهتزت له الدنيا
وليل الحب مسروج
وغنت اغنية الشوق
نخيل في البساتين
وغنت سدرة الشارع
بصوت شبه محزون ----
وخاصة بعد ظهور الانترنيت والفيسبك من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاعلام ووسائل النشر المختلفة التي انارت دروبا وسبلا كثيرة وفسحت المجال لكل انواع النشر ولكل الاشخاص الاخرين وحطمت بعض الابراج المتعالية والتي كان بعضها جوفاء ومن سلبيات هذه القصيدة ان اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين وكل يقول انا اكتب شعرا نثريا فهو اذن شاعر . .
فقصيدة النثر اذن تتألف عناصرها من الواقع المنظور وفق الرؤية الفكرية للشاعر بعلاقات جديدة بين ألفاظ النص وتراكيبه ، هذه العلاقات مبنية على وحدة النص وحدة واحدة ، ذات جماليات مبتكرة تعتمد على رؤية الشاعر للواقع المادي الخارجي بمنظور جديد ،وامكاناته الشعرية في سياقاتها نحو الجمالية بحيث تنعكس هذه الرؤية على العلاقة اللفظية ، وبنية التراكيب ، وقوة التخييل ،و وحدة الرمز الا ان هذه الرمزية اتخذها بعض شعراء هذه القصيدة – قصيدة النثر - ذريعة في الايغال في الابهام والغموض بحيث انعكست سلبا على المتلقي وادت الى عزوفه عن قراءتها في بعض الاحيان . حيث يفضل المتلقي العربي قصيدة العمود الشعري لما فيها من موسيقى في الوزن والقافية القريبان الى اذنه الموسيقية والتي تعودت سماع نغمانها واحبتها نفسيته بحيث يبقى يفضلها على سواها في كل الاحوال ويردد مع نفسه ما يحفظ من ابيات فيها اويتغنى بها او ينشدها.
.
اميرالبيــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــــد روز
********************************
.
بقلم فالح الكيلاني
.
هي القصيدة الجديدة اوالطارئة على العربية والتي يأمل شعراؤها بانها ستكون القصيدة العالمية
وقصيدة النثر عرفت بانها :
(هي قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية موحدة ومضغوطة اشبه بقطعة بلور ناصع فهي خلق حر ليس له ضرورة الا رغبة الشاعر في بنائها , خارجا عن كل تحديد وربما تكون شيئا مضطربا الا ان ايحائياتها لا نهائية اي انها مفتوحة )
وربما يعد الايقاع الموسيقي اشكالية أخرى من إشكاليات قصيدة النثر ، إذ يرى كتّابها أنَّ لها إيقاعا خاصا ويفضلونه على إيقاع القصيدة العمودية ذلك الايقاع القائم على الوزن والقافية ، فهؤلاء وهؤلاء في خصومة تامة وقد قال الشاعر اللبناني انسي الحاج الذي كتب فيها كثيرا ويعد من رواد قصيدة النثر :
( لتكون قصيدة النثر قصيدة شعرية حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر)
فقصيدة النثر شكل أدبي جديد معاصر وجد ت مجالها الواسع في حقل الشعر من بين الفنون الادبية المختلفة وتعايشت فيه . ويتسع هذا المجال كلما تقدمت وتطورت الحياة فهي قد تحقق الدهشة أو قل الصدمة في التعبير المستجد المستحدث وهذا الامر متوقف على امكانية الشاعر في التقاط رؤيته المثالية وصياغتها في بنية جديدة ، فقوامها الصورالشعرية والرمزية الشعرية غير الموغلة في الابهام والغلوائية والتي قد تلبد سماء القصيدة فتجعله داكنا غير مرئي وكذلك التوهج المنبعث من التركيب اللفظي في اللغة وبلاغتها وكيفية استخدامه في التعبيرالاسلوبي وجمالية الابداع من حيث الانتقاء والبيان اللغوي .
وإشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من مصطلحها حيث إنَّ الكثير من النقاد والباحثين كانوا لا يميزون بينها وبين الشعر الحر- اول الامر - حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة نازك الملائكة لم تكتب بها وكانت شاعرة ناقدة ومن أشد خصوم هذه القصيدة وكانت تعتبرها نثرا . .
فعلاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى حيث ذهب قسم من النقاد والذين يميلون الى تفضيل القصيدة العمودية إلى أنَّ الاثنين – شعرالتفعيلة وقصيدة النثر -لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد وهو اعتماد السطر الشعري بدل البيت الواحد من القصيدة العمودية
بينما يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه واميل لهذا الراي واعتبره الرأي الصحيح , وذلك لاعتماد قصيدة الشعرالحر( التفعيلة ) بعض بحور الفراهدي البصري في البناء وهي تمثل تفاعيل البحورالحرة التي تعتمد على تفعيلة واحدة وهي البحور الاتية :
الرمل : ( فاعلاتن – فاعلاتن - فاعلاتن )
الهزج مفاعيل – مفاعيل – مفاعيل )
الرجز مستفعلن- مستفعلن – مستفعلن )
الكامل متفاعلن- متفاعلن- متفاعلن )
المتقارب : (فعولن - فعولن – فعولن)
المتدارك فاعلن – فاعلن – فاعلن )
وقد يكون في السطرالشعري تفعلية واحدة او عدة تفعيلات بين الثلاثة والتسعة وقد للاحظت في القصائد المعاصرة استخدام تفعيلة واحدة في السطرالشعري او اجزاء التفعلية الواحدة اما في قصيدة النثر فكل شيء جائز لاحظ هذه السطور الشاعر د .عدالة جرادات من فلسطين تقول :
لن يذبل حوض
النعناع والياسمين
لن يجف الندى
فوق مساكب العشق
وثدي النرجس
يتنفس بالعوسج ..
ونبع جدتي
عين
يتوسد ملامحها
ثوب
مغزول بالحكايات
بمواسم
الحرير
ميلادها جدتي
سجله غريب ...
زوج هاجر
وابن شهيد
ونبض الشوق ادماه
السهر
وانفاس
ارهقتها
اوجاع
بلون الاقحوان
وحوض النعناع
باقٍ
يعانقه الياسمين
ويعتبر الشعراء جبرا إبراهيم جبرا،و توفيق الصايغ، وأدونيس، و محمد الماغوط، وأنسي الحاج، وسركون بولص، وعزالدين المناصرة و سليم بركات،وعبد القادر الجنابي، رواد قصيدة النثر عند نشوئها في القرن العشرين.
منها هذه السطور الشعرية :
ايقظت مارد شعري
في حدائق بابل السندسية
بين رياض غرناطة
ترانيم اندلسية
للعشق حكايات هناك
ترم عظاما بالية
في قصورالحمراء
وبغداد العربية
اندلسية ام غجرية
بلكنة قرمزية
ومواويل عربية
ومن المهم أن نعرف ان مصطلح ( قصيدة النثر ) في الشعرالمعاصر قد اكتسب شكلا ادبيا و رسوخا ثابتا ، وتنظيرا واضحا، استقرت معه الكثير من الأطر الجمالية وهي الأساس لقصيدة النثر المعاصرة والتي تظهر ابرز ملامحها في التخلي عن الوزن والقافية ، والإبقاء على روح الشعر المتمثلة في الإحساس المتقد ، والصورة الشعرية الخلابة ، واللفظ المنغّم لتستقي جماليتها منها . والتي كانت كمحاولات تعود إلى أشكالية مصاحبة للمدرسة الرومانسية للشعر في مطلع القرن العشرين وقد امتازت باعتمادها على وحدة السطر الشعري - ثائرة على كل قيود الوزن والقافية - بدل البيت العمودي القديم ( التقييدي) وكذلك على نغم الألفاظ ، وجمال الصورة ، وتألق العاطفة فنجد في قصيدة النثر نفس مفاهيم الشعر الرومانسي وآلياته وقد نعتبره في الاغلب الأب الشرعي لقصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر او رمزية الشعر الملحمي او التزاوج بينهما وحسب قابلية الشاعر وامكانياته الادبية واللغويةوالثقافية ، ومن المهم كيفية قراءة قصيدة النثر في ضوء تجربة هذا النوع من الشعر.
وجدير بالذكر أن الشعر المنثور ، يخالف بكل شكل من الأشكال ما يدونه البعض من الخواطر المكتوبة فهو ليست بخاطرة لكنه ربما يكون قريبا منها من حيث التعبير وانتقاء الكلمة الاوضح وهذا واضح ومفهوم . فالشعر المنثور نص عالي الشاعرية قد يدور حول رؤيا جديدة أساسها الوجدان المتقد والنفس الحار والخاطر المشحون وما يحقق من جمالية عالية مستفيضة كالزهرة في الحديقة العامة فهي ملك للجميع وتنثر شذاها اليهم بالتساوي .
وتميزت قصيدة النثر برمزيتها الخانقة وغلوائيتها الممجوجة لدى بعض شعرائها او كتابها وعدم مفهوميتها الا ما ندر ومن اهم خصائص جمالية قصيدة النثر هو الإيجاز ونعني به الكثافة في استخدام اللفظ سياقيا وتركيبيا . - والتوهج ونعني به الإشراق حيث يكون اللفظ متقدا متألقا في سياقه ، كأنه مصباح يطفح نورا حتى إذا استبدلناه بغيره ينطفئ بعض بريقه او يتلاشى وتكون في هذه القصيدة - واعني قصيدة النثر- متحدة في صياغتها بحيث يكون السطر الشعري الذي يماثل ( البيت الشعري في القصيدة التقييدية ) وحدة متكاملة مع بقية سطور القصيدة فلا سطر يقرأ بمفرده اي ان القصيدة تكون مترابطة متوحدة شمولية لا تحدد بزمن بحيث تكون تنسيقية متفاعلة مفتوحة اطرها تخلت في بنائها عن النغمية والايقاع العمودي لحساب جماليات جديدة ، وأساس هذه الجماليات تجنب الاستطرادات والإيضاحات والشروح ، وهذا ما نجده في الأشكال النثرية الأخرى على ان تكون قوة اللفظ وإشراقه قوة جديدة وفاعلة فيها.
اما ما دعوت له في كل كتاباتي هو اعتماد السهولة في كتابتها او نظمها وتجاوز الاساليب الغلوائية وهذه الرمزية الخانقة واعتبرها من سلبيات قصيدةة النثر . لتحظى بفهم المتلقي ولتكون قريبة منه ليعرف ما تسمو اليه في قصدها والغرض الذي قيلت فيه . لاحظ قولي :
افيقي .. افيقي ..
ذات المكحل الاخضر
في بلدتي عرس
اوحى به النجم
اهتزت له الدنيا
وليل الحب مسروج
وغنت اغنية الشوق
نخيل في البساتين
وغنت سدرة الشارع
بصوت شبه محزون ----
وخاصة بعد ظهور الانترنيت والفيسبك من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاعلام ووسائل النشر المختلفة التي انارت دروبا وسبلا كثيرة وفسحت المجال لكل انواع النشر ولكل الاشخاص الاخرين وحطمت بعض الابراج المتعالية والتي كان بعضها جوفاء ومن سلبيات هذه القصيدة ان اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين وكل يقول انا اكتب شعرا نثريا فهو اذن شاعر . .
فقصيدة النثر اذن تتألف عناصرها من الواقع المنظور وفق الرؤية الفكرية للشاعر بعلاقات جديدة بين ألفاظ النص وتراكيبه ، هذه العلاقات مبنية على وحدة النص وحدة واحدة ، ذات جماليات مبتكرة تعتمد على رؤية الشاعر للواقع المادي الخارجي بمنظور جديد ،وامكاناته الشعرية في سياقاتها نحو الجمالية بحيث تنعكس هذه الرؤية على العلاقة اللفظية ، وبنية التراكيب ، وقوة التخييل ،و وحدة الرمز الا ان هذه الرمزية اتخذها بعض شعراء هذه القصيدة – قصيدة النثر - ذريعة في الايغال في الابهام والغموض بحيث انعكست سلبا على المتلقي وادت الى عزوفه عن قراءتها في بعض الاحيان . حيث يفضل المتلقي العربي قصيدة العمود الشعري لما فيها من موسيقى في الوزن والقافية القريبان الى اذنه الموسيقية والتي تعودت سماع نغمانها واحبتها نفسيته بحيث يبقى يفضلها على سواها في كل الاحوال ويردد مع نفسه ما يحفظ من ابيات فيها اويتغنى بها او ينشدها.
.
اميرالبيــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــــد روز
********************************