48
الحصين بن حمام الفزاري
هو ابو يزيد الحصين بن حمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن واثلة، بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان من غطفان من فزارة وقيل ايضا : شاعر فارس جاهلي، كان سيد قومه بني سهم بن مرة (من ذبيان)
اذن هو شاعرجاهلي وفارس قومه وسيدهم وهو من نبذ عبادة الاصنام والاوثان في الجاهلية
كان الحُصين فارساً شجاعًا وفيًا. سُمي( مانع الضيم ) لشدة وفائه: واود ان اذكر ان هذا اللقب سمي فيه اثنان من العرب فقط الحصين بن الحمام الفزاري وعروة بن الورد .
الحصين قاد قومه في مواقع عديدة منها واقعة (دارة موضوع) التي دارت بينهم وبين بني سعد بن ذبيان و(صرمة بن مرّة). دافع عن( الحرقة ) والحرقة قوم من بني حميس بن عامر بن جهينة. وقصيدته (يا أخوينا) بمثابة سجل كامل لواقعة( دارة موضوع)وأكمل هذا السجل في قصيدته (دارة موضوع.)
كان الحصين بن الحمام شاعرًا مقًلا، تدور معظم قصائده حول الوقائع والحروب، وأسلوبها سردي قليل الحماس حينًا، وآخر تصويري ذو خيال مستمد من الاحداث والوقائع، ونلحظ في شعره الغلو والتعظيم. وهو إذ يتصدى لوصف المعارك يصفها وصفا دقيقا ويذكر السلاح ويتغنى به وكان ملما بوصف الجيش.الا ان أسلوبه الشعري لا يختلف عن غيره من شعراء الجاهلية
وقيل مما يؤثر عنه :
جاء الحصين بن الحمام فقيل له:
- إن جارك غصيناً اليهودي قد قتله ابن جوشن جار بني صرمة.
فقال الحصين: فاقتلوا اليهودي الذي في جوار بني صرمة
فأتوا جهينة بن أبي حمل فقتلوه. فشد بنو صرمة على ثلاثة من حميس بن عامر جيران بني سهم فقتلوهم.
-فقال الحصين: اقتلوا من جيرانهم بني سلامان ثلاثة نفرٍ
ففعلوا. فاستعر الشر بينهم وكانت بنو صرمة أكثر من بني سهم رهط الحصين بكثير.
فقال لهم الحصين: يا بني صرمة، قتلتم جارنا اليهودي فقتلنا به جاركم اليهودي فقتلتم من جيراننا من قضاعة ثلاثة نفرٍ وقتلنا من جيرانكم بني سلامان ثلاثة نفر وبيننا وبينكم رحم ماسة و قريبة، فمروا جيرانكم من بني سلامان فيرتحلون عنكم ونأمر جيراننا من قضاعة فيرتحلون عنا جميعاً ثم هم أعلم.
فأبى ذلك بنو صرمة
وقالوا: قد قتلتم جارنا ابن جوشن، فلا نفعل حتى نقتل مكانه رجلا من جيرانكم فإنك تعلم أنكم أقل منا عدداً وأذل نفرا وإنما بنا تعزون وتمنعون.
فناشدهم الله والرحم فأبوا. وأقبلت (الخضر) من محارب وكانوا في بني ثعلبة بن سعد
فقالوا: نشهد نهب بني سهم إذا انتهبوا فنصيب منهم.
وخذلت غطفان الحصين وكرهوا ما كان قد منعه جيرانه من قضاعة. وصافهم الحصينٌ الحرب وقاتلهم ومعه جيرانه
فقال الحصين بن الحمام في ذلك هذه الأبيات:
ألا تقبلون النصف منـا وأنـتـم
بنو عمنا لا بل هامكم القـطـر
سنأبى كما تأبون حتى تلـينـكـم
صفائح بصرى والأسنة والأصر
أيؤكل مولانا ومولى ابن عمـنـا
مقيمٌ ومنصورٌ كما نصرت جسر
فتلك التي لم يعلم الناس أنـنـي
خنعت لها حتى يغيبني القـبـر
فليتكم قد حـال دون لـقـائكـم
سنون ثمانٍ بعدها حججٌ عشـر
أجدي لا ألقاكم الـدهـر مـرةً
على موطنٍ إلا خدودكم صعـر
إذا ما دعوا للبغي قاموا وأشرقت
وجوههم والرشد وردٌ له نـفـر
فواعجبا حتى خصيلة أصبحـت
موالي عزٍّ لا تحل لها الخـمـر
ألما كشفنا لأمة الذل عنـكـم
تجردت لا برٌّ جميلٌ ولا شكر
فإن يك ظني صادقا تجز منكم
جوازي الإله والخيانة والغدر
فأقاموا على الحرب والنزول على حكمهم، وغاظتهم بنو ذبيان ومحارب بن خصفة. وكان رئيس محارب( حميضة بن حرملة). ونكصت عن الحصين قبيلتان من بني سهم وخانتاه، وهما( عدوان )و(عبد عمرو) من سهم، فسار الحصين، وليس معه من بني سهم إلا بنو وائله بن سهم وحلفاؤهم وهم (الحرقة) وكان فيهم العدد، فالتقوا (بدارة موضوع) وهو موقع معروف فظفر بهم الحصين وهزمهم وقتل منهم الكثير . فانشد:
جزى الله أفناء العشـيرة كـلـهـا
بدارة موضوعٍ عقوقاً ومـأثـمـا
بني عمنا الأدنين منهم ورهطـنـا
فزارة إذا رامت بنا الحرب معظما
ولما رأيت الود ليس بـنـافـعـي
وإن كان يوماً ذا كواكب مظلـمـا
صبرنا وكان الصبر منـا سـجـيةً
بأسيافنا يقطعن كفا ومعـصـمـا
نفلق هامـاً مـن رجـالٍ أعـزةٍ
علينا وهم كانوا أعق وأظـلـمـا
نطاردهم نستنقذ الجرد بـالـقـنـا
ويستقذون السمهري المـقـومـا
لدن غدوةٍ حتى أتى الليل ما ترى
من الخيل إلا خارجياً مسومـا
وأجرد كالسرحان يضربه الندى
ومحبوكةً كالسيد شقاء صلدمـا
يطأن من القتلى ومن قصد القنـا
خباراً فما يجرين إلا تقـحـمـا
عليهم فتيانٌ كساهـم مـحـرقٌ
وكان إذا يكسو اجاد وأكـرمـا
صفائح بصرى أخلصتها قيونهـا
ومطرداً من نسج داود مبهـمـا
جزى الله عنا عبد عمرو مـلامةً
وعدوان سهـمٍ مـا أذل وألامـا
فلست بمبتاع الـحـياة بـسـبةٍ
ولا مرتقٍ من خشية الموت سلما
ثم إن بني حميس كرهوا مجاورة بني سهم ففارقوهم ومضوا فلحق بهم الحصين بن الحمام فردهم ولامهم على كفرهم نعمته وقتاله عشيرته عنهم وقال في ذلك:
إن امرأً بعدي تبدل نـصـركـم
بنصر بني ذبيان حقًّا لخـاسـر
أولئك قـومٌ لا يهـان ثـويهـم
إذا صرحت كحلٌ وهب الصنابر
وقال لهم أيضاً:
ألا أبلغ لديك أبا حـمـيسٍ
وعاقبة الملامة للمـلـيم
فهل لكم إلى مولًى نصورٍ
وخطبكم من الله العظـيم
فإن دياركم بجنـوب بـسٍّ
إلى ثقفٍ إلى ذات العظوم
قال أبو عبيدة: قال عمرو:
زعموا أن المثلم بن رباح قتل رجلاً يقال له (حباشة) في جوار الحارث بن ظالم المري ( شاعر جاهلي سبق الكلام عنه ) فلحق المثلم بالحصين بن الحمام، فأجاره. فبلغ ذلك الحارث بن ظالم، فطلب الحصين بدم حباشة فسأل في قومه وسأل في بني حميس جيرانه فقالوا: إنا لا نعقل بالإبل، ولكن إن شئت أعطيناك الغنم. فقال في ذلك وفي كفرهم نعمته:
خليلي لا تـسـتـعـجـلا أن تـزودا
وأن تجمعا شملي وتنـتـظـرا غـدا
فما لبـثٌ يومـاً بـسـائق مـغـنـم
ولا سرعةٌ يومـاً بـسـابـقةٍ غـدا
وإن تنظراني الـيوم أقـض لـبـانةً
وتستوجبا منـاً عـلـي وتـحـمـدا
لعمرك إني يوم أغدو بـصـرمـتـي
تنـاهـى حـمـيسٌ بـادئين وعـودا
وقد ظهرت مـنـهـم بـوائق جـمةٌ
وأفرع مولاهم بـنـا ثـم أصـعـدا
وما كان ذنبي فـيهـم غـير أنـنـي
بسطت يداً فيهم وأتـبـعـتـهـا يدا
وأني أحاي مـن وراء حـريمـهـم
إذا ما المنادي بـالـمـغـيرة نـددا
إذا الفوج لا يحـمـيه إلا مـحـافـظٌ
كريم المحيا مـاجـدٌ غـير أجـردا
فإن صرحت كحلٌ وهـبـت عـريةٌ
من الريح لم تترك لذي العرض مرفدا
صبرت على وطء الموالي وخطبهـم
إذ ضن ذو القربى عليهـم وأجـمـدا
وقيل :ان البرج بن الجلاس الطائي كان خليلاً للحصين بن الحمام ونديماً له على الشراب، وقد قال البرج بن الجلاس في الحصين :
وندمانٍ يزيد الكأس طيبـاً
تجمعت وقد تغورت النجوم
رفعت برأسه فكشفت عنه
بمعرقةٍ ملامة من يلـوم
ونشرب ما شربنا ثم نصحو
وليس بجانبي خدي كلـوم
توفي الحصين بن حمام الفزاري قبل الهجرة النبوية بعشرة اعاوام أي (نحو \ 612 ميلادية )
من شعره هذه الابيات :
فدًى لبني عدي ركض ساقي
وما جمعت من نعمٍ مـراح
تركنا من نساء بني عـقـيلٍ
أيامى تبتغي عقد النـكـاح
أرعيان الشوي وجدتمـونـا
أم أصحاب الكريهة والنطاح
لقد علمت هوازن أن خيلـي
غداة النعف صادقة الصباح
عليها كل أروع هـبـرزيٍّ
شديدٍ حده شاكي الـسـلاح
فكر عليهم حتى التـقـينـا
بمصقولٍ عوارضها صباح
فأبنا بالنهاب وبـالـسـبـايا
وبالبيض الخرائد واللـقـاح
وأعتقنا ابنة المري عـمـروٍ
وقد خضنا عليها بالـقـداح
***********************