الامثال في سورة آل عمران
1
بســــــــم الله الرحمن الرحيم
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
سورة ال عمران الاية \ 103
الحمد لله :
امر الله تعالى المسلمين بالتمسك بأمر دينهم ويجتمعوا عليه وان لا يتفرقون ويلتزمون بنعم الله الكثيرة فيتقوه حق تقاته ويذكروا نعمه الواسعة عليهم ويبين لهم ان في اجتماعهم على امر دينهم وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم و دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم الخير والقناعة من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى.
أن التفرقة والتعادي يمكّن الاعداء منهم ويختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصبح كل واحد يعمل ويسعى لما في نفسه، ولو أدى ذلك إلى الضرر العام، ثم ذكرهم تعالى نعمته وأمرهم بذكرها فقال تعالى :
( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء ) .اي كنتم اعداءا تتقاتلون بينكم يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتى في القبيلة الواحدة يعادي بعضهم بعضا، وكذلك أهل البلد الواحد يقع بينهم العداء والاقتتال وكذلك كانوا في شر عظيم قبل نزول الاسلام وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله تعالى آمنوا به واجتمعوا على الإسلام وتآلفت قلوبهم على الإيمان والاصلاح فكانوا يحب احدهم الاخر فاصبحوا اخوة في الاسلام كشخص واحد تآلفت قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض وتلك القلوب الصافية والاخوة في الدين والاسلام .
فالله تعالى ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا بعدما كانوا على شفا حفرة من النار وهي اما نار الحروب التي كانت بين القبائل او نار جهنم في الاخرة قد استحقوها ولم يبق بينهم وبينها الا الموت بسبب اختلافهم وعداواتهم لبعضهم فأنقذهم الله تعالى منها بما مَنَّ الله عليهم من الإيمان وذلك بارسال النبي بمحمد صلى الله عليه وسلم اليهم بالاسلام فاوضح لهم الايات البينات وفسرها لهم وبين لهم الحق من الباطل، والهدى من الضلال لعلهم يهتدون بهديه وبمعرفة الحق والعمل الصالح به .
وفي هذه الآية المباركة يتضح أن الله تعالى يحب من عباده الذين يذكرون نعمته بقلوبهم وألسنتهم ليزدادوا شكرا له ومحبة . وفيزيدهم من فضله وإحسانه، وإن من أعظم ما يذكره العبد من نعم الله تعالى نعمة الهداية إلى الإسلام، واتباع الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم واجتماع كلمة المسلمين على سواء وعدم تفرقها .
*******************