اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الموشحات الاندلسية بقلم د . فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




الموشحات الاندلسية




الموشح او القصيدة الموشحة فن من فنون الشعر العربي استحدثه الاندلسيون لما املته الحياة الاندلسية الجدديدة وحاجتها للتجديد والتطور والتغير ورغبة الشعب الاندلسي وميله للموسيقى والغناء و بدافع الخروج على نظام القصيدة و على النهج القديم وانسجاماً مع روح الطبيعة الجديدة كونه اقرب اندماجاً في تنوع الموسيقى الشعرية في التلحين والغناء.

والموشح فن جميل من فنون الشعر العربي اتخذ قوالب بعينها في نطاق تعدد الأوزان الشعرية وقد اتسعت الموشحات وتطورت لتشمل كل موضوعات الشعر وأغراضه وقد عرف ابن سناء الملك الموشح فقال :

(الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات ويُقال له التام، وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويُقال له الأقرع، فالتام ما ابتدئ فيه بالأقفال، والأقرع ما ابتدئ فيه بالأبيات).

وقيل سمي موشحاً لأناقته وتنميقه تشبيهاً له بوشاح المرأة الذي تتشح به الحسناء في ملبسها في زركشته وتنسيقه . فالموشحا ت سميت كذلك لأن تعدد قوافيها على نظام خاص جعل لها جرساً موسيقياً لذيذاً ونغماً حلواً تتقبله الأسماع، وترتاح له الانفس، وقد قامت القوافي فيها مقام الترصيع بالجواهر واللآلئ في الوشاح النسوي فلذلك أطلق عليها (الموشحات) أي الأشعار المزينة بالقوافي والأجزاء الخاصة، ومفردها موشح وتعني انها منظومة موشحة أي مزينة .

و قد نشأت الموشحات في الأندلس أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) وكانت نشأتها في الفترة التي ازدهرت فيها الموسيقى وشاع الغناء ،وقوي احتكاك العنصر العربي بالعنصر الاسباني او الغربي ، فكانت نشأتها استجابة لحاجة فنية حيث،أن الأندلسيين كانوا مولعون بالموسيقى وكلفوا واحبوا الغناء منذ أن قدم عليهم ( زرياب) الموسيقي العراقي الموصلي وأشاع فيهم فنه . والموسيقى والغناء إذا ازدهرا كان لازدهارهما تأثير في الشعر أي تأثير، وقد اتخذ هذا التأثير صورة خاصة في الحجاز والعراق حين ازدهر فيهما الغناء والموسيقى في العصر الأموي ثم العصر العباسي، وكذلك اتخذ هذا التأثير صورة مغايرة في الأندلس حين ازدهر فيها الغناء والموسيقى فيظهر أن الأندلسيين أحسوا بقلة او عدم انسجام القصيدة الموحدة إزاء الألحان المنوعة، وشعروا بوجود جمود الشعر في ماضيه التقليدي الصارم أمام الانغام الجديدة في حاضره التجديدي المرن، وأصبحت الحاجة ماسة إلى لون من الشعر جديد يواكب الموسيقى والغناء في تنوعها واختلاف ألحانها ومن هنا ظهر هذا الفن الشعري الغنائي الذي تتنوع فيه الأوزان وتتعدد القوافي، والذي تعتبر الموسيقى أساساً من أساسياته فهو ينظم ابتداء التلحين والغناء ونتيجة لظاهرة اجتماعية .

و كذلك جاءت نتيجة التجديد في المجتمع و لظاهرة اجتماعية وثقافية حيث أن العرب امتزجوا بالأسبان، وألفوا شعباً جديداً من العرب و الاسبان وكان من مظاهر هذا الامتزاج أن عرف الشعب الأندلسي العامية اللاتينية كما عرف العامية العربية، أي أنه كان هناك تزاوج لغوي نتيجة للازدواج العنصري.

واول من اخترع فن الموشح الأندلسي ( مقدم بن معافى القبري)،ثم ياتي بعده اسم ( أحمد بن عبد ربه) صاحب كتاب (العقد الفريد)، أما المؤلف الفعلي لهذا الفن كما أجمع المؤرخون فهو (أبو بكر عبادة) ثم (الأعمى التطيلي) كبير شعراء الموشحات، و (ابن باجه ) الفيلسوف الشاعر ، و(لسان الدين بن الخطيب ) .

اما في بلاد المشرق فكان الفضل ل (ابن سناء الملك المصري) في ذيوع فن الموشحات في مصر والشام وهو صاحب الموشح المعروف :

كللي يا سحب تيجان الربى بالحلى

و اجعلي سوارها منعطف الجــدول

ويتكون الموشح من عدة أجزاء ولكل جزء من هذه الأجزاء اسم يميزه عن غيره ولمعرفة هذه الاجزاء نقوم بتحليل هذه الموشح القصير لابن مهلهل في وصف الطبيعة ً:

(النهر سلّ حساما
على قدود الغصون

وللنسيم مجــــــــال

والروض فيه اختيال

مدّت عليه ظـــــلال

والزهر شقّ كماما

وجداّ بتلك اللحون

أما ترى الطير صاحــا

والصبح في الأفق لاحـا

والزهر في الروض فاحا

والبرق ساق الغماما تبكي بدمع هتون)

فنجد انه يتكون كما يلي:

1- المطلع: اصطلاح يطلق على مطلع الموشح الذي يتكون عادة من شطر أو شطرين أو أربعة أشطر وهو هنا في موشح ابن مهلهل يتكون من قسمين أو شطرين أو غصنين:

النهر سلّ حساما على قدود الغصون

وقد تختلف قافية الغصنين كما هو الحال في المثال السابق،وقد تتفق كما هو الحال في إحدى موشحات ابن زهر:

فتق المسك بكافور الصبـــاح

و وشت بالروض أعراف الرياح

2- الدور: وهو مجموعة الأبيات التي تلي المطلع، ، ويتكون الدور من مجموعة من الأقسمة لا تقل عن ثلاثة وربما تزيد عن ثلاثة بشرط أن يتكرر بنفس العدد في بقية الموشح وأن يكون من وزن المطلع ولكن بقافية مختلفة عن قافيته وتلتزم في أشطر الدور الواحد. والدور في الموشح موضع التمثيل هو:

وللنسيم مجـــــــــال

والروض فيه اختيال

مدت عليه ظــــــــلال

3- السمط: هو كل شطر من أشطر الدور،وقد يكون السمط مكوناً من فقرة واحدة كما في هذا الموشح ،وربما يتألف من فقرتين.

4. القفل: هو مايلي الدور مباشرة ويسمّى أيضاً مركزاً، وهو شبيه بالمطلع في الموشح التام من جميع النواحي أي أنه شبيهه في القوافي وعدد الأغصان وليس الموشح مشروط بعدد ثابت من الأقفال. والقفل هنا هو:

والزهر شق كماما وجداً بتلك اللحون

5. البيت:وهو في الموشحة غيره في القصيدة ، فالبيت في القصيدة معروف أما في الموشحة فيتكون البيت من الدور مضافاً إليه القفل الذي يليه وعلى ذلك فالبيت في موشحنا هو:

وللنسيم مجـــــــال

والروض فيه اختيال

مُدّت عليه ظـــــــلال

والزهر شــــق كماما

وجـــــــداً بتلك اللحون

6. الغصن: هو كل شطر من أشطر المطلع أو القفل أو الخرجة وتتساوى الأغصان عدداً وترتيباً وقافية في كل الموشحة وقلّما يشذ الوشاح عن هذه القاعدة، وأقل عدد للأغصان في مطلع أية موشحة ـ وبالتالي في الأقفال والخرجة ـ اثنان، وكما سبق القول يجوز أن تتفق قافية الغصنين ويجوز أن تختلف، على أنه من المألوف أن تتكون أقفال الموشحة من أربعة أغصان مثل موشح لسان الدين:

جادك الغيث إذا الغيث همى
يـا زمــان الـوصـــل بالأنـدلــس

لم يـكـــن وصــلك إلا حـــلـــماً
في الكرى أو خلسة المختلس

7. الخرجة: هي آخر قفل في الموشح قفل بكل شروطه، تقع في آخر الموشح و تشكل مع ما سبقها من أقفال الأجزاء الأساسية في بناء الموشح .

وقد تكون الخرجة خرجتين :
الاولى الخرجة المعربة وهي التي تكون فصيحة اللفظ بعيدة عن العامية.
والخرجة الثانية خرجة رجلية أي عامية أو أعجمية الألفاظ وهي المفضلة او المستحسنة لقربها من عامة المجتمع وسهولة الفاظها العامية .

استخدم الوشاحون كل موضوعات الشعر المألوفة في ميادين تواشيحهم وقد وجدت موشحات في جميع الأنواع فاول هذه الموشحات هي الموشحات الغزلية ثم الخمرية ثم موشحات في وصف الطبيعة وكثيراً ما كانت تتشابك هذه الموضوعات وتشترك كلها في موشحة واحدة فمن أشهر الوشاحين الغزلين (الأعمى التطيلي ) فومشحته هذه تعتبر مثلاً أعلى لفن الموشحات في الأندلس وفيها يقول :

ســــافر عن بدر
ضاق عنه الزمان
وحواه صدري

آه مــــــــما أجـــد
شفني ما أجـــــد

قــــام بي وقـــــعـد
باطــش متئــــــــد

كــلمـــــا قلت قد
قال لي أين قــــد

وانـثنى خوط بان
ذا مهـز نضيـــــر

عـــابثــــتــــه يــــدان
للـصبـا والقطــــــــــر

.
اما الموشح الخمري فلا تختلف مواضيعه عن معانيها في القصيدة الشعرية في الخمر واشهر شعراء الموشحات الخمرية ابن بقي القرطبي الاندلسي فيقول :

أدر لـــنــا أكــــــــواب
ينسى به الوجـــــــــد

واستصحب الجلاس
كما اقتضى العهـــــــد

دن بالهــــوى شرعاً
ما عشـــــت ياصــــاح

ونـــــزّه الســــمـــعـــا
عن منطق اللاحــــي

والحـــــكم أن يدعـــى
إليــــــك بـــــالــــراح


أنامــــل العــــنـــــاب
ونقلك الــــــــــــــورد

حفــــــا بصــدغي آس
يلويهــــما الخـــــــــد


وهكذا وجدت الموشحات الشعبية التي تتصف بالشعبية او العامية لأنها نوع من فنون الشعر التي ظهرت في أوساط الشعب ووجدت حسب الرغبات الشعبية في المجتمع الاندلسي ، حيث انها كانت ً تستعمل لغة العامة في نظمها او في بعض فقرات نظمها ، وترتكز في بعض الأحيان على بعض أجزاء من الأغاني الشعبيّة في مفرداتها، ولم تعتمد في نظمها على نهج القصيدة العربية التقليديّة سواءا في أوزانها او قوافيها حيث اعتمدت على اسلوب معين بين هذه وتلك ويتميز اسوبها باكثر تجددا واكثر تحررا معتمداعلى أوزان مختلفة وقواف متعددة .

يعتمد الموشح على تجميل الشعر لإظهاره اكثر اناقة وجمالا وذلك من خلال التقابل بين أبياته، وقد اشتق اسمه من الوشاح، ليدل على معناه، ويختلف بناء الموشح عن القصيدة العربية، فكل فقرة (بيت) فيه تتكون من عدة شطور وليست شطرين فقط.
و الموشح بـ المطلع ويختتم بـالخَرجَة والتي تكون باللغة المحلية او اللهجة العامية .

أما متن هذا النوع من الموشحات فإن كل بيت فيه يتكون من مجموعة من الأشطار تسمى غصن وفيها تختلف القافية من بيت إلى بيت ولكنها تتحد في البيت نفسه، ومجموعة أخرى من الأشطار (القفل ) وهذه تتحد قافيتها في كل الموشح ، وبهذا استطاع الموشح أن يجمع بين حرية التنوع في قافية التغصين وقافية الالتزام في قافية الأقفال.
فنرى في هذا الموشح مثلا يبدأ بقافية القاف:

لحظات بابليّة متعت قلبي عشقا
ولَمَى ثغر مفلَّج لائمي منه موقى

وينتهي بنفس القافية :

ألبُ دِيَه اشت دِيَه دِيَ ذا العَنصَر حقا
بشتري مو ألمدبَّج ونشق الرمح شقا

اما خاتمة هذه الموشحات فهي مزيج من الألفاظ العامية والعربية؛ فكلمة ( ألبُ ) من alba بالإسبانية وتعني فجر، و(دِيَه) من dia وتعني يوم، وكلمة (إشت) تعني هذا، وهي بالاسبانية esta

وأما الفقرة الثانية فهي (يوم العنصرة) وهو عيد من أعياد الأندلسيين، وكلمة (بشتري) من الإسبانية vestire أي (سألبس)، و(مو) هي mio للملكية، والفقرة الأخيرة عربية بأكملها، وبهذا تكون خاتمته او الختمة كما يلي :

هذا اليوم يوم فجري إنه يوم عيد العنصرة

سوف ألبس ثوبي المزين وأشـــق الرمــح شــــقـــا


أما اشتراك الشاعرات من النساء في نظم هذه الموشحات فقد قيل ان ( أم الكرم بنت المعتصم ) كانت هي أول شاعرة أندلسية ا سهمت في تأليف الموشحات، ومن نظمها هذا الموشح الجميل :

يا معشر الناس ألا فعجبوا
مما جنته لوعـــــة الحبّ

لولاه لم ينزل ببدر الدجى
من أفقه العلوي للتُــــرب

حسبي بمن أهواه لو أنه
فارقني تابعــــــــه قلبي


**********************************









https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى