اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المناقضات في شعر العصر الاموي بقلم د . فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin





المنـــاقـضــــا ت




النقائض وهي قصائد في غاية في البلاغة والمتانة تمتاز بطولها وتكاد تكون تطورا لشعر الهجاء الا انه يداخل القصيدة المدح والفخر ايضا . يردّ الشاعر فيها على خصمه الشاعر الاخر او خصومه من الشعراء.

و تتميز هذه القصائد انها تشترك في الوزن والقافية والروي فكل قصيدتين متضادتين تأتيان من بحر واحد وروي واحد وقافية واحدة كانهما قصيدة واحدة لولا اختلاف المقاصد والاهواء و نستطيع ان نقول انها قد تطورت من الهجاء الجاهلي وفي النقيضة يمدح الشاعر قومه ونفسه بافتخار ويفند مزاعم خصمه الشاعر الاخرويظهر مثالبهم .

وقد شاعت النقائض في هذا العصر الاموي نتيجة للصراع الحزبي او القبلي او العداء الشخصي بين الشعراء انفسهم حتى اصبحت فنا جديدا من فنون الشعر العربي له شعراؤه وفرسانه وقيلت فيه القصائد الطوال الرائعة التي اعجب بها الادباء والنقاد والتي اعتبرت من روائع الشعر العربي.

والنقائض فن متطور من الهجاء الجاهلي حيث يعتبر البذرة الاصلية له والقصيدة في هذا الفن تختلف عن قصيدة الهجاء كونها ملتزمة الرد والنقض لما يرد في القصيدة المقابلة مع التزام القصيدة الناقضة نفس وزن وقافية وروي القصيدة المنقوضة .

ولعلنا نقول انها لم يكن لها وجود في الشعر الجاهلي او شعر صدر الاسلام وان النقائض وليدة هذا العصر فهي فن مستحدث من فنون الشعر العربي الجديد في العصر الاموي .

ان هذه النقائض زادت من حدة الخلاف وشدة النزاع الحزبي والقبلي بين الاطراف المتنازعة حيث اتجه الشعراء في البحث عن مثالب بعضهم البعض ومثالب الاقوام الاخرين واللهاث وراء معرفة كل مثلبة في الشاعر الاخر و في قومه وعشيرته في الماضي او في الحاضر وان كانت خافية الا ا نها رسمت صورة لحياة المجتمع العربي والقبلي وكانت سببا مباشرا في دراسة المجتمع القبلي من قبل هؤلاء الشعراء واحداث عصرهم فكانت مصدرا مهما من مصادر تاريخ العصر الجاهلي فهي دراسة او نبش في التاريخ وراء الاحداث وما تمخض عنها من نوازع وامور تهم هذا الطرف او ذاك وقد خرجت بعض هذه القصائد عن المالوف في الاصول والاداب واهم شعراء هذا الفن الفرزدق والاخطل وجرير .
يقول جرير في الفرزدق :

ولقد ولدت ام الفرزدق فاجــــــرا
فجاءت بوزار قصيــــــرالقوادم

هو الرجس يا اهل ا لمدينة فاحذروا
مداخل رجــــــس بالخبيثات عالم


فيرد عليه الفرزدق قائلا :

قال ابن صانعة الزروب لقومه
لا استطيع رواسي الاعلام

ووجدت قومك فقؤوا من لؤ مهم
عينيك عند مكارم الا قوام

صغرت دلاؤهم فما ملاءوا بها
حوضا ولا شهدوا عراك زحام

واضيف ان النقائض قصائد رائعة في الادب العربي فهي فن قديم جديد في الشعرالعربي وربما يتعبره اخرون امتداد لشعر الهجاء في الجاهلية وصدرالاسلام وقد تطور هذا الفن من الشعر العربي وتوسع في زمن العصر الاموي على ايدي فطاحل شعراء هذا العصر حتى اصبح فنا او غرضا جديدا في الشعرالعربي فالنقائض قصائد في منتهى القوة والبلاغة والعاطفة الشعرية تمتاز بطولها وقد قالها فحول شعراء العربية في العصر الاموي في الرد على الشاعر الخصم او الرد على قصيدة الخصم بحيث ينقضون ما فيها من مدح ويحولونه الى انفسهم او الفخر فيفخرون بانفسهم ورهطهم او قبائلهم ويحولون الهجاء والذم ذمّاواظهار مثالب الخصم ويظهر كل شاعر منهم مثالب الاخر ومعايبه ومعايب قومه وقبيلته وينسب الشاعر القائل الفخر والمدح الى نفسه اوالى قومه ومن اليهم .

