( غزارة علم الله تعالى )
بقلم فالح الحجية
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ان الذين امنوا وعملو الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا .* خالدين فيها لايبغون عنها حولا * قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفدالبحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولوجئنما بمثله مددا *قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الاهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا * )
سورة الكهف الايات 107/108
الحمد لله \ ا
. الذين امنوا بالله ورسوله وعملوا الاعمال الصالحة اعد لهم الله الدرجات العالية يوم القيامة وكانت لهم جنات الفردوس نزلا . أي سكنا والفردوس من اسماء الجنة. فهي مسكنهم الدائم الثابت . فهم في احسن حال واتم نعيم خالدين فيها . لايرجون ولايرغبون في التحول الى مكان اخر . سكنوها بنعمة الله وفضله وجزاء ثواب اعمالهم الصالحة في الدنيا فهم اصحاب الجنة
.ومن عظيم مقام الله تعالى وقدرته انه لوكانت البحار والمحيطات وكل الماء الموجود على الكرة الارضية مدادا اي احبارا يكتب بها كلمات الله تعالى وغزير علمه لنفدت هذه البحار والمياه قبل ان تنفد كلمات الله تعالى ولو جييء بمثلها مددا لها اي حتى لو ا نتهت هذه البحار وجئنا بغيرها مثلها ايضا لنفدت قبل ان تنفد كلمات الله تعالى وعلمه ومن المعلوم ان قنينة الحبرالواحدة الصغيرة يكتب ماشاءالله ان يكتب بها من علم وكلمات وكتب وكميةالحبر او ا لمداد الموجود فيها لايساوي الا قطرات قليلة من اناء فيه ماء فكيف بالبحار التي تمدها بحار اخرى سبحانك يارب على عظمتك وقدرتك وعلو شانك انما هذا مثل ضربه الله تعالى للانسان لعله يتعظ ويفقه عظمةالله تعالى وهذه الاية تماثلها ايةاخرى في المصحف الشريف وضوحا واكثر ايضاحا اذ يذكر فيها لو اصبحت كل اشجار الارض اقلاما والبحار مدادا مانفدت كلمات الله تعالى وهذه الاية هي
( ولوان مافي الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت كلمات الله ان الله غزيز حكيم )
سورة لقمان الاية \ 27 وهذه الابحر التي ضربها الله تعالى مثلا ربما تكون هي البحارالتي خلقها الله تعالى في الارض بما فيها المحيطات الخمسة بل تتعداها الى كل قطرة من ماء في الارض وفي هذه الاية توضيح اكثر فلو كان كل ما على الارض من شجرة اقلام يكتب بها والشجرة يقصد بها هنا كل اشجار الارض صغيرها وكبيرها فلو تحولت هذه الاشجار الى اقلام للكتابة والشجرة الواحدة تمثل ملايين الاقلام وكل قلم يكتب به ما شاءالله ان يكتب عندغمسه في قطرة الحبر او قطرة المداد ثم يبرى القلم ثم يكتب به ثم يبرى ثم يكتب به وهكذا انه لمثل عظيم على غزارة علم الله تعالى ليبين لنا كم هو مقدار علمه سبحانه وتعالى وكم مقدارصغر علم البشر ازاء سعة علم الله تعالى .
فقل ايها النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لعبادي او لخلقي او للناس جميعا انما انا بشر مثلما انتم بشر لاخلاف في ذلك وانما الفرق بيننا انما يوحى الي باختيار من الله تعالى وتكليف منه سبحانه وتعالى ولا يوحى الى غيري
لذا اقول واثبت انه من كان يرجو رحمةا لله ولقائه في يوم القيامة فيكن من المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وكل ما جاء به القران الكريم والشريعة المحمدية السمحاء وليعمل الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله تعالى من صلاة وصيام وحج وزكاة وجهاد في سبيل الله ويكون داعية للخير والصلاح بين الناس وليحكم بالعدل والاحسان والانصاف وليبتعد البعد الشديد عن كل ما لا يرضى الله تعالى اويغضبه وخاصة الاشراك بالله تعالى وهو ا ن يجعل له اندادا او شركاء في الملك ا و يعبد غيرالله ويقدس غيره اويشرك في عبادته غيره من الاوثان والاصنام والبشر ويحببه الى النفس مثلما يحب الله تعالى فهو اشراك بالله تعالى والاية صريحة وواضحة مثل الشمس .
( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه ا حدا ) الكهف الاخيرة فماذا يقول الذين يعبدون البشر ا وا لحجر او البقر او الشمس والقمر ... ومن يشرك بالله تعالى فقد حرم الله عليه الجنة وهو في الاخرة اويوم القيامة من الخاسرين
اذن هي حقيقة واحدة فمن كان يرجو لقاءا لله تعالى وينعم بالائه وفضله عليه عليه الالنزام بالعمل الصالح والابتعاد كل البعد عن الاشرك بالله العظيم فالمؤمنون فهو اصحاب الجنة فهم الذين يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئا وله يسجدون .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمدوعلى اله وصحبه اجمعين امين
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز
***********************************