في ذكرى عيد الاضحى المبارك
بقلم - فالح الحجية
بابل مدينة عراقية تقع في وسط العراق كانت مهد الحضارات وتوالت عليها السلالات الحاكمة من ملوك الارض فكانت عاصمة الدنيا ومهد التقدم والرقي والالهام وتاريخها معروف .
في هذه المدينة ولد ابراهيم نبي الله وكانت حياته
قد عاصرت الملك النمرود الذي توجد قصوره في منطقة ( عكركوف ) جنوب بغداد و شمال مدينة الحلة والتي لاتزال اثارها شامخة . وقد زرتها قبل سنوات .
اختار الله تعالى ابراهيم عليه السلام نبيا وخليلا وارسله الى الناس رسولا فلما بدء بدعوة الناس للايمان والاسلام ارسل اليه النمرود وحاجه في قصة ذكرت في القران الكريم .
قال تعالى:
( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين *) البقرة\ 258
ثم عاد ابراهيم عليه السلام الى بابل وفي يوم العيد والناس مشغولون بافراحهم . حطم ابراهيم اصنامهم وعلق الفأس التي حطم فيها الاصنام في عنق الصنم الاكبر ولما رجعوا عرفوا انه الذي قام بتحطيمها فاخبروا الملك فاصدر قراره بموته حرقا ورميا في النار على فعلته بعد محاججته . فبنوا جدارا كبيرا وجمعوا احطابا كثيرا واوقدوها فلما استعرت رموه فيها . الا ان النار لم تحرقه باذن الله تعالى فخرج منها سالما و لم يحترق . قال تعالى:
(ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين* اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين * قالوا أ جئتنا بالحق ام انت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السموات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين * وتالله لأكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون * قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون * قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياابراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون * فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون * ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون * قال أتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم * اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون * قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني برد ا وسلاما على ابراهيم * وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين *)
الانبياء \51-70
وكذلك ذكر هذا الموضوع مفصلا ومكررا في سورة الصافات الايات-83-113.
قرر ابراهيم عليه السلام الرحيل من ارض بابل فخرج مهاجرا الى ربه ومعه زوجته سارة ابنة عمه بعد ان آمنت ايمانا تاما بالاسلام واتجه غربا الى الشام الى ارض فلسطين ولما وصل الى ارض الملك الجبار خاف على زوجته منه - وكانت زوجته احسن النساء خلقا وجمالا –
فقال لها :
- ان علم هذا الجبار بانك زوجتي سيغلبني عليك فان سألك فاخبريه انك اختي . وانك حقا اختي في الاسلام واني لا اعلم في الارض مسلما غيري وغيرك.
فلما دخل ارض الملك الجبار اخبره الناس قائلين له :- ان مع ابراهيم امراة لا تصلح الا لك ايها الملك .
فارسل الجبار اليها . فاخذوها اليه فقام ابراهيم الى الصلاة فلما دخلت اليه انبهر بها ولم يتمالك نفسه ان بسط يده اليها فشلت يده وقبضت قبضة شديدة
فقال لها :
- ادعي الله ان يطلق يدي. فلك الله ان لا اضرك .
ففعلت فعاد لبسط يده اليها فقبضت يده قبضة اشد من الاولى فكرر القول عليها فابسطت يده فعاد اليها الثالثة فقبضت يده اشد من القبضتين الاوليتين فقال لها :
- ادعي الله ان يطلق يدي ولك الله ان لا اضرك.
ففعلت فاطلقت يده فدعا بالرجل الذي جاء بها فقال له:
- انما جئتني بشيطان ولم تاتني بانسان فاخرجها من ارضي .
فخرجت من عنده بعد ان اعطاها ( هاجر) جارية لها فلما رآها ابراهيم اقبلت عليه مع جاريتها قال لها:
- مهيم..؟؟؟ يعني ماذا وراءك.؟
- قالت :
- خيرا . ..كف الله يد الفاجر واخدم خادما .
وفي رواية اخرى وردت في صحيح البخاري :
ان ابراهيم لما سئل عن سارة قال هي اختي ثم رجع اليها فقال لها لا تكذبي حديثي فاني اخبرتهم انك اختي والله ما على الارض مؤمن غيري وغيرك فارسل بها اليه فلما حضرت اليه قام اليها فقامت تتوضأ وتصلي فقالت :
- اللهم ان كنت امنت بك وبرسولك واحصنت فرجي الا على زوجي فلا تسلط علي يد الكافر.
فضغط على الجبار حتى ركض برجله الارض فقالت:
- اللهم ان يمت يقال هي قتلته .
فعاد صاحيا سالما فقام اليها ثانية ففعلت مثلما فعلته في الاولى فقبض الملك الجبار فدعت الله تعالى بنفس دعائها في المرة الاولى فقام اليها الثالثة فدعت الله تعالى فقبض عن الحركة اشد ايضا فلما فكته بدعائها لله تعالى لمرة ثالثة قال لحاشيته:
- والله ما ارسلتم لي الا شيطانا ارجعوها الى ابراهيم واعطوها هاجر .
فرجعت الى ابراهيم ومعها هاجر فقالت له:
- اشعرت .. ان الله كبت الكافر واخدم وليده .
ثم استوطن ابراهيم ارض الشام في فلسطين واعطته سارة جاريتها ( هاجر) التي اعطاها اياها الملك الجبار فواقعها ابراهيم عليه السلام فحملت وولدت له ولدا ( اسماعيل ) فدبت الغيرة في نفس سارة وطلبت منه ابعادها وولدها عنها فأمره الله تعالى ان يذهب بهاجر وولدها الى ارض مكة في الحجاز .
فاخذها ابراهيم وولدها معها الى ارض الحجاز فلما وصل ارض مكة انزلهما في بقعة محاطة بالجبال من كل جانب وتركهما في اكمة ومعهما شنة من ماء وجعبة فيها طعام فلما رأته زوجته انه تركهما ورجع لحقته فلما وصلا الى ( كداء) نادته من ورائه :
- يابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به انيس او اي شيء ..
قالت ذلك له مرارا وهو مستمر في سيره لا يلتفت اليها فقالت له:
- الله امرك بهذا؟؟؟
- قال : نعم
- قالت : اذن لا يضيعنا الله
وفي رواية اخرىقالت:
- الى من تكلنا الى الله ؟
- قال: نعم
- قالت : رضيت لا يضيعنا الله .
ثم رجعت .
عاد ابراهيم الى الشام في ارض فلسطين الى زوجته سارة . ولما نزلت الملائكة لتصب العذاب على قوم لوط نتيجة اجرامهم وفعلهم المنكر ونزلوا على ابراهيم ضيوفا فبشروه وزوجته سارة بالبشرى بالولد فحملت سارة وانجبت له (اسحاق) ورزقه الله تعالى من بعد اسحاق
يعقوب قال تعالى :
( ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ* فلما راى ايديهم لاتصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لاتخف انا ارسلنا الى قوم لوط* وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ) هود \71 .
رجعت سارة الى ولدها فجعلت تشرب من الشنة فيدر لبنها فترضع ولدها حتى نفد الماء فعطشت وعطش وليدها واصبحت تنظر اليه وهو يتلوى من العطش والجوع وأضامها الضيم في نفسها وصارت تتهيب ان تنظر الى وليدها وهو يتلبط من العطش فنظرت الى جبل ( الصفا ) فاسرعت اليه صاعدة فوقه لعلها تجد احدا او منقذا او تجد ما يروي عطش وجوع ولدها فلم تر شيئا فنزلت ثم نظرت الى جبل يقابله وهو جبل ( المروة ) لعلها تجد ضالتها فيه فسارت اليه مسرعة فلم تجد شيئا فبقيت تجري بين الصفا والمروة سبع مرات حتى تعبت
فقالت في نفسها لأذهب فأرى الطفل ماذا يفعل وماذا حل به فاذا هو على حاله يتضور جوعا و كأنه ينشغ للموت فكانت الاشواط السبع هي اشواط السعي السبعة بين الصفا والمروة من شعائرالله عند الحج والعمر ة ( ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خير فان الله شاكر عليم ).
واذا بصوت سمعته فقالت :
- أغث ان كان عندك خير ...
فاذا بجبريل عليه السلام فقال:
- بعقبه على الارض ...
فنظرت الى الطفل وهو يضرب بعقب رجليه الارض ينازع الموت والحياة فانبثق الماء من تحت عقب الطفل فكان ( زمزم ) فشهقت شهقة فرح ثم اخذت تغرف الماء في سقائها ثم شربت وارضعت ولدها . وفي هذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
- (يرحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم – او قال لو لم تغرف الماء- لكانت زمزم عينا معينا) اي عينا سائلة جارية .
فقال لها جبريل عليه السلام :
- لا تخافي الضيعة فان ههنا بيتا لله يبنيه هذا الغلام وابوه ان الله لا يضيع اهله .
وكان البيت مرتفعا قليلا عن الرابية فتأتيه السيول من الجبال المحيطة بها فتاخذ عن يمينه وشماله فبقيت كذلك حتى جاءت قافلة بهم رفقة من جرهم مقبلين من( كداء) فرأو ا طيرا تحوم في السماء فقالوا :
- هذا طائر يبحث عن الماء .
فارسلوا من ينظراليهم فلما جاء الجري وجدوه ماءا فاقبلت القافلة مع من فيها وقالوا لام اسماعيل عليه السلام :
- اتقبلين ان ننزل عندك ؟؟
- قالت: نعم ولكن لا حق لكم بالماء
-قالوا: نعم
فارسلوا الي اهليهم فنزلوا معهم . فكانت( مكة ).
وجاء ابراهيم عليه السلام متفقدا زوجته وكان ابنه اسماعيل قد بلغ السعي في العمل واكتمل يافعا . فلما وصل مكان البيت الحرام حيث وجدهما ساكنين . وفي الليل راى في المنام رؤيا ان الله يأمره بذبح ولده اسماعيل وكان ذلك في ليلة اليوم الثامن من ذي الحجة فاجل الامرالى النهار للتروي والتفكر في نفسه وليعلم هل هذه الرؤيا من الله ام من الشيطان فسمي اليوم الثامن من ذي الحجة ( يوم التروية ) الا ان الرؤيا جاءته في الليلة التالية ايضا في ليلة اليوم التاسع من ذي الحجة فعرف ان هذه الرؤيا رؤيا حق وانها من الله وهنا قد صدق الرؤيا وسمي هذا اليوم يوم ( عرفة ) ثم راى نفس الرؤيا في ليلة اليوم العاشر من ذي الحجة فتاكد الخبر انه امر من الله تعالى فهم بنحر ولده لذلك سمي اليوم العاشر من ذي الحجة ( يو النحر) عند ذلك اخبر ولده اسماعيل بالامر بشفقة و حنان لياخذ رأيه في هذا البلاء العظيم فاطاع اسماعيل اباه فيما اراد فقال له:
- يابني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى.
وكان يعلم ان امر الله لابد نافذ وكذلك ليعلم ما عند الفتى اليافع من الصبر والجلد عند تلقي هذا الامتحان العظيم
فقال له اسماعيل بكل طاعة وتوقير لابيه وطاعة واستسلام لامر الله تعالى :
- يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين على قضائه وقدره والمتمثلين لامره سبحانه وتعالى .
فاستسلما لامر الله تعالى اذعانا لامره وحكمه وهم ابراهيم عليه السلام بذبح ولده اسماعيل واسلم الولد نفسه لابيه فوضعه على الارض باتجاه البيت واخذ السكين في يده وكبر الله اكبر وقرب السكين من رقبة ولده اسماعيل . وهنا سمع ابراهيم نداءا من السماء ( ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ) وقد حققت
ما امرناك به في المنام من التسليم بذبح ولدك اسماعيل . لقد مننا عليك وجاءك الفرج من عندنا وانقذناك من الكرب العظيم وبمثل هذا الجزاء سنجزي المحسنين امثالك فهذا هو الابتلاء المبين وامر الله تعالى ان يذبح كبشا سمينا كبيرا بدلا من ذبح ولده فداءا له وفي رواية اخرى انزل الله سبحانه وتعالى كبشا من السماء ليذبحه ابراهيم عليه السلام فداءا عن ولده اسماعيل.
عند ذلك قام بفك رباط ولده اسماعيل واخذا بعضهما باحضان الاخر وهما يبكيان فرحا بهذا الامر وتنفيذا لامرالله تعالى واخذ الكبش ونحره فكان اضحية عن اسماعيل ومن هنا سنت الاضاحي في الاسلام .
وقيل ان اسماعيل قال لابيه :
( ياابت اشدد رباطي حتى اصبط ولا اضطرب عند النحر واكفف ثيابك وشمر عن ساعدك لئلا ينتضح شيء من دمي على ملابسك فتراه امي فتحزن او تراه انت فتتذكر الحالة فتحزن واسرع مرور السكين عند الذبح ليكون الذبح اهون علي وكبني على وجهي لكي لا ترى وجهي عند الذبح لئلا تنظر اليه فترحمني )
قال تعالى:
( فلما بلغ معه السعي قال يابني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال ياابت افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين * فلما اسلما وتله للجبين * وناديناه ان يابراهيم * قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين * ان هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الاخرين * سلام على ابراهيم * كذلك نجزي المحسنين *) الصافات\ 102- 110
وبعد هذا فقد تجمعت عدة ابيات او بيوتات حول ام اسماعيل فكانت مكة . فلما شب اسماعيل وتعلم العربية فاعجبهم فزوجوه احدى بناتهم ومرت الايام ثم ماتت هاجر زوج ابراهيم ام اسماعيل عليهما السلام فجاء ابراهيم عليه السلام يتفقد زوجته وولده فدلوه على بيته فعرف ان زوجته قد ماتت وان ولده تزوج فسأ ل زوجة ولده عن حالتهم ومعيشتهم وهيأتهم فاخبرته انهم في ضيق وشده وشكت اليه .
فقال لها :
-اذا جاء زوجك اقرئ عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه
فلما جاء اسماعيل فكأنه آنس شيئا فقال لزوجته –
- هل جاءكم من احد؟
- قالت نعم جاءنا شيخ صفته كذا وكذا فسألنا عنك فاخبرته وسالني كيف عيشنا فا خبرته في جهد وشدة .
- فقال اسماعيل لزوجته : فهل اوصاك بشيء ؟
- قالت : نعم امرني ان اقرأ عليك السلام ويقولك غيّر عتبة بابك .
- فقال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك فألحقي باهلك .
فطلقها وتزوج بغيرها .
ولبث ابراهيم مدة غير قصيرة في فلسطين ثم قدم الى مكة حيث ترك ولده ليتفقد حالته فلما جاء سال زوجته عن ولده اسماعيل فاعلمته انه ذهب للصيد ورجته النزول عندها لاقرائه
فسالها عن طعامهم وشرابهم فاخبرته ان طعامهم اللحم وشرابهم الماء.
فقال : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم .
وسالها عن عيشهم وهيأتهم ؟
- فقالت : نحن بخير وسعة وأ ثنت على الله تعالى .
فقال لها اذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام واخبريه ان يثبت عتبة بابه . ثم رجع الى الشام .
وقيل لما عاد ابراهيم قافلا الى الشام فلما وصل الى ( الثنية) من ارض مكة توجه الى ربه تعالى بالدعاء مستقبلا البيت الحرام قائلا:
( ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) ابراهيم\37
-
-
فلما جاء اسماعيل سال امراته ان كان احد جاء اليهم فاخبرته بنعم شيخ حسن الهيئة – واثنت عليه- وقالت :
- سالني عنك فاخبرته و سالني كيف عيشنا فاخبرته انا بخير
- قال لها . وهل اوصاك بشيء؟
- قال نعم هو يقراك السلام ويامرك ان تثبت عتبة بابك .
فقال ذلك ابي وقد امرني ان امسكك .
وقيل لما عاد ابراهيم قافلا الى الشام فلما وصل الى ( الثنية) من ارض مكة توجه الى ربه تعالى بالدعاء مستقبلا البيت الحرام قائلا:
( ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )
-
ومكث ابراهيم مدة ثم جاء اخرى يتفقد اسماعيل فوجد ه جالسا يبري النبال تحت دوحة فوق زمزم فلما راى اسماعيل اباه قام اليه مشغوفا فتعانقا او صنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد عند لقائهما من فراق طويل .
ثم قال يا ا سماعيل ان الله امرني بأمر.
- فاصنع ما امرك به ربك
- او تعينني ؟؟
- واعينك
- فان الله امرني ان ابني ههنا بيتا
واشار الى اكمة مرتفعة على ما حولها فعند ذلك بدءا بالعمل فكان اسماعيل ياتي بالحجارة ويناولها لابيه وابوه يبني . فرفعا القواعد من البيت حتى اذا ارتفع البناء جاء بهذا بالحجر فوضع له وهما يدعوان الله:
( ر بنا تقبل منا انك انت السميع العليم )
ال عمران \ 7 12
( لاحظ كتابي - شذرات من السير ة النبوية المعطرة ) المنشور في مدونتي وفي شبكة صدانا – فضاء الشاعر والكاتب فالح الحجية وفي المجلس العلمي وفي موقعي الرسمي اسلام سيفلايزيشن وفي مكتبة الفكرالحر )
ومن هنا كانت الليالي العشر التي اقسم الله تعالى فيها في سورة الفجر قال تعالى( والفجر وليال عشر*) من الايام الفضيلة عند الله وصيامها مشروع عند الله تعالى وفيها تتم مناسك الحج وتنتهي بعيد الاضحى المبارك . ومن المهم ان اذكر ان كل ما حدث لابراهيم الخليل وولده اسماعيل عليهما السلام وما قامت به زوجته هاجر اصبحت مناسك يتوجب الالتزام بها في الحج والعمرة وعيد الاضحى المبارك والاضاحي وغيرها .
والحمد لله رب العالمين
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
************************