عبد السلام حسين المحمدي
ولد عبد السلام حسين صالح المحمدي في مدينة ( الصقلاوية ) التابعة لقضاء ( الفلوجة ) من اعمال محافظة ( الانبار ) العراقية في سنة \1959.
اخذ دروسه الاولية في مسقط راسه ( الصقلاوية ) ثم انتقل الى ( الفلوجة ) لدراسة الثانوية فيها فحصل على البكالوريا منها ثم انتقل الى بغداد للدراسة في معهد اعداد المعلمين وحصل على شهادة ( دبلوم تعليم ) ثم عين معلما في وزارة التربية العراقية .
اكمل دراسته الجامعية في بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس في موضوع ( حوار الاديان والحضارة )
أحب عبد السلام قراءة الشعر والقصص وقرأالكثير من الكتب والدواوين الشعرية بنهم لكبار الأدباء العراقيين والعرب. واحب الشعر منذ نعومة اظفاره وكانت له موهبة في قول الشعر في الدراسة الثانوية صقلها كلما تقدم في الدراسة حتى اذا كان في بغداد في معهد اعداد العلمين نظم القصيدة وفي المرحلة الجامعية اصبح شاعرا مشهود له .
وكانت بداياته مع الشعر في منتصف السبعينات حيث نشر عشرات القصائد في الصحف والمجلات العراقية آنذاك غير أن عطائه الأدبي توقف عن قول الشعر قرابة خمسة عشر عاما بسبب الانظمة السياسية في البلد اذ كانت اغلب قصائده تنتقد - وبشكل لاذع – الأوضاع السياسية وتتعارض مع سياسة النظام الحاكم . ومن شعره يقول :
ظَمَأ السحابةِ والشِــــتا صُنــــــوانُ
فهل ارتوتْ من بحـــرها الشُّــــطآنُ
الليلُ يفهـــمُ ما يبــــــوحُ به الفتــى
ولقلبـــــهِ من بوحــِــه خَفَقـــــــــانُ
حتى الحروف على القصيـدِ تلعثمتْ
محمومــــةً فكأنهـــــــا الهذَيـــــــانُ
وكفرتُ بالشـــــعر الذي لن ينحنــي
متوجِّعــــــــاً يغلي بـه الغليــــــــــانُ
عن أيِّ شيءٍ والمنــــازل أقفــــرتْ
وتباعدتْ أفلاكُهـــــــا الازمـــــــــانُ
وربابتي هتفت تناشـــــــدُ ربَّهـــــــا
وسـفينتي ينأى بهـــــا الرُبّـــــــــانُ
قد كنتُ أمشـــي والرصيفُ معانــــدٌ
فلأيِّ دربٍ يســــــلك الولهــــــــــانُ
وأذوب كالثلج المشمَّس في الضحى
متبخِّـــــراً يقتاتنـــي الذوبـــــــــــانُ
ما بين أضداد المعانــــي تائــــــــــهٌ
ويلفنـــــي في بردِه التيهـــــــــــــان
فأشـــــدُّ أزرار الخريــف معاطفـــــاً
وتفكُّ من أزرارِهـــــا الأغصـــــــانُ
إنَّ الفصـــولَ إذا تثائـــب ليــلهــــــا
ناياتُهـــــــا عند المســــــا أشـــجانُ
وتطيـــرُ ما بين النجـــــوم عرائسي
وعرائسي يحلـو لهـــــا الطيـــــرانُ
آثار أجنحتي ترفرف في الفضـــــــا
وبدا علـــــى آثارهــــــا اللمعــــــانُ
ماكنت في دنيـــــا الســحابة عابــرا
ظمِئَ الســـحابُ لأننـــي ظمـــــــآنُ
كان المحمدي مع الحركة الشعرية والحداثة في كتابة الشعر ولايزال مع التجديد في نظرته الشعرية لكنه لا يؤيد تحطيم ثوابت الشعر العربية فقد نظم القصيدة العمودية وكانت جل قصائده في القصيدة التقليدية الموزونة والقفاة ويرى أن المشهد الثقافي في العراق بدأ ينهض رغم كل الظروف التي يمر بها البلد والأجواء المعتمة التي تغلف الوضع الحالي ويشيد بانتشار المؤسسات الثقافية في المدن العراقية ويطمح ان تكون مدينته (الفلوجة) عاصمة للثقافة العربية في يوم من الايام . الا اني ا رى السياسات الحاكمة الحالية بعيدة عن تحقيق مثل هذا الامل .
