اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الاخطل التغلبي بقلم د. فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الاخطل  التغلبي  بقلم  د. فالح الكيلاني Empty الاخطل التغلبي بقلم د. فالح الكيلاني الأربعاء مارس 23, 2022 12:18 am

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




الاخطل التغلبي




* هو ابومالك غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الاخطل وسمي بالاخطل لكثرة سفاهته وخطل في شخصيته وهو من قبيلة تغلب من ربيعة التي التي كانت تسكن العراق في اعالي الفرات والجزيرة مابين الموصل والفرات .

ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة \20 للهجرة الموافق عام\ 641 ميلادية وكان نصرانياً وقد مدح خلفاء بني أمية بدمشق في الشام وأكثر في مدحهم . شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة في شعره إبداع. ويعد أحد الشعراء الثلاثة الذين هم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

قال الشعر في اول شبابه ودافع عن قبيلته وقومه تغلب ضد قبيلة قيس كما تحزب للامويين وهجا الانصار والزبيرين وقد اكرمه خلفاء بني امية وقربوه فكان شاعر البلاط الاموي وخاصة ايام الخليفة عبد الملك بن مروان .

نشأ في دمشق واتصل بالأمويين فكان شاعرالبلاط الاموي وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه تياهاً مزهوا به كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في بادية الجزيرة بين العراق وسورية .

نظم الشعر صغيرا، و رشحّه كعب بن جعيل لهجاء الأنصار ، فهجاهم و تعززت صلته ببني أمية بعد ذلك فقرّبه يزيد بن معاوية و جعله عبد الملك بن مروان شاعر البلاط الرسمي ينافح عن دولة بني أمية ويهاجي خصومها . أقحم نفسه في المهاجاة التي دارت بين جرير والفرزدق حيث فضّل الفرزدق على جرير، وامتدّ الهجاء بينه وبين جرير طوال حياته فكانت قصائده جزءا من النقائض في الشعرالعربي .

وقد برع الأخطل في المدح والهجاء ووصف الخمرة ويؤكد النقاد با ستحواذه على معاني من سبقه من الشعراء والخشونة في الشعر والتكلّف أحيانا وقيل انه شاعر غير مطبوع بخلاف جرير و لكنه واسع الثقافة اللغوية التي تمثّل التراث الأدبي وأحسن استغلاله .

تعاون مع الفرزد ق وشاركهم الراعي النميري والبعيث وغيرهم كثير في هجاء جرير فرد عليهم جرير جميعا ردا عنيفا اسكت الراعي النميري واغلق فمه فما ت كمدا وحسرة وخذل البعيث واخافه فهابه وسكت خوفا . وناقض الاخرين .

توفي الشاعر الأخطل في عام\ 89 هـجرية الموافق عام\ 708 ميلادية . وفي رواية اخرى توفي عام 95 هجرية .

يتميز شعره بُبلاغة اللفظ، وحُسن الصياغة وإجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواء وصف الخمر واجتماع الندمان عليها .

والذي يهمنا في هذا الموقف هو اشتراك الاخطل في النقائض وهجاءه لجرير في العديد من القصائد ومن اشهر قصائد الاخطل في هجاء جرير رائيته التي مدح فيها الخلفية عبد الملك بن مروان وهجا جريرا وقومه وعشيرته وهي من عيون الشعرالعربي فقا ل:



خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا
وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ

كَأَنَّني شارِبٌ يَومَ اِستُبِدَّ بِهِم
مِن قَرقَفٍ ضُمِّنَتها حِمصُ أَو جَدَرُ

جادَت بِها مِن ذَواتِ القارِ مُترَعَةٌ
كَلفاءُ يَنحَتُّ عَن خُرطومِها المَدَرُ

لَذٌّ أَصـــابَت حُمَيّاهــــــا مُقاتِلَـــهُ
فَلَم تَكَد تَنجَلي عَن قَلبِهِ الخُمَرُ

كَأَنَّني ذاكَ أَو ذو لَوعَةٍ خَبَلـــــَت
أَوصالَهُ أَو أَصابَت قَلبَهُ النُشَرُ

شَوقاً إِلَيهِم وَوَجداً يَومَ أُتبِعُهُم
طَرفي وَمِنهُم بِجَنبَي كَوكَبٍ زُمَرُ

حَثّوا المَطِيَّ فَوَلَّتنا مَناكِبُهــــــــــا
وَفي الخُدورِ إِذا باغَمتَها الصُوَرُ

يُبرِقنَ لِلقَـــــــومِ حَتّى يَختَبِلنَهُمُ
وَرَأيُهُنَّ ضَعيفٌ حينَ يُختَبَرُ

يا قاتَلَ اللَهُ وَصلَ الغانِياتِ إِذا
أَيقَنَّ أَنَّكَ مِمَّن قَد زَها الكِبَرُطكح

أَعرَضنَ لَمّا حَنى قَوسي مُوَتِّرُها
وَاِبيَضَّ بَعدَ سَوادِ اللِمَّةِ الشَعَرُ

ما يَرعَوينَ إِلى داعٍ لِحاجَتِـــــهِ
وَلا لَهُنَّ إِلى ذي شَيبَةٍ وَطَرُ

شَرَّقنَ إِذ عَصَرَ العيدانَ بارِحُها
وَأَيبَسَت غَيرَ مَجرى السِنَّةِ الخُضَرُ

فَالعَينُ عانِيَةٌ بِالماءِ تَســـــــفَحُهُ
مِن نِيَّةٍ في تَلاقي أَهلِها ضَــــرَرُ

مُنقَضِبينَ اِنقِضابَ الحَبلِ يَتبَعُهُم
بَينَ الشَقيقِ وَعَينِ المَقسِمِ البَصَرُ

حَتّى هَبَطنَ مِنَ الوادي لِغَضبَتِهِ
أَرضاً تَحُلُّ بِها شَيبانُ أَو غُبَرُ

حَتّى إِذا هُنَّ وَرَّكنَ القَصيمَ وَقَد
أَشرَفنَ أَو قُلنَ هَذا الخَندَقُ الحَفَرُ

وَقَعنَ أُصلاً وَعُجنا مِن نَجائِبِنا
وَقَد تُحُيِّنَ مِن ذي حاجَةٍ سَفَرُ

إِلى اِمرِئٍ لا تُعَرّينا نَوافِلـــــُهُ
أَظفَرَهُ اللَهُ فَليَهنِئ لَهُ الظَفَـــــرُ

الخائِضِ الغَمرَ وَالمَيمونِ طائِرُهُ
خَليفَةِ اللَهِ يُستَســــقى بِهِ المَطَرُ

وَالهَمُّ بَعدَ نَجِيِّ النَفسِ يَبعَثُهُ
بِالحَزمِ وَالأَصمَعانِ القَلبُ وَالحَذَرُ

وَالمُستَمِرُّ بِهِ أَمرُ الجَميعِ فَما
يَغتَرُّهُ بَعدَ توكيــــــــد لَهُ غَرَرُ

وَما الفُراتُ إِذا جاشَت حَوالِبُهُ
في حافَتَيهِ وَفي أَوساطِهِ العُشَرُ

وَذَعذَعَتهُ رِياحُ الصَيفِ وَاِضطَرَبَت
فَوقَ الجَآجِئِ مِن آذِيِّهِ غُدُرُ

مُسحَنفِراً مِن جِبالِ الرومِ تَستُرُهُ
مِنها أَكافيفُ فيها دونَهُ زُوَرُ

يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ حينَ تَسأَلُهُ
وَلا بِأَجهَرَ مِنهُ حينَ يُجتَهَرُ

وَلَم يَزَل بِكَ واشيهِم وَمَكرُهُمُ
حَتّى أَشاطوا بِغَيبٍ لَحمَ مَن يَسَروا

فَمَن يَكُن طاوِياً عَنّا نَصيحَتَهُ
وَفي يَدَيهِ بِدُنيا غَيرِنا حَصَرُ

فَهوَ فِداءُ أَميرِ المُؤمِنينَ إِذا
أَبدى النَواجِــــذَ يَومٌ باسِلٌ ذَكَرُ

مُفتَرِشٌ كَاِفتِراشِ اللَيثِ كَلكَلَهُ
لِوَقعَـــــــــةٍ كائِنٍ فيها لَهُ جَزَرُ

مُقَدِّمٌ ماءَتَي أَلفٍ لِمَنزِلَـــــــةٍ
ما إِن رَأى مِثلَهُم جِنٌّ وَلا بَشَرُ

يَغشى القَناطِرَ يَبنيها وَيَهدِمُها
مُسَوِّمٌ فَوقَهُ الراياــــــتُ وَالقَتَرُ

حَتّى تَكونَ لَهُم بِالطَفِّ مَلحَمَةٌ
وَبِالثَوِيَّةِ لَم يُنبَض لها وَتَرُ

وَتَستَبينَ لِأَقوامٍ ضَلالَتُهُــــــــم
وَيَستَقيمَ الَّذي في خَدِّهِ صَعَـرُ

وَالمُستَقِلُّ بِأَثقالِ العِراقِ وَقَد
كانَت لَهُ نِعمَةٌ فيهِم وَمُدَّخَــــــــرُ

في نَبعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعصِبونَ بِها
ما إِن يُوازى بِأَعلى نَبتِها الشَجَرُ

تَعلو الهِضابَ وَحَلّوا في أَرومَتِها
أَهلُ الرِباءِ وَأَهلُ الفَخرِ إِن فَخَروا

حُشدٌ عَلى الحَقِّ عَيّافو الخَنا أُنُفٌ
إِذا أَلَمَّت بِهِم مَكروهَةٌ صَبَروا

وَإِن تَدَجَّت عَلى الآفاقِ مُظلِمَةٌ
كانَ لَهُم مَخرَجٌ مِنها وَمُعتَصَرُ

أَعطاهُمُ اللَهُ جَدّاً يُنصَرونَ بِهِ
لا جَدَّ إِلّا صَغيرٌ بَعـــــدُ مُحتَقَرُ

لَم يَأشَروا فيهِ إِذ كانوا مَوالِيَهُ
وَلَو يَكونُ لِقَومٍ غَيرِهِم أَشِروا

شُمسُ العَداوَةِ حَتّى يُستَقادَ لَهُم
وَأَعظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَروا

لا يَستَقِلُّ ذَوُو الأَضغانِ حَربَهُمُ
وَلا يُبَيِّنُ في عيدانِهِم خَـــــــوَرُ

هُمُ الَّذينَ يُبارونَ الرِياحَ إِذا
قَلَّ الطَعامُ عَلى العافينَ أَو قَتَروا

بَني أُمَيَّــــــــــــةَ نُعماكُم مُجَلِّلَةٌ
تَمَّت فَلا مِنَّةٌ فيها وَلا كَـــــــــدَرُ

بَني أُمَيَّةَ قَد ناضَلتُ دونَكُـــــــمُ
أَبناءَ قَومٍ هُمُ آوَوا وَهُم نَصَروا

أَفحَمتُ عَنكُم بَني النَجّارِ قَد عَلِمَت
عُليا مَعَدٍّ وَكانوا طالَما هَدَروا

حَتّى اِستَكانوا وَهُم مِنّي عَلى مَضَضٍ
وَالقَولُ يَنفُذُ ما لا تَنفُــــــذُ الإِبَرُ

بَني أُمَيَّةَ إِنّي ناصِحٌ لَكُـــــمُ
فَلا يَبيتَنَّ فيكـــــــــــم آمِناً زُفَرُ

وَاِتَّخِذوهُ عَدُوّاً إِنَّ شــــــــاهِدَهُ
وَما تَغَيَّبَ مِن أَخلاقِــــــــــهِ دَعَرُ

إِنَّ الضَغينَةَ تَلقاها وَإِن قَدُمَت
كَالعَرِّ يَكمُنُ حينــــــاً ثُمَّ يَنتَشِرُ

وَقَد نُصِرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِنا
لَمّا أَتاكَ بِبَطنِ الغوطَةِ الخَبَـــــرُ

يُعَرِّفونَكَ رَأسَ اِبنِ الحُبابِ وَقَد
أَضحى وَلِلسَيفِ في خَيشومِهِ أَثَرُ

لا يَسمَعُ الصَوتَ مُستَكّاً مَسامِعُهُ
وَلَيسَ يَنطِقُ حَتّى يَنطِقَ الحَجَرُ

أَمسَت إِلى جانِبِ الحَشّاكِ جيفَتُهُ
وَرَأسُهُ دونَهُ اليَحمومُ وَالصِوَرُ

يَسأَلُهُ الصُبرُ مِن غَسّانَ إِذ حَضَروا
وَالحَزنُ كَيفَ قَراكَ الغِلمَةُ الجَشَرُ

وَالحارِثَ بنَ أَبي عَوفٍ لَعِبنَ بِهِ
حَتّى تَعاوَرَهُ العِقبانُ وَالسُبَرُ

وَقَيسَ عَيلانَ حَتّى أَقبَلوا رَقَصاً
فَبايَعوكَ جِهاراً بَعدَ ما كَفَروا

فَلا هَدى اللَهُ قَيساً مِن ضَلالَتِهِم
وَلا لَعاً لِبَني ذَكوانَ إِذ عَثَروا

ضَجّوا مِنَ الحَربِ إِذ عَضَّت غَوارِبَهُم
وَقَيسُ عَيلانَ مِن أَخلاقِها الضَجَرُ

كانوا ذَوي إِمَّةٍ حَتّى إِذا عَلِقَت
بِهِم حَبائِلُ لِلشَيطانِ وَاِبتَهَروا

صُكّوا عَلى شارِفٍ صَعبٍ مَراكِبُها
حَصّاءَ لَيسَ لَها هُلبٌ وَلا وَبَرُ

وَلَم يَزَل بِسُلَيمٍ أَمرُ جاهِلِها
حَتّى تَعَيّا بِها الإيرادُ وَالصَدَرُ

إِذ يَنظُرونَ وَهُم يَجنونَ حَنظَلَهُم
إِلى الزَوابي فَقُلنا بُعدَ ما نَظَروا

كَرّوا إِلى حَرَّتَيهِم يَعمُرونَهُما
كَما تَكُرُّ إِلى أَوطانِها البَقَـــــرُ

فَأَصبَحَت مِنهُمُ سِنجارُ خالِيَةً
فَالمَحلَبِيّاتُ فَالخابورُ فَالسُرَرُ

وَما يُلاقونَ فَرّاصاً إِلى نَسَبٍ
حَتّى يُلاقِيَ جَديَ الفَرقَدِ القَمَرُ

وَلا الضَبابَ إِذا اِخضَرَّت عُيونُهُمُ
وَلا عُصَيَّةَ إِلّا أَنَّهُم بَشَـــــــرُ

وَما سَعى مِنهُمُ ساعٍ لِيُدرِكَنا
إِلّا تَقاصَرَ عَنّا وَهوَ مُنبَهِــــــرُ

وَقَد أَصابَت كِلاباً مِن عَداوَتِنا
إِحدى الدَواهي الَّتي تُخشى وَتُنتَظَرُ

وَقَد تَفاقَمَ أَمرٌ غَيرُ مُلتَئِــــمٍ
ما بَينَنا فيهِ أَرحــــــامٌ وَلا عِذَرُ

أَمّا كُلَيبُ بنُ يَربوعٍ فَلَيسَ لَهُم
عِندَ المَكـــــارِمِ لا وِردٌ وَلا صَدَرُ

مُخَلَّفونَ وَيَقضي الناسُ أَمرَهُمُ
وَهُم بِغَيبٍ وَفي عَمياءَ ما شَعَروا

مُلَطَّمونَ بِأَعقارِ الحِياضِ فَما
يَنفَكُّ مِن دارِمِيٍّ فيهِـــــــمِ أَثَرُ

بِئسَ الصُحاةُ وَبِئسَ الشَربُ شُربُهُمُ
إِذا جَرى فيهِمِ المُزّاءُ وَالسَكَرُ

قَومٌ تَناهَت إِلَيهِم كُلُّ فاحِشَةٍ
وَكُلُّ مُخزِيَةٍ سُبَّت بِها مُضَـــــرُ

عَلى العِياراتِ هَدّاجونَ قَد بَلَغَت
نَجرانَ أَو حُدِّثَت سَوآتِهِم هَجَرُ

الآكِلونَ خَبيثَ الزادِ وَحدَهُـــــمُ
وَالسائِلونَ بِظَهرِ الغَيبِ ما الخَبَرُ

وَاِذكُر غُدانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَــــــةً
مِنَ الحَبَلَّقِ تُبنى حَولَها الصِيَرُ

تَمذي إِذا سَخُنَت في قُبلِ أَدرُعِها
وَتَزرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَـــــــــــــرُ

وَما غُدانَةُ في شَيءٍ مَكانَهُمُ
أَلحابِسو الشاءِ حَتّى تَفضُلَ السُؤَرُ

يَتَّصِلونَ بِيَربوعٍ وَرِفدُهُـــــــــــــمُ
عِندَ التَرافُدِ مَغمــــــورٌ وَمُحتَقَرُ

صُفرُ اللِحى مِن وَقودِ الأَدخِناتِ إِذا
رَدَّ الرِفادَ وَكَفَّ الحالِبِ القَرِرُ

ثُمَّ الإِيابُ إِلى ســـــودٍ مُدَنَّسَــــــةٍ
ما تَستَحِمُّ إِذا ما اِحتَكَّتِ النُقَرُ

قَد أَقسَمَ المَجدُ حَقّاً لا يُحالِفُهُم
حَتّى يُحالِفَ بَطنَ الراحَةِ الشَعَرُ


ومن شعر الاخطل في هجاء جرير ايضا :

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَـــةً
وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعــــــارِ

النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلـــــــوا
وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحــــــرَمَ الجارِ

وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم
وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيــــــارِ

بِمُعرِضٍ أَو مُعيدٍ أَو بَني الخَطَفى
تَرجو جَريرُ مُساماتي وَأَخطاري

قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ
قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النـــــــارِ

لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلــــــــــوا
وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحــــــــــــارِ

وَلا يَزالونَ شَتّى في بُيوتِهِمِ
يَسعَونَ مِن بَينِ مَلهوفٍ وَفَرّارِ

فَاِقعُد جَريرُ فَقَد لاقَيتَ مُطَّلِعاً
صَعباً وَلاقاكَ بَحرٌ مُفعَمٌ جاري

هَلّا كَفَيتُم مَعَدّاً يَومَ مُضلِعَةٍ
كَما كَفَينا مَعَدّاً يَومَ ذي قــــــــارِ

جاءَت كَتائِبُ كِسرى وَهيَ مُغضَبَةٌ
فَاِستَأصَلوها وَأَردَوا كُلَّ جَبّارِ

هَلّا مَنَعتَ شُرَحبيلاً وَقَد حَدِبَت
لَهُ تَميمٌ بِجَمــــــــعٍ غَيرِ أَخيارِ

يَومَ الكُلابِ وَقَد سيقَت نِسائُهُمُ
سَوقَ الجَلائِبِ مِن عونٍ وَأَبكارِ

مُستَردَفاتٍ أَفاءَتها الرِماحُ لَنا
تَدعو رِياحاً وَتَدعو رَهطَ مَرّارِ

أَهوى أَبو حَنَشٍ طَعناً فَأَشعَرَهُ
نَجلاءَ فَوهاءَ تُعيِي كُلَّ مِسبارِ

وَالوَردُ يَردي بِعُصمٍ في شَريدِهِمِ
كَأَنَّهُ لاحِبٌ يَسعى بِمِئجــــــــارِ

يَدعو فَوارِسَ لا مَيلاً وَلا عُزُلاً
مِنَ اللَهازِمِ شيباً غَيرَ أَغمارِ

المانِعينَ غَداةَ الرَوعِ ما كَرِهوا
إِذا تَلَبَّسَ وُرّادٌ بِصُــــــــدّارِ

وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً
تُزجي الجَهامَ سَديفَ المُربِعِ الواري

إِذ كانَ مَنزِلُكَ المَرَّوتَ مُنجَحِراً
يا اِبنَ المَراغَةِ يا حُبلى بِمُختارِ

جاءَت بِهِ مُعجَلاً عَن غِبِّ سابِعَةٍ
مِن ذي لَهالِهَ جَهمِ الوَجهِ كَالقارِ

أُمُّ لَئيمَةُ نَجلِ الفَحلِ مُقرِفَــــــــةٌ
أَدَّت لِفَحلٍ لَئيمِ النَجــــــلِ شَخّارِ


وقيل ان افضل شعرالاخطل على الإطلاق رائيتاه في هجاء القبائل القيسية اما الاولى فهي التي ذكرناها انفا والتي قالها في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان وهجا فيها جريرا هجاءا عنيفا ومطلعها :

خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا
وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ


اما الثانية فهذه القصيدة وقد هجا فيها القبائل القيسية او المضرية وهجا فيها جريرا ايضا فقال :

أَلا يا اِسلَمي يا هِندُ هِندَ بَني بَـــــد رِ
وَإِن كانَ حَيّانا عِدىً آخِرَ الدَهرِ

وَإِن كُنتِ قَد أَصمَيتِني إِذ رَمَيتِني
بِسَهمِكِ فَالرامي يَصيدُ وَلا يَدري

أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ أَمّا وِشاحُها
فَيَجري وَأَمّا الحِجلُ مِنها فَلا يَجري

وَكُنتُم إِذا تَدنونَ مِنّا تَعَرَّضَت
خَيالاتُكُم أَو بِتُّ مِنكُم عَلى ذُكرِ

لَقَد حَمَلَت قَيسَ بنَ عَيلانَ حَربُنا
عَلى يابِسِ السيساءِ مُحدَودِبِ الظَهرِ

رَكوبٍ عَلى السَوآتِ قَد شَرَمَ اِستَهُ
مُزاحَمَةُ الأَعداءِ وَالنَخسُ في الدُبرِ

وَطاروا شِقاقاً لِاِثنَتَينِ فَعامِرٌ
تَبيعُ بَنيها بِالخِصافِ وَبِالتَمرِ

وَأَمّا سُلَيمٌ فَاِستَعاذَت حِذارَنا
بِحَرَّتِها السَوداءِ وَالجَبَلِ الوَعرِ

تَنِقُّ بِلا شَيءٍ شُيوخُ مُحارِبٍ
وَما خِلتُها كانَت تَريشُ وَلا تَبري

ضَفادِعُ في ظَلماءِ لَيلٍ تَجاوَبَت
فَدَلَّ عَلَيها صَوتُها حَيَّةَ البَحرِ

وَنَحنُ رَفَعنا عَن سَلولٍ رِماحَنا
وَعَمداً رَغِبنا عَن دِماءِ بَني نَصرِ

وَلَو بِبَني ذُبيانَ بَلَّت رِماحُنا
لَقَرَّت بِهِم عَيني وَباءَ بِها وِتري

شَفى النَفسَ قَتلى مِن سُلَيمٍ وَعامِرٍ
وَلَم تَشفِها قَتلى غَنِيٍّ وَلا جَسرِ

وَلا جُشَمٍ شَرِّ القَبائِلِ انهـــــــا
كَبَيضِ القَطا لَيسوا بِسودٍ وَلا حُمرِ

وَما تَرَكَت أَسيافُنا حينَ جُرِّدَت
لِأَعدائِنا قَيسِ بنِ عَيلانَ مِن وِترِ

وَقَد عَرَكَت بِاِبنَي دُخانٍ فَأَصبَحا
إِذا ما اِحزَأَلّا مِثلَ باقِيَةِ البَظرِ

وَأَدرَكَ عِلمي في سُواءَةَ أَنَّها
تُقيمُ عَلى الأَوتارِ وَالمَشرَبِ الكَدرِ

وَقَد سَرَّني مِن قَيسِ عَيلانَ أَنَّني
رَأَيتُ بَني العَجلانِ سادوا بَني بَدرِ

وَقَد غَبَرَ العَجلانُ حيناً إِذا بَكى
عَلى الزادِ أَلقَتهُ الوَليدَةُ بِالكِسرِ

فَيُصبِحُ كَالخُفّاشِ يَدلُكُ عَينَهُ
فَقُبِّحتَ مِن وَجهٍ لَئيمٍ وَمِن حَجرِ

وَكُنتُم بَني العَجلانِ أَلأَمَ عِندَنا
وَأَحقَرَ مِن أَن تَشهَدوا عالِيَ الأَمرِ

بَني كُلِّ دَسماءِ الثِيابِ كَأَنَّما
طَلاها بَنو العَجلانِ مِن حُمَمِ القِدرِ

تَرى كَعبَها قَد زالَ مِن طولِ رَعيِها
وَقاحَ الذُنابى بِالسَوِيَّةِ وَالزِفرِ

وَشارَكَتِ العَجلانُ كَعباً وَلَم تَكُن
تُشارِكُ كَعباً في وَفاءٍ وَلا غَدرِ

وَنَجّى اِبنُ بَدرٍ رَكضُهُ مِن رِماحِنا
وَنَضّاخَةُ الأَعطافِ مُلهِبَةُ الحُضرِ

إِذا قُلتُ نالَتهُ العَوالي تَقاذَفَت
بِهِ سَوحَقُ الرِجلَينِ صائِبَةُ الصَدرِ

كَأَنَّهُما وَالآلُ يَنجابُ عَنهُما
إِذا اِنغَمَسا فيهِ يَعومانِ في غَمرِ

يُسِرُّ إِلَيها وَالرِماحُ تَنوشُهُ
فِدىً لَكِ أُمّي إِن دَأَبتِ إِلى العَصرِ

فَظَلَّ يُفَدّيها وَظَلَّت كَأَنَّها
عُقابٌ دَعاها جِنحُ لَيلٍ إِلى وَكرِ

كَأَنَّ بِطُبيَيها وَمَجرى حِزامِها
أَداوى تَسُحُّ الماءَ مِن حَوَرٍ وُفرِ

فَأُقسِمُ لَو أَدرَكنَهُ لَقَذَفنَــــــــهُ
إِلى صَعبَةِ الأَرجاءِ مُظلِمَةِ القَعرِ

فَوُسِّدَ فيها كَفَّــــــهُ أَو لَحَجَّلَت
ضِباعُ الصَحارى حَولَهُ غَيرَ ذي قَبرِ

لَعَمري لَقَد لاقَت سُلَيمٌ وَعامِرٌ
عَلى جانِبِ الثَرثارِ راغِيَةَ البَكرِ

أَعِنّي أَميرَ المُؤمِنينَ بِنائِلٍ
وَحُسنِ عَطاءٍ لَيسَ بِالرَيِّثِ النَزرِ

وَأَنتَ أَميرُ المُؤمِنينَ وَما بِنا
إِلى صُلحِ قَيسٍ يا اِبنَ مَروانَ مِن فَقرِ

فَإِن تَكُ قَيسٌ يا اِبنَ مَروانَ بايَعَت
فَقَد وَهِلَت قَيسٌ إِلَيكَ مِنَ الذُعرِ

عَلى غَيرِ إِسلامٍ وَلا عَن بَصيرَةٍ
وَلَكِنَّهُم سيقوا إِلَيكَ عَلى صُغرِ

وَلَمّا تَبَيَّنّا ضَلالَةَ مُصعَبٍ
فَتَحنا لِأَهلِ الشامِ باباً مِنَ النَصرِ

فَقَد أَصبَحَت مِنّا هَوازِنُ كُلُّها
كَواهي السُلامى زيدَ وَقراً عَلى وَقرِ

سَمَونا بِعِرنينٍ أَشَمَّ وَعارِضٍ
لِنَمنَعَ ما بَينَ العِراقِ إِلى البِشرِ

فَأَصبَحَ ما بَينَ العِراقِ وَمَنبِجٍ
لِتَغلِبَ تَردي بِالرُدَينِيَّةِ السُمرِ

إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ نَسيرُها
تَخُبُّ المَطايا بِالعَرانينِ مِن بَكرِ

بِرَأسِ اِمرِئٍ دَلّى سُلَيماً وَعامِراً
وَأَورَدَ قَيساً لُجَّ ذي حَدَبٍ غَمرِ

فَأَسرَينَ خَمساً ثُمَّ أَصبَحنَ غَدوَةً
يُخَبِّرنَ أَخبـــــاراً أَلَذَّ مِنَ الخَمرِ

يُخَبِّرنَنا أَنَّ الأَراقِمَ فَلَّقــــــــوا
جَماجِمَ قَيسٍ بَينَ راذانَ فَالحَضرِ

جَماجِمَ قَومٍ لَم يَعافوا ظُلامَةً
وَلَم يَعلَموا أَينَ الوَفاءُ مِنَ الغَدرِ





*****************************










https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى