اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملامح التجديد في شعر صدر الاسلام بقلم : د. فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




ملامح التجديد في شعر صدر الاسلام



الاسلام دين التوحيد وفيه الايمان بالله تعالى ووحدانيته وعبادته وحده لا شريك له و هي الاساس والمقوم لهذا الدين الجديد فانزل الله تعالى كتابه العظيم ( القرآن الكريم ) وهو اخر كتاب انزله الله تعالى من السماء الى الارض انزله على حبيبه محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان بيانا معجزافي اسلوبه الشيق وبلاغته الرصينة التي ابهرت العقول والقلوب العربية وهم اهل الفصاحة والحصافة فاحتل المكانة الأولي في النفوس العربية والمسلمين .
لاحظ موسوعتي ( التفسير الموضوعي للقران الكريم )

الثقافة العر بية قبل الإسلام تنحصر في الشعر في الاغلب فالشعر فيه او له الكلمة الاولى والقدح المعلى على الحياة الثقافية . ويأتي النثر من بعده منزلة مع العلم ان الثقافة العامة في كل العالم والامم السابقة مثل اليونانية والرومانية الهندية والفارسية وغيرها كثير يكون النثر هو المفضل ويتبعها الشعر .اي ان الصورة في الادب العالمي حيث بدات بالنثر فهي تختلف عن الادب حيث قدم الشعر ثم النثر من حيث الاهتمام .

ومما لاشك فيه أن الشعر العربي هو السجل الحافل للحياة العربية في جزيرة العرب . فلما ظهر الإسلام وانتشر فيها وما حولها اصطدم العرب برسالة جديدة وثقافة من نوع جديد لم يألفوها من قبل اساسها كتاب كتاب منزل من السماء الى الارض على احدهم كتاب عظيم في شانه وصوره وامثاله وبلاغته التي لم يعهدوها في كتاب مثله .ابهرهم فلم يستطيعوا مجاراته او الايتاء بآية من آياته او قول مثل قوله ا ســـلوبا وبلاغة وبيانا وهذا الكتاب المبارك تحداهم علانية قال الله في كتابه الكريم :

( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين * فأن لم تفعلوا – ولن تفعلوا- فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين *) سورة البقرة الايتان \ 23 و24

وقال الله تعالى متحديا كل المخلوقات من الجن والانس ايضا :

( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا *)
سورة الاسراء الاية \ 89 .

فافحمت واخرست الألسن وتراجعت اهمية الشعر ومكانة الشعراء الا انه بعد دخول بعض الشعراء الإسلام حاول هؤلاء الشعراء توظيف شعرهم لخدمة الاسلام و محاكاة ماجاء في القران الكريم دستور الدين الإسلامي شعراً متسربلين بعباءة الجاهلية فخرج الشعر في معظمه جاهلياً محاكاة وبناءاً واسلوبا وإن استمد بعضهم من المعاني الإسلامية كلمات ومرادافات وهذه الحالة تعتبر تجديدا في شعر صدر الاسلام .

واعتقد اغلب الناس أن ما جاء في القران الكريم حول الشعراء مقصود به ذ م الشعراء والنيل منهم وخاصة الشعراء المشركين الذين كانوا يهجون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وينالون من المسلمين والحقيقة ان المقصود به في الآيات الكريمة الواردة في سورة الشعراء:
قال الله تعالى:

( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إِلا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ*)
الشعراء \ 224 -227

المقصود بها هي طريقة الشعراء ليس الشعراء أنفسهم فجاء ذكرهم أنهم يتبعهم الفاسدون او الغاوون وأنهم يقولون ما لا يفعلون من هجاء الناس أو مدح الزيف أو التغزل الفاحش اوصف الخمرة اوكل شيئ محرم أو غيرها من الأغراض التي تتعارض ودعوة الإسلام ، خاصة الهجاء الفاحش الذي كان يقوله شعراء قريش في هجاء المسلمين وتشكيكهم في الدعوة الاسلامية . وقد تأكد ذلك في الاستثناء الذي ورد في هذه الايات المباركة حيث استثنى القرآن الكريم الشعراء المسلمين :

( إِلا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا - وسيعلم ا لذين ظلموا اي منقلب ينقلبونْ *)
الشعراء \ 227

فالشعراء المسلمين الذين ذادوا عن حرمة الاسلام ودافعوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه هم الذين اعتبرهم القرآن الكريم فهم الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا للمسلمين بأ لسنتهم فيما قالوه من شعر بحق الكفار والمشركين وبما فخروا به في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم و انتصار المجاهدين من المسلمين وشهداء الاسلام . كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه قال:

( ان من الشعر لحكمة )

او قوله للشاعر حسان بن ثابت عندما تعرض له وللمسلمين شعراء قريش يحرضه على هجاء شعراء قريش الذين بقوا مشركين وكفارهم :
( هاجهم وجبريل معك )

ومما يخطر على الذهن هنا قول لبيد بن ربيعة العامري الشاعر الجاهلي بعد اسلامه :

الحمد لله الذي لم يأتني اجلي
حتى كساني من الاسلام سربالا
او قوله :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل

فموقف القرآن الكريم من الشعر والشعراء كان واضحا وهو موقف الاسلام فهو يعتمد تسخير الشعر لخدمة الدعوة الاسلامية ومحاربة من يقف ازاءها من الشعراء الذين قال عنهم:
( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )

ثم ان النظرة الشاملة او العامة للاسلام ( الكتاب والسنة) هو ان يكون توجه المرء الى القرآن الكريم والابتعاد عما سواه وشد المسلمين اليه دراسة وتعلما وحفـظا وتفقـها وفي كل مجالات الحياة . وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال :

( لأن يمتليء جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتليء شعراً )

وفي هذا امر بالابتعاد عن الشعر وهجره الى ما هو افضل منه وهو القرآن الكريم . وقد ورد عن الشاعر لبيد انه قال:

( الحمد لله الذي أ بدلني بالشعر سورة البقرة )

اي انه حفظها وهجر الشعر لذا فأن تصدر القرآن الكريم والسنة النبوية كان له الاهتمام الغالب للإنسان المسلم حيث ان غلبة الشعر على الفرد ربما ينسيه ذكر الله تعالى والعودة الى الجاهلية ولبعض أخلاقها المذمومة وعاداتها السيئة و التي أعلن الإسلام عن محاربتها مثل شرب الخمر او ذكرها في الشعر او الغزل الفاضح لذلك كان الصدى القوي الذي يرنَّ في أسماع الناس هو صوت الرسالة المحمدية الجديدة وفلسفتها . وكان جديرا بهذا الامر بأن يوقف كل أساليب القول والتفكير من قبل المسلمين إلا في هذه الرسالة نفسها .

حرص الخلفاء الراشدون على تعليم الناس القرآن الكريم وحفظه فهو خير من قول الشعر وحفظه ومع كل هذا لم ينته الشعر و لم يهمل وبقيت له مكانة في القلوب والنفوس وقد ازدادت الحاجة اليه لما عمدوا إلى تفسير القرآن الكريم وخاصة في معرفة غريب الألفاظ أو بعض المعاني ودقة الاساليب فقد قيل انه روي لأبي بكر الصديق قصيدة في الحماسة وروي لعمربن الخطاب أبياتا في الحكمة وكذلك لعثمان بن عفان .أما علي بن ابي طالب فقد كان شاعرا وروى الناس من شعره الكثير و قيل ان بعضه قاله في معركة صفين . وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون اي كلهم قالوا الشعر الا انهم كانوا يمنعون الشعراء من هجاء المسلمين ا و هجو الإسلام .

كل هذه الامور جعلت تيار الشعر العام في هذا العصر يضعف ويخبو أواره وتتوارى بلاغته وبيانه في بداية هذا العصر وخاصة في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخليفتيه ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب لاهتمامهم بالقرآن الكريم فقط الا انه ظل مزدهرا على شكل ومنهج الشعر الجاهلي وامتدادا له . الا انه عامة قد ضعف وأن غالبية الأغراض قد قل القول فيها إن لم تكن ندرت ,عدا بعض الأغراض التي أملتها ظروف الدولة الجديدة في هذا العصر كشعر الانتصار على المشركين في معاركهم او فيالفتوحات الاسلامية وشعر التهاجي بين المسلمين والمشركين وشعر الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشعر رثاء المسلمين ممن استشهد في ساحات الوغى والقتال في سبيل نصرة الدعوة الاسلامية .

وكان من أهم أسباب هذا الضعف صعوبة التكيف على تعاليم الإسلام الجديدة سلوكا واسلوبا لدى بعض الشعراء لتكابر انفس بعضهم والعربي معروف باعتزازه بنفسه .

لذا ظل الشعراء ينتهجون الأسلوب الجاهلي تصورا وأخيلة ومعان واسلوبا مع إدخال بعض الألفاظ الإسلامية في بداية عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . وادخل التناص القراني في شعر بعضهم ولا يزال الشعرلحد الان فيه التناص القراني - ونفخر به في شعرنا او بعض قصائدنا - فيفخر الشاعر الاسلامي بهذا التناص . لذا جاء شعرا ممزوجا بين أسلوب الجاهلية والمعاني الإسلامية ولم يستطع شعر صدر الاسلام ان يتحرر من قيود الشعر الجاهلي ابدا . ومن ذلك قول الشاعر بجير بن زهير بن ابي سلمى وكان قد اسلم :

إلى الله - لا إلى العزى ولا اللات – وحده
فتنجوه إذا كان النجاء وتسلمُ

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت
من النار إلا طاهر القلب مسلمُ

وفي لامية اخيه كعب بن زهير في مدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تظهر الصياغة الجاهلية واضحة كالشمس مهما حاول اكساءها بثوب اسلامي :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيم أثرهــــا لم يفد مكبولُ

...إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من ســـيوف الله مسلولُ

في عصبة من قريش قال قائلهم
ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
عند اللقاء ولا ميل معازيلُ

فالشعر الاسلامي في هذه الفترة مهما كان مكتسيا ثوب الإيمان ملتزما بالمعاني الإسلامية ... الا انه ظل جانحا إلى أسلوب الشعر الجاهلي اخذا منه انماطهومعانيه واساليبه وهذا ليس بعيبفي الشعر او الشعراء وإنما هم كانوا يحاولون صياغة أشعارهم على النمط الإسلامي إلى أقصى مدى ممكن لهم , الا ان الفترة الزمنية للرسالة المحمدية في زمن صدر الاسلام كانت قصيرة وهي تعد اقصر العصورفي التاريخ العربي والاسلامي بالإضافة إلى عدم إسلام الشعراء جميعهم في بداية الرسالة المحمدية فكان من أهم الأسباب التي أدت إلى بطيء تطور الشعر في هذا العصر .

ومن خلال دراستي لشعر الشعراء في هذا العصر تبين لي هناك تأثرا للشعر بدعوة الإسلام إلى درجة عالية عند حسان بن ثابت- شاعر الرسول - وهو الذي عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الاسلام وظهرت واضحة اقتباساته من القران الكريم ومن احاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم . واقتباس بعض الألفاظ عند كعب بن زهير الا انه على العموم بقي شعره مشدودا الى الشعر الجاهلي فكان شعره جاهليا في الجاهلية جاهليا في الإسلام – نسبة إلى اسلوبية الشعر - ومعانيه واخيلته .

يرجع ذلك التفاوت إلى الأسبقية في الإسلام والموهبة الشعرية المختلفة والاستعداد الفطري لتقبل الدعوة الجديدة طبقا لظروف الشاعر في الجاهلية فالحطيئة مثلا كان معروفا بالهجاء في الجاهلية ولما اسلم فلم يستطع أن يتخلص بصورة نهائية من هجاء الاخرين حتى حبسه الخليفة عمر بن الخطاب بعض الوقت ولم يقل فيه ثم اطلقه فعاد اليه وقيل انه قد هجا امه واباه وزوجته ونفسه . وكعب بن زهير انشد بعض شعره في الإسلام من الايمان الإسلامي فكان قليلا فيه ومن الأسلوب الجاهلي كثيرا وهكذا بقية الشعراء حيث كان اغلبهم مخضرمين فأ ثر فيهم اسلوب وطبيعة الشعر الجاهلي ولم يتمكنوا من التخلص منها فنسجوا على منواله .

ومن هنا يتبين ان الشاعرالفطحل حسان بن ثابت( شاعر الرسول ) قصائده التي نظمها بعد اسلامه تصب في الاسلام وتاخذ منه والالتزام به لقرب الشاعر من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقرابته منه حيث انه كان عديله– زوج اخت زوجته - فاهتم به كثيرا وان عمره الطويل عركه فكانت قصائده في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك في شهداء المسلمين كثيرة وتطفح بالمعاني الاسلامية وتظهر في اسلوبه ظاهرة جلية .

و حسان بن ثابت بن المنذر من الخزرج . يقال أنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين أخرى . تردد حسان قبل الإسلام على بلاط الغساسنة ، وكان لسان قومه في الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، ومن ثمَّ اصطدم بالشاعرين الأوسين: قيس بن الخطيم ، وأبى قيس بن الأسْلت.

كان حسان شديد العصبية لقومه، فلا يكاد يتعرض لهم أحد بسوء حتى انبري للذود عنه بشعره، فيشيد بمناقبهم ويهجو أعداءهم، وهذه العصبية تفسر لنا غلبة الهجاء والفخر على شعره الجاهلي. وقد بلغ أنه طلَّق زوجته (عمرة) الأوسية لأنها عيَّرته بأخواله.

وكان يختلف إلى مجالس الشرب واللهو، ليعاقر الخمر ويستمع إلى غناء القيان، وكان شديد الولع بالخمرة، يتلف ماله في طلبها ولولاها لكان خليقا بأن يكون ذا مال وثراء كبير :

تقول شعثاء لو تفيق من الكـــــأ س لألــــفيت مثري العــــددِ

أهوى حديث الندمان في فلق الص بح وصوت المسامر ِ المغردِ

وعندما اعلن حسان بن ثابت اسلامه بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة أخذ بعض شعراء قريش في هجاء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهجاء اصحابه من المسلمين رضي الله عنهم وقف حسان بوجوههم مدافعا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين واشتد هجاؤه لشعراء قريش وقد وجد في تأييد و تشجيع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وحثه على هجائهم سبيلا واسعا فكان يقول له :

( اهج قريشا فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام، اهجهم و معك جبريل روح القدس)

( لهذا أشد عليهم من وقع النبل )

وكان يهجوهم يوصمهم بالشرك والكفر ويعيرهم بايام اقوامهم التي هزموا فيها وبانساب بعضهم ومثالبهم في الجاهلية و حين رد على الزبرقان بن بدر شاعر وفد بني تميم قال :

إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
قدْ بينوا سنة ً للنــــاسِ تتبــــــعُ

يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا

قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا

سجية رٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ

ويقول مدافعا عن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم :


هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاءُ

أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداءُ

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمدٍ منكم وقاءُ


فكان حسان اشعر الشعراء في صدر الاسلام واقربهم الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد بينت ذلك في كتابي ( دراسات في الشعرالعربي واماراتهم ) حيث حسبته اميرا للشعراء في عصر صد ر الاسلام .

لاحظ كتابي ( الموجز في الشعرالعربي ) المجلد الاول – الجزء الاول

ارتبط الشّعر الإسلامي بظهور الدّعوة الإسلاميّة التي حملها الرّسول محمد عليه الصلاة والسلام، وعليه نجد الشعراء الذين اسلموا واخلصوا في اسلامهم استبسلوا في الجهاد بشعرهم لنصرة الدين الاسلامي الجديد، ومحاربة أعدائهم من الكفار والمشركين بالشعر، والفخر بالنبي عليه الصلاة والسلام وهجاء قريش وتسجيل الغزوات. ومن خيرة هؤلاء الشعراء نذكر حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير. وعلى المستوى اللغويّ، فإننا نجد اللغة المُستخدمَة واضحة وسهلة وليّنة، بعيدة عن الغرابة والغموض والرموز المُبهَمة، وتستند إلى أبعاد تاريخيّة و دينية، فهي لغة أعلاء الدلالية في الدين والسياسة والاجتماع والتاريخ والطبيعة والتصوف والأدب بالذاتية والموضوعية .

فالشعر في صدر الاسلام يمثل الشعر الذي قيل ما بين مبعث الرسول الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين وما بين عصر بني أمية يسمى بـ(عصر صدر الإسلام) و الادب العربي بهذه الحقبة يسمى أدب صدر الإسلام بقسميه الشعر والنثر.

ومن كل ما تقدم يتبين لنا ان الشعر خبت حدته وجذوته خلال فترة البعثة النبوية - لكنها لم تنطفئ - وما بعدها وضعف وربما توارى لدى بعض الشعراء .

واخذ الشعراء المسلمون ينظمون في هذا العصر مع أنفسهم وقبائلهم مستضيئين إلى حد كبير بالإسلام وهديه وما جاء في القران الكريم والحديث الشريف ، فالشعر لم يتوقف لكنه نكص عند بعض الشعراء ، و يرجع ذلك إلى كل ما يستقر في نفسه من الشعر . حيث أن الشعر ظل مزدهرا في صدر الإسلام .

لاحظ كتابي الثاني ( شعراء صدر الاسلام ) من موسوعتي (موسوعة شعراء العربية ) في عشرة مجلدات

ويقول ابن سلام رحمه الله في كتابه طبقات فحول الشعراء:

( فجاء الإسلام وتشاغلت عن الشعر العرب، وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم، ولهت عن الشعر وروايته فلما كثر الإسلام، وجاءت الفتوح .وأطمأنت العرب بالأمصار راجعوا رواية الشعر ، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب ، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل ، فحفظوا أقل ذلك وذهب عليهم منه كثير.)

وهو راي صائب نحتكم اليه في العصر الجاهلي وصدر الاسلام والعصر الاموي ايضا .


وخلاصة القول ان ملامح الشعرالعربي في عصر صدر الاسلام استمرت جاهلية وان دخلت فيه بعض الملامح من التجديد لدى بعض الشعراء منها ما يلي :

1- تاثرالشعراء في اسلوب القران الكريم الذي أعجز الناس عند نزوله ببلاغته واسلوبه الرصين و سحرت العرب ببلاغة القرآن الكريم و بهرتهم فصاحته، و فتنهم حسن نظمه، و كان طبيعيا عند ما أشرق نور الإسلام في قلوب العرب واهتدوا بهديه، و حفظوا القرآن الكريم . وحتى المشركين وان ولوا وجوههم عنه و باتوا في ظلماتهم يعمهون. فقد أثر فيهم وقعت نفوسهم في أسر بلاغة القرآن واسلوبه وفصاحته ، وان كفرت قلوبهم و لم تذق حلاوة الإيمان لاحظ قول الشاعر عبد الله بن الزبعري في رثاء قتلى المشركين في أحد:

ألا ذرفت من مقلتيك دمـــــــــــوع
و قد بان من حبل الشــــــــــباب قطوع

و شط بمن تهوى المزار و فرقت
نوى الحي دار بالحبيــــــــــــب فجوع


ولاحظ قول الشاعر ضرار بن الخطاب في رثاء قتلى المشركين في موقعة احد يقول:

لما أتت من بني كعب مزينة
و الخزرجية فيها البيض تأتلق

وجردوا مشرفيات مهندة
و راية كجناح النسر تختفق

خيرت نفسي على ما كان من دجل
منها و أيقنت أن المجد مستبق

وخاصة الشعراء الذين اسلموا واخذوا يدافعون عن حياض الاسلام وعن الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير واخيه بجير وكعب بن مالك .

2- التاثر بالاسلوب القراني الجديد والاالتزام بالمفاهيم الدينية التي اقرها القران الكريم ولم يتجاوزوها وميل الشعراء الى الاقتباس منه ولو بقليل حيث كان تاثيره عليهم كبيرا . عدا بعض الأغراض التي أملتها الظروف المحيطة والطارئة في ذلك العصرفظل الشعراء ينتهجون الأسلوب الجاهلي صورا وأخيلة عدا إدخال بعض الألفاظ للمرادفات الإسلامية في بداية عهد الرسول، فبجير بن زهير وإن كان أسلم عقيدة وأعمق إيمانا إلا أنه يقول شعرا ممزوجا بين أسلوب الجاهلية والمعاني الإسلامية .

3- وكان من غير الممكن أن يظل الشعر قويا مزدهرا مع إنتشار الإسلام وتعاليمه ، إذ كان لابد من أن يتعارضا، فالعربي عقد موازنة بين الشعر القديم وقيَّمه وأفكاره وبين الإسلام وتعاليمه وقواعده وأركانه ، وكان التفوق في ذلك الوقت للإسلام وقيَّمه وأفكاره ، خاصة وأن الشعر كان يعارض - في أغلب موضوعاته - قيم الإسلام وموضوعاته من تعرض للأنساب ، وإثارة للحقد والضغائن ، ووصف الخمر ويمقتها او يكررها لدى المؤمنين .

4- الخضرمة تعني من عاصر عصرين احدهما يختلف عن الاخر وقيل للشعراء الذين كل منهم من أدرك الجاهلية والإسلام : شاعر مخضرم ولا تزال كذلك كل شاعر عاصر عصرين يسمونه ( مخضرم ).

فكان الشعراء ينشدون في أشعارهم قيم الإسلام الروحية التي آمنوا بها وخالطت انفسهم و شغاف قلوبهم؛ وكان لشعراء المدينة القدح المعلى في ذلك ، فهم الذين وقفوا مع الرسول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم منذ هجرته الى المدينة وسكنه بينهم ينافحون عنه ويدافعون عن دعوته متصدرين لهديه الكريم ، يتقدمهم الشعراء الذين عرفوا باسلامهم وايمانهم مثل حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة . ومنهم من لم يلتزم بتعاليم الاسلام بحذافيرها وانما استمر بما تملي عليه الظروف والمعيشة مثل الحطيئة الذي كاد يرتد . لاحظ قوله :

أطعنا رسول الله ما كان بيننا فيا لعبـــاد الله ما لأبي بكر

أيورثنا بكرا إذا مات بعـــــده وتلك لعمر الله قاصمة الظهرِ

الا انه عاد الى الاسلام ثانية . مما يدلل انه كان ضعيف الايمان وكان أغلب شعره في المديح والهجاء، حيث كان يمدح سادة القبائل ورؤسائها بشعره منذ نشا في الجاهلية ليعتاش بهذا الشعر ويتكسب فيه فمدح عيينة بن حصن الفزاري ، وزيد الخيل . وحادثة التقائه مع الزبرقان بن بدر التميمي اذ التقيا في عهد عمر بن الخطاب يؤم المدينة وكان على صدقات قومه، فلما عرفه دلَّه على داره حيث زوجه وعشيرته، فنزل بأهله مما جعل بنو أنف الناقة - وكانوا خصوم الزبرقان - ـــيفزعون منه ، وأفسدوا العلاقة بينهما فعملوا على كسب الحطيئة لجنبهم فمدحهم وهجا الزبرقان بقصيدة منها هذه الابيات فيقول فيه :

دع المكارم لا ترحـــل لبغيتهـــــا
واقعد فأنك أنت الطاعم الكاســــــــــــي

من يفعل الخير لا يعدم جـــــوازيه
لا يذهب العرفُ بين الله والنـــــــاس

مما حدا بالزبرقان ان يشكوه الى الخليفة عمر بن الخطاب واتهمه بالتشهير به وهجائه ، فحبس عمربن الخطاب الشاعر الحطيئة بعد ان استشار الشعراء ذوي الراي في ذلك مثل حسان بن ثابت شاعر الرسول الكريم ، الا ان الحطيئه استعطفه بأبياته المشهورة:

مَاذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مــَرَخٍ
حمرِ الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ

غَيَّبْتَ كَاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ
فاغْفِرْ عَلَيْكَ سلامُ اللّه ياعُمَرُ

أنتَ الأمِينُ الذي مِنْ بَعْدِ صَاحِبهِ
ألْقَتْ إليْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى البَشَرُ
لم يؤثروك بها إذْ قدَّموك لها
ألْقَتْ إليْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى البَشَرُ

عند ذلك لان له عمر بن الخطاب ، فعفا عنه واطلق سراحه بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يعود إلى الهجاء. وقيل أن الخليفة عمر بن الخطاب أشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة الآف درهم. الا الحطيئة عاد للهجاء بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب .

5- تميز الشعر الاسلامي بسهولته وانتقاء كلماته واهتمامه بقضايا الاسلام خلاف الشعرالجاهلي وما فيه من صعوبة وشدة وكذلك نجد ان بعض الألفاظ قد تغير استعمالها، و تجدد ت موسيقاها بغير الذي كانت عليه في الجاهلية .

من ذلك قول الشاعر الاسلامي كعب بن مالك يقول في الرد على هبيرة بن أبي وهب يوم أحد :

و فينا رسول اللـه نتبع أمـــــــره
إذا قــال فينـا القــــــول لا نتطلـــــــع

تدلى عليه الروح من عند ربه
ينزل من جو السماء و يرفـــــــــــع

نشاوره فيما نريد و قصرنــا
إذا ما اشتهى أنا نطيع و نسمــــــــع

و قال رسول الله لما بدوا لنا
ذروا عنكم هول المنيات و اطمعوا


ويقول عبد الله بن رواحة واصفا حال المسلمين وحال عدوهم في (غزوة مؤتة):

فرحنا و الجيــــــاد مســــــــــــومـات
تنفس في مناخرها السمــــــــــــتــوم

فلا و أبي، ما آب لما نأتينها
و إن كانت بــهــــــــــــا عرب و روم

ومما نذكره ماكان من امر الخنساء الشاعرة الجاهلية ( تماضر بنت الشريد ) من وصية لابنائها الاربعة في معركة القادسية والتزامهم في وصيتها في الجهاد في سبيل الله .

يقول احدهم قبل دخوله الحرب واستشهاده فيها :

يا إخوتي إن العجوز الناصحة
قد نصحتنا إذ دعتنا البارحــــــة


مقالة ذات تبيان و اضحـــــة فباكر و الحرب الضروس الكالحــــة


و إنما تلقون عند الصائحــــــة من آل ساسان كلابا نابحـــــــــــة


قد أيقنوا منكم بوقع الجائعـــة
و أنتم بين حياة صالحــــــــــة

أو مو تة تورث غنما رابحـــــــــــــة


واما الاخر فنراه في المعركة يقاتل الأعداء وينشد :


إن العجوز ذات حزم و جلــــــــــد
و النظر الأوقف و الرأي الســــــــــدد

قد أمرتنا بالسداد و الرشــــــــــد
نصيحة منها و برا بالولـــــــــــــــد

فبادروا الحرب حماة في العـــــــدد
إما لفوز بارد على الكبـــــــــــــــد

أو ميتة تورثكم غنم الأبـــــــــــد
في جنة الفردوس و العيش الرغــــــــــد


اما الثالث فنراه يحمل على الاعداء وهو يذكر وصية امه و يقول :

و لله لا نعصي العجوز حرفـــــــا
قد أمدتنا حدبا و عطفــــــــــــــــا

نصحا و برا صادقا و لطفــــــــا
فباكروا الحرب الضروس زحفـــــــــــا

حتى تلفوا آل كسرى لفــــــــا
أو تكشفوهم عن حماكم كشفـــــــــــا

إنا نرى التقصير منكم ضعفــــــا
و القتل منك نجدة و عرفـــــــــــــا


اما الاخير فقد حمل على القوم من بعد استشهاد اخوته و هو يقول :


لست لخنساء و لا للأخــــــــــــرم
و لا لعمرو و ذي السنام الأقـــــــدم

إن لم أرد في الجيش جيش الأعجـــــم
ماض على الهول خضم خضــــــــرم

إما لفوز عاجل و مغنـــــــــــــم
أو لوفاة في السبيل الأكــــــــــرم


وتذكر الروايات انها بعد استشهاد اولادها الاربعة في معركة القادسية التي قادها سعد بن ابي وقاص حمدت الله علىنعمة الايمان والاسلام ودعت لهم بالجنة لانهم شهداء لبوا نداء الحق وهذا اعز الايمـــــان واظهره .

6- اسها م الشعر في تفسير بعض آيات من الذكر الحكيم . وقد ذكر كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عالما بالشعر متذوقا له وفي قوله لنافع بن الأزرق و هو الذي يقول:

(( الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها، فالتمسنا ه معرفة ذلك منه))

ثم أخرج عن طريق عكرمة عن ابن عباس قال:

( إذا سألتموني عن غريب القرآن،فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب)

. يقول نافع لابن عباس : أخبرني عن قول الله تعالى :

( عن اليمين و عن الشمال عزين) .

( قال: العزون حلق الرقاق)

قال: هل تعرف العرب ذلك؟

قال: نعم أما سمعت عبيد الله بن الأبرص وهو يقول:

فجاؤوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا

قال: أخبرني عن قوله تعالى:

( وابتغـوا إليه الوسيلة )

قال: الوسيلة الحاجة،

قال: وهل تعرب العرب ذلك؟

قال: نعم أما سمعت عنترة و هو يقول:

إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي و تخضبي


واذا كان التجديد ظهر في الشعرالجاهلي نجد تجديدا آخر ظهر في الشعر العربي بعد أن ظهر الإسلام بقليل، وذلك عندما أخذ شعراء المسلمين وشعراء المشركين من قريش يتهاجَون فيما بينهم، بعضهم يدافع عن الإسلام، وبعضهم يخاصم الإسلام ويهاجمه، وهذا التجديد ليس عميقًا، ولكنه تجديد على كل حال لأنه يصور لنا شيئًا لم يكن العرب يألفونه من قبل، وهو قيام خصومةالشعراء المسلمين والمشركين لكنها ليس في تلك الموضوعات التي كان الشعراء الجاهليون يختصمون فيها من شؤون القبائل وما يتصل بها، ومن هذه الحروب التي كانت تثار بين القبائل .

وإنما أخذت القبائل العربية تختصم في شؤون جديدة لا عهد لهم بها وهي امور الدين فهم يختصمون حول الرأي ويختصمون حول الفكر و يختصمون حول الظُّلمة والنور وحول الهدى والضلال، وحول الإيمان والكفر وحول المعتقدات قديمها و حديثها وحول الخروج من الجاهلية إلى حياة جديدة أو البقاء في هذه الجاهلية وحياتها القديمة.

ونفهم ايضا أن العرب قد عرفوا شيئًا آخر من التجديد أثناء ظهور الإسلام فحين كان النبي ينشر دعوته داخل الجزيرة العربية كان هذا التجديد حدثا طارئًا لم يَطُلْ عليه الوقت ولم يكن عميقا في نفوسَ العرب بل لم يصل إلى ضمائرهم، وإنما تأثر به قلة من الشعراء الذين كان بعضهم يدافع عن الدين الجديد– الا سلام - وبعضهم يهاجمه .

أن هذا التجديد يعرفنا بأن العرب اصبحوا لأول مرة يختصمون حول شيء لم يكونوا يعرفونه من قبل فلم يختصموا حول اليهودية ولا حول المسيحية حين انتشرت في الجزيرة العربية بل اختصموا حين ظهر الدين الجديد ( الاسلام )الذي جاءهم به رجل عربي منهم وهو النبي محمد القرشي صلى الله عليه وسلم فكانت خصومتهم هذه جديدة بأوسع معاني الكلمة وأدقها وربما تحمل بعضا من طائفية قبلية.

ولكن هذا التجديد لم يكن عميقًا — كما قلت — بعد الفتح الإسلامي إلَّا أنه بعد انتقال العرب أو جماعة كثيرة من العرب لما حول الجزيرة العربية، ووصول جماعة منهم إلى قلب الدولة الفارسية وإلى قلب الدولة البيزنطية، واستقرار هذه الجماعات في البلاد المفتوحة، بدأ التجديد الخطير يظهر في الحياة الأدبية للأمة العربية، وقد احتاج هذا التجديد إلى وقت طويل لتظهر آثاره واضحة في الشعر العربي .





******************************************




https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى