اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر ذو الرمة العدوي - بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



ذُو الـرُمَّـة

هو ابو الحارث غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود
بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف
بن ربيعة بن ملكان بن عدي العدوي من الرباب من تميم .
وامه اسمها ضبية من بني اسد وقيل كان له ثلاثة اخوة كل منهم شاعر وهم : مسعود وأوفى وجرفاس كذلك ابن عمه واسمه هشام كان شاعرا .
وقيل لقب بذي الرمة لأن والدته جاءت به إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدوي فقالت له : يا أبا الخليل إن ابني هذا يروع بالليل فأكتب لي معاذة أعلقها على عنقه لعله يشفى .
فكتب لها وعلقتها في رقبته ثم انها جاءت مرة اخرى مع ابنها لبعض حوائجها للحصين وهو جالس مع أصحابه ومواليه فدنت منه فسلمت عليه وقالت:
- يا أبا الخليل ألا تسمع قول غيلان وشعره؟
- قال: بلى
فتقدم فأنشده وكانت المعاذة مشدودة على يساره في خيط أسود
فقال : أحسن ذو الرُّمًّة . فغلبت عليه.
و يقال ان سبب تسميته (بذي الرُمًًّة ) أنه عندما استسقى (مية ) صاحبته ماءا فقامت وأتته بالماء وكانت على كتفه رُمًًّة – قطعة من حبل – فقالت :أشرب يا ذا الرُّمًّة فلقب ب( ذي الرمة )
وفي رواية اخرى قيل أنه سمي بذي الرُمًًّة أيضاً بسبب بيت شعر قاله في إحدى قصائده جاء فيه:
وَغَيرَ مَرضوخِ القَفا مَوتود ِأَشعَثَ باقي رُمَّةِ التَقليدِ
ولد بمنطقة الدهناء من بادية اليمامة عام \77 للهجرة -696 ميلادية وقيلكان قصيرًا دميمًا، يضرب لونه إلى السواد، وأقام بالبادية واختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً وتعلم القراءة والكتابة ونشأ بها وإن الأخبار حول نشأته قليلة جدا.
تعلم ذو الرمة الشعر وقوافيه وأصوله على أيدي الشعراء الجاهليين الفحول مثل امرئ القيس ولبيد بن أبي ربيعة والمرقش وغيرهم فيذكر انه كان راوية للراعي النميري ومستمعا للعجاج فكان بارعاً في رواية الشعر وحفظه واثبات نسبته إلى صاحبه وكان عالما بكلام أهل الجاهلية وكلام أهل الإسلام فلا يخفى عليه أي الاثنين .

كثر في شعره التشبيب وبكاء الأطلال حيث كان أحد الشعراء والعشاق العرب المشهورين إذ كان كثير التشبيب ب(مية) ومية هي بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري و كانت فائقة الجمال .
احب ذو الرمة عشقاً بـ ( ميّة ) المنقرية وتغنى فيها بعشقه لها وأصبحت ملهمته وتبدأ حكاية ذو الرمة مع (مي )عندما استسقى ماء من يدها ذات يوم فسمعها تقول:
يامن يرى برقا يمر حينـا
زمزم رعدا وانتحت يمينـا
كأن فـي حافاتـه حنينـا
أو صوت خيل ضمر يردينا
فقال ذو الرمة في نفسه أما والله ليطولن هيامي بها ثم انطلق منشداً الشعر فيها وأصبحت هي ملهمته و.قال في عشقه لها:
يا دارَ مَيَّةَ بِالخَلصاءِ غَيَّرَها
سَحُّ العِجاجِ عَلى جَرعائِها الكَدَرا
قَد هِجتِ يَومَ الِلوى شَوقاً طَرَفتِ بِهِ
عَيني فَلا تُعِجمي مِن دُونِيَ الخَبَرا
يَقولُ بِالزُرقِ صَخبي إِذ وَقَفتُ بِهِم
في دارٍ مَيَّةَ أَستَسقي لَها المَطَرا
لَو كَانَ قَلبُكَ مِن صَخرٍ لَصَدَّعَهُ
هَيجُ الدِيارِ لَكَ الأَحزانَ وَالذِكَرا
وَزَفرَةٌ تَعتَريهِ كُلَّما ذُكِرَت
مَيٌّ لَهُ أَو نَحا مِن نَحوِها البَصَرا
غَرّآءُ آنِسَةٌ تَبدو بِمَعقُلَةٍ
إِلى سُوَيقَةَ حَتّى تَحضُرً الحَفَرا
تَشتو إِلى عُجمَةِ الدَهنا وَمَربَعُها
رَوضٌ يُناصي أَعالي ميثِهِ العُقُرا
حَتّى إِذا هَزَّتِ البُهمى ذَوآئِبَها
في كُلِّ يَومٍ يُشَهّي البادِيَ الحَضَرا


فموضوع الحب ليس سراً عند ذي الرمة فالشاعر يعلن حبه ويبكي حبيبته فبكي معه من سمعه وذرفوا الدموع تنهدا حزنا لاجله وما يعانيه من الحرمان اليأس وتمنى الموت ان سيسبقه لقاء (مي) وحضوته بوصالها .فظل يحوم حول الديار أملا أن يلتقي بها ويستعيد اللقاء و الحوار العذب الذي يشتاق إليه معها.

ويروي أحد أصحابه جانبا من تلك المحاولات عندما أتى إليه راغبا في استعارة بعيرا من إبله
كي لا يتعرف على آثارها أحد من أهل (مية ) ويركبان معا ناقة تسمى الجؤذر، حتى يقتربان من منزلها فيتمهلان، ويراهما النساء فيخبرنها بقدوم الحبيب وتسعى إحداهن فتطلب منه ينشدهن بعض أشعاره فيها فيقول قصيدته ومنها :

نظرت إلى أظعـان مـي كأنها
ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه
فأسبلـت العينان والصـدر كاتم
بمغرورق نمت عـليـه سواكبه بكى وامق حان الفراق ولم تجل
جـوائلها أسـراره ومعـاتبـه


فموضوع الحب ليس سراً عند ذي الرمة فالشاعر يعلن حبه ويبكي حبيبته فبكي معه من سمعه وذرفوا الدموع تنهدا حزنا لاجله وما يعانيه من الحرمان اليأس وتمنى الموت ان سيسبقه لقاء (مي) وحضوته بوصالها .فظل يحوم حول الديار أملا أن يلتقي بها ويستعيد اللقاء و الحوار العذب الذي يشتاق إليه معها.

ويروي أحد أصحابه جانبا من تلك المحاولات عندما أتى إليه راغبا في استعارة بعيرا من إبله
كي لا يتعرف على آثارها أحد من أهل (مية ) ويركبان معا ناقة تسمى الجؤذر، حتى يقتربان من منزلها فيتمهلان، ويراهما النساء فيخبرنها بقدوم الحبيب وتسعى إحداهن فتطلب منه ينشدهن بعض أشعاره فيها فيقول قصيدته ومنها :

نظرت إلى أظعـان مـي كأنها
ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه
فأسبلـت العينان والصـدر كاتم
بمغرورق نمت عـليـه سواكبه بكى وامق حان الفراق ولم تجل
جـوائلها أسـراره ومعـاتبـه

وتكرر اللقاء فاخذ يفكر ذو الرمة في خطبة مي لنفسه الاانه لايملك المال اللازم لخطبتها وكان عليه أن يغترب ويقصد العراق لمدح الأمراء والحكام فيه كما كان الشعراء في عصره يفعلون وطالت غيبة ذي الرمة عن حبيبته وعن البادية فتقدم احد ابناء عمومتها لخطبتها ولما عاد ذو الرمة وجد ها قد تزوجت من ابن عمها ورحلت عن البادية معه بعيدا
وحزن شديدا وهام على وجهه طويلا إلى أن التقى بامرأة أخرى تدعى (خرقاء ) وفي غمرة من غمرات اليأس والحرمان والإحساس بالضياع لعلها تسليه عن (مية) وتنسيه شوقه بغرامها وتعوضه عن حبه الضائع.

الا انه بقي مفتونا بحبيبته البدوية وفي ليلة حالكة الظلام قصد ها لينزل ضيفا على زوجها متنكرا الا ان الزوج عرفه فطرد ه من بيته ملقياً حاجياته وراءه تاركاً إياه في العراء ولم يجد ذو الرمة وسيلة ليخفف بها على نفسه ما حدث سوى أن يتوقف أمام البيت ويتغنى ببيت من شعر ه كان قد قاله فيها :

أراجعة يا مي أيامنا الألى
بذي الأثل أم لا ما لهن رجوع

و لما سمع الزوج الغناء ثارت ثائرته وتساءل في غضب عما يعنيه ذو الرمة وصرخ في زوجته وطالبها بطرد ذا الرمة وابعاده عن المكان وإلا ضربها بالسيف. فخرجت اليه وطردته فغضب ذو الرمة، ونهض إلى راحلته فركبها وانصرف وقد ألى على نفسه أن يقطع صلته بها تماماً و يفعل ما بوسعه لنسيانها. فهام على وجهه وظل يسير على غير هدى حتى وصل إلى مكان ينزل به أهل خرقاء وتعرف إليها وأعجبته فقال فيها الشعر.

الا انه ظل يحن لحبه الاول في شعره لصاحبته (مي) بكثرة البكاء فكان حبه لها عفيفا أنين وزفرات ودموع وحنين فيكثر من وصف دموعه التي لا تطفئ نيران الحب المتوقدة في يقول :

إِذا غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينَ لَم يَكَد
رَسيسُ الهَوى مِن حُبِّ مَيَّةَ يَبرَحُ
فَلا القُربُ يُدني مِن هَواها مَلالَةً
وَلا حُبُّها إِن تَنزِحِ الدَارُ يَنزَحُ
إِذا خَطَرَت مِن ذِكرِ مَيَّةَ خَطرَةٌ
عَلى النَفسِ كادَت في فُؤَادِكَ تَجرَحُ
عاش ذو الرمة في البادية وتنقل بين مكة ودمشق والعراق وقضى وقتا في التعلم فإنه جمع بين مختلف الثقافات التي كسبها في عصره وقد غلبت عليها بكل تأكيد طابع الثقافة الدينية إضافة إلى ما يعرفه من علوم الحرب والحيوان من خبرته وحياته في البادية فكان ثقافته بدائية يملكها كل من عاش تلك الحياة البسيطة عدا تميزه عن غيره بالكتابة والقراءة وقد ذكر الأصفهاني في الأغاني أن أم ذي الرمة طلبت إلى المقرئ أن يعلمه القران وأطرافا من ثقافات دينية وعلمية متنوعة ولكنه رغم ذلك أنكر ما له من العلم مراعاة التي يعيش فيها ذلك الزمان . يقول:
وَداويَّةٍ جَردآءَ جَدّاءَ جَثَّمَت
بِها هَبَواتُ الصَيفِ مِن كُلِّ جانِبِ
سبارِيتَ يَخلو سَمعُ مُجتازِ خَرقِها
مِنَ الصَوتِ إِلاّ مِن ضُباحِ الثَعالِبِ
عَلى أَنَّهُ فِيها إِذا شآءَ سامِعٌ
عِرارُ الظَليمِ وَاِختِلاسُ النَوازِبِ
إِذا اِئتَجَّ رَضراضُ الحَصى مِن وَديقَةٍ
تُلاقي وُجوهَ القَومِ دونَ العَصائِبِ
كَأَنَّ يَدي حِربآئِها مُتَشَمِّساً
يَدا مُذنِبٍ يَستَغفِرُ اللهَ تآئِبِ
قَطَعتث إِذا هابَ الضَغابيسُ هَولَها
عَلى كورِ إِحدى المُشرِفاتِ الغَوارِبِ
ومما روي من أخباره في هذا الموضع أن حمادا الراوية قرأ عليه شعره، فرآه ذو الرمة ترك في الخط لاما فقال له حماد: انك لتكتب؟ فقال: اكتم ذلك عني .
وقد قيل إنه كان لا يمدح أشخاصاً ابدا فإذا جاء عند خليفة - مثلاً - وابتدأ بمدحه لا يستمر في ذلك بل يقول بضعة أبيات ثم يعود للطبيعة والحب والصحراء والإبل (فيشبعها) شعراً ووصفاً وغزلاً ومدحاً.
كان ذو الرمة حادّ الذكاء حتى قيل انه كان كنزا من كنوز الفطنة والمعرفة وكنزا من كنوز العلم بالشعر القديم و مفردات اللغة وقد تخلف عن معاصريه في الهجاء والمديح ولكنه احب الطبيعة فكانت ناصرة له فأحبها حبا جماً وأخذت عليه لبّه ويبدو ان عشقه الحقيقي في الصحراء فينقل مناظرها إلى شعره كلوحات فنية رائعة لجميع الجزئيات والتفاصيل فهو يجسّم صورة الحيوان وصورة الصحراء من حوله برمالها ومفازاتها وأعشابها ونباتاتها وغُدرانها وهو إلى ذلك يبث في الحيوان مشاعر الإنسان وما يعتريه من وسواس وهواجس كأنما يحمّله المشاعر الإنسانية ومن أروع ما قاله وصفه لظبية وتصويره حبها لابنها وكيف تخشى عليه السباع فهي تبعد عنه حتى لا تدلها عليه وعينيها مشدودة إليه وقد امتلأ قلبها بالحنان والحب والشفقة يقول :
إذا استودعتهُ صفصفا أو صريمة
تنحت ونصـت جيدها بالمناظرِ
حذارا على وَسنان يصرعه الكرى
بكل مقيل عـن ضعاف فواترِ
فبرع في وصفها ووصف الطبيعة كل ما فيها من حيوان وشجر ومن ذلك انه في قصيدة له يصف الصحراء في مشاهد ثلاثة في نحو مائة بيت، ففي المشهد الأول أتن الوحش وحمارها، وهو يقودها في يوم حار إلى ماء بعيد، تصل إليه، وتهوى عليه تريد أن تشفي غلتها، فيتعرض لها صائد مختف وراء الأشجار بسهامه، فتفر على وجهها وتطيش سهامه ودائما تطيش هذه السهام في شعر ذي الرمة حبّا للحيوان
و كان شعره ذو نزعة إسلامية طاغية فيه فهو يمدح بالتقوى ويهجو بالضلال ودائما يذكر في رحلاته الصحراوية التيمم والقصر في الصلاة وتلاوة القران الكريم ويظهر انه كان كثير الاختلاف إلى مجالس الوعّاظ والمتكلمين في عصره حتى قيل انه اعتنق مذهب القدرية في العدل على الله جل جلاله وفي حرية الإرادة وناقش رؤبة بن العجاج في ذلك وغلبه في نقاشه، ومما صدر فيه عن مذهبه قوله في الغزل :
وعينـان قـال الله كونـا فكانتـا
فعولانِ بالألباب مـا تفعل الخَمرُ
فما زلتُ أدعو الله في الدار طامعا
بخفض النوى حتى تضمنّها الخِدرُ
ومن اخباره انه كان ينزل الكوفة والبصرة ويطيل النزول فيهما منذ القرن الثاني للهجرة مادحا رجالها المشهورين فقد مدح هلال بن أحوز المازني واتصل بعبد الملك بن بشر بن مروان ومدحه كما مدح عمر بن هبيرة الفزاري وخالد القسري وأبان بن الوليد ومالك بن المنذر وبلال بن أبي بُردة الأشعري وانتقل بعدها إلى دمشق مادحا هشام عبد الملك وسافر إلى مكة ليمدح إبراهيم بن هشام المخزومي ومن مدائحه لبلال بن أبي بُردة :
بـلال ابـن خيـر الناس إلا نبوّة
إذا نُشـرت بين الجميع المـآثـرُ
نَمـاكَ أبو موسى إلى الخير وابنه
أبـوك وقيـسٌ قبلَ ذاك وعامـرُ
أسـودٌ إذا ما أبدت الحربُ ساقها
وفي سائر الدهر والغيوثُ المواطرُ
إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته
فقام بفأس بين وصليك جازر
ويقال إنه كان ينشد شعره في سوق الإبل فجاء الفرزدق فوقف عليه
فقال له ذو الرمة: كيف ترى ما تسمع يا أبا فراس.؟
فقال: ما أحسن ما تقول .
قال: فما لي لا أذكر مع الفحول ؟
قال الفرزدق: قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن وصفتك للأبعار والعطن و جاء عن عمرو بن العلاء انه قال فيه : ختم الشعر بذي الرمة والرجز برؤبة بن العجاج ...
وقال ايضا : قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قوله قصيدته التي أولها - ما بال عينك منها الماء ينسكب- لكان أشعر الناس ...
وقال أبو عمرو ايضا : شعر ذي الرمة نقط عروس يضمحل عن قليل وأبعار ظباء لها شم في أول رائحة ثم يعود إلى البعر.
توفي ذو الرمة عام 117 هـجرية – 735 ميلادية وهو يناهز الأربعين من عمره ودفن ب(الدو ) على مسيرة ثلاث ليال قبل مدخل الدهناء وكان قد اوصى ان لا يدفن في الوهاد والغموض وطلب ان يدفنوه في (حزوى ) وهي منطقة كثبان مرتفعة بالدهناء .
وقيل إن قبره بأطراف عناق من وسط الدهناء مقابل الاواعس، وهي أجبل شوارع يقابلن صريمة النعام في موضع لبني سعد .
اما سبب موته فقيل ان ناقته نفرت منه وقد طفق يتابعها إلى ان مات . وفي رواية اخرى انه توفي بسبب الحجر في اليمامة وقيل انه توفي بالجدري وكلها آراء نختلف بين باحث وآخر اما في شعره فانه يشكو المرض ويصف عجزه التام عن الحركة مما يوحي بأنه كان في آخريات أيامه يقول :
أتتني كلاب الحيّ حتى عرفنني
ومدت نسوج العنكبوت على رحلي
وفي الختام اذكر قصيدته البائية الرائعة :

مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
كَأَنَّهُ مِنَ كُلى ً مَفْرِيَّة ٍ سَرِبُ
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّة ٍ أَثْأَى خَوَارِزُهَا
مشلشلٌ ضيَّعتهُ بينها الكتبُ
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياَعِهِمْ خَبَراً
أَمْ رَاجَعَ الَقْلبَ مِنْ أَطْرَابِهِ طَرَبُ
مِنْ دِمْنَة ٍ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبَا سُفعاً
كما تُنشَّرُ بعدَ الطِّيَّة ِ الكتُبُ
سَيْلاً مِنَ الدِّعْصِ أغْشتْهُ معَاَرِفَهَا
نَكْبَآءُ تَسْحَبُ أَعْلاَهُ فَيَنْسَحِبُ
لاَ بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنهَا
مَرّاً سَحَابٌ وَمَرّاً بَارِحٌ تَرِبُ
يبدو لعينيكَ منها وهيَ مزمنة ٌ
نُؤْيٌ وَمُسْتَوْقَدٌ بَالٍ وَمُحْتَطَبُ
إلى لوائحَ من أطلالِ أحوية ٍ
كَأَنَّهَا خِللٌ مَوْشِيَّة ٌ قُشُبُ
بجانبِ الزُّرقِ لمْ تطمسْ معالمها
دوارجُ المورِ والأمطارُ والحقبُ
دِيَارُ مَيَّة َ إِذْ مَيٌّ تُساَعِفُنَا
ولا يرى مثلها عُجمٌ ولا عربُ
برّاقة ُ الجيدِ واللَبّاتِ واضحة ٌ
كأنَّها ظبية ٌ أفضى بها لببُ
بين النَّهارِ وبينَ اللّيلِ من عقدٍ
عَلَى جَوَانِبِهِ الأْسْبَاطُ وَالْهَدَبْ
عَجْزَآءُ مَمْكُورَة ٌ خُمْصَانَة ٌ قَلِقٌ
عَنْهَا الْوِشَاحُ وَتَمَّ الْجسْمُ وَالْقَصَبُ
زينُ الثّيابِ وإنْ أثوابُها استُلبتْ
فوقَ الحشيَّة ِ يوماً زانها السَّلبُ
تريكَ سُنَّة َ وجهٍ غيرَ مقرفة ٍ
مَلْسَاءَ لَيْس بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ
إذا أخو لذَّة ِ الدَّنيا تبطَّنها
والبيتُ فوقهما باللَّيلِ محتجبُ
سافتْ بطيِّبة ِ العرنينِ مارنُها
بِالْمِسْكِ والْعَنْبرِ الْهِنْدِيّ مُخْتَضِبُ
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجاً إِذَا سَفَرَتْ
وتحرجث العينُ فيها حينَ تنتقبُ
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابِها شنبُ
كَحْلآءُ فِي بَرَجٍ صَفْرَآءُ فِي نَعَجٍ
كأنَّها فضَّة ٌ قدْ مسَّها ذهبُ
وَالْقُرْطُ فِي حُرَّة ِ الذّفْرَى مُعَلَّقَة ٌ
تباعدَ الحبلُ منهُ فهوَ يضطربُ
تلك الفتاة ُ التي علِّقتُها عرضاً
إنّ الكريمَ وذا الإسلامِ يُختلَبُ
لَيَالِيَ اللَّهْوُ يَطْبِينِي فَأَتْبَعُهُ
كَأَنَّنِي ضَارِبٌ فِي غَمْرَة ٍ لَعِبُ
لاَ أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبلِي جِدَّة ً أَبَداً
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
يَعْلُو الْحُزُونَ طَوْراً لِيُتْعِبَهَا
بِهِ التَّنَآئِفُ وَالْمَهْرِيَّة ُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
وسائرُ السَّيرِ إلاّ ذاكَ منجذبُ
أخا تنائفَ أغفى عندَ ساهمة ٍ
بأخلقِ الدَّفِّ منْ تصديرها جلبُ
تشكو الخشاشَ ومجرى النِّسعتينِ كما
أنَّ المريضُ إلى عوّادهِ الوصبُ
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
لا تشتكى سقطة ٌ منها وقدْ رقصتْ
بِهَا الْمَفَاوِزُ حتَّى ظَهْرُهَا حَدِبُ
كأنّ راكبَها يهوي بمنخرقٍ
مِنَ الْجَنُوبِ إذَا مَا رَكْبُها نَصِبُوا
تخدي بمنخرقِ السِّربالِ منصلتٍ
مثلِ الحُسامِ إذا أصحابهُ شحبوا
وَالعِيسُ مِنْ عَاسِجٍ أَوْ وَاسِجٍ خَبَباً
ينحزنَ من جانبيها وهي تنسلبُ
تُصْغِي إِذَا شَدَّهَا بِالْكورِ جَانِحَة ً
حتى إذا ما استوى في غرزها تثبُ
وَثْبَ الْمُسَحَّج مِنْ عَانَاتِ مَعْقُلَة ٍ
كأنّه مستبانُ الشَّكِّ أو جنبُ
يحدو نحائصَ أشباهاً محملجة ً
ورقَ السَّرابيلِ في ألوانها خطبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
فَالْفَودَجَانِ فَجنْبَيْ وَاحِفٍ صَخَبُ
حتى إذا معمعانُ الصَّيفِ هبَّ له
بأجَّة ٍ نشَّ عنها الماءُ والرُّطبُ
وصوَّحَ البقل نأاج تجيءُ بهِ
هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ فِي مَرِهَا نَكَبُ
وأدركَ المتبقَّى من ثميلتهِ
ومن ثمائلها واستشئَ الغربُ
تَنَصَّبَتْ حَوْلَهُ يَوْماً تُراقِبُهُ
صُحْر سَمَاحِيجُ فِي أَحْشَائِهَا قَبَبُ
حتى إذا اصفرَّ قرنُ الشَّمسِ أو كربتْ
أمسى وقدْ جدَّ في حوبائهِ القربُ
فَرَاحَ مُنْصَلِتاً يَحْدُو حَلاَئِلَهُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ وَالْخَبَبُ
يعلو الحزونَ بها طوراً ليتعبها
شِبْهُ الْضِّرَارِ فَما يُزْرِي بِهَا التَّعَبُ
كأنَّه معولٌ يشكو بلابلهُ
إذا تنكَّبَ من أجوازها نكبُ
كَأَنَّهُ كُلَّمَا ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ مِنْ نَهْشِهِ أَكْفَالَهَا كَلِبُ
كأنَّها إبلٌ ينجو بها نفرٌ
من آخرينَ أغاروا غارة ً جلبُ
والهمُّ عينُ أثالٍ ما ينازعهُ
منْ نفسهِ لسواها مورداً أربُ
فغلَّستْ وعمودُ الصُّبحِ منصدعٌ
عَلَى الْحَشِيَّة ِ يَوْماً زَانَهَا السَّلَبُ
عيناً مطحلبة َ الأرجاء طامية ً
فيها الضَّفادعُ -والحيتانُ- تصطخبُ
يستلُّها جدولٌ كالسَّيفِ منصلتٌ
بينَ الأشاءِ تسامى حولهُ العُسُبُ
وبالشَّمائلِ منْ جلاّنَ مقتنصٌ
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ خَلآئِلِهِ وصب
معدُّ زرقٍ هدتْ قضباً مصدَّرة ً
مُلْسَ الْبُطُونِ حَدَاهَا الرِيشُ وَالْعَقَبُ
كانتْ إذا ودقت أمثالهنَّ لهُ
فبعضهنَّ عنِ الأُلاّفِ مشتعبُ
حتَّى إذا الوحشُ في أهضامِ موردِها
تغيَّبتْ رابها من خيفة ٍ ريبُ
فعرَّضتْ طلقاً أعناقها فرقاً
ثمَّ اطَّباها خريرُ الماءِ ينسكبُ
فأَقْبَلَ الْحُقْبُ وَالأكْبَادُ نَاشِزَة ٌ
فوقَ الشَّراسيفِ منْ أحشائها تجبُ
حَتَّى إِذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حَنْجَرَة ٍ
إلى الغليلِ ولم يقصعنهُ نُغبُ
رمى فأخطأَ والأقدارُ غالبة ٌ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
يقعنَ بالسَّفحِ ممّا قدْ رأينَ بهِ
وقعاً يكادُ حصى المعزاءُ يلتهبُ
كأنَّهنّ خوافي أجدلٍ قرمٍ
وَلاَ تُعَابُ وَلا تُرْمَى بِهَا الرِّيَبُ
أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بِالْوَشْي أَكْرُعُهُ
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
تقيَّظَ الرَّملَ حتَّى هزَّ خلفتهُ
تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَا فِي عَيشِهِ رَتَبُ
ربلاً وأرطى نفتْ عنهُ ذوائبهُ
كواكبَ الحرِّ حتى ماتتِ الشُّهبُ
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ
من ذي الفوارسِ يدعو أنفهُ الرِّببُ
حتَّى إذا جعلتهُ بينَ أظهرها
من عجمة ِ الرَّملِ أثباجٌ لها خببُ
ضَمَّ الظَّلاَمُ عَلَى الْوَحْشِيِّ شَمْلَتَهُ
وَرَائِحٌ مِنْ نَشَاصِ الدَّلْو مُنْسَكِبُ
فَبَاتَ ضَيفاً إِلَى أَرْطَاة مُرْتَكِمٍ
منَ الكثيبِ لها دفءٌ ومحتجبُ
ميلاءَ من معدنِ الصِّيرانِ قاصية ٍ
أبعارُهنَّ على أهدافها كثبُ
وحائلٌ من سفيرِ الحولِ جائلهُ
حولَ الجراثيمِ في ألوانهِ شهبُ
كَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيَة ً
أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ
إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَيْهِ غَبْيَة ٌ أَرِجَتْ
مرابضُ العينِ حتى يأرجَ الخشبُ
تجلو البوارقُ عن مجرمِّزٍ لهقٍ
كأنَّه متقبّي يلمقٍ عزبُ
والودقُ يستنُّ عن أعلى طريقتهِ
إِني أَخوُ الْجِسْمِ فِيهِ السُّقْمُ وَالْكُرَبُ
كَأَنَّهَا فِضَّة ٌ قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ
منْ هائلِ الرَّملِ منقاضٌ ومنكثبُ
إِذَا أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دونَ الأرومة ِ من أطنابها طنبُ
تُرِيك سُنَّة َ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَة ٍ
بنبأة ِ الصَّوتِ ما في سمعهِ كذبُ
حتَّى إذا ما جلا عن وجههِ فلقٌ
هاديهِ في أخرياتِ اللَّيلِ منتصبُ
أَغْبَاشَ لَيْلٍ تِمَامٍ كَانَ طَارَقَهُ
تطخطُخُ الغيمِ حتى ما لهُ جوبُ
غدا كأنَّ بهِ جنّاً تذاءبُهُ
مِنْ كُلِّ أَقْطَارِهِ يَخْشَى وَيَرْتَقِبُ
حتّى إذا ما لها في الجدرِ واتَّخذتْ
شمسُ النَّهارِ شعاعاً بينهُ طببُ
ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنقبتهِ
كَأَنَّهُ حِينَ يَعْلُو عَاقِراً لَهَبُ
هَاجَتْ لَهُ جُوَّعٌ زُرْقٌ مُخَصَّرَة ٌ
شوازبٌ لاحها التَّغريثُ والجنبُ
غُضفٌ مهرَّتة ُ الأشداقِ ضارية ٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِي أَعْنَاقِها الْعَذَبُ
وَمُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِهِ
ألفى أباهُ بذاكَ الكسبِ يكتسبُ
مقزَّعٌ أطلسُ الأطمارِ ليسَ لهُ
إلا الضّراءَ وإلاّ صيدَها نشبُ
فانصاعَ جانبهُ الوحشيَّ وانكدرتْ
يَلْحَبْنَ لاَ يَأْتَلِي الْمَطْلُوبُ وَالطَّلَبُ
حَتَّى إِذَا دَوَّمَتْ فِي الأرضِ رَاجَعَهُ
كبرٌ ولو شاءَ نجَّى نفسهُ الهربُ
خَزَايَة ً أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ
منْ جانبِ الحبلِ مخلوطاً به غضبُ
فَكَفَّ مِنْ غَرْبِهِ وَالْغُضْفُ يَسْمَعُهَا
خَلْفَ السَّبِيْبِ مِن الإِجْهَادِ تَنْتَحِبُ
حَتَّى إِذَا أَمْكَنَتْهُ وَهْوَ مُنْحَرِفٌ
أَوْ كَادَ يُمْكِنُهَا الْعُرْقُوبُ وَالذَّنَبُ
بلَّتْ بهِ غيرَ طيّاشٍ ولا رعشٍ
إذ جلنَ في معركٍ يُخشى بهِ العطبُ
فكرَّ يمشقُ طعناً في جواشنها
وُرْقَ السَّرَابِيلِ في أَلْوَانِهَا خَطَبُ
فَتَارَة ً يَخِضُ الأَعْنَاقَ عَنْ عُرُضٍ
جَمَاجِمٌ يُبَّسٌ أَوْ حَنْظَلٌ خَرِبُ
يُنْحِي لَهَا حَدَّ مَدْرِيٍّ يَجُوفُ بِهِ
حالاً ويصردُ حالاً لهذمٌ سلبُ
حتّى إذا كُنَّ محجوزاً بنافذة ٍ
وَزَاهِقاً وَكِلاَ رَوْقَيْهِ مُخْتَضِبُ
ولَّى يَهُزُّ انْهِزَاماً وَسْطَهَا زَعِلاً
جذلانَ قد أفرختْ عن روعهِ الكُربُ
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عفْرِيَة ٍ
مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ
وهنَّ من واطئٍ ثنييْ حويَّتهِ
وَنَاشِجٍ وَعَوَاصِي الْجَوْفِ تَنْشَخِبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
أبو ثلاثينَ أمسى فهو منقلبُ
شَخْتُ الْجُزَارَة ِ مِثْلُ الْبَيْتِ سَائِرُهُ
من المسوحِ خدبٌّ شوقبٌ خشبُ
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ مِنْ عُشَرٍ
صَقْبَانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهمَا النَّجَبُ
أَلْهَاهُ آءٌ وَتَنُّومٌ وَعُقْبَتُهُ
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ هَاجِعاً لَعِبَتْ
يظلُّ مختضعاً يبدو فتُنكرهُ
حالاً ويسطعُ أحياناً فينتسبُ
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أو منْ معاشرَ في آذانها الخُربُ
هَجَنَّعٌ رَاحَ فِي سَوْدَآءَ مُخْمَلَة ٍ
منَ القطائفِ أعلى ثوبهِ الهدبُ
أو مقحمٌ أضعفَ الإبطانَ حادجهُ
بالأمسِ فاستأخرَ العدلانِ والقتبُ
أضلَّهُ راعيا كلبيَّة ٍ صدرا
عَنْ مُطْلِبٍ وَطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطَرِبُ
عليه زادٌ وأهدامٌ وأخفية ٌ
قَد كَادَ يَسْتَلُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ
كلٌّ منَ المنظرِ الأعلى له شبهٌ
هذَا وَهذَانِ قَدُّ الْجِسْمِ وَالنُّقَبُ
حتى إذا الهيقُ أمسى شامَ أفرُخهُ
وهنَّ لا مؤيسٌ نأياً ولا كثبُ
يَرْقدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ وَيَطْرُدُهُ
حفيفُ نافجة ٍ عثنونُها حصبُ
تَبْرِي لَهُ صَعْلَة ٌ خَرْجَآءُ خَاضِعَة ٌ
فالخرقُ دونَ بناتِ البيضِ منتهبُ
كَأَنّهَا دَلْوُ بِئْرٍ جَدَّ مَاتِحُهَا
حتَّى إذا ما رآها خانها الكربُ
وَيْلُمّهَا رَوْحَة ً وَالرّيحُ مُعْصِفَة ٌ
وَالْغَيْثُ مُرْتَجِزٌ وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبُ
لا يذخرانِ من الإيغالِ باقية ً
حَتَّى تَكَادُ تَفَرَّى عَنْهُمَا الأُهُبُ
فكلُّ ما هبطا في شأوِ شوطهما
مِنَ الأَمَاكِنِ مَفْعُولٌ بِهِ الْعَجَبُ
لا يأمنانِ سباعَ الأرضِ أو برداً
إِنْ أَظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لَجَبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
إِلاَّ الدَّهَاسُ وَأُمٌّ بَرَّة ٌ وَأَبُ
كأنَّما فُلِّقتْ عنها ببلقعة ٍ
جماجمٌ يُبَّسُ أنو حنظلٌ خربُ
ممّا تقيَّضَ عنْ عوجٍ معطَّفة ٍ
كأنَّها شاملٌ أبشارها جربُ
أشداقها كصدوعِ النَّبعِ في قللٍ
مثلِ الدَّحاريجِ لم ينبُتْ بها الزَّغبُ
كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا كُرَّاثُ سَآئِفَة ٍ
طارتْ لفائفهُ أو هيشرٌ سلُبُ

****************************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى