اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الفصل الثامن نماذج من شعر النقائض واشهر شعرائها

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




الفصل الثامن


نماذج من شعر النقائض وأشهر شعرائها




مما تقدم يتبين لنا ان النقائض هي من الهجاء الجاهلي ثم تطور في عصر صدر الاسلام واستوى قائما كغرض من اغراض الشعر في العصر الاموي وفنا من الفنون الشعرية في القصيـــدة العربية
والنقائض وجدت في الشعرالجاهلي وصدر الاسلام والعصر الاموي خاصة وفي اغلب العصور الادبية او الشعرية عامة وحتى في العصر الحديث الا اننا نعول على العصر الاموي حيث بلغت النقائض قمة قوتها وشدتها واصبحت قصائدها من عيون الشعرالعربي وروائعه وخاصة التي قالها الشعراء الثلاثة جرير والاخطل والفرزدق في العصر الاموي وكلهم شاعر فطحل وله السبق في قول الشعر و قصائدهم عصماء فهم افضل الشعراء في العصر الاموي .

وقد ذكرنا بعض النقائض او قصائد الهجاء في العصرين الجاهلي وصدر الاسلام وفي هذا المجال نذكر نماذج من النقائض لنستكمل البحث عن النقائض باذن الله .

ابتدات النقائض في العصر الاموي بقيام احد الشعراء المغمورين وهو الشاعر غسان بن ذهيل السليطي من عشيرة سُلَيط اليربوعية التميمية اشتهر بأبيات قالها في هجاء جرير، ولم يكن من أكفائه. ينسب إلى بني يربوع، وهم حلفاء بني سليط .اذ هجا هذا الشاعر الشاعر الفحل جرير الخطفي التميمي فرد عليه جرير بهجاء مر فاستغاث غسان بالشاعر البعيث المجاشعي.*






الشاعر البعيث المجاشعي



* هوأبو زيد خداش بن بشر بن خالد التميمي ويعرف بـالبعيث المجاشعي خطيب وشاعر أموي عراقي. وأمّه من أصفهان و قيل من سجستان يقال اسمها مروة وقيل وردة وكان البعيث من أهل البصرة من بني مجاشع من تميم.

دخل البعيث حلبة الهجاء بين الشعراء و هاجى جريرا مدة طويلة و أعانه الفرزدق. وكانت بينه وبين جرير مهاجاة دامت نحو أربعين سنة. ولم يتهاج شاعران في العرب في جاهلية ولا إسلام بمثل ما تهاجيا به جرير والبعيث المجاشعي . توفى بالبصرة عام \ 134 هجرية ‍/ 751 ميلادية .

ذكر الجاحظ أن الكميت و البعيث و الطرمّاح كانوا شعراء خطباء، و كان البعيث أخطبهم .

جاء في كتاب البيان و التبيين للجاحظ :

( قال البعيث الشاعر و كان أخطب الناس: إنّي، و اللّه، ما أرسل الكلام قضيبا خشيبا، و ما أريد أن أخطب يوم الحفل إلا بالبائت المحكّك.، فأغاث البعيث غسان السليطي وهجا جريرا وعشيرته فقال :

أترجو كُليبٌ أن يجيء حديثُها
بخيرٍ وقد أعيا كُليباً قديمها

كُليبٌ لِئام الناس قد يعلمونها
وأنت إذا عُدّت كُليبٌ لئيمها)

وقال يهجو جريرا ايضا :

إذا طلع العيوق أول كوكب
كفى اللؤم عند النازحين جرير

ألست كليبـــــا ثم أمك كلبة
لها بين أطناب البيوت هرير

ولو عند غسان السليطي عرست .
رغا قرن منها وكاس عقير

أتنسى نساء باليمامة منكم
نكحن عجيدا ما لهن مهور


وقال البعيث يهاجي جريرا أيضا :


كليب لئام الناس قد يعلمونها
وأنت إذا عدت كليب لئيمهـــــا


أترجو كليب أن يجيء حديثهـــــــا
بخير وقد أعيا كليبــــــا قديمها


أأن أمرعت معزى عطية وارتعت
تلاعا من المرُّوت أحوى جميمها


تعرضت لي حتى صككتك صكة .
على الوجه يكبو لليدين أميمها

أليست كليب ألأم النــــــــاس كلهم
وأنت إذا عدت كليــــــب لئيمها


وقال جرير رد ا على البعيث :


أَلا حَيِّ بِالبُردَينِ داراً وَلا أَرى
كَدارٍ بِقَوٍّ لا تُحَيّا رُســــــومُها

لَقَد وَكَفَت عَيناهُ أَن ظَلَّ واقِفاً
عَلى دِمنَةٍ لَم يَبــــــــقَ إِلّا رَميمُها

أَبَينا فَلَم نَسمَع بِهِندٍ مَلامَةً
كَما لَم تُطِع هِندٌ بِنا مَن يَلومُها

إِذا ذُكِرَت هِندٌ لَهُ خَفَّ حِلمُهُ
وَجادَت دُموعُ العَينِ سَحّاً سُجومُها

وَأَنّى لَهُ هِندٌ وَقَد حالَ دونَها
عُيونٌ وَأَعداءٌ كَثيرٌ رُجومُها

إِذا زُرتُها حالَ الرَقيبانِ دونَها
وَإِن غِبتُ شَفَّ النَفسَ عَنها هُمومُها

أَقولُ وَقَد طامَت لِذِكراكِ لَيلَتي
أَجِدَّكَ لا تَسري لِما بي نُجومُها

أَنا الذائِدُ الحامي إِذا ما تَخَمَّطَت
عَرانينُ يَربوعٍ وَصالَت قُرومُها

دَعوا الناسَ إِنّي سَوفَ تَنهى مَخالَتي
شَياطينَ يُرمى بِالنُحاسِ رَجيمُها

فَما ناصَفَتنا في الحِفاظِ مُجاشِعٌ
وَلا قايَسَت بِالمَجدِ إِلّا نَضيمُها

وَلا نَعتَصي الأَرطى وَلَكِن عِصِيُّنا
رِقاقُ النَواحي لا يُبِلُّ سَليمُها

كَسَونا ذُبابَ السَيفِ هامَةَ عارِضٍ
غَداةَ اللِوى وَالخَيلُ تَدمى كُلومُها

وَيَومَ عُبَيدِ اللَهِ خُضنا بِرايَةٍ
وَزافِرَةٍ تَمَّت إِلَينا تَميمُهــــــــــــــا

لَنا ذادَةٌ عِندَ الحِفاظِ وِفادَةٌ
مَقاديمُ لَم يَذهَب شُعاعاً عَزيمُها

إِذا رَكِبوا لَم تَرهَبِ الرَوعَ خَيلُهُم
وَلَكِن تُلاقي البَأسَ أَنّى نَسيمُها

إِذا فَزِعوا لَم تُعلَفِ القَتَّ خَيلُهُم
وَلَكِن صُدورَ الأَزأَنِيِّ نَسومُها

عَنِ المَنبَرِ الشَرقِيِّ ذادَت رِماحُنا
وَعَن حُرمَةِ الأَركانِ يُرمى حَطيمُها

سَعَرنا عَلَيكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها
فَهَلّا غَداةَ الصِمَّتَينِ تُديمُـــــها

تَرَكناكَ لا توفي بِزَندٍ أَجَرتَهُ
كَأَنَّكَ ذاتُ الوَدعِ أَودى بَريمُها

لَهُ أُمُّ سَوءٍ ساءَ ما قَدَّمَت لَهُ
إِذا فارِطُ الأَحسابِ عُدَّ قَديمُها

وَلَمّا تَغَشّى اللُؤمُ ما حَولَ أَنفِهِ
تَبَوَّأَ في الدارِ الَّتي لا يَريمُها

أَلَم تَرَ أَنّي قَد رَمَيتُ ابنَ فَرتَنى
بِصَمّاءَ لا يَرجو الحَياةَ أَميمُها

إِذا ما هَوى في صَكَّةٍ وَقَعَت بِهِ
أَظَلَّت حَوامي صَكَّةٍ يَستَديمُها

رَجا العَبدُ صُلحي بَعدَ ما وَقَعَت بِهِ
صَواعِقُها ثُمَّ استَهَلَّت غُيومُها

لَقَد سَرَّني لَحبُ القَوافي بِأَنفِهِ
وَعَلَّبَ جِلدَ الحاجِبَينِ وُسومُها

لَقَد لاحَ وَسمٌ مِن غَواشٍ كَأَنَّها ال
ثُرَيّا تَجَلَّت مِن غُيومٍ نُجومُها

أَتارِكَةٌ أَكـــــــــلَ الخَزيرِ مُجاشِعٌ
وَقَد خُسَّ إِلّا في الخَزيرِ قَسيمُها

سَيَخزى وَيَرضى بِاللَفاءِ ابنِ فَرتَنى
وَكانَت غَداةَ الغِبِّ يوفي غَريمُها

إِذا هَبَطَت جَوَّ المَراغِ فَعَرَّسَت
طُروقاً وَأَطرافُ التَوادي كُرومُها

لَئِن راهَنَت عَدواً عَلَيكَ مُجاشِعٌ
لَقَد لَقِيَت نَقصاً وَطاشَت حُلومُها

إِذا خِفتُ مِن عَرٍّ قِرافاً شَفَيتُهُ
بِصادِقَةِ الإِشعالِ باقٍ عَصيمُها

أَتَشتِمُ يَربوعاً لِأَشتِمَ مالِكاً
وَغَيرُكَ مَولى مالِكٍ وَصَميمُها

لَهُ فَرَسٌ شَقراءُ لَم تَلقَ فارِساً
كَريماً وَلَم تَعلَق عِناناً يُقيمُها



ثم ناقضه جرير ناقضا قصيدته بقصيدة طويلة مطلعها :

أَلا بَكَرَت سَلمى فَجَدَّ بُكــــــورُها
وَشَــــــقَّ العَصا بَعدَ اجتِماعٍ أَميرُها


صب فيها عليه وعلى مجاشع شواظا من نار وفحش الكلام بنسائهم إفحاشاً شديداً لم يكن له سبق في العربية مما جعل النسوة من مجاشع يستغثن بالشاعر البصري الفرزدق - وكان الفرزدق معتكفاً على حفظ القرآن الكريم يريد أن يبدأ سيرة جديدة وحياة ذات مغزى ديني - فما زلن يستثرنه ويقنعنه في الرد على الشاعر جرير .
قائلات له:
- إن جريراً هتك اعراض نسائك
وظللن عليه حتى وافق الفرزدق على هجاء جرير فهجا ه .

واستعـر اوار الحرب الهجائية بين الفرزدق وجرير وامتد بينهما طويلا شملت اغلب القبائل العربية مثل قيس وتغلب وتميم .

وانزلق في هذه االمعركة الثقافية الادبية والشعرية كثير من الشعراء قد تحيزوا للفرزدق على جرير فكانت نار كلمات جرير وشعره يشوي وجوههم ووجوه عشائرهم بهجائه لهم ولم يستطيعوا المقاومة والاستمرار فاثروا الانسحاب خاسرين و منهزمين .

ولما هجا سراقة البارقي جريراً مفضلاً عليه الفرزدق وسراقة البارقي هو سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي شاعر من قبيلة بارق أحد شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي، ادرك النبي محمد كذلك شارك في معركة اليرموك. كان ظريفًا باهر الجمال حلو الحديث حاضر البديهة حَسَن التَّفَلُّت من عدوّه في المآزق، قرّبه ذلك كلّه من قلوب الملوك ومجالسهم، كانت بينه وبين جرير مهاجاة، ناقض جريراً والفرزدق وفضل الفرزدق على جرير حين عَزَّ من يَجْرؤ على ذلك. ثم عاد إلى العراق مع بشر بن مروان والي الكوفة، بعد مقتل المختار. ولما ولي الحجاج بن يوسف العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففر إلى الشام، وتوفي في الشام .

وسارع بشر بن مروان بإرسال هذه الأبيات إلى جرير وأمره أن يجيب عليها :

أَبلٍغ تَمِيما غَثَّهَا وَسَمِينَهَا
والحُكمُ يَقصِدُ مَرَّةً وَيَجُور

ان الفرزدق برزت حلبـــــــاؤه
عفوا وغودر في الغبار جرير

هذا القضاء البـــــــارقي وانني
بالميل في ميزانهم لجدير

ذَهَبَ الفَرَزدَقُ بِالفَضَائِلِ والعُلاَ
وابنُ المَرَاغَةِ مُخلَفٌ مَحسُور

هَذَا قَضَاءُ البارِقِيّ وَإنَّني
بِالمَيلِ فِى مِيزَانِهِم لَبَصِير

فأجابه جرير بقوله :

يا صاحِبَيَّ هَلِ الصَباحُ مُنيرُ
أَم هَل لِلَومِ عَواذِلي تَفتيرُ

أَنّى تُكَلَّفُ بِالغُمَيِّمِ حـــــــاجَةً
نِهيا حَمامَـــــةَ دونَها وَحَفيرُ

عاداتُ قَلبِكَ حينَ خَفَّ بِهِ الهَوى
لَولا تُسَكِّنُهُ لَكادَ يَطيــــــــــــرُ

إِنَّ العَواذِلَ لَم يَجِدنَ كَوَجدِنا
فَلَهُنَّ مِنكَ تَعَبُّــــــــــــــدٌ وَزَفيرُ

يَنهَينَ مَن عَلِقَ الهَوى بِفُؤادِهِ
حَتّى اِستُبينَ بِسَـــــــمعِهِ تَوقيرُ

لَيتَ الزَمانَ لَنا يَعودُ بِيُسرِهِ
إِنَّ اليَسيرَ بِذا الزَمانِ عَسيرُ

يا قَلبِ هَل لَكَ في العَزاءِ فَإِنَّهُ
قَد عيلَ صَبرُكَ وَالكَريمُ صَبورُ

وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ الوُشاةِ كَأَنَّهُم
بِالبُغضِ نَحوَكَ وَالعَداوَةِ عورُ

وَكَتَمتُ سِرَّكَ في الفُؤادِ مُجَمجِماً
إِنَّ الكَتومَ لِسِــــــــــــرِّهِ لَجَديرُ

فَسَقى دِيارَكِ حَيثُ كُنتِ مُجَلجِلٌ
هَزِجٌ يُرِنُّ عَلى الدِيارِ مَطيرُ

وَلَقَد ذَكَرتُكِ بِاليَمامَةِ ذَكــــــأرَةً
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ ذَكورُ

وَالعيسُ مُنعَلَةُ السَريحِ مِنَ الوَجى
وَكَأَنَّهُنَّ مِنَ الهَواجِرِ عورُ

يا بِشرُ حُقَّ لِبِشرِكَ التَبشيرُ
هَلّا غَضِبتَ لَنا وَأَنتَ أَمـــــــــيرُ

يا بِشرُ إِنَّكَ لَم تَزَل في نِعمَةٍ
يَأتيكَ مِن قِبَلِ الإِلَهِ بَشيــــــــرُ

بِشرٌ أَبو مَروانَ إِن عاسَرتَهُ
عَسِرٌ وَعِندَ يَســـــارِهِ مَيسورُ

قَد كانَ حَقُّكَ أَن تَقولَ لِبارِقٍ
يا آلَ بارِقَ فيمَ سُـــــبَّ جَريرُ

إِنَّ الكَريمَةَ يَنصُرُ الكَرَمَ اِبنُها
وَاِبنُ اللَئيمَةِ لِلِّئـــــــامِ نَصورُ

لا يَدخُلُنَّ عَلَيكَ إِنَّ دُخولَهُــــــم
رِجسٌ وَإِنَّ خُروجَهُم تَطهيرُ

أَمسى سُراقَةَ قَد عَوى لِشَقائِهِ
خَطبٌ وَأُمِّكَ يا سُراقَ يَسيرُ

أَسُراقَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ أَنَّني
قِدماً إِذا كُرِهَ الخِياضُ جَسورُ

أَسُراقَ إِنَّكَ قَد غَشيتَ بِبارِقٍ
أَمراً مَطالــــــِعُهُ عَلَيكَ وُعورُ

يا آلَ بارِقَ لَو تَقَدَّمَ ناصِحٌ
لِلبــــــــــــــارِقيِّ فَإِنَّهُ مَغرورُ

كَالسامِرِيِّ غَداةَ ضَلَّ بِقَومِهِ
وَالعِجلُ يُعكَفُ حَولَهُ وَيَخورُ

إِنّي بَنى لي مَن يَزيدُ بِنائُهُ
طولاً وَباعُكَ يا سُراقَ قَصيرُ

لَو كُنتَ تَعلَمُ ما جَهِلتَ فَوارِسي
أَيّامَ طِخفَةَ وَالدِماءُ تَمورُ

هَلّا بِذي نَجَبٍ عَلِمتَ بَلاءَنا
أَو يَومَ أَصعَدَ بِالنِسارِ بَحيرُ

أَنَصَرتَ قَينَ بَني قُفَيرَةَ مُحلِباً
أَسُراقَ لَيسَ لِبارِقَ التَخيِيرُ

إِنَّ الفَرَزدَقَ قَد أُصيبَ بِسَهمِهِ
فَضَغا وَأَسلَمَ تَغلِبَ الخِنزيرُ

قَد كانَ في كَلبٍ يُخافُ شَذاتُهُ
مِنّي وَما لَقِيَ الغُواةَ نَذيرُ

أَسُراقَ إِنَّكَ قَد تُرِكتَ مُخَلَّفاً
وَغُبارُ عِثيَرِها عَلَيكَ يَثورُ

وَعَلِقتَ في مَرَسٍ يَمُدُّ قَرينَهُ
حَتّى اِلتَوى بِكَ مُحصَدٌ مَشزورُ

لَحَصادُ بارِقَ كانَ أَهوَنَ ضَيعَةً
وَالمِخلَبانِ وَدونَكَ المَنحورُ

مِن مُخدِرٍ قَطَعَ الطَريقَ بِلَعلَعٍ
تَهوي مَخالِبُهُ مَعاً فَيَسورُ

تُؤتى الكِرامُ مُهورَهُنَّ سِياقَةً
وَنِساءُ بارِقَ ما لَهُنَّ مُهورُ

إِنَّ المَلامَةَ وَالمَذَلَّةَ فَاِعلَموا
قَدَرٌ لِأَوَّلِ بــــــــارِقٍ مَقدورُ

وَإِذا اِنتَسَبتَ إِلى شَنوءَةَ تَدَّعي
قالوا اِدِّعاءُ أَبي سُراقَةَ زورُ

إِنّي بَنى لي زاخِرٌ مِن خِندِفٍ
لِلمُلكِ فيهِ مَنابِرٌ وَسَـــــــريرُ

أَسُراقَ إِنَّكَ لَو تُفاضِلُ خِندِفاً
بَثَقَت عَلَيكَ مِنَ الفُراتِ بُحورُ

أَسُـــــراقَ إِنَّكَ لا نِزاراً نِلتُمُ
وَالحَيُّ مِن يَمَنٍ عَلَيكَ نَصيرُ

أَسُراقَ إِنَّ لَنا العِراقَ وَنَجدَهُ
وَالغَورَ وَيلَ أَبيكَ حينَ نَغـــــورُ

أَرَجا سُراقَةُ أَن يُفاضِلَ خِندِفاً
وَأَبو سُراقَةَ في الحَصى مَكثورُ


فأُخِذت الابيات إلى بشر فقُرِأت في العراق ، وأفحم سراقة ولم ينطق بعدها بشيء .


https://falih.ahlamontada.net

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

ومن هؤلاء الشعراء الشاعرالراعي النميري* :



الراعي النميـــــري



* الراعي النميري :هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل، شاعر إسلامي من فحول بني نمير من مضر، كان راعي إبل من بادية البصرة، عاصر جرير والفرزدق، يكنى ( أبو جندل) ولُقّب بالراعي لكثرة ذكره حياة الرعي والإبل في شعره وكان رراوية من رواة الشعرالجاهلي بل وموسوعة للكثير من الشعر الجاهلي، وفي شعره كان مبدعًا في وصفه، دقيقًا في تصويره، اتخذ من النهج القديم مسلكًا في شعر متاثرا بما يحفظ من فيوض الشعر الجاهلي وتنوعت فنونه الشعرية بين الفخر، والمدح، والحماسة، والهجاء، والوصف وبخاصة وصف الإبل.و.قد عاش شطرًا من حياته متنقلًا بين الكوفة والبصرة.

وقيل أن هناك رجلاً اسمه(عراده ) من قبيلة نمير وكانت من أشهر القبائل بعددها وقوتها وكانوا يفتخرون بين القبائل بقبيلتهم ،وكان عراده نديماً للشاعر الفرزدق وحدث أن زاره الشاعر الراعي النميري فطلب (عراده ) منه أن يكتب شعرا ينصر فيه الفرزدق على جرير وألحَ عليه بالطلب .فقال الراعي النميري :

يا صاحبيّ دَنا الأَصيــــلُ فَســـيرا

غَلَبَ الفَـرَزدَقُ بِالهِجــــاءِ جَريــــرا


فلما بلغ بيت الشعر الى جرير قابل جرير الراعي النميري ورجاه ان لا يتدخل بينه وبين الاخطل وهو ابن عمه وقال له :

-( أنا وابن عمي - يقصد بكلامه الشاعر الفرزدق اذ ان الفرزدق وجرير كلاهما من تميم - نشتم بعضنا صباح مساء فما عليك غلبة المغلوب وليس لك غلبة الغالب فإما ان تدعني أنا وابن عمي او تُغلبني عليه) .

لكن ولد الشاعر الراعي النميري واسمه جندل قيل قام بإهانة الشاعر جرير و شتمه أمام جمع من الناس فتوعده جرير بالانتقام منه .وأعد له اليوم التالي فهيأ جرير قصيدة من الشعر اسماها ( الدامغة ) متكونة من \ 97 بيتا من الشعر وجاء الى المربد الى مكان الفرزدق و الراعي النميري وألقى قصيدته الدامغة فدمغ بها الراعى النميرى أي أصاب دماغه فلم يفلت منها حتى مات كمدا وحزنا . مما قاله جرير له وهجاه فيها وعشيرته وقومه ومن أشهر أبيات القصيدة :

فغُض الطـــرفَ إنك من نميــــــرٍ
فلا كعبــــــاً بلغتَ ولا كلابـــــــــــــــــا


فالتفت الشاعر النميري الى ابنه قئلا :
- بئس ما كسبنا وكسب قومنا .
وقال لاصحابه :
- رحالكم لا مقام لكم هنا فضحكم جرير.

فالراعي النميري أوقعه سوء حظه في تفضيل الفرزدق على جرير فنظم جرير قصيدة نقيضة لقصيدة الراعي النميري هجاه فيها وهجا الفرزدق ايضا مخاطبا الراعي النميري بقوله :

فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيـــــــرٍ
فَلا كَعبـــــــاً بَلَغتَ وَلا كِلابـــــــــا

وفي هذا الوقت كان الشاعر الاخطل التغلبي يراقب ما يدور في هذه المعركة وهو شاعر فطحل من شعراء الخلافة الاموية نصراني الديانة الا انه نقم على جرير لكون جرير اخذ يزاحمه في بلاط الخلافة الاموية لان الاخطل كان شاعرالخلفاء الامويين وشاعر بلاطهم ثم ان جريرا كان قد مدح قبيلة ( قيس ) المعادية لقبيلته ( تغلب ) .

لذا تحرش الاخطل بالشاعر جرير للاسباب اعلاه حيث اذ القى قصيدته في مجلس ( بشر من مروان ) فضل فيها الفرزدق على جرير فاستشاط جرير غضبا ونظم قصيدة نونية ناقضة لقصيدته يهجو الاخطل والفرزدق يقول فيها :

يا ذا العَباءَةِ إِنَّ بِشراً قَد قَضى
أَن لا تَجوزَ حُكومَــــةُ النَشوانِ

فَدَعوا الحُكومَةَ لَستُمُ مِن أَهلِها
إِنَّ الحُكومَةَ في بَني شَـــــيبانِ

فكان ذلك بداية العداء بينهما ومن ا سبا ب وجود المناقضات في الشعر والادب العربي

واود ان اذكر ان الشاعر جرير تكالب عليه الشعراء من كل جانب وطرف وفج عميق حتى قيل ان من قارعهم جميعا افحمهم واغلق افواههم الا الاخطل والفرزدق والفرزدق توفاه الاجل واسكته الموت الا ان جريرا كان وفيا شديد الوفاء للفرزدق كونه كان صديقه قبل المهاجاة فرثاه بقصيدة رائعة .




************************************








https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى