الرئيسية
الامثال في سورة النحل
1
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يقدر على شئ ومن رزقناه رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا . هل يستوون . الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون *)
سورة النحل الآية\ 75
الحمد لله :
لوعدنا الى ايتين سابقتين من هذه الاية المباركة لوجدنا ان الله تعالى يبين ان الكافرين والمشركين يعبدون غير الله تعالى مثل الاوثان والاصنام التي لا تمنحهم الرزق لانها لا تقدر على ذلك كونها لا تعي ولا تفهم , لان التملك متفرع من الحياة والمقدرة والعلم ولا تملك الاصنام والاوثان أي منها . فامر الله تعالى ان لا يضربوا له الامثال أي لا تجعلوا – ايها الكافرون – لله تعالى الموصوف بالاكفاء والكمال عن ذلك . ولم يكن له كفوا احد . فالله تعالى يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وسيعاقبهم بها لأنهم يقولون ما لا يعلمون كنه ذاته وصفاته فلا تضربوا الامثال كما يضربها الله تعالى لان الله تعالى يعلم ما تعني الامثال وهم لا يعلمونها .
وضرب الله تعالى مثلا بعد ان نهاهم عن ضرب الامثال لانهم لا يعرفون كنه قدرة الله ولا يقدرونه حق قدره وهو العالم بكل دقائق الامور وله الامركله في ضرب الامثال مطلقا فضرب لهم هذا المثل يعتبرون به ويتركون الاشراك بالله تعالى .
وهذا المثل يصف عبدا مملوكا ضعيفا جاهلا بكل الامور والحقائق والمعارف فلا يستطيع عمل أي شيء غير العبودية والانقياد لسيده وعدم تمكنه من الوفاء باي مهمة توكل اليه كونه جاهل لايقدر على التصرف أي شيء لنقصان في عقله فهو يمثل ثقل وعيال على مالكه وولي نعمته. فهل هذا العبد المملوك يتساوى مع مع شخص اخر انسان مثله الا انه حر في تصرفه وذوا كفاية وادراك ورشد ويمتلك المال ويعرف كيف يتصرف بالانفاق منه سرا او جهرا لانه ملكه الخاص وله حق التصرف فيه حسبما يشاء ويختاروقادر على ذلك وينفع الناس بعمله وفعله ويحثهم على الخير والعمل الصالح بجميع الفضائل ويمتلك السير في حياته الطريق المستقم الذي يحقق على وجه الخير والسعي الحثيث. فهل يتساوون - وكلاهما انسان- في حيازة المال او صرفه او التصرف في الحياة .
حتما لا يستويان . فالعبد المملوك انسان جامد عاجز هامد والاخر اقوى واقدر من الاول فيه انسانية وعلم وقوة وحركة مستمرة وعقلية ناضجة فكيف يستويان مثلا.
فالحمد لله تعالى على نعمائه في خلقه والفارق بين العبدين عبد مملوك لايقدر على شئ والاخر صالح عاقل عالم بما يفعل . وكثير من الكافرين والمشركين لا يعرفون مثل هذه الحقيقة وربما يضيفون النعم الى غير مكانها .
والله تعالى اعلم
**********************
