اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الجزء الثاني من كتاب ( المناقضات والمعارضات في الشعرالعربي ) بقلم د. فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

الفصل الثاني


نشـــــأة  المعــــا رضــــــــا ت



     من المعلوم ان الشعرالجاهلي  هو  اقد شعر عربي وصل الينا وقراناه ودرسناه  واتخذناه مثلا نحتذي به وننظم على  منواله ولم نعرف  شعرا عربيا قبله  .ولما كانت  المعارضات  قصائد شعرية  رحنا نبحث  عن اول قصائد نعتبرها  بداية لشعرالمعارضات   وقد وجد  مؤرخو الادب العربي ان  اول قصيدة اعتبروها  من فن المعارضات هي قصيدة للشاعر  امرئ القيس  الكندي  واول من احتكم اليه من الشعراء هي  زوجة امرئ القيس ( ام جندب ) حيث كانت شاعرة في الجاهلية ومحكما في الشعر   وقد احتكم اليها  زوجها امرؤ القيس  والشاعر الاخر  علقمة بن عبده   الملقب  ب ( علقمة الفحل )  اذ طلبت  الشاعرة المحكمة  ( ام جندب ) من كل منهما ان يقول شعرا  امامها في وصف فرسه  لتحكم فيما يقولان  فقال امرؤ القيس  قصيدته  ومطلعها :

خليليَّ مُرّا بي على أمّ جندب
لنقضي لباناتِ الفؤادِ المعذّبِ
وقال فيها ايضا :


فإنكما إن تنظرانيَ ســـــاعة
من الدهر تنفعْني لدى أم جندب

ألم ترياني كلما جئت طارقًا
وجدت بها طيبًا وإن لم تطيَّب؟

عقيلة أتراب لها لا دميمـــــة
ولا ذات خُلْق إن تأملت جَأْنب

ألا ليت شـــــــعري كيف حادث
وكيف تراعى وصلة المتغيب؟

أقامت على ما بيننا من مودة
                                       أميمة أم صارت لقول المخبِّب؟

فإن تنأَ عنها حقبة لا تلاقها
فإنك مما أحدثت بالمجرَّب

وقالت: متى يبخل عليك ويعتلل
يسؤْك وإن يكشف غرامك تدرب

فللساق ألهوب وللسوط درة
منه وقـــع أهــــــــوج منعب

فللسوطِ ألهوبٌ وللساقِ درّةٌ
وللزّجْرِ منه وقعُ أهوج منعب

ثم أنشد علقمة  قصيدته التي مطلعها:

خليليَّ مرَّا بي على أم جندب
لنقضي لبانات الفؤاد المعذب

وقد أغتدي والطَّير في وكراتها
وماء الندى يجري على كل مِذنب

بمنجــــرد قيد الأوابــــــد لاحــه
طراد الهوادي كل شأو مغرب

على الأين جياش كأن سراته
على الضمر والتعداء سرحة مرقب  

يباري الخنوفَ المستقلَّ زماعُه
ترى شخصه كأنه عود مشجب

له أيطلا ظبي وســــــاقا نعامة
وصهوة عير قائم فوق مرقب

ويخطو على صُمٍّ صلاب كأنها
حجارة غيل وارســـات بطحلب

له كفل كالدِّعص لبَّده النـــــدى
إلى حارك مثل الغبيط المذأَّب

وعين كمرآة الصناع تديرها
بمحجرها من النصيف المنقب

له أذنان تعرف العلق فيهمــــا
كسامعتي مذعورة وسْط ربرب

ومستفلك الذفرى كأن عنانـــه
ومثناته في رأس جذع مشذب

وأسحم ريـــــــان العسيب كأنه
عثاكيل قنوٍ من سُمَيْحَة مُرْطب

إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه
تقول هزيز الريح مـــــرَّت بأثأب

إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنـــــا:
تعالوا إلى أن يأتي الصيد مُخْطِبِ

يدير قَطَاةً كالمحالة أشـــــــرفت
إلى ســــند مثل الغبيــــط المذأب

فيومًا على سِرب نقي جلوده
ويومًا على بيدانــــة أُم تَوْلب

فبينا نعــــــاج يرتمين خميلة
كمشي العذارى في الملاء المهدب

فكان تنادينا وعقــــــد عذاره
وقال صحابي قد شأوْنكَ فاطلب

فلأيًا بلأي ما حملنا غلامنــــــا
على ظهر محبوك السَّراة محنب

وولَّى كشؤبوب العشي بوابـــل
ويخرجن من جعد ثراه منصب

فللسوط ألهوب وللساق درة
وللزجر منه وقع أهوج منعب

فأدركَ لم يَجْهَد ولم يُثنِ شأوه
يمر كخذروف الوليـــد المثقب

ترى الفأر في مستيفع القاع لاحبًا
على جدد الصحراء من شد ملهب

خفاهــــــن من أنفاقهــــــن كأنما
خفاهن   ود ق من عشي  مجلب

فعادى عداءً بين ثور ونعجـــــة
وبين شبوب كالقضيمة قرهب ٠

وظل لثيران الصريم غماغمٌ
يُداعســـــها بالسَّمْهَريِّ المُعلَّب

فكابٍ على حر الجبين ومتقٍ
              بمدْريةٍ كأنَّها ذلق مشــــعب

وقلنا لفتيانٍ كرامٍ ألَا انزلوا
فعالوا علينا فضل ثوب مطنب

وأوتاده ماذية وعمـــــــــادُه
ردينية فيها أسنة قعضـــب

وأطنابه أشطان خوض نجائب
وصهوته من أتحميٍّ مشرعب

فلما دخلناه أضفنا ظهورنا
إلى كل حاريٍّ حديد مشطب

كأن عيون الوحش حول خِبائنا
وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب

نَمشُّ بأعراف الجياد أكفَّنــــا
إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

ورحنا كأنا من جؤاثي عشــــية
نعالي النعاج بين عِدْل ومُحقب

وراح كَتَيْسِ الَّرْبل ينفض رأسه
أذاةً به من صــــائكٍ مُتَحَلِّـــــبِ

كأن دمــاء الهـــــــاديات بنحره
عصارة حناء بشيب مخضــــب

وأنت إذا استدبرته ســــد فرجه
بضاف فويق الأرض ليس بأصهب

فأدركهن ثانياً من عنانـــــــــه
يمرُّ كَمرّ الرائح المتحلــــــــبِ

فقالت لامرئ القيس: علقمة أشعر منك.
فقال: وكيف ذاك؟
قالت  : لأنك جهدت فرسك بسوطك، ومريته بساقك.

أما علقمة فقد أدرك طريدته وهو ثان من عنان فرسه، لم يضربه بسوط، ولا مراه بساق، ولا زجره .

فقال امرؤ القيس: ما هو بأشعر مني، ولكنك له وامقة.
فطلّقها .

     و بعد ان طلّق امرؤ القيس زوجته ( ام جندب )  لانها حكمت لمنافسه بالتفوق عليه   تزوجها  علقمة بن عبده  فسمي ( الفحل).

      وهذه القصة  ربما تكون منحولة وغير حقيقية الا انها ذكرت في كثير من كتب الاقدمين  وهي في الواقع   فيها حكم قاطع  وصحيح .

 ومن اقدم قصائد المعارضات  قول عنترة العبسي في معلقته :


هل غادرَ الشعراءُ من متردّمِ
أم هل عرفتَ الدارَ بعد توهّمِ  

اذ عارضها الشاعر محمود سامي البارودي شاعر النهضة العربية  فقال :

كَمْ غادرَ الشـــــعراءُ من متــردّم
ولربّ تالٍ بذّ شــــــــــأوَ مقـــــدّمِ


       وفي صدر الاسلام  كان لظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم  ومبعثه بنشر الاسلام حيث  تشاغل المسلمون عن الشعر  بحفظ القران الكريم من بداية نزوله . ثم في خلافة  الخلفاء الراشدين  بدأت الفتوحات العربية والاسلامية و تشاغلت العرب عن قول  الشعر بالجهاد والغزو  شرقا وغربا وشمالا  فلم  يكن الوقت كافيا للمجاهدين  وخاصة الشعراء   منهم لقول الشعر ونظمه  وغلبهم الوقت في الجهاد  والقتال  .  فانطلقوا في البلدان يشرعون سيوفهم في سبيل الله. والواقع أن الفتوحات الاسلامية  تحتاج الى شعراء  يلهبون  قلوب  المجاهدين في المعارك الطاحنة  بينهم  وبين  الامبراطوريات المجاورة لهم  لذلك  برزت ظاهرة وهي قول او نظم الشعر في قصائد  قصيرة  او مقطوعات شعرية  حسب  الحاجة اليها  واغلبها مشحونة  باللقاء في المعارك والمجاهدة في سبيل  الله ونصرة الاسلام  .

      وفي عصر  صدر الاسلام  شاعت  قصيدة  كعب  بن زهير  واسموها  ( البردة ) والتي القاها الشاعر في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  فاهداه الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم بردته  ومطلعها :
                                     
بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبول          
                                        مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ

فيقول فيها :

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبــــــولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجـــــــزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلـــــــــــولُ

شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ

يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَــــت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ

لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ

فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ

وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ

كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ

أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ

فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ

وَلَن يُبَلِّغــــها إِلّا عُذافــــــرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ

تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميــــــــلُ

ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُهـــــــــا
في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ

حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِـــــــمليلُ

يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ
مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليـــــــــلُ

عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ
مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ

كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَهـــــا
مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ

تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ
في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليـــــلُ

قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها
عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ

تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ
ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليــــــلُ

سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً
لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيــــــلُ

يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً
كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملـــــــولُ

كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت
وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَســـــــاقيلُ

وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت
وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا

شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ
قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيــــــلُ

نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها
لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ

تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها
مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيــــــلُ

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ

وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُــــــهُ
لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشــــغولُ

فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ

كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ

لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ

لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِـــــهِ
أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ

لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَـــــهُ
مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ

مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ

حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُـــــهُ
وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَســـــؤولُ

مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيـــــــلُ

يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما
لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ

إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِـــــــلُّ لَهُ
أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ

مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً
وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيــــــلُ

وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَـــــــــةٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ

إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ

في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولـــــوا

زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيــــــلُ

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُـــــهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
كَأَنَّها حَلَقُ القَفـــــــــــاءِ مَجدولُ

يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا

لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نحورهــــــــم
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

      فاخذ الكثير من الشعراء في اغلب العصور من معارضتها  بقصائدهم    واشتهرت كثيرا  .
     
    وفي قيام دولة بني امية عام \40 للهجرة  نلاحظ حاجة العصر والخلفاء الى قول الشعر . فاستقطبوا الشعراء  واسترد الشعر فيها مكانته العالية التي كان عليها في العصرالجاهلي ، بعد ان هدأت موجات الفتوحات الاسلامية _. لكن  عادت العصبية  القبلية والمشاحنات  القبلية  وظهرت الاحزاب السياسية  فهناك  الحزب الاموي  والعلوي والزبيري  والخوارج   وكل منهم  له شعراؤه ومناصروه  .  

     للاستزادة راجع في ذلك  كتابي ( الموجز في الشعرالعربي ) المجلد الاول  كتابي (شعراء العصر الاموي ) وهو المجلد الثالث من موسوعتي    ( موسوعة شعراء العربية ) .

      وفي هذا العصر (الاموي )  اضرمت نار  (النقائض) التي  استعرت بهذا العصر  وبلغت أوجها  لذا  فإن ( المعارضات ) لم تكن قد الشتهرت   كما اسلفنا سابقا  بعد باستثناء الحالة  بين جميل بن معمر  والذي كني (جميل بثينة ) باسم حبيبته  وعمر بن أبي ربيعة المخزومي  فقد قال        ( جميل بثينة ) قصيدته العينية  هذه  في الغزل  :


عرفت مصيف الحي والمتربعــــا
كما خطّتِ الكفُّ الكتابَ المرجعا

مَعارِفُ أَطلالٍ لِبِثنَـــــةَ أَصبَحَت
مَعارِفُها قَفراً مِنَ الحَيِّ بَلقَعا

مَعارِفُ لِلخَودِ الَّتي قُلتُ أَجمِلي
إِلَينا فَقَد أَصفَيتِ بِالوُدِّ أَجمَعا

فَقالَت أَفِق ما عِندَنا لَكَ حاجَةٌ
وَقَد كُنتَ عَنّا ذا عَزاءٍ مُشَيَّعا

فَقُلتُ لَها لَو كُنتُ أُعطيتُ عَنكُمُ
عَزاءً لَأَقلَلتُ الغَداةَ تَضَرُّعا

فَقالَت أَكُلَّ الناسِ أَصبَحتَ مانِحاً
لِسانَكَ كَيما أَن تَغُرَّ وَتَخدَعا

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى