اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

بقية قصيدة احمد شوقي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1بقية قصيدة احمد شوقي Empty بقية قصيدة احمد شوقي الأربعاء مارس 23, 2022 6:13 am

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



وَأبو جهلٍ إذ رأى عُنُقَ الفح
لِ إليه كأنه العنقَــــــــــــاءُ

وَاقتضَاهُ النبيُّ دَيْنُ الإِراشي
يِ وَقد سَاء بيعُهُ وَالشِّرَاءُ

وَرأى المصطفى أَتَاهُ بما لَمْ
يُنْجِ منه دونَ الوفاء النَّجَاءُ

هوَ ما قد رآهُ مِن قبلُ لكنْ
ما عَلَى مِثْلِهِ يُعَدُّ الخَطَاءُ

وَأَعَدَّتْ حَمَّالَةُ الحَطَبِ الفِه
رَ وَجَاءَتْ كأَنها الوَرْقاءُ

يومَ جاءَت غَضْبَى تقولُ أفي مِث
لِيَ مِنْ أحمدٍ يُقالُ الهِجَاءُ

وَتَولَّتْ وَمَا رأته وَمِنْ أَيْ
نَ تَرَى الشمسَ مُقْلَةٌ عمياءُ

ثم سَمّتْ له اليهوديَّةُ الشَا
ةَ وَكم سَامَ الشِّقْوَةَ الأَشقِيَاءُ

فأَذاعَ الذِّراعُ مَا فيه مَن شر
رٍ بِنُطْقٍ إخفاؤُهُ إبــــــــداءُ

وَبِخُلقٍ مِنَ النبيِّ كريـــــــمٍ
لَمْ تُقَاصَصْ بِجرحهَا العَجْماءُ

مَنَّ فَضْلاً عَلَى هَوَازِنَ إذْ كا
نَ له قبلَ ذَاكَ فيهِمِ رِبَـــــــاءُ

وَأتى السَّبيُ فيه أُختُ رَضَاعٍ
وَضَعَ الكُفْرُ قَدْرَهَا وَالسِّبَاءُ

فَحَبَاهَا بِرّاً تَوَهَّمــــــــَتِ النَّا
سُ به أنَّما السّـــــــِبَاء هِداءُ

بَسَطَ المصطفى لها مِن رِداءٍ
أيُّ فضل حَوَاهُ ذاكَ الـــــرِّداءُ

فَغَدَتْ فيه وَهْيَ سيِّدةُ النِّسْ
وَةِ وَالسيِّدَاتُ فيه إمَـــــــــاءُ

فتَنَزَّهْ في ذاتِه وَمَعَانـــــــيهِ
استماعاً إنْ عَزَّ مِنهَا اجتِلاءُ

وَاملأ السّمْعَ مِن محَاسِنَ يُمْلِي
هَا عليك الإنشَادُ وَالإِنْشــــَاءُ

كلُّ وَصْفٍ له ابْتَدَأتَ به استَوْ
عَبَ أخبَارَ الفضلِ مِنه ابتداءُ

سَيِّدٌ ضِحْكُهُ التَّبَسُّمُ وَالْمَش
يُ الهَوَيْنَا وَنَومُهُ الإِغفاءُ

مَا سِوَى خُلْقِهِ النسيمُ وَلا غَيْ
رَ مُحَيَّاهُ الرَّوْضَةُ الغَنَّـــــاءُ

رحمةٌ كلُّهُ وَحَـــــــزْمٌ وَعَزْمٌ
وَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَــــــاءُ

لا تَحُلُّ البأْسَاء مِنه عُرَا الصَّبْ
رِ وَلا تَسْتَخِفُّهُ السّـــــــــَرَّاءُ

كَرُمَتْ نَفْسُهُ فما يخْطُرُ السُّو
ء عَلَى قَلْبِهِ وَلا الفحشَــــاءُ

عَظُمَتْ نِعْمـــــَةُ الإِله عليه
فاستَقَلَّتْ لِذِكْرِهِ العُظَمَــــــاءُ

جَهِلَتْ قومُهُ عليه فأَغْضَى
وَأخو الحِلْم دَأبُهُ الإِغْضَاءُ

وَسِعَ العَالَمِين عِلْمَاً وَحِلْمَاً
فهْوَ بحرٌ لم تُعْيِهِ الأَعبَـــــاءُ

مُسْتَقِلٌّ دُنْيَاكَ أن يُنْسَبَ الإِم
ساكُ منها إليه والإِعطاءُ

شمسُ فضلٍ تَحَقَّقَ الظنُّ فيه
أنه الشمسُ رِفْعَةً والضِّياءُ

فإذا ما ضحا محا نورُه الظِّل
لَ وقد أثْبَتَ الظِّلالَ الضَّحَاءُ

فكأنَّ الغمامةَ استَوْدَعَتْهُ
مَنْ أظَلَّتْ مَنْ ظِلِّهِ الدُّفَفَاءُ

خَفِيَتْ عِنْدَهُ الفضائلُ وانجا
بَتْ به عن عقولِنَا الأهواءُ

أمَعَ الصُّبحِ للنجومِ تَجَلٍّ
أمْ مع الشمسِ للظلامِ بَقاءُ

مُعجزُ القَوْلِ والفِعَالِ كريمُ ال
خلقِ وَالخُلْقِ مُقْسِطٌ مِعْطاءُ

لا تَقِسْ بالنبيِّ في الفضل خَلْقَاً
فهو البحر والأنامُ إضــــــــاءُ

كلُّ فضل في العالَمين فمن فَض
لِ النبيِّ اســــــتعارَهُ الفُضَلاءُ

شُقَّ عَنْ صَدْرِهِ وشُقَّ لَهُ البَدْ
رُ وَمِنْ شَرْطِ كلِّ شَرْطٍ جَزاءُ

ورَمَى بالحَصَى فأَقْصَدَ جَيشاً
ما العَصَا عِنْدَه وَمَا الإِلقاءُ

ودعا للأنامِ إذ دَهَمَتْهُم
سَنَةٌ مِنْ مُحولِها شَهْباءُ

فاسْتَهَلّتْ بالغَيْثِ سَبْعَةَ أَيَّا
مٍ عليهم ســــــــــــحابةٌ وَطْفاءُ

تَتَحَرّى مَواضِعَ الرَّعْيِ وَالسَّقْ
يِ وحيث العِطاشُ تُوهَى السِّقاءُ

وأتى الناسُ يَشْتَكُونَ أذاها
وَرَخَاءٌ يُؤْذِي الأنام غلاءُ

فدعا فانجلى الغمام فقلت في
وصف غيث إِقْلاعَه استسقاءُ

ثم أَثْرى الثَّرَى فقرَّتْ عُيونٌ
بقُراهَا وَأُحْيِيَتْ أَحْيَـــــــــاءُ

فترى الأرضَ غِبَّهُ كسماءٍ
أشْرَقَتْ مِنْ نُجومِهَا الظَّلْمَاءُ

تُخْجِلُ الدُّرَّ واليواقيتَ من نَوْ
رِ رُباها البَيْضَاءُ والحَمراءُ

لَيْتَهُ خَصَّنِي بِرُؤْيَةِ وَجْهٍ
زَالَ عن كلِّ من رآه الشّقاءُ

مُسْفِرٌ يَلْتَقِي الكَتِيبَةَ بَسَّــــــــا
ماً إذا أسْهَمَ الوُجُوهَ اللِّقاءُ

جُعِلَتْ مَسْجِدَاً له الأرضُ فاهْتز
زَ به للصلاةِ فيها حِــــــــرَاءُ

مُظْهِرٍ شَجّةَ الْجَبِينِ عَلَى البُرْ
ءِ كما أَظهرَ الهلالَ البَــــــرَاءُ

سُتِرَ الحُسْنُ منه بالحسنِ فاعجَبْ
لِجَمِالٍ له الْجَمالُ وِقــــــــــــاءُ

فهْوَ كالزّهْرِ لاحَ من سَجَفِ الأك
مام والعودِ شُقَّ عنه اللّحـــــاءُ

كَادَ أَنْ يُغشِيَ العُيونَ سناً مِنْ
هُ لِسِرٍّ فيه حَكَتْهُ ذُكـــــــــاءُ

صانَهُ الحُسْنُ وَالسّكِينَةُ أَنْ تُظ
هِرَ فيه آثارها البأســــــــــاءُ

وتَخَالُ الوجــــــــوهَ إنْ قابَلَتْه
أَلْبَســــــــَتْهَا ألوانَهَا الحِرْبَاءُ

فإذا شِمْتَ بِشـــــــــْرَهُ وَنَدَاهُ
أذْهَلَتْكَ الأنـــــــــــــوارُ والأنواءُ

أَوْ بتقبيلِ راحـــــــــــةٍ كانَ لل
هِ وباللَّه أخذهـــــــــــــا والعطاءُ

تَتَّقِي بأْسَها الملوكُ وَتحْظَى
بالغِنَى من نَوَالِهَا الفُقَـــــــــــراءُ

لا تَسَلْ سَيْلَ جُودِها إنما يَك
فِيك مِنْ وكْفِ سُحْبها الأنداءُ

دَرَّتِ الشاةُ حينَ مرَّتْ عَلَيها
فلها ثَرْوَةٌ بها وَنَمــــــــــــاءُ

نَبَعَ الماءُ أَثْمَرَ النخلُ في عا
مٍ بها سَبَّحَتْ بها الحصباءُ

أحْيَتِ المُرْمِلِينَ مِنْ مِوْتِ جَهْدٍ
أَعْوَزَ القَوْمَ فيه زادٌ ومــــــاءُ

فتغَدَّى بالصَّاعِ أَلْفٌ جِياعٌ
وتَرَوَّى بالصَّاعِ ألفٌ ظِمَاءُ

وَوَفَى قدرُ بَيْضَةٍ مِنْ نُضَارٍ
دَيْنَ سَلْمَانَ حِينَ حانَ الوفاءُ

كانَ يُدْعَى قِنّاً فأُعْتِقَ لَمَّا
أيْنَعَتْ مِنْ نَخيلِه الأَقْنَـــــــاءُ

أفلا تَعْذُرُونَ سَـــــــلْمَانَ لَمَّا
أَنْ عَرَتْهُ مِنْ ذِكْرِهِ العُروَاءُ

وَأَزالَت بِلَمْسِهَا كلَّ دَاءٍ
أكْبَرَتْهُ أطِبَّةٌ وَإِســـــــــــَاءُ

وعُيُونٌ مَرَّتْ بها وَهْي رُمْدٌ
فأَرَتْهَا مَا لَمْ تَرَ الزَّرْقَـــــــــاءُ

وأَعادَتْ عَلَى قَتَادَةَ عَيْنَاً
فَهْيَ حتى مماتِه النَّجْـــــــــلاءُ

أَوْ بِلَثْمِ التُّرَابِ مِنْ قَـــــــدَمٍ لا
نَتْ حَياءً من مَشْيِهَا الصَّفْــــواءُ

مَوْطِئُ الأخمَصِ الَّذِي منه للقل
لبِ إذا مَضْجَعي أَقَضَّ وِطاءُ

حَظيَ المسجدُ الحرامُ بمَمْشا
ها ولم يَنْس حَظه إِيلِيَـــــــــــاءُ

وَرَمَتْ إذْ رَمَى بها ظُلَمَ اللي
لِ إلى اللَّه خوفُه والرَّجـــــــاءُ

دَمِيَتْ في الوَغَى لِتَكْسِبَ طِيباً
ما أراقتْ من الدَّمِ الشُّـــــــــــــــهداءُ

فَهْيَ قُطْبُ المحرابِ وَالْحَرْبِ كم دا
رت عليها في طاعة أَرحــــــــاءُ

وَأُرَاهُ لو لم يُسَكـــــــــــــِّنْ بها قب
لُ حِراءً ماجَتْ بِهِ الدَّأْمــــــــــَاءُ

عَجَباً للكُفّــــــارِ زادوا ضــــــلالاً
بالذي فيه للعقول اهتـــــــــــــداءُ

والذي يسألون منه كتـــــــــابٌ
مُنْزَلٌ قد أتاهم وارتقــــــــــــــاءُ

أَوَ لم يَكْفِهِـــــــــمْ من اللَّهِ ذِكْرٌ
فيه للناس رحمةٌ وشــــــــــــــفاءُ

أَعجزَ الإِنسَ آية منه والجــــــــنّ
فَهَلَّا يأتي بها البُلَغــــــــــــــاءُ

كلّ يومٍ تُهدَى إلى ســــــــامِعِيه
مُعجِزاتٍ من لفظِه القـــــــــــــــُرَّاءُ

تَتَحَلَّى به المســــــــــــامِعُ والأف
واه فَهْو الحُلِيُّ وَالحَلــــــــــــْوَاءُ

رَقَّ لَفْظاً وراق معنىً فجــــــاءَتْ
في حُلاها وحَلْيِها الخَنْسَـــــــــــاءُ

وأرَتْنَا فيه غوامضَ فضلٍ
رِقَّةٌ مِنْ زُلالِهَا وَصَفــــــــاءُ

إنما تُجْتَلَى الوُجُوهُ إذَا ما
جُلِيَتْ عِنْ مِرْآتِهَا الأصْداءُ

سُوَرٌ منه أشْبَهَتْ صُوَراً مِن
نَا ومِثْلُ النَّظَائِر النُّظَراءُ

والأقاويل عندَهمْ كالتماثي
لِ فلا يُوهِمَنَّكَ الخطبــــــــــــاءُ

كم أبانَتْ آياتُهُ من علـــــــومٍ
عن حُروفٍ أبانَ عنها الهجاءُ

فهْي كالحَبِّ والنَّوَى أعجبَ الزُّر
راعَ منهُ ســـــــــــــــــنابلٌ وَزَكاءُ

فأطالوا فيه التردُّدَ وَالرَّي
بَ فقالوا سِحْرٌ وقالوا افتراءُ

وإذا البيِّنَاتُ لَمْ تُغْنِ شيئاً
فَالتماسُ الهُدَى بِهِنَّ عَـــــــــــناءُ

وإذا ضلَّتِ العُقول على عِلْ
مٍ فماذا تقوله الفُّصَــــــــــــحاءُ

قومَ عيسى عاملْتم قومَ موسى
بالذي عامَلَتْكُم الحُنفـــــــــــــــاءُ

صَدَّقوا كُتْبَكُمُ وكذَبْتُمْ
كُتبَهُمُ إنّ ذا لَبِئْسَ البَواءُ

لو جحدنا جُحُودَكم لاستويْنَا
أوَ للحقِّ بالضَّلالِ استواءُ

مَا لَكُم إِخْوَةَ الكِتابِ أُناساً
ليس يُرْعَى للحقِّ منكم إخاءُ

يَحْسُدُ الأولُ الأخيرَ وما زا
لَ كذا المُحْدَثُونَ وَالقُدَمَاءُ

قد عَلِمْتُم بِظلمِ قابيل هابي
لَ ومظلومُ الإِخْوَةِ الأَتْقِيَاءُ

وسمِعْتم بكَيْدِ أَبناءِ يعقــــــــــو
بَ أَخَاهم وكلُّهم صُلَحَاءُ

حِينَ أَلْقَوْهُ في غَيابَةِ جُــــــــــــبٍّ
وَرَمَوْهُ بالإفْكِ وَهْوَ بَراءُ

فتأَسَّوْا بِمَن مَضَى إذْ ظَلَمتمْ
فالتَّأَسِّي لِلنَّفْسِ فيه عَزَاءُ

أتُرَاكُم وَفَّيْتُم حينَ خَانــــــــــــــــــــُوا
أم تُرَاكُمْ أَحْسَنْتُمُ إذْ أساؤُوا

بَلْ تَمَادَتْ عَلَى التَّجَاهُلِ آبَا
ءٌ تَقَفَّتْ آثَارِهَا الأَبنـــــــــاءُ

بَيَّنَتْهُ تَوْراتُهُمْ وَالأَناجِي
لُ وَهم في جُحُودِهِ شُرَكاءُ

إنْ تقولوا ما بَيَّنَتْهُ فما زَا
لَتْ بها عن عيونهم غشوَاءُ

أو تقولوا قد بَيَّنَتْهُ فما لِلْ
أُذْنِ عما تقوله صَمَّاءُ

عَرَفُوهُ وَأنْكَرَوهُ وَظُلمَاً
كَتَمَتْهُ الشَّهَادَةَ الشُّهَدَاءُ

أوَ نُورُ الإِلهِ تُطْفِئُهُ الأَفْ
واهُ وَهْوَ الذي به يُسْتَضاءُ

أوَلا يُنْكِرُونَ مَن طَحَنَتْهُم
بِرَحاها عِنْ أمْرِهِ الْهَيجاءُ

وَكَساهم ثَوْبَ الصَّغارِ وقد
طُلَّت دِماً منهم وصِينَتْ دِمَاءُ

كيف يَهدِي الإِله منهم قلوباً
حَشْوُها من حَبِيبِهِ الْبَغْضاءُ

خَبِّرونَا أهلَ الكِتَابَيْنِ من أَيْ
نَ أَتَاكُم تَثْليثكم والبَــــــــــــــداءُ

مَا أتى بالعقِيدَتَيْنِ كتــــــــابٌ
واعتقادٌ لا نَصَّ فيه ادِّعاءُ

والدَّعاوَى ما لم تُقيموا عليها
بَيِّنَاتٍ أبناؤُها أَدْعِيــــــــــــاءُ

ليت شعري ذِكرُ الثلاثةِ وَالوا
حِدِ نَقْصٌ في عَدِّكم أمْ نَماءُ


كيف وَحَّدْتُم إِلهاً نَفَى التَّو
حِيدَ عنه الآباءُ والأَبناءُ

أإِلهٌ مُرَكَّبٌ ما ســــــَمِعْنَا
بإِلهٍ لذاتِهِ أَجْــــــــــــــزَاءُ

أَلِكُلٍّ منهم نَصِيبٌ مِنَ المُل
كِ فَهَلَّا تَمَيَّزُ الأَنْصِبَــــــاءُ

أم هُمُ حَلّلوُا بها شِرْكَةَ الأب
دَانِ أمْ هُمْ لبعضِهم كُفَلاءُ

أتراهم لحاجةٍ واضطرارٍ
خَلَطُوهَا ومَا بَغَى الخُلَطَاءُ

أهُوَ الرَّاكِبُ الحمارَ فيا عَجْ
زَ إِلهٍ يَمَسُّهُ الإِعْيَــــــــــــــاءُ

أمْ جميعٌ عَلَى الحمار لقد جَل
لَ حِمَارٌ بِجَمْعِهِم مَشّــــــــــَاءُ

أم سِواهم هُو الإِلهُ فما نِسْ
بَةُ عيسى إليه والإِنْتِمَاءُ

أم أردتُم بها الصفاتِ فلمْ خُص
صَتْ ثُلاثٌ بِوصفِه وَثُناءُ

أم هُو ابنٌ للَّه ما شــــــــاركته
في معاني النُّبُوَّةِ الأَنبياءُ

قتلَتْهُ اليهودُ فيما زَعَمْتُم
وَلأَمْواتِكم به إحيــــــــــــــاءُ

إنَّ قَوْلاً أَطْلَقْتُمُوهُ عَلَى الل
هِ تعالى ذِكْرا لقَوْلٌ هُراءُ

مِثْلَ مَا قَالَت اليهودُ وكلٌّ
لَزِمَتْهُ مقالَةٌ شَـــــــــــــنعاءُ

إذْ همُ اسْتَقْرَؤُوا البَداءَ وكم سا
قَ وَبَالاً إِليهم اسْــــــــــــــــتِقْرَاءُ

وَأَرَاهم لم يجعلُوا الواحِدَ القَه
هارَ في الخَلْقِ فاعلاً ما يشاءُ

جَوَّزُوا النَّسْخَ مِثْلَما جوَّزُوا المس
خَ عَلَيْهِم لو أنهم فُقهـــــــــــــاءُ

هُوَ إِلَّا أَن يُرْفَعَ الحكمُ بالحك
مِ وخَلْقٌ فيه وأمرٌ سَـــــــواءُ

ولحُكمٍ من الزمانِ انتهاءٌ
ولحُكم من الزمانِ ابتـــــــــــداءُ

فَسَلُوهم أكان في مسخِهِم نَسْ
خٌ لآيات اللَّه أم إنشـــــــاءُ

وَبَدَاءٌ في قَوْلِهمْ نَدِمَ الل
هُ عَلَى خَلــــــْقِ آدمٍ أمْ خَطاءُ

أم مَحَا اللَّهُ آية الليل ذكراً
بعدَ سَهْوٍ ليوجَدَ الإِمْســـــــــــــاءُ

أم بدا للإِلهِ في ذَبْحِ إِسْــــحَا
قَ وقد كان الأمر فيه مَضاءُ

أوَ ما حَرَّمَ الإِلهُ نِكَاحَ ال
أُختِ بعدَ التحليلِ فَهْوَ الزِّناءُ

لا تُكَذِّبْ إنَّ اليَهُودَ وقد زا
غُوا عن الحقِّ مَعْشَرٌ لُؤَماءُ

جَحَدُوا المصطفى وآمن بالطا
غُوتِ قومٌ همْ عندهمْ شُرَفاءُ

قتَلوا الأَنبياءَ وَاتَّخَذُوا العِج
لَ أَلا إنهم هم السُّـــــــــفَهاءُ

وسَفيهٌ من ساءَه المنُّ والسَّلْ
وَى وأَرضاهُ الفُومُ وَالقِثَّاءُ

مُلِئَتْ بالخبيثِ منهم بُطُونٌ
فَهْيَ نَارٌ طِباقُها الأمعــــــــــــاءُ

لو أُرِيدُوا في حال سَبْتٍ بخيرٍ
كان سَبْتَاً لديهمُ الأَربِعـــــــــــاءُ

هُوَ يومٌ مُبارَكٌ قيلَ للتص
ريفِ فيه من اليهود اعتداءُ

فَبِظُلْمٍ منهمُ وكفْرٍ عَدَتْهُم
طَيِّبَاتٌ في تَرْكِهنَّ ابْتِــــــــــــــلاءُ

خُدِعوا بالمنافقين وهل يَنْ
فُقُ إلَّا على السفيهِ الشّـــــــــــــَقاءُ

واطمأنوا بقَوْلِ الَاحزاب إِخوا
نِهِمُ إِننا لكم أوليــــــــــــاءُ

حالَفوهم وخالفوهم ولمْ أَدْ
رِ لماذا تخالَفَ الحُلفــــــاءُ

أسلَمُوهم لأَوَّلِ الحَشْرِ لا مِي
عادُهم صادقٌ ولا الإِيــــــــــلاءُ

سكَنَ الرُّعْبُ والخَرابُ قلوباً
وبُيُوتاً منهمُ نعاها الجَـــــــــــــلاءُ

وَبِيَوْمِ الأحزابِ إِذْ زاغتِ الأَب
صَارُ فيـــــــهم وضلتِ الآراءُ

وتَعَدَّوْا إلى النبيّ حدوداً
كان فيها عليهم العُــــــــــــدَوَاءُ

وَنَهَتْهُم وما انتهت عنه قوم
فأُبيدَ الأَمَّارُ والنَّهـــــــــــــــــــاءُ

وتعاطَوْا في أحمدٍ مُنْكَرَ القَوْ
لِ وَنُطقُ الأَراذِلِ العَوْراءُ

كلُّ رِجْسٍ يَزِيدُه الخُلُقُ السُّو
ءُ سِفاهاً والمِلَّةُ العَوْجـــــــاءُ

فانظروا كيف كان عاقبة القوْ
مِ وَما ساق لِلْبَذِيِّ البَذَاءُ

وجَد السَّبَّ فيه سُمَّاً وَلم يَدْ
رِ إِذْ المِيمُ في مواضِعَ بَاءُ

كانَ مِن فيه قتلُه بِيَدَيْهِ
فهو في سوء فِعله الزَّبَّاءُ

أوْ هُوَ النحلُ قَرْصُهَا يَجْلُبُ الحَت
فَ إليها وما له إنْكَــــــــــــــــــــــاءُ

صَرَعَتْ قومَهُ حبائِلُ بَغْيٍ
مَدَّها المكرُ منهم والدَّهاءُ

فأتتهم خيلٌ إلى الحرب تختا
لُ وللخيْلِ في الوغَى خُيَلاءُ

قَصَدَتْ فيهم القنا فقَوافِي ال
طعْنِ منها ما شأنها الإيطاءُ

وأثَارَتْ بأرضِ مكةَ نَقْعَاً
ظُنَّ أن الغُدُوَّ منها عِشاءُ

أحْجَمَتْ عندهُ الحجُون وأكْدى
عِنْد إعطائه القليلَ كَدَاءُ

وَدَهَتْ أَوْجُهاً بها وبيوتاً
مُلّ منها الإكفاءُ والإقواءُ

فَدَعَوْا أحْلَمَ البريَّةِ والعفْ
وُ جوابُ الحليمِ والإغْضاءُ

ناشدوه القُرْبَى التي من قُرَيْش
قطعَتْهَا التِّراتُ والشَّحْناءُ

فعَفا عَفْوَ قَادرٍ لم يُنَغِّصْ
هُ عليهم بما مضى إغراءُ

وإذا كان القطْع وَالوصلُ لل
هِ تَسَاوَى التَّقْرِيبُ وَالإِقْصاءُ

وســـــواءٌ عليه فيما أتاهُ
مِنْ سِواهُ المَلامُ وَالإطْراءُ

وَلَو انَّ انتقامَهُ لِهَوَى النَّف
سِ لَدَامَتْ قطيعةٌ وَجَفَـــــاءُ

قام للَّه في الأُمورِ فأَرْضَى ال
لهَ منه تَبايُنٌ وَوَفــــــــــــــاءُ

فِعْلُهُ كلُّهُ جَمِيلٌ وَهل يَنْ
صَحُ إلّا بمَا حَوَاهُ الإناءُ

أطْربَ السامعينَ ذِكْرُ عُلاهُ
يا لَرَاحٍ مَالَتْ بهَا النُّدَماءُ

النبيُّ الأميُّ أعلمُ مَنْ أس
نَدَ عنه الرُّوَاةُ وَالحكَماءُ

وَعَدَتْنِي ازْدِيَارَهُ العامَ وَجْنا
ءٌ وَمَنَّتْ بِوَعْدِها الوجْناءُ

أفلا أنْطَوِي لها في اقْتضائِي
ه لِتُطْوَى ما بَيْنَنا الأَفْلاءُ

بألُوفِ البَطْحاءِ يُجْفِلُهَا النِّي
لُ وقد شَفَّ جَوْفَهَا الإِظْماءُ

أنْكَرَتْ مِصْرَ فَهيَ تَنْفِرُ ما لا
حَ بِنَاءٌ لِعَيْنِهَا أوْ خَلاءُ

فأَقَضّتْ عَلَى مبَارِكها بِرْ
كَتهَا فالبُّوَيْبُ فالخَضْراءُ

فالقِبَابُ التي تَلِيها فبِئْرُ ال
نخْلِ وَالرَّكْبُ قائِلُونَ رِوَاءُ

وَغَدَتْ أَيْلَةُ وَحِقْلٌ وَقُرٌّ
خَلْفَها فَالمَغَارَةُ الفَيْحَاءُ

فعيونُ الأَقْصَابِ يَتبعُها النَّب
كُ وَيتْلو كُفَافَةَ العَوْجاءُ

حاوَرَتْهَا الحوراءُ شَوْقاً فينبو
عٌ فَرَقَّ اليَنْبُوعُ وَالْحَوْراءُ

لاحَ بالدَّهْنَوَيْنِ بَدْرٌ لها بَع
دَ حُنَيْنٍ وَحَنَّتِ الصَّفْرَاءُ

ونَضَتْ بَزْوَةٌ فرابغُ فالجُحْ
فَةُ عنها ما حاكه الإِنضاءُ

وأرَتْهَا الخَلاصَ بئْرُ عَليٍّ
فَعِقَابُ السَّوِيقِ فالخَلصاءُ

فهْيَ من ماء بئْرِ عُسفَانَ أو مِنْ
بَطْنِ مَرٍّ ظمآنةٌ خَمْصَاءُ

قَرَّبَ الزَّاهِرَ المساجِدُ منها
بخُطاها فالبُطءُ منها وَحاءُ

هذه عِدَّةُ المنازلِ لا ما
عدَّ فيه السّماكُ وَالعَوَّاءُ

فكأَني بها أُرَحِّلُ منْ مَك
كَةَ شمساً سماؤُها البَيْداءُ

مَوْضِعُ البَيْتِ مَهْبِطُ الوَحْي مأْوى ال
رسلِ حيثُ الأنوارُ حيثُ البَهاءُ

حيثُ فرضُ الطَّوَافِ والسَّعْيُ وَالحل
قُ وَرَمْيُ الجِمار وَالإِهداءُ

حَبَّذا حَبَّذَا معاهِدُ منها
لم يُغَيِّرْ آياتِهِنَّ البِلـــــــــــــاءُ

حَرَمٌ آمِن وَبَيْتٌ حَرامٌ
وَمَقَامٌ فيه المُقامُ تَـــــــــــــــــلاءُ

فَقَضَيْنَا بها مَناسِكَ لا يُح
مَدُ إلّا في فِعْلِهِنَّ القضاءُ

وَرَمَيْنَا بها الفِجَاجَ إلَى طَيْ
بَةَ والسَّيْرُ بالمطايا رِماءُ

فأصَبْنا عَنْ قَوْسِها غَرضَ القُر
بِ وَنِعْمَ الخَبِيئَةُ الكَوْمَاءُ

فرأينا أرضَ الحَبيبِ يَغُضُّ ال
طرفَ منها الضياءُ وَالْلأْلاءُ

فكأنَّ البَيْدَاءَ مِنْ حيثُما قا
بَلَتِ العَينَ رَوْضَة غَنَّاءُ

وكأَنَّ البِقاعَ زَرَّتْ عليها
طَرَفَيْها مُلاءَةٌ حَمــــــْرَاءُ

وكأَنَّ الأَرجاء تَنشُر نَشْر ال
مِسْكِ فيها الجَنُوبُ وَالجِرْبِياءُ

فإذا شِمتَ أو شَمِمْتَ رُبَاها
لاحَ منها برقٌ وفاحَ كِباءُ

أيَّ نُورٍ وَأيَّ نَوْرٍ شَهِدْنا
يَوْمَ أَبْدَت لَنا القِبَابَ قُباءُ

قَرَّ منها دَمْعِي وفَرَّ اصْطبَارِي
فدُمُوعي سَيْلٌ وصَبْرِي جُفاءُ

فترى الرَّكْبَ طائرِينَ من الشَّوْ
قِ إِلى طَيْبَةٍ لَهُمْ ضَوْضاءُ

وكأَنَّ الزُّوَّارَ مَا مَسَّتِ البَأْ
ساءُ منهم خَلْقاً ولا الضَّرَّاءُ

كلُّ نفسٍ منها ابتهال وسؤْلٌ
ودُعاءٌ وَرَغْبَة وَابْتِغَاءُ

وَزَفيرٌ تَظُنُّ منه صُــــــــــــــدوراً
صادحاتٍ يَعْتادُهُنَّ زُقاءُ

وَبُكَاءٌ يُغْرِيِهِ بالعين مَــــــــــــدّ
وَنجيبٌ يَحُثُّه اسْتِعلاءُ

وجُسومٌ كَأَنَّمَا رَحَضَتْهَـــــــــــــا
منْ عظيم المَهَابَةِ الرُّحَضاءُ

وَوجُوهٌ كأَنَّما ألْبَسَتْهــــــــــــــا
منْ حياءٍ ألوانَها الحرْباءُ

ودموعٌ كأنّما أرســــــــــــــــلتها
من جفونٍ سحابةٌ وطفاءُ

فَحَطَطْنا الرِّحالَ حيثُ يحَطُّ ال
وِزْرُ عنّا وترفع الحوجاءُ

وَقَرَأْنا السلامَ أكْرَمَ خلق ال
لَه مِنْ حيثُ يُسمَعُ الإقْراءُ

وذهلنا عند اللقاء وكم أَذْ
هَلَ صَبَّاً من الحَبيبِ لِقاءُ

وَوَجمنَا مِنَ المَهَابَةِ حتَّى
لا كلامٌ منا ولا إيمـــــــــــاءُ

وَرَجَعْنا وَللقلُوبِ التفاتا
تٌ إليه وللجُسوم انْثِناءُ

وَسَمحْنا بما نُحِبُّ وقد يَس
مَحُ عند الضرورةِ البُخلاءُ

يا أبا القاسمِ الذي ضِمنَ إِقسا
مِي عليه مَــــــدْحٌ لهُ وَثَنَاءُ

بالعلومِ التي عَليكَ مِن الل
هِ بلا كاتِبٍ لها إِمْلاءُ

ومسير الصَّبا بنصْرِك شَهْرا
فكأَنَّ الصَّبا لَدَيكَ رُخاءُ

وَعَلِيٍّ لمَّا تَفَلْتَ بِعَيْنَيْ
هِ وكلتاهما مَعاً رمْداءُ

فَغَدا ناظراً بِعَيْنَيْ عُقَابٍ
في غَزاةٍ لها العُقَابُ لِواءُ

وَبِرَيْحانَتَيْنِ طيبُهُما مِن
كَ الذي أودعتهُما الزَّهْراءُ

كُنْتَ تُؤْوِيهِمَا إليك كما آ
وَتْ من الخَطِّ نُقْطَتَيْهَا اليَاءُ

مِنْ شهيدَيْنِ ليس يُنْسِيَني الطَّف
فُ مُصابَيْهِما وَلا كَرْبَلاءُ

مَا رَعَى فيهما ذِمامَك مرؤو
سٌ وَقد خانَ عَهْدَكَ الرُّؤساءُ

أبْدَلوا الودَّ وَالحَفيظَةَ في القُرْ
بَى وَأَبدَتْ ضِبَابها النَّافِقاءُ

وَقَسَتْ منهم قلوبٌ عَلَى مَنْ
بَكَتِ الأرضُ فقدَهم والسماءُ

فابْكِهِمْ ما اسْتَطَعْتَ إنَّ قليلاً
في عَظيمٍ مِن المُصابِ البُكاءُ

كلَّ يوْمٍ وَكلُّ أَرْضٍ لِكَرْبي
منهمُ كَرْبَلا وَعاشورَاءُ

آلَ بَيْتِ النبيِّ إِنَّ فُؤادِي
ليسَ يُسْلِيهِ عَنْكم التَّأْسَاءُ

غيرَ أَنِّي فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى الل
هِ وَتَفْوِيضِيَ الأُمورَ بَراءُ

رُبَّ يومٍ بِكَربَلاءَ مُسيئٍ
خَفَّفَتْ بعض وِزْرِهِ الزَّوْراءُ

وَالأَعادِي كَأَنَّ كلَّ طَرِيحٍ
منهمُ الزَّقُّ حُلَّ عَنْه الوِكاءُ

آلَ بيتِ النبيِّ طبتُم فطابَ الْ
مَدْحُ لِي فيكُمُ وَطابَ الرّثاءُ

أنا حَسَّانُ مَدْحِكم فإذَا نُحْ
تُ عليكمْ فإنَّنِي الخنساءُ

سُدْتُمُ النّاسَ بالتُّقَى وَسِواكم
سَوَّدَتْهُ البَيْضاءُ والصَّفْراءُ

وَبِأصحابك الذين همُ بَعْ
دَكَ فينا الهُداةُ وَالأوْصِياءُ

أَحْسَنُوا بعدكَ الخِلافَةَ فِي الدي
نِ وَكلٌّ لِمـــــــــــــــا تَوَلَّى إزَاءُ

أَغْنياءٌ نزاهَةً فُقَرَاء
عُلَمَاءٌ أَئمَّةٌ أُمَــــــــــــــــــــرَاءُ

زَهِدُوا في الدُّنَا فما عُرِفَ المَي
لُ إلَيْهَا منــــــــهم وَلا الرَّغْبَاءُ

أَرْخَصُوا في الوغَى نُفُوسَ مُلُوكٍ
حارَبُوها أســــــلابُها إغْلاءُ

كلُّهُمْ في أحكامه ذو اجتهادٍ
وَصَوابٍ وَكُلُّهمْ أَكفــــــــــــاءُ

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمُ وَرَضُوا عَنْ
هُ فأنَّى يَخطو إليهم خَطَاءُ

جاء قَوْمٌ مِنْ بَعْدِ قَوْمٍ بحَقٍّ
وَعَلَى المَنْهَجِ الحَنِيفِيِّ جاؤوا

ما لموسى وَلا لعِيسى حَوارِي
يُونَ في فَضْلِهم وَلا نُقَبَاءُ

بأَبي بَكْرٍ اِلذي صَحَّ لِلنَّا
سِ به في حياتك الإِقتِداءُ

والمُهَدِّي يَوْمَ السَّقِيفَةِ لَما
أرْجَفَ الناسُ أنه الدَّأْدَاءُ

أَنقذَ الدينَ بعدَ ما كان للد
دينِ عَلَى كلِّ كُرْبَةٍ إشْفَاءُ

أَنْفَقَ المالَ في رِضَاكَ وَلا مَن
نٌ وَأَعْطَى جَمَّاً وَلا إكْــــــداءُ

وأبي حَفْصٍ الذي أظهر الل
هُ به الدينَ فارعَوى الرُّقباءُ

والذي تَقْرُبُ الأباعِدُ في الل
هِ إليه وَتَبْعُدُ القُرَبـــــــــــاءُ

عُمَر بن الخطابِ مَنْ قَوْلُهُ الفَص
لُ ومَنْ حُكْمُهُ السَّوِيُّ السّواءُ

فَرَّ منه الشيطانُ إذْ كانَ فارو
قاً فلِلنَّارِ مِنْ سَــــــــنَاهُ انْبِراءُ

وَابْن عفَّانَ ذِي الأيادي التي طا
لَ إلى المصطفى بها الإِسْدَاءُ
حَفَر البِئْرَ جَهَّزَ الجَيْشَ أهْدَى الْ
هَدْيَ لما أنْ صَدَّهُ الأعْداءُ

وَأبَى أنْ يَطُوفَ بالبيتِ إذْ لمْ
يَدْنُ منه إلى النبيِّ فنـــــــــــــــاء

فَجَزَتْهُ عنها بِبِيعَةِ رِضْوا
نٍ يَدٌ مِنْ نَبِيِّهِ بَيْضَــــــــــــــاءُ

أدَبٌ عنده تَضَاعَفَتِ الأع
مالُ بالترْكِ حَبَّذَا الأُدَبــــــاءُ

وَعَلِيٍّ صِنْوِ النبيّ وَمَنْ دِي
نُ فُؤادِي وِدادُهُ وَالـــــــــــوَلاءُ

وَوَزيرِ ابن عَمِّه في المعالي
ومِنَ الأهلِ تُسْـــــــــــــعَدُ الوُزَراءُ

لم يَزِدْهُ كَشْفُ الغِطاءِ يَقِيناً
بَل هُوَ الشمْسُ ما عليه غِطاءُ

وبباقِي أصحابِكَ المُظْهِرِ التَّرْ
تيبِ فينا تَفْضِيلُهم والولاءُ

طَلْحَةِ الخَيْرِ المُرْتَضِيهِ رَفيقاً
وَاحداً يومَ فَرَّت الرُّفَقَاءُ

وَحَوارِيِّكَ الزُّبَيْرِ أبي القَرْ
مِ الذي أَنْجَبَتْ بِهِ أسماءُ

وَالصَّفِيَّيْنِ تَوْأَمِ الفضل سَعْدٍ
وسَعِيدٍ إنْ عُدَّتِ الأصْفياءُ

وابْنِ عَوْفٍ مَنْ هَوَّنَتْ نفسُه الدُّن
يَا بِبَذْلٍ يُمِــــــــــــــــــدُّهُ إثْــــراءُ

والمُكَنَّى أبا عُبيْدَةَ إذْ يَعْ
زِي إليه الأمانةَ الأُمَناءُ

وَبِعَمَّيْكَ نَيِّرَي فَلَكِ المَج
دِ وكلٌّ أتَاهُ منك إتــــــــــــاءُ

وبأمِّ السِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِيٍّ
وَبَنِيها وَمَنْ حَوَتْهُ العَبَاءُ

وَبِأَزواجكَ اللَّواتي تَشَرَّفْ
ن بأنْ صانَهُنَّ منك بِناءُ

الأمانَ الأمانَ إنَّ فُؤادِي
من ذُنوبٍ أَتَيْتُهُنَّ هَـــــــــــواءُ

قد تَمَسَّكْتُ مِنْ وِدَادِكَ بالحَب
لِ الذي اسْتَمْسَكَتْ به الشفَعاءُ

وَأبى اللَّهُ أنْ يَمَسَّنِيَ السُّو
ءُ بحالٍ وَلِي إليك الْتِجــــــــــــاءُ

قد رَجَوْناكَ للأُمورِ الّتي أب
رَدُها فِي فُؤَادِنا رَمْضاءُ

وَأَتَيْنا إليكَ أَنْضاءَ فَقْرٍ
حَمَلَتْنا إلى الغِنَى أَنْضاءُ

وانْطَوَتْ في الصُّدُورِ حاجاتُ نفسٍ
ما لها عَنْ نَدَى يَدَيْكَ انْطِوَاءُ

فأَغِثْنَا يَا مَنْ هُوَ الغَوثُ والغَيْ
ثُ إذا أَجْهَدَ الورَى اللّأْوَاءُ

وَالجَوَادُ الذِي به تُفْرَجُ الغُم
مَةُ عَنا وتُكْشَفُ الحَوْباءُ

يا رحيماً بالمؤمنين إذا ما
ذَهِلَت عن أبنائها الرُّحَماءُ

يا شفيعاً في المُذنبين إذا أش
فقَ مِنْ خَوفِ ذَنْبِهِ البُرَآءُ

جُدْ لعاصٍ ومَا سِوايَ هُوَ العا
صِي وَلكنْ تَنَكُّرِي اسْتِحْياءُ

وتَدَارَكْهُ بالعناية ما دا
مَ له بالذِّمامِ منك ذمــــــــــــــاءُ

أخَّرَتْهُ الأعمالُ والمالُ عَمَّا
قدَّمَ الصَّالحُونَ والأغنياءُ

كل يومٍ ذُنُوبُهُ صاعداتٌ
وعليها أنفاسُهُ صُعَدَاءُ

أَلِفَ البِطْنَةَ المُبَطِّئَة السَّيْ
رِ بدار بها البِطانُ بِطَاءُ

فَبَكَى ذَنْبَهُ بِقَسْوَةِ قَلْبٍ
نَهَتِ الدَّمْعَ فالبُكاءُ مُكاءُ

وغَدَا يَعْتِبُ القَضَاءُ ولا عذ
ر لعاص فيما يسوق القضاءُ

أوثقته من الذنوب دُيُونٌ
شَدَّدَتْ فِي اقْتِضائِها الغُرَماءُ

ما لَهُ حِيلَةٌ سِوَى حِيلَةِ المُو
ثَقِ إِمَّا تَوَسُّلٌ أَوْ دُعَاءُ

رَاجِياً أَنْ تعودَ أعمالُه السُّو
ءُ بِغُفْرَانِ اللَّهِ وَهْيَ هَباءُ

أَوْ تُرَى سَيِّئاتُهُ حَسَناتٍ
فيقَالُ اسْتحالتِ الصَّهْباءُ

كلُّ أمْرٍ تُعنَى به تُقْلَبُ الأعْ
يانُ فيه وتَعْجَبُ البُصَراءُ

رُبَّ عَيْنٍ تَفَلْتَ في مائها المِلْ
حِ فأضْحَى وَهْوَ الفُراتُ الرَّوَاءُ

آهِ مِما جَنَيْتُ إنْ كانَ يُغْنِي
ألِفٌ مِنْ عَظيمِ ذنْبٍ وهاءُ

أرْتَجِي التَّوْبَةَ النَّصُوحَ وفِي القَلْ
بِ نفَاقٌ وفي اللسانِ رِياءُ

ومتى يَسْتَقيمُ قَلْبِي ولِلْجِسْ
مِ اعْوِجَاجٌ مِنْ كَبْرتي وانْحِناءُ

كُنْتُ في نَوْمَةِ الشَّبابِ فما اسْتَيْ
قَظْتُ إِلَّا ولِمَّتي شَمْطاءُ

وتمادَيْتُ أَقْتَفي أَثَرَ القَـــــــــــــــوْ
مِ فطالَتْ مَسَافَةٌ واقْتِفَاءُ

فوَرا السائرينَ وهْوَ أمامِي
سُبُلٌ وَعْرَةٌ وأرضٌ عَراءُ

حَمِدَ المُدلِجونَ غِبَّ سُرَاهُم
وكَفَى مَنْ تَخَلَّف الإِبْطاءُ

رِحلةٌ لَمْ يَزَلْ يُفنِّدني الصَّي
فُ إِذَا مَا نَوَيْتُها والشِّتاءُ

يَتَّقِي حُرُّ وجْهِي الحَرَّ والبَرْ
دَ وَقَدْ عَزَّ مِنْ لَظى الاتِّقاءُ

ضِقْتُ ذَرْعاً مِمَّا جَنَيْتُ فَيوْمِي
قَمْطَرِيرٌ وليلَتي دَرْعـــــــاءُ

وَتَذَكَّرْتُ رَحْمَةَ اللَّهِ فالبِش
رُ لِوَجْهِي أنّى انْتَحَى تِلْقاءُ

فألحَّ الرَّجاء والخوفُ بالقَلْ
بِ ولِلْخَوفِ والرَّجا إِخْفاءُ

صَاحِ لا تأسَ إنْ ضَعُفْتَ عَنِ الطَّا
عةِ واسْتَأْثَرَتْ بها الأقوياءُ

إنَّ للَّهِ رَحمةً وأحَقُّ ال
ناسِ منه بالرَّحمةِ الضُّعَفَاءُ

فابقَ في العُرْجِ عندَ مُنْقَلَبِ الذَّوْ
دِ ففِي العَوْدِ تَسْبِقُ العَرْجاءُ

لا تَقُلْ حاسداً لِغَيْرِك هذَا
أثْمَرَتْ نَخْلَهُ ونَخْلِي عَفاءُ

وائْتِ بالمَسْتَطاع مِنْ عَمَل البر
ر فقدْ يُسْقِطُ الثِّمارَ الإِتاءُ

وبِحُبِّ النبيِّ فابْغِ رِضَى الل
هِ فَفِي حُبِّهِ الرِّضا والحِبَاءُ

يا نبيَّ الهُدَى اسْتِغَاثَةَ مَلْهو
فٍ أَضَرَّتْ بحالِه الحوْبَاءُ

يَدَّعِي الحُبَّ وهْوَ يأْمُرُ بالسُّو
ءِ ومَنْ لِي أنْ تَصْدُقَ الرَّغْبَاءُ

أَيُّ حُبٍّ يَصِحُّ منه وطَرْفِي
لِلْكَرَى واصِلٌ وطَيْفُكَ رَاءُ

ليت شِعرِي أَذَاكَ مِنْ عُظمِ ذَنْبٍ
أمْ حُظُوظُ المُتَيَّمِينَ حُظَــــــــــاءُ

إنْ يكُنْ عُظْمُ زَلَّتي حَجْبَ رُؤْيَا
كَ فقدْ عَزَّ داءَ قلبي الدَّواءُ

كيف يَصدا بالذَّنْبِ قلبُ مُحِبٍّ
وله ذِكْرُكَ الجميلُ جِـــــــــــــلاءُ

هذه عِلَّتي وأنـــــــــــــــت طبيبي
ليسَ يَخفَى عليك في القلبِ داءُ

ومِنَ الفَوْزِ أنْ أبُثَّكَ شكوَى
هِيَ شكوَى إليكَ وهْيَ اقْتضاءُ

ضُمِّنتها مَدَائح مُستطابٌ
فيك منها المَديحُ والإصغاءُ

قلما حاوَلتْ مَدِيحكَ إِلّا
سَاعَدَتْهَا مِيمٌ ودالٌ وحَاءُ

حقَّ لِي فيكَ أنْ أُسَاحِلَ قوْماً
سَلَّمَتْ منهم لَدَلْوِي الدِّلاءُ

إنَّ لِي غيرةً وقد زَاحَمَتْني
في معاني مَديحِكَ الشُّعراءُ

ولقلبي فيك الغُلوُّ وأنَّى
لِلِساني في مَدْحِكَ الغُلواءُ

فأَثِبْ خاطِراً يَلَذُّ له مَدْ
حُك عِلْمـــــــــــــــاً بأَنه اللَّأْلاءُ

حاكَ مِنْ صَنْعَةِ القَرِيض بُرُوداً
لَكَ لم تحْكِ وشْيَها صَنْعَاءُ

أعجزَ الدُّرَّ نَظمُهُ فاستوتْ في
هِ اليَدَانِ الصَّناعُ والخَرْقَاءُ

فَارْضَهُ أفْصَحَ امرئٍ نطقَ الضَّا
دَ فقامتْ تَغَارُ منها الظاءُ

أبِذِكْرِ الآياتِ أُوفِيكَ مَدْحَاً
أيْنَ مِنى وأَيْنَ منها الوفَاءُ

أمْ أُمَارِي بهِنَّ قَوْمَ نَبِيٍّ
ســـــاءَ ما ظَنَّهُ بِيَ الأغبياءُ

ولَكَ الأُمَّةُ التي غَبَطَتْهَا
بكَ لَمَّا أتيْتَها الأنبيـــــــــــــــاءُ

لَمْ نَخَفْ بَعْدَكَ الضَّلالَ وفينا
وَارِثُوا نُورِ هَدْيِكَ العُلَماءُ

فانْقَضَتْ آيُ الَانبياءُ وَآيا
تُكَ في الناس ما لَهُنَّ انْقضاءُ

والكراماتَ منهمُ مُعجزاتٌ
حازَهَا مِنْ نَوَالِكَ الأولياءُ

إنَّ مِنْ مُعجزاتِكَ العَجزَ عَنْ وص
فِكَ إذْ لا يَحُدُّهُ الإحصاءُ

كيفَ يَسْتَوعِبُ الكلامُ سَجَايا
كَ وَهَلْ تَنْزِحُ البحار الرِّكَاءُ

ليسَ مِنْ غايَةٍ لِوَصْفِكَ أَبغي
ها وللْقَوْلِ غايَةٌ وانتهاءُ

إنما فضلُكَ الزَّمَانُ وآيــــــا
تُكَ فيما نَعُدُّهُ الآنـــــــــــــــاءُ

لَمْ أُطِلْ في تَعْدادِ مَدْحِكَ نُطْقي
ومُرادِي بذلك استقصاءُ

غير إنيَ ظمآنُ وَجْدٍ ومَا لي
بِقَليلٍ مِنَ الورودِ ارْتِواءُ

فســـــلامٌ عليك تَتْرَى مِنَ الل
هِ وَتَبْقَى به لَكَ البـــــــَأواءُ

وســـــــلامٌ عليك منكَ فما غَي
رُك منه لكَ الســــــــــلام كِفاءُ

وَسَلامٌ مِنْ كلِّ ما خَلَقَ الل
هُ لِتحْيا بِذِكْرِكَ الأمـــــــــــلاءُ

وَصلاةٌ كالمِســــــْكِ تَحْمِله مِن
ني شــــــــــــمَالٌ إليكَ أَو نكْباءُ

وَسَـــــــــــلامٌ عَلَى ضَرِيحِكَ تخْضَل
لُ به منه تُرْبَةٌ وَعْســــــــــــاءُ

وَثَنَاءٌ قَدَّمْـــــــــــــتَ بينَ يَدَيْ نَجْ
وَايَ إذْ لم يكن لَـــــــــــــديَّ ثَراءُ

ما أَقَامَ الصــــــــــــــلاةَ مَنْ عَبَدَ الل
هِ وقامتْ بِربِّهَا الأشـــــــــــــياءُ





***************************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى