فيا زفرتي اصعدي وتنفسي
فقد هبطت من ضيق جفني المدامع
وهنا يناشد الشاعر زفراته الحارة ان تصعد من جوفه لعلها تخرج فتنفس عليه بعض مايحس اويشعر به ويذكرها انحالة الشوق جعلته في موقف لايحسد عليه اذ دموعه جارية هابطة من جفون عينيه بعد ان قرحتها واثرت فيها حتى على ناظريه فاصبحت جفونه ضيقة ضعيفة كليلة
وياكبدي في ذوبي صبابة
وياكمدي دم انني بك يانع
ويخاطب كبده الحري فيقول لها ذوبي في قلبي وجسمي شوقا ولوعة ووالصبابة هي حرارة الشوق ورقته ومايشعر به المحب من ضيق قد يقتله في حبه ويوؤدي به الى الكمد الدائم هذا الذي يتحسسه الشاعر في كل حين حتى اصبح مطاوعا له وربما يناجي الكمد فيقول دم اي اثبت في قلبي ولا تخرج منه خوفا ان يحل مكانه ما هو اشق منه فيؤذي نفسه ويقتلها
وياجسدي هل فيك من رمق فما
اراك سوى بالوهم عندي طالع
ويناجي جسده الخاوي من شوق الحب هل بقي فيك قليل من قوة او بقية من روح فانه يرى جسمه انحله الشوق والهوى فاصبح طالعا كالوهم يمشي بلا فكر في هيكل عظمي خاو ضعيف ياله من حب قاتل وشديد ذاك الذي يشعربه
ويامهجتي الرسم منك قد اندرس
ويا طلل الاحشاء فجعك صادع
اما مهجته فقد اندرست معالمها ورسومها ولم يبق منها الا اثر او اطلال هي الاحشاء التي فجع بها ا يضا فهي خاوية متصدعة – شوقا للحبيب ووجده وحبه الذي لا ينزع
وياجفني المقروح قد فني الدما
وياقلبي المجروح هل انت فازع
ويناشد جفنه المقرح المتورم من كثرة البكاء وشدته والنحيب الذي لا ينقطع انه قد نضب الدم الذي فيه ويلتفت الى قلبه المجروح فيسأله هل انت فازع اي خائف مرجف مما حل في اعضائه الاخرى خوفا من ا لموت والهلاك في عشق الحبيب وحبه
وياذاتي المعدوم هل لك بعثة
وياصبري المهزوم هل انت راجع
الذات كما يوضحها صاحب معجم المصطلحات الصوفية صفحة103 (هي الامر الذي تستند اليه الاسماء والذات نوعان نوع موجود محض وهو ذات الباري سبحانه ونوع موجود ملحق بالعدم هو ذات المخلوقات وذات الله سبحانه عبارة عن نفسه التي هو بها موجود لانه قائم بنفسه وهو الشيء الذي استحق الاسماء والصفات بهويته وذان الله تعالى غيب الاحدية لاتدريك بمفهوم عباره ولاتفهم بمعلوم اشارة وليس لذاته شيء في الوجود مناسب ولا مطابق ولا مناف ولا مضاد) والشاعر يناشد ذاته هل لها ان تشد من قوتها وتبعث جديد لكي يستطيع الحراك ويستمر في حبه ويناشد صبره الذي اعتبره مهزوم او مندحر من شدة هول معركةالحب والشوق هل هو راجع اليه فيعينه على التصير في حبه ووجده والصبر هو الوقوف على البلاء مع حسن الخلق كلاهما موجدان في شخصية الشاعر والصبر صبران صبرالعابدين واحسنه ان يكون العابد محظوظا وصبرالمحبين واحسنه او افضله ان يكون مرفوضا فيزداد شوقه وتعلقه بالحبيب وهو ماقصده الشاعر في هذا البيت
والصبر غاية اهل الحق وتتركز عليه ادابهم واخلاقهم لانهم يرونه من سمات البشرية وصفة من صفات الانسان الكامل لان الانسان الصابر انما يصبر على البلاء ويشكر حال النعمة والصبرفي البلاء افضل لانه اشق على النفس فينال الجزاء الاوفي
قال تعالى( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) سورة الزمر الاية \10
وياخفقان القلب زدني كا بة
وبنار وجدي قد منين اضالع
ويترجى الشاعرمن خفقات قلبه الحرى ان تزده غما وكمدا وكابةوشدة بنارحبه وشوقه فانه كلكا كثرت هذه وازدات احب محبوبه والحق تعالى اكثر وتفانى في عشق اشد فقد اصاب شوقه احشائه ووصل حتى الى اضالعه التي هي قبل جلده
ويانفسي الحراء موتي تلهفا
فما لك في ذنب المحبة شافع
ويناجي نفسه فيقول لها موتي حسرة وتلفا فانت التي اخترت هذه المشقة في حبك ورغبت فيها والمحبة ان يهب المحب نفسه للمحبوب والمحبة تتوالد من احسان الله تعا لى اليهم وعطفه عليهم قال رسول الله صلى الله وسلم ( جبلت القلوب على حب من احسن اليها ) وقد تكون المحبة بتولد نظرالقلب الى غناء الله تعالى وجلاله وعظمته وجماله وقدرته وعلمه وربما تتولد من نظر المحبين ومعرفتهم بقديم حب الله تعالى بلا علة
فالمحب يتلذذ ويسعد بكل مايرد اليه من حبيبه ولوكان نزرا يسيرا فالحب هو العيش الحقيقي فمن احب الله لاعيش له مع الخلق لانه يحيا بحب الله تعالى ولا يرى حبيبا سواه فيذهب عيشه من الدنيا ويبقى حبه لله خالدا مخلدا
ويا روحي المبعوث صبرا على البلا
وياعقلي المسلوب هل انت راجع
الروح \ مظهر الذات الالهية ولا يمكن ولايمكن ان يحوم حولها حائم ولا يروم حولها رائم ولا يعلم كنهها الا الله تعالى ولا ينال هذه البغية سواه وقد شرحناها سابقا
فعلى الروح ان تصبر على البلاء في الحب وعلى العقل الذي سلبه الحبيب ان يرجع الى صوابه فيرى لمن يحب انه يحب الله تعالى الذي لامحبوب سواه
ويا مابقى في الوهم مني وجوده
عدمتك شيئا وقعه متمانع
ولم يبق عند الشاعرغيرالوهم يتعلق به فها هو ينا شد ما بقي منه في وجوده والوجود ياتي بعد منزلة الوجد في الشوق والرجى
وهو اخص منه لدوامه بدوام الشهود واستهلاك الواجد وغيبته عن وجوده كليا ووقع اثره وصداه
ويامسقمي زدني اسى وتبدد ا
فليس لسقمي غير صبرى ناقع
يامن اسقمتني فقد تعلمت على العذاب والاسى والفرقة ولم يبق لي غير الصبر الوذ به
وياعاذلي كم تعذلني وان اكن
الى العذل لا اصغي فللذكرسامع
العاذل \ اللائم والعذل الملامة بشماته
الذكر \ هو الخروج من ميدان الغفلة الى فضاء المشاهدة على غلبةالخوف في كثرة الحب وهو بساط العارفين ونصاب المحبين وشراب العاشقين وقد كتبنا به كثيرا
وياقاضيا في الحب يقضي بعدله
تحكم بجور انني لك طائع
قاضي الحب \ الحاكم العدل فيه والذي يرجوه الشاعران يكون عادلا لايحكم بجوراو ظلم فانه قانع بماحكم فكيف اذا كان هو الخصم والحكم
جعلت وجودي مايمن لها به
وان وجودي مكرة وخدائع
الوجود هنا كثرة الوجد وهي اظهار حالةالوجد وهو فناء النفس في غلبة سلطان الحقيقة ويقول النوري رحمه الله تعالى ان الوجد لهيب ينشا في الاسرار ويسنح عن الشوق فتضطرب الجوارح حزنا او فرحا تبعا الى ذلك الوارد
مايمن \ مايوهب او يعطي
مكرة \ حيلة
فمن مصر ارضي قد خرجت لمدين ال
على وشعيب القلب فيه صرائع
مصر \ ارض الكنانة ومنها خرج موسى (خائفا يترقب) متوجها الي مدينة - مدين - وهي مدينة قديمة في الجزيرة العربية وفيها لقي النبي شعيب عليهما السلام وقد سبقت الاشارة اليها وان مدين من المدن التي ذكرت في القران الكريم والابيات التالية تحكي تحكي جزءا من قصة موسى وشعيب عليهما لسلام
شعيب القلب \ اخادعه وعروقه ومداخله ومخارجه وقد يكون النبي شعيب عليه السلام والمعنى في قلب الشاعر
فقد هبطت من ضيق جفني المدامع
وهنا يناشد الشاعر زفراته الحارة ان تصعد من جوفه لعلها تخرج فتنفس عليه بعض مايحس اويشعر به ويذكرها انحالة الشوق جعلته في موقف لايحسد عليه اذ دموعه جارية هابطة من جفون عينيه بعد ان قرحتها واثرت فيها حتى على ناظريه فاصبحت جفونه ضيقة ضعيفة كليلة
وياكبدي في ذوبي صبابة
وياكمدي دم انني بك يانع
ويخاطب كبده الحري فيقول لها ذوبي في قلبي وجسمي شوقا ولوعة ووالصبابة هي حرارة الشوق ورقته ومايشعر به المحب من ضيق قد يقتله في حبه ويوؤدي به الى الكمد الدائم هذا الذي يتحسسه الشاعر في كل حين حتى اصبح مطاوعا له وربما يناجي الكمد فيقول دم اي اثبت في قلبي ولا تخرج منه خوفا ان يحل مكانه ما هو اشق منه فيؤذي نفسه ويقتلها
وياجسدي هل فيك من رمق فما
اراك سوى بالوهم عندي طالع
ويناجي جسده الخاوي من شوق الحب هل بقي فيك قليل من قوة او بقية من روح فانه يرى جسمه انحله الشوق والهوى فاصبح طالعا كالوهم يمشي بلا فكر في هيكل عظمي خاو ضعيف ياله من حب قاتل وشديد ذاك الذي يشعربه
ويامهجتي الرسم منك قد اندرس
ويا طلل الاحشاء فجعك صادع
اما مهجته فقد اندرست معالمها ورسومها ولم يبق منها الا اثر او اطلال هي الاحشاء التي فجع بها ا يضا فهي خاوية متصدعة – شوقا للحبيب ووجده وحبه الذي لا ينزع
وياجفني المقروح قد فني الدما
وياقلبي المجروح هل انت فازع
ويناشد جفنه المقرح المتورم من كثرة البكاء وشدته والنحيب الذي لا ينقطع انه قد نضب الدم الذي فيه ويلتفت الى قلبه المجروح فيسأله هل انت فازع اي خائف مرجف مما حل في اعضائه الاخرى خوفا من ا لموت والهلاك في عشق الحبيب وحبه
وياذاتي المعدوم هل لك بعثة
وياصبري المهزوم هل انت راجع
الذات كما يوضحها صاحب معجم المصطلحات الصوفية صفحة103 (هي الامر الذي تستند اليه الاسماء والذات نوعان نوع موجود محض وهو ذات الباري سبحانه ونوع موجود ملحق بالعدم هو ذات المخلوقات وذات الله سبحانه عبارة عن نفسه التي هو بها موجود لانه قائم بنفسه وهو الشيء الذي استحق الاسماء والصفات بهويته وذان الله تعالى غيب الاحدية لاتدريك بمفهوم عباره ولاتفهم بمعلوم اشارة وليس لذاته شيء في الوجود مناسب ولا مطابق ولا مناف ولا مضاد) والشاعر يناشد ذاته هل لها ان تشد من قوتها وتبعث جديد لكي يستطيع الحراك ويستمر في حبه ويناشد صبره الذي اعتبره مهزوم او مندحر من شدة هول معركةالحب والشوق هل هو راجع اليه فيعينه على التصير في حبه ووجده والصبر هو الوقوف على البلاء مع حسن الخلق كلاهما موجدان في شخصية الشاعر والصبر صبران صبرالعابدين واحسنه ان يكون العابد محظوظا وصبرالمحبين واحسنه او افضله ان يكون مرفوضا فيزداد شوقه وتعلقه بالحبيب وهو ماقصده الشاعر في هذا البيت
والصبر غاية اهل الحق وتتركز عليه ادابهم واخلاقهم لانهم يرونه من سمات البشرية وصفة من صفات الانسان الكامل لان الانسان الصابر انما يصبر على البلاء ويشكر حال النعمة والصبرفي البلاء افضل لانه اشق على النفس فينال الجزاء الاوفي
قال تعالى( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) سورة الزمر الاية \10
وياخفقان القلب زدني كا بة
وبنار وجدي قد منين اضالع
ويترجى الشاعرمن خفقات قلبه الحرى ان تزده غما وكمدا وكابةوشدة بنارحبه وشوقه فانه كلكا كثرت هذه وازدات احب محبوبه والحق تعالى اكثر وتفانى في عشق اشد فقد اصاب شوقه احشائه ووصل حتى الى اضالعه التي هي قبل جلده
ويانفسي الحراء موتي تلهفا
فما لك في ذنب المحبة شافع
ويناجي نفسه فيقول لها موتي حسرة وتلفا فانت التي اخترت هذه المشقة في حبك ورغبت فيها والمحبة ان يهب المحب نفسه للمحبوب والمحبة تتوالد من احسان الله تعا لى اليهم وعطفه عليهم قال رسول الله صلى الله وسلم ( جبلت القلوب على حب من احسن اليها ) وقد تكون المحبة بتولد نظرالقلب الى غناء الله تعالى وجلاله وعظمته وجماله وقدرته وعلمه وربما تتولد من نظر المحبين ومعرفتهم بقديم حب الله تعالى بلا علة
فالمحب يتلذذ ويسعد بكل مايرد اليه من حبيبه ولوكان نزرا يسيرا فالحب هو العيش الحقيقي فمن احب الله لاعيش له مع الخلق لانه يحيا بحب الله تعالى ولا يرى حبيبا سواه فيذهب عيشه من الدنيا ويبقى حبه لله خالدا مخلدا
ويا روحي المبعوث صبرا على البلا
وياعقلي المسلوب هل انت راجع
الروح \ مظهر الذات الالهية ولا يمكن ولايمكن ان يحوم حولها حائم ولا يروم حولها رائم ولا يعلم كنهها الا الله تعالى ولا ينال هذه البغية سواه وقد شرحناها سابقا
فعلى الروح ان تصبر على البلاء في الحب وعلى العقل الذي سلبه الحبيب ان يرجع الى صوابه فيرى لمن يحب انه يحب الله تعالى الذي لامحبوب سواه
ويا مابقى في الوهم مني وجوده
عدمتك شيئا وقعه متمانع
ولم يبق عند الشاعرغيرالوهم يتعلق به فها هو ينا شد ما بقي منه في وجوده والوجود ياتي بعد منزلة الوجد في الشوق والرجى
وهو اخص منه لدوامه بدوام الشهود واستهلاك الواجد وغيبته عن وجوده كليا ووقع اثره وصداه
ويامسقمي زدني اسى وتبدد ا
فليس لسقمي غير صبرى ناقع
يامن اسقمتني فقد تعلمت على العذاب والاسى والفرقة ولم يبق لي غير الصبر الوذ به
وياعاذلي كم تعذلني وان اكن
الى العذل لا اصغي فللذكرسامع
العاذل \ اللائم والعذل الملامة بشماته
الذكر \ هو الخروج من ميدان الغفلة الى فضاء المشاهدة على غلبةالخوف في كثرة الحب وهو بساط العارفين ونصاب المحبين وشراب العاشقين وقد كتبنا به كثيرا
وياقاضيا في الحب يقضي بعدله
تحكم بجور انني لك طائع
قاضي الحب \ الحاكم العدل فيه والذي يرجوه الشاعران يكون عادلا لايحكم بجوراو ظلم فانه قانع بماحكم فكيف اذا كان هو الخصم والحكم
جعلت وجودي مايمن لها به
وان وجودي مكرة وخدائع
الوجود هنا كثرة الوجد وهي اظهار حالةالوجد وهو فناء النفس في غلبة سلطان الحقيقة ويقول النوري رحمه الله تعالى ان الوجد لهيب ينشا في الاسرار ويسنح عن الشوق فتضطرب الجوارح حزنا او فرحا تبعا الى ذلك الوارد
مايمن \ مايوهب او يعطي
مكرة \ حيلة
فمن مصر ارضي قد خرجت لمدين ال
على وشعيب القلب فيه صرائع
مصر \ ارض الكنانة ومنها خرج موسى (خائفا يترقب) متوجها الي مدينة - مدين - وهي مدينة قديمة في الجزيرة العربية وفيها لقي النبي شعيب عليهما السلام وقد سبقت الاشارة اليها وان مدين من المدن التي ذكرت في القران الكريم والابيات التالية تحكي تحكي جزءا من قصة موسى وشعيب عليهما لسلام
شعيب القلب \ اخادعه وعروقه ومداخله ومخارجه وقد يكون النبي شعيب عليه السلام والمعنى في قلب الشاعر