اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر عبد الجبار الفياض بقلم : د . فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



اختم كتابي هذا ( الشعر العربي بين الحداثة والمعاصرة ) باختياري احد شعراء الحداثة والمعاصرة بحيث يتميز شعره بالمرونة والشمولية وفقا لما جاء في دراستي هذه لشعرالمعاصرة .




الشاعر عبد الجبار الفياض


عبد الجبار الفياض شاعر من جنوب العراق من منطقة سومر . او المنتفك او الناصرية او ( ذي قار ). فقيل لها سومر لانها وما جاورها موطن السومريين الاصلي وسميت في العهد الملكي وما قبله ( المنتفك ) نسبة الى قبيلة المنتفك التي هاجرت من الجزيرة العربية وسكنتها وسميت ( الناصرية ) نسبة الى الاميرناصر الاشقر باشا السعدون امير قبيلة المنتفك التي تقطن فيها والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لمدينة الناصرية ومنهم رئيس الوزراء العراقي في زمن الحكم الملكي عبد المحسن السعدون الشاخص تمثاله في شارع السعدون والذي سمي باسمه احد شوارع بغداد . وسميت ( ذي قار) نسبة الى معركة( ذي قار) التي دارت بين العرب بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني وبين الفرس الذين كانوا يستحلون هذه الديار ويحكمونها وقد انتصرالعرب بهذه المعركة على الفرس وهي اول معركة انتصرالعرب فيها على الفرس. و(ذو قار ) كان نهرا في زمن الجاهلية في هذه المنطقة ياخذ ماءه من الفرات فيروي الحقول والمزارع . .يقول في احدى قصائده السومرية عنوانها :
(إميرةٌ من أُوروك )

منذ أنْ نحتَ الزّمنُ نصفي
وأنا أقفُ
مشروعاً لنحتٍ آتٍ
يحجبُني عن التيْهِ خيطٌ من تردّدٍ مشلولِ السّاق
خطايا
توخزُها تهويماتُ عالَمٍ
كنتُ أزورُهُ
بقميصٍ ما قُدْ يوماً من دُبر !
تنسلُّ بخُبثِ افعى صوبَ زوايا مُظلمةٍ
أُريدُها كذلك !
الظّلامُ
كهفٌ لا يَشبعُ من نومٍ
عيونٌ
تجمّدَ فيها الصّمت
كم مشتهاةٌ حُريّة العُريّ الاول
يحرمُ على نفسهِ البوْحَ الممنوع . . .
. . . . .
ليستْ دوماً كما هي الاشياء
سيجارة
تحرقُ ملفوفَها وملفوفي معاً
ما كانَ يُبعثرُني
يجمعنُي بلحظةٍ واحدةٍ
لا أعرفُ إنْ كانَ قلبي يساريّاً بعدُ
سفينةُ هروبٍ من سُلطانٍ جائر
قهوةٌ
مراراتٌ تذوبُ بأخرى
لا بُدّ لسُكّرٍ من مرارةٍ
دائرةٌ مغلقةٌ
لا يدخلُها غيري وصندوقٌ أسود !
. . . . .
وتأتينَ
أميرةً من أُورُك
أحرقَ ثوبُكِ المهزومُ من ثماركِ الدّانيةِ وسادةِ اللّيل
تشافهتْ أوتارُ قيثارةٍ نغماً في موكبِ فتنة
تهدينَ عينيْكِ صوراً
من هنا وهناك
إلآ هذهِ البقايا مِنْ أمْسِكِ الهاربِ من وجْهِهِ
كأنّكِ ما غفوْتِ يوماً على جمارِ غبائِه
تغزلينَ الاحلامَ صوراً بألوانِ الزّلةِ الاولى
محراباً لصلاةِ الشّيطان
ما راودَكِ لهاثُكِ لدفءِ رجولتِه
تنتفخُ شفتاك جنوناً من شبقٍ مجمرةَ احتراق
قبّتاكِ
صبحٌ يعتذرُ
أنْ يلفّهُما بغلالَة
هما حرّتانِ لوجهِ الجّمال
. . . . .
أمردوخُ أنا
يحملُ غيومَ الشْتاءِ مظلةً تحجبُ قرصَ الشّمسِ
يغسلُ قدميْكِ رذاذُها البِكر
القصبُ
البرديُّ
يرقصان رقصةَ عناقٍ لسومريٍّ
سلبَ شراعَهُ قرصانُ ريح يُموسقانهُ لحناً بمزاميرَ
ما نُفخَ فيها من قبلُ
. . . . .
ديموزي
تتوسدُهُ عشتارُ خمرةً من غيرِ كأس
أنجبا عشقاُ للكوْن
كتبا فوقَ الطّينِ أولَ قصيدةِ حبٍّ
بلونِ أنفاسِ الفجر
فكانَ هذا المزروعُ على ضفافِ الآتي
باثقالِ نَزَقٍ مُندسٍّ برغبةٍ ثملَة
جوريّاً
ينفلقُ شفةً
يتكوّرُ حلمةً
حُسْناً
تستحييهُ أوراقُ التوت
لا تهبُهُ دنيا
ولو رجعتْ طفلاً
قبلً أنْ يفورَ التّنور . . .
الاشرعةُ
رجعتْ
ما الذي يثقلُها ؟
رُبَما
كانَ الهُدهُد رسولَ امرأةٍ تبحثُ عن حبّ
. . . . .
أخمدُ وهماً
يمسخُني ظلَّ جذعٍ خاوٍ لشجرةٍ عانس
ليس بيني وبين مجنونٍ سوى غمزةِ طرفٍ
يا أهلَ مَنْ جُنَّ به
عرايا في غابة
دعوا الحروفَ تخرقُ جُبنَ اللّسان
الصّمتُ انتحار
ما لزمنٍ مكانٌ
قبلَ أنْ يتلاشى موتاً !
. . . . .
أعودُ لرقِّ سيجارتي
أحرقُها..تُحرقُني
هكذا تاريخُ البؤساِءِ رماداً يكون
يعيشون ...يمضون
فما بقيَ من الفتوحاتِ غيرُ اسمِ قائد
لعلهُ كانَ مُختبئاً تحتَ سيفٍ منهم
قهوتي
سكنَ في فنجانِها طالعٌ جديد !

ولد عبد الجبار الفباض سنة \1947في ناحية ( كرمة بني سعيد) التابعة لقضاء ( سوق الشيوخ ) من اعمال محافظة ( ذي قار) . من عائلة معدمة امتهنت الزراعة والصيد مهنة لها وهذه الناحية تحف بها الاهوار وقد حدث فيضان في العراق \عام 1954 حيث فاض نهرا دجلة والفرات فاغرقت المياه الفائضة اغلب المناطق الجنوبية من العراق ومنها ناحية ( كرمة بني سعيد ) فاضطرت عائلة عبد الجبار الانتقال من الناحية الى محافظة البصرة وكان عمره سبع سنين .
وفي سنة \1955 دخل المرحلة الابتدائية في مدرسة(التميمية للبنين) في منطقة (الرباط ) من محافظة البصرة وكان مديرها المرحوم جعفر الصفار. وراى نور الحروف لاول مرة على يد معلم المدرسة المرحوم زكي زهرون . وكان من زملائه الفنان ( فالح حسن بريج ) الذي كان يكنى بعد نجاحه في الغناء والطرب ب (فؤاد سالم).وقد عرفناه بكنيته الغنائة (فؤاد سالم ) .

وقضى في هذه المدرسة سنتين درس فيها الصف الاول والصف الثاني وكانت المياه قد تراجعت عن مدينتهم فرجعت عائلته الى الناصرية في منطقة (كرمة بني سعيد) ليعيش حياة الريف الجميلة والتي تعود عليها منذ طفولته . وفي هذه السنة \ 1957 توفى والده فبقي تحت رعاية عمه عجلان الفياض.
وفي سنة\ 1958عا د الى الدراسة الابتدائية وفي مدرسة (القبس الابتدائية المختلطة ) بمحافظة الناصرية فاتمها وتخرج من المرحلة الابتدائية سنة \1961 .
رجع الطالب عبد الجبار الى البصرة لدراسة المرحلة المتوسطة في ثانوية (نقابة المعلمين المسائية ) فاتمها بنجاح سنة \1964.

في عام \ 1966دخل الى الدراسة الاعدادية في (الاعدادية المركزية )في البصرة . وقد درس فيها على يد الاستاذين في العربية الاستاذ كاظم الخليفة الذي كان يلقب (جاحظ البصرة الثاني) . والأستاذ ياسين علي الياسين .
ثم دخل جامعة البصرة \كلية الاداب – قسم اللغة العربية فتخرج منها عام \ 1971 بالرتبة الاولى .
اكمل تعليمه العالي في كلية التربية \ جامعة بغداد وحصل على شهادة (الدبلوم العالي) وبالمرتبة الاولى ايضا ومن اساتذته فيها الدكتور عبد الجليل الزوبعي ، واحمد حسن الرحيم والدكتورة نعيمة الشماع .
عين مدرسا سنة \ 1973واستمر بوظيفته حتى عام \2010 حيث تمت احالته الى التقاعد وفق السن القانونية وقد قضى مدة وظيفته في الادارة المدرسية وتدريس اللغة العربية وتدريس علوم القران الكريم .

احب الادب والشعر في سن بكرة فمارس كتابة الشعر منذ المرحلة الاعدادية وفي المرحلة الجامعية نشرقصائد ه الشعرية في جريدة الجامعة المسماة (صوت البصرة) وكذلك في صحيفة ( الجنوب) التي كان يصدرها نادي الجنوب الرياضي و في عام \2009 اصدر ديوانه الشعري الاول الموسو م ( ما كان) .
تأثر كثيرا بالشعر الجاهلي واعده او اعتبره افضل انواع الشعر العربي وهو كذلك لما فيه قوة البلاغة واللغة وحسن السبك والنحو وكذلك تأ ثر بالشعراء الجاهليين : امرؤ القيس وزهير بن ابي سلمى والاعشى والنابغة الذبياني ومن الشعراء المحدثين والمعاصرين محمد مهدي الجواهري وبدر شاكرالسياب ، ومحمد مفتاح الفيتوري ،ومحمود درويش. . .وغيرهم كثير ويظهر ذلك جليا في قصيدته :
(على ضفاف دجلة)

بحورُ الشّعرِ أغرقتِ القوافي فلا مغنى ولا فننٌ يميل

وصوْتٌ كنتُ اسمعهُ بقلبي غدا طللاً يفارقُهُ قبيل

فما عادتْ لدجلةَ من ليالٍ وفي انسامِها عطرٌ خضيل

وأسلمتِ الجفونُ على كراها وفي أحلامِها يغفو الأصيل

وموجٌ يحملُ الأنّاتِ ناياً به يسلو مواجعَهُ العليل

وإبنٌ للفراتِ طوى بساطاً فما باتتْ لتسكرَهُ شمول

ولا فضّتْ مغالقَهُ شجونٌ على بُعدٍ يعاتبُهُ نخيل

خدودٌ حفّها خجلُ الصّبايا وغصنُ البانِ من هَيفٍ خجول

مُناجاةُ القلوبِ وإنْ تناءتْ بها الأيامُ يُدنيها ســــــبيل

وقائلةٍ كأنَّكَ ردّتَ ما لا يكونُ كمثلهِ وصلٌ جميل

فانَّ العشقَ إنْ شابَ الحنايا لأورقَ جلْمدٌ وزهتْ طلول

أحقاً أنّ فزواً قد عرتْها همومٌ مالَها من قبلُ طول

وفارقتِ النؤومَ ثيابُ دلٍّ وحالتْ دونَ بهجتِها سدول

ايا ليلَ التّناجي كيف باتتْ عيونٌ عافَها عمداً رسول

أخا سهرٍ وعزفٌ فيه يحلو على شفةِ الهوى لحنٌ قتيل

اامسى خالياً شطرُ الندامى ويمّمَ صوبَ بصرتِهِ و الخليل

وأسرجَ فوقَ قافيةٍ فتاها وفي أردانهِ ليلٌ دخيل

فمَنْ قالَ الهوى كرٌّ وفرٌّ ومَنْ هانتْ على ما قيل قيل

مرايا كنتُ أحسبُها مرايا على وهْمٍ وإْن عزَّ القليل

غمامةُ أحرفٍ عطشى لكأسٍ تُسارعُ والهوى عبء ثقيل

هنا سُكبتْ خمورُ الشّعرِ حتى كأنّ الصبحَ من شبقٍ خجول

وطرزتِ الغواني ثوبَ ليلٍ زها في خطوهِ قدٌّ نحيل

فمِنْ حومانة الدّراج طيفٌ به ألقى لترحالٍ وصول

الى مَنْ قالَها حمراء تُفدى وصافحَ مُبتغاهُ الحرُّ نيل

ومَنْ أصغت لهُ بلدٌ وغنّتْ واثقل هامَهُ سفرٌ طويل

ومَنْ قد قالَها بغدادُ مدّي بساطَ العتبِ والأيامُ دول

فما لكِ يا رصافةُ حين يدنو وصالٌ منكِ يبتدأُ الرحيل

عيونٌ للمها جسرٌ جفاها أيُجزى بالجفا طرفٌ كحيل؟

ويُطرحُ شالُها من بعد شوقٍ ويُصبحُ للثرى خدٌّ أسيل

ويا كرخاً أضاعوا فيكَ بدراً فليلكَ في الهوى يبكيه ليل

فمنْ ألفٍ أعدْها في قوافٍ قفا شوقاً فقد عادَ الضليل

ومن اساتذته اثناء دراسته الجامعية الشاعرة نازك الملائكة والدكتورمحمد سيد طنطاوي شيخ الازهر(وقد عرض عليه المرحوم طنطاوي تكملة دراسته في الازهر الشريف تحت رعايته ولكنه لم يتمكن من ذلك لظروف عائلية ومعيشية قاهرة، وذهبت فرصة العمر منه ).
ومن اساتذته ايضا الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق السابق .
الشاعر عبد الجبار الفياض هو :
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين .
عضو اتحاد الأدباء والمثقفين العرب .
عضو جمعية الكفاءات العراقية .
عضو جماعة النيل الأدبية /جمهورية مصر العربية
عضو اتحاد كتاب الانترنيت العراقيين .
عضو البيت الثقافي العربي في الهند

شارك في كثير من المهرجانات الشعرية . ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية والعربية .
احتل المركز الاول عن ديوانه (ابناء الشيطان) في مسابقة جماعة النيل الادبية على هامش معرض القاهرة الدولي\ 2014

اصدر الشاعر عبد الجبار الفياض الدواوين التالية :
1- ما كان (شعر) البصرة 2009
2- من قبل ومن بعد (شعر) عن دار / الفراهيدي بغداد 2011
3- أوراق التوت (شعر ) الفراهيدي / بغداد2011
4- فوق السحاب (عمودي) الفراهيدي / بغداد 2012
5- مستعمرة الأضداد (شعر) دار مصر اليوم / القاهرة 2013
6- طقوس ممنوعة (شعر) دار الفراهيدي / بغداد 2013
7- أبناء الشيطان (شعر)مؤسسة يسطرون /القاهرة 2013
8- أوتار جنوبية- شعر مترجم للانجليزية / دار جان ألمانيا/2014
9- فرات الشعر - دراسات نقدية /دار الفراهيدي/ بغداد /2014
10-عودة السومري - شعر / مؤسسة يسطرون / القاهرة 2014
11 من اجل ذلك - شعر/دار المتن/بغداد 2016
12- ابناء الطين/شعر
13-مسلة الحرية /شعر
14- خماسية الزمن الضائع - شعر
15- عرش امرأة - شعر

عبد الجبار الفياض حضى بموقف اعلامي كبير لم يحلم به اي شاعر عراقي قبله وربما كان لوضع الحكم في العراق اثر في ذلك وقد تناوله بعض الكتاب في البحث والتقصي والنقد واصدروا العديد من الكتب بحق شعره منها :
1- البوليفونية في شعر عبد الجبار الفياض بقلم الناقد الاستاذ سعد مهدي غلام .
2- رؤى نقدية في شعر الفياض . لمجموعة من النقاد العرب وللعراقيين منهم : الدكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب والدكتورة زينب ابو سنة .والاستاذ السيد حسن
3-(عبد الجبار الفياض – حكيم من اوروك) للباحث الاستاذ محمد شنيشل الربيعي وقدم له الدكتور نوري خزعل الدهلكي .

نظم القريض او القصيدة العمودية و كتب الشعرالحر (التفعيلة ) وكتب قصيدة النثر المعاصرة فهو شاعر مجدد وقد زاوج بين قصيدة الشعر الحر (التفعيلة ) والقصيدة النثرية ومزج القصيدتين في بوتقة واحدة فهو شاعر مجدد نظم شعره في انواع الشعرالثلاثة الموجودة حاليا يقول في قصيدته ( وطني ايها االنبي ) يقول:
دعِ القداسةَ تطفو على سطحِ مُحياك . . .
منكَ توهّجَ الطّينُ حروفاً
بكَ تخطّى الوجودُ مساحةَ العَدَم
واليكَ تُشدُّ الرِّحال . . .
فأنتَ نبيّ . . .
رسالتُكَ في الحبِّ
حملتْها أمواجُ عشقٍ مُتكسّرةٌ
على شواطئِ الخلود . . .
لوّنتْها في صحائفُ الألقِ
أجنحةُ الضّياء . . .
. . . . .
إستلحفوك
في ليالي شتاءٍ بارد
استوقدوا أصابعَكَ
في محاقٍ
وحشةِ درب . . .
وكنتَ كريماً في كُلِّ ذلك . . .
. . . . .
لا غرابةَ
لو مُدّتْ نحو صدرِكَ بنادقُ
حراب . . .
تسارعتْ لفتقِ جراحِك
أصابعُ
لعقَتْ قِصاعَكَ في مواسمِ الجفاف . . .
فالقاعُ
لا يُريدُ أنْ يعلوهُ ماء
لأنّهُ سيكونُ مُستنقعاً . . . !
. . . . .
إنْ حاربوكَ
فأنتَ نبيّ . . .
إنْ شتموكَ
فأنتَ نبيّ . . .
إنْ قلبوا لكَ ظهرَمِجَنٍ
فأنتَ نبيّ . . .
أنتَ أنتَ
حيثُ تَعصَبُ رأسَكَ الثريا
وتحتَ قدميْكَ
يركعُ كافرون بجلالِ تألّقـِك . . .
. . . . .
أيُّها النّبيّ
فارَ التّنورُ
ثُقِبَ قلبٌ بحرابِ مَنْ ثقبَ الدّلاء
علتْ أصواتٌ بلونِ النّعيق
ظهرَ السّامريُّ يقودُ عجلَهُ
حضرَ يهوذا مُتلثّـماً . . .
ما فاضَ من آلِ ياسر
تقاسمَهُ صعاليكُ مكّة. . .
وكسرَ البُهلولُ سيفَهُ الخشبيِّ
ونام . . .
. . . . .
مازالتْ الأفعى
تنزعُ ثوبَها وتعود . . .
ما زالَ الجرادُ
يعشَقُ اللّونَ الأخضرَ . . . !
لكنَّ تموزَ
لا زالَ شغوفاً بمنجلِ حصادِهِ . . .
. . . . .
أصفرَّ وجْهٌ
غارتْ بشفاهِ العيدِ
بسمة . . .
بنتْ عناكبُ على بابِ أيوب
خيمَة . . .
أَلـَمٌ
تحجّرَ على مرافئ الجفون . . .
شنقَ الجوريُّ نفسَهُ
بعطرِهِ . . .
بكى الزّيتونُ قبلَ أنْ تبكي السّماء . . . !
ليس للدّمعةِ أنْ تعودَ
لجفنٍ باعَها لألمٍ جبان . . .
. . . . .
حمْلٌ
ناءَ به زمنٌ
تكوّرَ على ظهرِ موسى . . .
شقَّ به البحرَ
تركهُ هامانُ
يسقط . . .
في مراجعة لدواوين الشاعر عبد الجبار تجد فيها أنماطا متعددة من الرموز والأساطير التاريخية على مر العصور ، فقد أولى اهتماما واضحا بالأساطير البابلية والآشورية والسومرية وحتى الفرعونية التي قد ترتبط بأحداث تميزت بالقدرة على إظهار إحداث العجائب والخوارق ،واوجدت شكلية جديدة للشعر المعاصر و عاملا مهما من عوامل التحفيز والإثارة تجسدت بشكل حيوي في أنشطة هذا الإنسان منذ القدم وحتى الوقت الحاضر او بمعنى اخر غيرت اسطوريته الى واقع حاضر ليستلهم منها كل جديد. يقول :

سلامُ أوروكْ
أكسيرُ الحكمةْ على منازل اللهِ
تهمسُ الشمسُ في مقاطعِ الريحِ
فردوسَ مدنْ .
دورانُ التنورِ حولَ نفسِهِ
وحشةٌ
تُقلبُ داخلَها أطباقاً
قلقةُ قبرٍ
لا تسعُ ألا لأربعْ
أنا الإثنانِ
وهُما
صوتُ سواعِ البائعِ الفقيرْ
يعوقُ الذي صاهرَ النُدامى
نَسْرُ
أفردَ فجراً جُنحُهُ عرباتْ
. . .
الآتينَ من بعدي أضغاثُ فلسفةٍ
قولٌ تنتظرُ الملائِكةُ تسيرُ بِخطى عسكرٍ لا يفقهونْ
ألياتُ حفرٍ تُفتشُ عن زبورٍ ضاعَ بين مرحلتينْ
مزاميرٌ وهيكلٌ مهجورْ
تتنفسُ ريحَ زمنٍ لمْ يُخلقُ
لا تُنجبُ حُزنا على ضياعِها
فبيعتْ إلى داودْ .
ليسَ الطوفانُ ما تنتطرُهُ شفاهُ الأرضْ .
. . . . .
أيها العالقُ زبرُ حديدٍ بيني وبين الربْ
أيها الأحجيةُ التي سملتَ عيون الضبابْ
تغرغرْ بطائفةِ مفرداتي
تميمةٌ أنت مثلي
تبحثُ عن صحائفٍ عتيقةٍ تنتظرُ
طلةُ ملك الإتجاهاتْ
لم تولد نجمةُ داوود .
لم يلدْ الإغريقْ .
ما أشرأبتْ فسيلة .
حتى يهتدي يسوعُ لحلمتي مريمْ
ما نُحِتَ له نجار بني إسرائيل مهداً
لم يكنْ في الكونِ لعاشقينِ سرير
فلا تكن غلام غيرك
حتى يزرعوا أصابعَهم قضبانا حلوى
على طريقِ مرضعتك النخلةْ
. . . . .
علمني إن دارتْ الأرضُ برأسي
ستولدُ مجرةُ نوحٍ
وتمنحني جنائنَ معلقةً بيضاءَ لونِ الطفولةِ
يتغامزونَ بينَ ذراعيهِ لن ينفدوا الى حكمتِهِ
يبصقونَ عليهِ حجراً
يضربُ أطنابَ خيمتِهِ توأمانِ معَ الحكمةِ
قبلَ طاليسَ يستبقُ نارَ هرقليطس
يبحثُ عن عُشبةٍ لا تفنى
. . . . .
طين أوروك
مضغةٌ
أنجبت حكيماُ
يرتدي الوجود
على ظهر سحبٍ
يطوف العالمُ من غير اشرعة
كمْ رجَموا الحجارةَ على جبينِكَ
لمْ يسُّكُ الطينَ لكَ وجهاً من كفاتْ
نوحٌ
أيها الربان عرفناكَ ختمَ طينٍ على جبهة تنور دائم الفوران
أرغفةٌ للفقراء
. . . . .
أيها الرب المعمد بالطين والألواحِ قبل التينِ والزيتون
تسابقتْ أطرافُنا الواح طينٍ على معابدك
يُساقَطَ عليها رطبُ الكونِ رؤوساً بلا ضمائرْ
نشوءً
ارتقاءً
مساراتْ
لا يعرفُها غيرنا
أقاموا جدارَهم
خندقَهم
لقمانُ ليس
أحيقارْ !
ذات لوحٍ شربتُ سرابَ قومٍ هدموا أروقةَ الفرات
تفتقت عيونُهُم في النتوءِ صوراً مقلوبة
في المرايا انبطحوا فاكهينْ
. . . . .
كنا عراة نستدير على مركبة زمنٍ إفرنجي
نضع في ايدينا علةً
يأتي الصدى بمعلولِ جديد
أيُّ نجم يرتدي بريقا غير بريقنا ؟
كيف لطوفان ان يلدَ جوابا
يفسر اسئلةً
تلتهم هذا الوجود
ويهب الكثبانَ امواجها للبحر بصمتِ أشرعة الرياح ؟
. . . . .
ما الذي كان يدورُ في جمجمة إفلاطون
حين ساورته رغبة في طرد القصيدةِ من مدينته ؟
هل كان مشطورا برغبةِ الإنتماءْ ؟
كيف لعقل يرفض وصايا الشعر ؟
لم أكن قبلَ آية التطهير إلا ذرةً تنز شعرا
لكنني موجود
حكمة أقرب الى كاسِ خجل مسروق من شفتي مراهق
يستظلني خوفُ حكمتي من الظهور الآن
صدى كونٍ
يصهلُ في الروح قوقعةُ بحرٍ
. . . . .

فالأسطورة عنده اشبه بوعاء وضع فيه الشاعر خلاصة فكره وجديد عواطفه ونزعاته ، وهذه الأساطير تمثل ما تبلور في أذهان الانسان القديم في العراق اومصر اواليونان والرومان اوالفرس وغيرهم من الاقوام القديمة ذات التاريخ العتيد والثقافة الرفيعة من قصص وحكايات أسطورية فعبرالشاعر في تصويره الشعري لخلق العالم من جديد ،وراح يبحث عن هذا الإنسان على الأرض ،ومصيره المجهول وما يحيط به من مظاهر الكون والطبيعة وتساؤلات واسعة او ربما تكون في بعض الاحيان غامضة يتكهن الاجابة عليها وربما تفلت منه فتبقى سرا سرمديا قديما وحديثا يقول : .
أيبقى سيزيفُ
يمتحنُ نفسَهُ كُلَّ صباح ؟
جُرحَاً
يتدحرجُ بينَ العُتمةِ
والكبرياء . .
لكنَّ أديسيوس يعود
يعانقُ قوسَهُ الوفيّ
يتفحّصُ ما حولَهُ ببرود
ثمَّ تودّعُ رؤوسٌ كلامَها للأبد . . .
يُفرِغُ كلكامش
جوفَهُ من صراخِ ولادتِهِ
يخرقُ الزّمنَ
يدفنُ انكيدو بجرحٍ طافَ به مُنعرجاتِ حياته
يمزّقُ نصفَهُ الإلهيّ . . .
توقَّفَ قلبُ غاندي
برصاصةٍ خائفة
لكنَّهُ عادَ يخفقُ من جديد . . .!
أكوانٌ تولدُ في كوْن . . . !

ويغني لبغداد الحبيبة فيقول :

ألوانٌ تيبّستْ على ألواحٍ قاتمة
تشققتْ دروباً في كفِّ فلاّح سومريّ . . .
لا يُريدُ الزّمنُ أنْ يعبرَ النّهرَ ثانيةً
فقد رأتْهُ الضّفافُ مُتجرّداً
إلآ من أوراقِ ماء !
فهلْ يغضبُ الطّينُ حين يكونُ قصراً لحوتٍ برّيّ ؟
. . . . .
ليس ما كانَ جَدْباً
يمصُّ لسانَ فقر
خبا في عرفهِ
عبقُ بَلَلٍ في وردٍ ذابل . . .
ما طوتْهُ سنواتُ العزيز
خارطةً صمّاء
لمنكسرِ زمنٍ أحدب
تتسعُ ضيقاً
لتحبسَ أنفاسَ الصبح . . .
كذا ..تُفقأُ عيونُ النّهار
لتزفَّ سنتَه ُمن غيرِ خضاب . . .
كيفَ لها أنْ تُضاجعَ أضداداً
ولا تُبشرُ بأيامِ
يُسودُّ لها وجه ؟
في جمجمتِها
يرقصُ لصٌّ
يحرسه لصّ . . .
ليس للعُهرِ كلماتٌ بيضاء !
. . . . .
إيهٍ... أيُّتُها الفرعاء . . .
إنّكِ تغسلينَ جروحَ الأمسِ بدموعِ اليوم . . .
أما آنَ ليومكِ أنْ يكونَ غداً ؟
ألا يخجلُ من صفاقتهِ زمنُ الإزدراد
ألمْ يمتلأْ كيسُ علي بابا بعد ؟
ألمْ يرتوِ سيفٌ توارثـتْهُ أيادٍ ؟
تعالتْ خفضاً
عجنتِ الظّلامَ خبزاً لأفواهِ الصّمت .. .
ألمْ تستحِ جباهٌ تصلي في محرابكِ مُدبرة ؟
لِيكنْ . . .لكنَّهُ إنْ فارَ ...
فلا عاصمَ لعملٍ غيرِ صالح !!

وقد تعرفت عليه من خلال التواصل الاجتماعي نمت صلة التعارف بيننا الى صداقة اخوية امتدت عدة سنوات حتى اخطفته مني يد المنون فحزنت كثيرا على فراقه . فكان نعم الاخ والصديق .
واختم بحثي بهذه القصيدة التي نظمها الشاعر عبد الجبار الفياض في احداث البصرة الدامية بعنوان ( تابوت من ماء ) في ايلول من سنة \ 2018
يقول :
إلى الكرام شهداء البصرة

قفي شوقاً فلا صحيتْ قلوبُ
ولا حنّتْ لمشتاقٍ جنوبُ
أذاتِ الدّلِ ما عيناكِ يحلو
بها دمعٌ يخالطُهُ النّحيبُ
قفي عندَ المغيبِ فأنتِ عُرسٌ
يمازحُ عطرَهُ ثوبٌ قشيب
وتمتلأُ القلـــــــــــوبُ بكُلِّ ودٍّ
ويشدو في الهوى لحنٌ طروب
أماسي الأُنسِ تُنسينا هموما
وفي اوصالِنا يسعى الدّبيب
. . . . .
وحلَّ الكربُ وانشرختْ مرايا
وغصنٌ قد ذوى وهو الرّطيب
قرونٌ ما علتْ إلآ قروناً
خطاها الفوتُ وانعدمَ الرّقيب
وجاءَ السّامريُّ بوجهِ هوذا
بعجلٍ قد تذهّبَ وهو ذيب
فمَنْ قالَ اليتامى في عيوني
ومن قال الثكالى لا تخيب
ومَنْ يمَّ المنابرَ وهو عيٌّ
صُـــــراخٌ زادُهُ زبداً يذوب
وصدّقنا بأقوالٍ توالــــــتْ
أيصدقُ خائنٌ وهوَ الكذوب؟
. . . . .
توالدتِ الدّهورُ على توالٍ
فما وِلدتْ كمثلِها ما يُشيب
وجوهٌ شابَها صَلفُ البوادي
وزادَ قتامَها مكــــــرٌ عجيب
وما طابتْ لمخلوقٍ سواها
وهل يعلو لشيطانٍ ربيب؟
وهزّوا جذعَها رطباً جنيّاً
وكانتْ بينَهم صَفْرا حلوب
فأمستْ قربةً شُقتْ بسهمٍ
فلا من نادبٍ عطشاً تُجيب
تكفكفُ دمعَها والدّمعُ عَتْبٌ
وقد غطّى مُحياها الشّحوب
فيا وجعاً لهُ في القلبٍ وخزٌ
وقدْ عزَّ المواسي والطّبيب
. . . . .
قفي ، يومٌ كهذا ليسَ فيهِ
مُحاباةٌ فقدْ سُدّتْ دروب
وفاضَ الصّبرُ وانثالتْ شجونٌ
فهبّتْ في الورى ريحٌ غضوب
تسارعتِ الخُطى نحو المنايا
كأنَّ الماءَ من غضبٍ لهيب
سيُردى كُلُّ مَنْ ركبَ الخطايا
ويرجعُ ســـــالماً حقٌّ سليب
فيا وطني عظيمٌ أنتَ حتى
وإنْ جارتْ بدنياكَ الخطوب
فَقرْ عيْناً فلسنا مَنْ نجافي
فديتُك خافقاً عِشْــــــقاً يلوب
فما كانَ الغرامُ سوى وفاءٍ
وهلْ يفدي الهوى إلآ الحبيب؟


*************************








https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى