اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر يوسف بن هلرون الرمادي بقلم د فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




يوسف بن هارون الرمادي





هو ابو عمر يوسف بن هارون الكندي الرمادي،

ولقب (الرمادي )نسبة إلى (رمادة ) موضع في المغرب وكان قد سكنها اجداده. وقيل اصله من كندة من اليمن
وقد قال في ذلك:

أمن إلى البرق اليماني صبابةً
لأني يماني الدار وهو يماني

كأني من فرط الصبابة لامحٌ
أنامل من مهدي السلامِ قوافي

ولد بقرطبة سنة \305 هجرية -917 ميلادية وكان يكنى قبلها بأبي حنيش، . تتلمذ صناعة الأدب على يد يحيى بن هذيل وروى عن أبي علي القالي . ويعد اكبرشعراء عصره وكان يقارن بالمتنبي في المشرق وكان خبيرا بالشعر القديم ونظمه كخبرته في بالفن الشعبي في بلده الاندلس.

من اخباره : قيل أن كان مجتازاً عند باب العطارين بقرطبة، وهذا الموضع كان مجتمع النساء، فرأى جارية أخذت بمجامع قلبه وتخلل حبها جميع أعضائه، فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها وهي ناهضة نحو القنطرة، فجازتها إلى الموضع المعروف (الربض). فلما صارت بين رياض بني مروان المبنية على قبورهم في مقبرة ( الربض ) خلف النهر نظرت منه منفرداً عن الناس لا همة له غيرها فانصرفت إليه فقالت له: مالك تمشي ورائي؟
فأخبرها بعظيم بليته بها.
فقالت له: دع عنك هذا ولا تطلب فضيحتي فلا مطمع لك في النية ولا إلى ما ترغبه سبيل . فقال: إني أقنع بالنظر.
فقالت: ذلك مباح لك.
فقال لها: يا سيدتي: أحرة أم مملوكة؟
قالت: مملوكة.
فقال لها: ما اسمك؟
قالت: خلوة.
قال: ولمن أنت؟
فقالت له: علمك والله بما في السماء السابعة أقرب إليك مما سألت عنه، فدع المحال.
فقال لها: يا سيدتي، وأين أراك بعد هذا؟ قالت: حيث رأيتني اليوم في مثل تلك الساعة من كل جمعة.
فقالت له: إما أن تنهض أنت وإما أن أمض أنا فقال لها: ا مضي في حفظ الله.
فنهضت نحو القنطرة ولم يمكنه أتباعها لأنها كانت تلتفت نحوه لترى أيسايرها أم لا. فلما تجاوزت باب القنطرة أتى يقفوها فلم يقع لها على مسألة.
وقال يوسف بن هارون: فوالله لقد لازمت باب العطارين والربض من ذلك الوقت إلى الآن فما وقعت لها على خبر ولا أدري أسماء لحستها أم أرض بلعتها، وإن في قلبي منها لأحر من الجمر. وهذه هي (خلوة) التي يتغزل بها في أشعاره.

ثم وقع بعد ذلك على خبرها بعد رحيله في سببها إلى( سر قسطة) .وفي ذلك يقول:

عيني جنت في فؤادي لوعة الفكر
فأرسل الدمع مقتصاً من البصر

فكيف تبصر فعل الدمع منتصفاً
منها بإغراقها في دمعها الدرر

لم ألقها قبل إبصاري فأعرفها
وآخر العهد منها ساعة النظر

قضى من حياته الطويلة هذه، التي قاربت الخامسة والتسعين عاما في السجون، بسبب غضب الحاكم عليه وعقاباً له على شعر نسب إليه فسجنه الخليفة بسجن ( الزهراء) في قرطبة ومما قيل في سبب سجنه:
عندما تولى هشام بن الحكم بن عبدالرحمن الناصر الخلافة كان عمره لا يزيد على عشر سنوات بعد وفاة الحكم الثاني المستنصر في عام \ 366 هجرية الموافق عام \ 977 ميلادية. انقسم رجال الدولة إلى قسمين، فالعسكر يرون أن المغيرة بن عبدالرحمن الناصر عم الطفل هشام هو الأصلح للإمارة، والوزير المصحفي ومحمد بن أبي عامر ورجال الحكم المدنيون يرون أن استمرار الطفل في الحكم يزيدمن نفوذهم ويجعلهم يستأثرون بالسلطة.

تمكن محمد بن أبي عامر من قتل المغيرة عم هشام الطفل ثم انقلب على صديقه جعفر بن عثمان وأصبح رئيساً للوزراء، ثم حجز على الطفل هشام واستولى على الدولة وعيّن ولده عبدالملك رئيساً للوزراء وفي سنة\ 386 هجرية اتخذ لنفسه لقب المنصور وسمى نفسه الملك المنصور محمد بن أبي عامر وقد عاقب الخليفة المنصور الشاعر كونه قال بيتا من الشعر ظن انه في الهجاء له بينما الشاعر يقول انه انه لم يهجوه به .

وكان قد طلب المنصور من جميع اهل قرطبة ألا يكلمونه، وأن يقاطعونه مقاطعة تامة ولأن الناس كانت تخاف الحاكم فقد نتج عن قراره هذا ان الشاعر يوسف شعر وكأنه ميت وانعدمت الحياة وفرغ الكون من سكانه.. فالجميع كان ينظر إليّه وكانهم لا يرونه فكان يتمنى أن يعاقب بالسجن فهو يراه أرحم من وبعد ذلك اصدر امره بسجنه .
ولم يخرج من سجنه الا في نهاية حياة المنصور.. حيث أخرجه ابن المنصور وقدّم له ما عوَّضه عن تلك الأيام القاسية التي قضاها في سجنه في الحياة او سجنه في السجن.


ولم يستطع كل شعر الاعتذار الذي نظمه يوسف بن هارون هذا أن يعيد له مكانته أو يفتح له أبواب الرضى لدى الحاكم ( ابن عامر )، وفي السجن تفرغ الشاعر ليؤلف كتاباً مهماً اسماه ( الطير ) من عدة اجزاء استخدم فيه موهبته الشعرية فنظمه كله شعراً. وكان ذلك الكتاب آخر محاولة له للتقرب إلى الملك، ولكن ضاعت تلك المحاولة كما ضاع ذلك الكتاب الذي لم يصل إلينا قضى من حياته الطويلة هذه، زمناً طويلاً في السجون، بسبب غضب الحاكم عليه وعقاباً له على شعر نسب إليه مما أغضب الخليفة (الحكم المستنصر) عليه، قوله فيه:

يولى ويعزل من يومه فلا ذا يتمّ ولا ذا يتم

وقيل كتب الى زوجته هذه الابيات من سجنه يقول:

وأني عداني أن أزورك مطبق
وباب منيع بالحديد مضبب

فان تعجبي يا عاج مما أصابني
ففي ريب هذا الدهر ما يتعجب

وفي النفس أشياء أبيت بغمها
كأني على جمر الغضا أتقلب

تركت رشاد الأمر إذ كنت قادرا
عليه فلاقيت الذي كنت أرهب

وكم قائل قال انج ويحك سالما
ففي الأرض عنهم مستراد ومذهب

فقلت له: إن الفرار مذلة
ونفسي على الأسواء أحلى وأطيب

سأرضى بحكم الله فيما ينوبني
وما من قضاء الله للمرء مهرب


ولم يخرج من السجن الا بعد شفاعة المنصور له بعد سنوات طويلة قضاها في السجن ثم انتقل بعد خروجه من السجن الى مدينة (سرسقطة ) سكنها فترة قصيرة ثم عاد الى ( قرطبة ) بعد وفاة الخليفة ( الحكم المستنصر ) وسكنها .

قال الفتح بن خاقان:

(كان الرمادى معاصراً لأبي الطيب، وكلاهما من كندة، لحقته فاقة وشدة، وشاعت عنه أشعار فى دولة الخليفة وأهلها أوغرت عليه الصدور، فسجنه الخليفة دهراً فاستعطفه فما أصغى إليه، وله في السجن أشعار رائقة. ومما أغضب الخليفة (الحكم المستنصر) عليه، قوله فيه:

يولى ويعزل من يومه فلا ذا يتمّ ولا ذا يتم )

ابن هارون شاعر أندلسي، عالي الطبقة، من مدّاحي المنصور بن أبى عامر،فيقول فيه :

روضٌ تعاهده السحاب كأنه
متعاهد من عهد إسماعيلِ

قسه إلى الأعراب تعلمْ أنه
أوْلى من الأعراب بالتفضيلِ

حازت قبائلهم لغات جُمِّعت
فيهم وحاز لغاتِ كل قبيلِ

فالشرق خالٍ بعده فكأنما
نزل الخرابُ بربعه المأهولِ

جمعوا بغيبته وموت شيوخهِ
عنهم ولمّا يظفروا ببديلِ

يا سيدي هذا ثنائي لم أقل
زوراً ولا عرّضت بالتنويلِ

ومدح بعض الملوك الرؤساء بعد موت (المستنصر) وخروجه من السجن. وعاش إلى أيام الفتنة.

توفي يوسف بن هارون الرمادي عام \ 403 هجرية – 1012 ميلادية في اليوم الموافق ليوم العنصرة. وقد عاش خمس وتسعين سنة .

يتميز شعره بالجيادة وقوة السبك والغوص في اعماق في المعاني فهو شَاعِر مفلق انفرج لَهُ من الصِّنَاعَة المغلق وومض لَهُ برقها المؤتلق وسال بِهِ طبعه كَالْمَاءِ المتدفق فأجمع على تفضيله الْمُخْتَلف والتنق فَتَارَة يحزن وَأُخْرَى يسهل وَفِي كلتيهما بالبديع يعل وينهل فاشتهرعِنْد الْعَامَّة والخاصة بانطباعه فِي الْفَرِيقَيْنِ وإبداعه فكان يكنى متنبي الاندلس لقرب شعره من شعرالمتنبي في المشرق قال الشعر في المدح كما سبق بنا وفي الغزل وفي الوصف والهجاء والرثاء وفي الرجاء والتوسل الاعتذار وفي اغلب الفنون الشعرية فيقول في وصف االشيب الذي الم به في شبابه فيقول:

وثلاث شيباتٍ نزلن بمفرقي
فعلمت أن نزولهن رحيلي

من حاكمٌ بيني وبين عذولي
الشجو شجوي والعويل عويلي

أقصر فمادين الهوى كفرٌ ولا
أعتقدُّ لومك لي من التنزيلِ

عجباً لقومٍ لم تكن أذهانهم
لهوىً ولا أجسادهم لنحولِ
دقّت معاني الحب عن أفهامهم
فتأولوه أقبح التأويلِ

في أي جارحةٍ أصون معذبي
سلمت من التعذيب والتنكيل

إن قلت في عيني فثَمَّ مدامعي
أو قلت في قلبي فثمَّ غليلي

لكن جعلت له المسامع مسكناً
وحجبته عن عذل كل عذولِ

يقول في وصف الة موسيقية :

وَخَرساءَ إِلا في الرَّبيع فَإِنَّها
نَظيرَةُ قُسٍّ في العُصور الذَّواهِبِ

أَتَت تَمدحُ النوارَ فَوقَ غُصونِها
كَما يَمدَحُ العُشاقُ حُسنَ الحَبائِبِ

تُبدِّلُ أَلحاناً إِذا قيلَ بدِّلي
كَما بَدَّلَت ضَرباً أَكفُّ الضوارِبِ

تُغَنّي عَلَينا في عروضين شعرَها
وَلَكنَّ شعراً في قَوافٍ غَرائِبِ

إِذا اِبتدأت تنشدكَ رجزاً وَإِن تَقل
لَها بَدِّلي تُنشِدكَ في المتقارِبِ

وَلَيسَ لَها تيه الطُّراءِ بِصَوتها
وَلَكن تُغَنِّي كُلَّ صاحٍ وَشارِبِ

ومن جميل شعره هذه الابيات:

تلثمُ الأَوتارُ مِنها بناناً
يَعدِلُ الأَفواه إِلا الرضابا

تسبقُ الأَبصارَ مِن وَحي صَوتٍ
تَحسبُ التَّرجيعَ مِنهُ اِنتهابا

مثلما تطرفُ الجُفونُ اِختِلاجاً
اَو كَما شَقَّت بُروقٌ سَحابا

ومن شعره الرائع قوله :

لا الراءُ تَطمعُ في الوصالِ وَلا أَنا
الـــهَـــجــــرُ يَــجــمَــعُــنــا فَـنـحـنُ سَـواءُ

فَــإِذا خَــلَـوتُ كَـتَـبـتُـهـا في راحتـي
وَبَــــكـــيـتُ مُــنـــتَـــحـبـاً أَنا وَالراءُ


واختم بهذه الابيات في الحب والغزل:

بحتُ بحبي ولو غرامي
يكون في صخرةٍ لباحا

ضيعتم الرشد من محبٍ
ليس يرى في الهوى جُناحا

لم يستطع حمل ما يلاقي
فشق أثوابه وصاحا

محيَّر المقلتين قل لي
هل شربت مقلتاك راحا

نفسي فدى لمَّةٍ وخدٍ
قد جمعا الليل والصباحا

وعقربٍ سلطت علينا
تملأ أكبادنا جراحا

قد طار من شوقه فؤادي
فصا ر شوقي له جناحا



***********************



https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى