عمر بن لجأ التيمي
عمر بن لجأ (وقيل لحأ) بن حدير بن مصاد بن ذهل بن تيم من بني تيم بن عبد مناة التيمي .
من شعراء العصر الأموي اشتهر بما كان بينه وبين (جرير) من مفاخرات ومعارضات.
وهو الذي يقول فيه جرير:
أنت بن برزة منسوب إلى لحأ
عند العصارة والعيدان تعتصر
هو الشاعر الذي كان يهاجي جرير بن عطية بن الخطفى وكان سبب تهاجيهما أن ابن لجأ أنشد جريراً باليمانية:
تجر بالأهون في أدنائها
جرّ العجوز جانبي خبائها
فقال له جرير: هلا قلت (جر العروس طرفي ردائها)
فقال له عمر بن لجأ: فأنت الذي تقول:
لقومي أحمى للحقيقة منكم
وأضرب للجبار والنقع ساطع
وأوثق عند المردفات عشيةً
لحافاً إذا ما جردّ السيف مانع
أرأيت إذا أخذت غدوةً ولم يلحقهن إلا عشية وقد نكحن فما غناؤه . فتحاكما إلى عبيد بن غاضرة العنبري فقضى على جرير فهجاه بشعر يقول فيه:
منعناكم حتى ابتنيتم بيوتكم
وأصدر راعيكم بفلجٍ وأوردا
بمردٍ على جردٍ مغاوير بالضحى
إذا ثوّب الداعي بصوتٍ وندّدا
فأجابه عنه عمر بن لجأ:
هجوت عبيداً أن قضى وهو صادق
وقبلك ما غار القضاء وأنجدا
وقبلك ما أحمت عديّ دبارها
وأصدر راعيها بنجدٍ وأوردا
أتشتم بدراً في السماء ودونه
تنائف تثني الطّرف أن يتصعّدا
هم أخذوا منكم أراب ظلامةً
فلم يبسطوا كفّاً إليهم ولا يدا
يعني عدي بن جندب من بني العنبر وأراب: ركية كانت لبني العنبر أولاً
فتركوها فصارت إلى بني رياح ثم طلبها الأعور بن بشامة العنبري
فظفر بها فقال جرير:
لئن عمرت تيمٌ زماناً بعثره
لقد لقيت تيمٌ حداءً عصبصبا
فلا يضغمنّ الليث تيماً تقرّه
وعكلٌ يسمّون الفريس المنيّبا
فهل لوم تيم لا أبا لك زاجرٌ
كنانة أو ينهى زهيراً وتولبا
وقال المدائني قرن جرير بابن لجا فجعلا يتفاخران وينشدان فقال عمر بن لجأ وقد أقيما على غرائر البر:
رأوا قمراً يقارنه حمار
وكيف يقارن القمر الحمارا
فقال جرير:
يا تيم تيم عديّ لا أبالكم
لا يوقعنّكم في سوءةٍ عمر
فتحاكما إلى عبيد بن غاضرة العنبري وهو مسعود فقضى على جرير فهجاه جرير بشعر يقول فيه:
منعناكم حتى ابتنيتم بيوتكم
وأصدر راعيكم بفلجٍ وأوردا
بمردٍ على جردٍ مغاوير بالضحى
إذا ثوّب الداعي بصوتٍ وندّدا
فأجابه عنه عمر بن لجأ:
هجوت عبيداً أن قضى وهو صادق
وقبلك ما غار القضاء وأنجدا
وقبلك ما أحمت عديّ دبارها
وأصدر راعيها بنجدٍ وأوردا
أتشتم بدراً في السماء ودونه
تنائف تثني الطّرف أن يتصعّدا
هم أخذوا منكم أراب ظلامةً
فلم يبسطوا كفّاً إليهم ولا يدا
يعني عدي بن جندب من بني العنبر
فقال جرير:
لئن عمرت تيمٌ زماناً بعثره
لقد لقيت تيمٌ حداءً عصبصبا
فلا يضغمنّ الليث تيماً تقرّه
وعكلٌ يسمّون الفريس المنيّبا
فهل لوم تيم لا أبا لك زاجرٌ
كنانة أو ينهى زهيراً وتولبا
.وجاء في كتاب النقائض
( ان بني تيم كانوا من الملوك والرؤساء في الجاهلية )
و قال في ذلك اليوم عمر بن لجأ التيمي:
لا تهج ضبة يا جرير فانهم
قتلوا من الرؤساء مالم تقتل
قتلوا شتيراً يوم غول وابنه
وبني هتيم يوم دار مأسل
وقيل واجتمع جريرُ بن عطية الخَطَفي وعُمَر بن لَجَأ التَّيمي عند المُهاجر بن عبد الله والي اليمامة فانشده عُمر بن لَجأ أرجوزَته التي يقول فيها:
تَصْطكُّ ألْحِيها على دِلائها
تَلاَطُمُ الأزد على عَطائِها
حتى انتهى إلى قوله:
تُجَرّ بالأهونِ من إدْنائها
جَرّ العَجوز الثنْيَ من خِفَائها
فقال جرير: ألا قلت:
جرّ الفتاة طَرَفَيْ رِدائها
فقال: والله ما أَردتُ إلا ضَعْف العجوز. وقد قلتَ أنت أعجبُ من هذا وهو قولُك:
وأوثق عند المُرْدفات عَشيّةً
لَحاقاً إذا ما جَرّد السَّيفَ لامعُ
والله لئن لم يُلْحقن إلا عشيّة ما لُحقن حتى نكحن وأحبلن. ووقع الشَّرُّ بينهما.
. وقَدم عمرُ بن أبي ربيعة المدينةَ فأقبل إليه الأحوصُ ونُصيب فجعلوا يتحدثون. ثم سألهما عمرُ عن كُثيّر عَزّة.
فقالوا: هو هاهنا قَريب.
قال: فلو أرسلنا إليه؟
قالا: هو أشدّ بَأْوا من ذلك.
قال: فاذهبا بنا إليه.
فقاموا نحوَه فألفَوْه جالساً في خَيمة له. فوالله ما قام للقُرشيّ ولا وَسّع له. فجعلوا يتحدّثون ساعة. فالتفت إلى عمر بن أبي ربيعة فقال له:
- إنك لشاعر لولا أنك تُشبِّب بالمرأة ثم تَدعها وتُشبِّب بنفسك. أَخبرني عن قولك:
ثم اسبَطَرت تَشتدِّ في أَثَري
تسأل أهلَ الطَّوافِ عن عُمر
والله لو وصفتَ بهذا هِرّة أهلِك لكان كثيراً! ألا قلت كما قال هذا يعني الأحوص :
أَدور ولولا أن أرى أم جَعْفر
بأبياتِكم ما دُرتُ حيثُ أدورُ
وما كنتُ زَوّاراً ولكنّ ذا الهَوى
وإن لم يَزر لا بُدّ أن سيزور
فانكسرت نَخوةُ عمر بن أبي ربيعة ودخلت الأحوصَ زَهوةٌ ثم ألتفت إلى الأحوص فقال :
أخبرني عن قولك :
فإنّ تَصِلي أصِلْك وإن تَبِيني
بهَجْرك بعد وَصْلك ما أبالِي
أمَا والله لو كنتَ حُرَّاً لبالَيتَ ولو كُسر أنفُك. ألا قلت كما قال هذا الأسود وأشار إلى نصيب:
بزينَب اْلمِم قبلَ أن يَرحل الرَّكْبُ
وقُلْ إن تَملِّينا فما ملكِ القَلْبُ
قال: فانكسر الأحوص ودخلت نصيْب زهوة.
ثم التفت إلى نُصيب فقال له: أخبرني عن قولك:
أهيم بدَعد ما حييتُ فإن أمت
فواكبدِي مَن ذا يهيم بها بَعدِي
أهمّك ويحك مَن يفعل بها بعدك.
فقال القوم: الله أكبر استوت الفِرَق قُوموا بنا من عند هذا.
و قيل دخل كُثير عزة على سُكينة بنت الحُسين عليه السلام
فقالت له: يا بن أبي جُمعة أخبرني عن قولك في عَزّة:
وما رَوْضة بالحزن طَيِّبة الثَّرى
يَمُج النَدى جَثْجاثُها وعَرارُها
بأطيَبَ من أرْدَانِ عَزّة مَوْهِناً
وقد أوقدت بالمندل الرَّطب نارُها
ويحك! وهل على الأرض زنجية مُنْتنة الإبطين تُوقد بالمَندل الرطب نارها إلا طاب ريحُها. ألا قلت كما قال عَمّك امرؤ القيس :
ألم تَريَاني كُلما جِئْتُ طارقاً
وجدتُ بها طِيباً وإن لم تَطَيّبِ
وقيل اجتمعوا يوما في مجلس وكان الحجاج حاضرا قال الحجاج لجرير بن عطية الخطفي :
- فَمَا قلت له ؟
قال فأنشده جرير :
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم
لا يوقعنَّكم فِي سَوْءَةٍ عُمَر
أحين صرت سِماما يا بني لجأ
وخاطرتْ بي عن أحسابها مضر
خَلِّ الطريف لمن يبنى المنار به
وابرز ببرزة حيث اضطرك الضرر
قال : فَمَا قال لك ؟ فأنشده:
لما رَأَيْت ابن ليلى عند غايته
فِي كفِّهِ قصبات السَّبْقِ والخطر
هبت الفرزدق واستعقبتني جزعًا
للموت تَعمد والموت الَّذِي يذر
لقد كذبت وشر القول أكذبه
ما خاطرتْ بك عن أحسابها مضر
توفي عمر بن لجا بالاحواز ومن شعره هذه الابيات :
نْعَتُـهَـا إِنِّــيَ مِـــنْ نُعَّـاتِـهَـا
مُنْـدَحَّـةَ الـسُّــرَّاةِ وَادِقَـاتِـهَـا
مَكْفُـوفَـةَ الأَخْـفَـافِ مُجْمَرَاتِـهَـا
سَابِـغَـةَ الأَذْنَـــابِ ذَيَّـالاَتِـهـا
طَـوَتْ لِيَـوْمِ الْخِـمْـسِ أَسْقِيَاتِـهَـا
غَابِـرَ مَـا فِيـهَـا عَـلَـى بُلاَّتِـهَـا
كَأَنَّـمَـا نِيـطَـتْ إِلَــى ضَرَّاتِـهـا
مِـنْ نَـخِـرِ الطَّـلْـحِ مُجَوَّفَاتِـهـا
وَاتَّـقَـتِ الشَّـمْـسَ بِجُمْجُمَاتِـهـا
تَمْـشِـي إِلَـــى رِوَاءِ عَاطِنَـاتِـهَـا
************************