وله بحوث عديدة في تخصصه (حوار الاديان والحضارات ) وبهدف انجاز بحوثه تنقل بين دول عديدة حيث أقام فترة في ( أذربيجان) للاطلاع على (الحضارة القوقازية) هناك ثم عرج الى( تركيا) باحثا في مكتباتها عن أثار العرب وتأثيرهم على الحضارة (العثمانية ) وبعدها سافر إلى (السعودية ) باحثا في الحوار الديني، حيث كتب عن الحوار الديني المعاصر وكتب عن أسلوب النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال محاورة الوفود لإقناعهم بدخول الإسلام واحترام الرأي الآخر. ويؤكد في بعض كتاباته عن حاجة العراق – بلده - إلى حوار ثقافي وديني يخرجه من الازمات السياسية الخانقة التي يمر بها بلده والتواصل بين أفراد المجتمع والشعوب.
قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية وخاصة في الإنسان وقضاياه فهي عنده محور قصائده وكذلك في الامور السياسية الوطنية .
يتسم شعره بالسلاسة والوضوح بعيدا عن التعقيد وحوشي الكلام .الا ان افكاره تنم عن سطحية في اسلوبيته ومعاني شعره ومواضيع قصائده ومن قصيدة يتحدث فيها عن نفسه هذه الابيات :
على أيِّ ديـنٍ تُستباحُ مواهبي
وفي أيِّ شرعٍ تنكرون مذاهبـــــي
أنا الطائر المنفيُّ أحمــل غربتـــي
فيا دولة المنفى عليَّ تكالبـــــــــي
أطوف بلا ريشٍ سمــاء مطالعــي
وتمشي بلا ساقٍ اليَّ مغاربـــــــي
واني على الجوزاء أسـهــر ليلتي
ومن ضوئها الوضّاح كانت مشاربي
لكلِّ زمان ٍ ما حييت فضــــــائــــلٌ
وكل مكانٍ فيه نــورٌ لراغـــــــــبِ
لكــــل امرئٍ في العالمين عقيـــدةٌ
وصــوتٌ نديٌّ يُـنـتـقى لمخـــاطَب
من النــاس من يلقي اليك مسامعاً
ومنهم الى رؤيــاك ليس براغـبِ
فكم تزدهــي بالاختلاف حدائـــــقٌ
وكم فكــــرة تُلغى لأجلك صاحبي
تكامل نقصــي فــي كمالك مثـلــما
تعالتــك أنوارُ وأنت بجانبــــــــــي
لآدمَ أفضالٌ عليـــــك يمنُّـــــــــــها
فلا تلتوي مثل العقوقِ المصاقــبِ
فحتى متــى نبقــى نمزِّقُ بعضـــنا
وتشتم أركاني لديَّ جوانبــــــــــي
على منبر الأحرار أســكب لوعتي
وأشكو الى بعضي رجيع مصائبي
فلي أملٌ أن أستعيد بشــــــــاشـتي
وأن تنجلي عن كاهلــيَّ متاعبـــي
وقال في الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم مادحا قصائد كثيرة ومن قصيدته ( دوحة الحب ) هذه الابيات :
رقـَصَ الفـؤادُ بمهجـةِ المتصابـي
والكونُ أمطرَ من ربيع سَــحابي
لـمُحـمَّدٍ قـد جـئتُ أكـتـبُ أحـرفــي
وأرى البشاشة في سطور كتابي
وتعـثــَّرتْ لغة ُ القصيدةِ وانـحنـتْ
أدبـــــــا ً لــــهُ وتلعثمتْ بجواب ِ
ماذا عـســاني أنْ أقـــول مُـمَـجِّـدا
والمجدُ عند مواطئ الأعتـــــاب ِ
وجعلتُ أسمو للســماءِ بـمـدحـــهِ
وأطوفُ أبراجَ السَّــما بشــهاب
أرأيتَ مـجـنـونا يـهـيــــم فــــؤاده
عند الكرى بمحبـَّــــة الأحبـــاب ِ
أرأيتَ مَنْ حَمَلَ الشاشة في الحَشى
وعـيـونــُه بمظلــَّـــــة الأهــداب ِ
ومتـَيـَّــم ٌ لـلـحُبِّ يـحـمـلُ صـورة ً
ويطوفـنــــا بـمـجـيـئـةٍ وذهــاب ِ
الـيـوم أنشــدُ لـلـحـبـيـبِ لعلـَّنــي
بـمـديـحـه أشفى من الاوصــاب ِ
يا ســيـِّدٌ مَلأ الـوجــودَ بشـاشـــة ً
ومحبـّـة ً من طيبـــة الاطيـــاب ِ
للعالمين شموسُ وجـهـك أشرقتْ
نحــو العُلا لا تنطوي لغيــــاب ِ
نـــورٌ تلألأ في ســــماء قلوبـنــــا
يا رحمـة ً لــم تحتجبْ بحجــاب
حصل على الكثير من الجوائز خلال مسيرته الادبية وقد اصدر لحد الان الدواوين التالية :
* رقصات على جبين الشمس
* مواويل العاشقين
* عرائس المهجر
* غابات الصفصاف
* زفرات عاشق
وقد اصدر الكتب التالية:
• مفاتيح العروض
• الحوار الحضاري في عام الوفود
• التصوف في العراق – بالاشتراك مع الباحثين تركي الدخيل ورشيد الخيون
عبد السلام المحمدي هو :
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو رابطة شعراء العرب
واختم بحثي بهذه القصيدة من شعره :
دع دهـــاليز الســـُّــــباتْ و إســــتلمْ زهــو الحياة ْ
واصحب الأخيــار دومـا ً صُحبـة ً فيـــــها النجــاة ْ
لــو مُنِحتُ الخـلـد َ فردا ً في جـِنـان ٍ خالـــــــــداتْ
لا أطـيـق العيـــش بُعـدا ً عنكَ يــا حلوَ السـِـــمـاتْ
طـلعـــة الاصبـــاح كانت في دُجـى اللـّيل ِ تبـــــاتْ
لستُ أدري كيف أحيـــى بانطـواء ٍ أو شـَــــــــتاتْ
في ظلالـي كــــلُ شـــيءٍ وطـُيـوري في الفـَـــــلاة ْ
يا جـــذور الأرض إنـّــي كــــــرياض ٍ مُـزهــــراتْ
بُرتـُقالُ الحقل ِ دومــــــا ً في ظِــــــلال الباســــقاتْ
ومروج الحقل ِ تحلــــــو باللـّيــالي المُــقـــــمِـراتْ
والفتــى يحيى ســــعيدا ً إذ ْ يُـغـنـّي للفتــــــــــــاة ْ
والفتاة اليــــوم تســـعـى ما أحَـيْلاهــــــا الفتـــــاة ْ
باتـّـِئـــاد ٍ و حيــــــــــاء ٍ وسموّ ٍ فـــي الصفـــــاتْ
والفتــــى يـَبقى غيـــوراً واثقـــــاً رغم الوشـــــاة ْ
صالــح ٌ مَن عاش دوما ً ليحــــــبَّ الصالحـــــــاتْ
وجميـــلُ النفس ِ يبقـــى كـَلـَيــــــال ٍ مشـــــــرقاتْ
بالتـَّمنـّي يـــــا حبـيـبـــي لا تـُنـــــالُ الأمنيــــــــاتْ
كـُنْ شُــجاعاً وصَبــــوراً كالجبــــــال الراســـــياتْ
هكـذا العصفور غنــــّــى حيثُ تحلـــــو الأغنيـاتْ
لو حبست الطير يومـــــاً لَبكى بؤســــــــــــاً وماتْ
ثـُلـَّتي فيـــها وجـــــودي إنهـــم عنـــدي الحيــــاة ْ
وترانــي يـــوم هَــجـــر ٍ كبقايــــــا مــــــن رُفــاتْ
ثــــــمّ أصحــو للقـــــــاءٍ كالخيــــــول الســــابقاتْ
لا أطيــــــق العيــــش إلاّ في ربيع الأمســــــــــياتْ
*********************************