ان أقدم قصائد النقائض العربية, التي وصلتنا من العصر الجاهلي, والتي يمکن أن نعدها إحدى الحلقات المؤسسة للمقاييس الشکلية والمعنوية لفن النقائض, الذي نما وشاع حتى تحول إلى ظاهرة في العصر الأموي لها اهميتها وشيوعها ونحاول تتبع نشأة المناقضات في العصر الجاهلي من خلال التعريف بأقدم ما وصلنا من قصائدها ولعلنا نتمكنمن تقديم صورة واضحة عن نمووتطور مراحل هذ الفن ومراحل تطوره منذ البداية إلى أن بلغت هذه النقائض درجةالکمال والنضج في العصر الأموي .

في العصر الأموي تعقدت قصيدة النقيضة بحيث التزم الشاعربقيود وضعت عليها . ووجد هذا الهجاء ( النقائض ) لدى الناس ميولاً واستحساناً واخذوا يلتفون حولها ولسماع الجديد من الهجاء والأخبار والنوادر . ويتحركون من شاعر لآخر ليهيجوا الحماس ويثيروا النفوس بحيث اصبح الشاعر همه رضى الناس وامكانية تفوقه على معارضه الشاعر الاخر الأمر الذي جعل هذا الهجاء وعرف في هذا العصر ب(النقائض ). وترتكزالنقائض على عوامل وامور او مقومات اختُصَّ بذكر التَّعصُّب القَّبَلِيِّ والتَّفاخُر بالأحسابِ والأنسابِ وهذه أمورٍ كان الإسلام قد حرَّمها .

ذكر أيام العرب في الجاهلية والإسلام وما خاضته او تعرضت له القبائل العربية من حروب أيام الجاهلية كانت أشد ظهورا في في النقائض ـ وكان على شعراء النقائض أن يلموا إلماماً واسعاً بأيام العرب وحروبهم خاصة الأيام التي شاركت فيها قبيلة الشاعر أو قبائل الشاعر الخصم لكي يتمكن من الهجاء بطلاقة . وقيل ان الفرزدق ـ عرف بسعة إطلاعه على أيام العرب وأخبارها ووقائعها حتى قيل :

( لولا الفرزدق لضاع نصف أخبار الناس ) .

2ـ معرفة الانساب العربية حيث تعد من اهم اشتمال القصيدة عليها

في هذا العصر ومنذ العصر الجاهلي عرف من بين العرب من يجيد معرفة الأنساب كأبي بكر الصديق . وامتاز العرب عن كل الاقوام باهتمامهم بانسابهم وحفظها والعناية بها . وقد أبرزت النقائض بما أثارته من عصبيات أهمية الأنساب فقد كانت من الامور التي يهاجم بها الشعراء خصومهم : فيشككون في نسبهم ، أو يتلاعبون به تلاعباً شديداً فينفون خصومهم عن قبائلهم ، وتارة يلحقونهم بها على أنهم عبيد لها أو أدعياء بها أو أنهم من فروعها التي لا شأن لهم بها ..

3ـ الأحساب : اما الاحساب فقد كانت من افضل مقومات النقائض والمراد بالأحساب : كل ما يعتز به الإنسان من أمجاد ومفاخر وغنى أو دين أو كرم ، لذلك نجد ان فحول شعراء النقائض يتميزون بالحرص على نشر مآثر قبائلهم في قصائدهم .

لاحظ كتابي ( المناقضات والمعارضات في الشعرالعربي )
*
واذكر من هذه النقائض نقائض الشعراء جرير والاخطل والفرزدق حيث كانوا اشهر الشعراء وتنافسوا بينهم كل يحاول نقض قصيدة غريمه ومن هذه القصائد التي تعدت حدود الاخلاق الى القول الفحش وكل ما حرمه الاسلام وما لم نالفه في الشعرالعربي .

يقول جرير في هجاء الاخطل :

إنّي حَلَفْتُ، فَلَنْ أُعَافيَ تَغْلِباً
للظّالِمِينَ عُقُوبَةً، وَنَكالا

قَبَحَ الإلهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ، إنّها
هَانَتْ عليّ مَعَاطِساً وَسِبالا

المُعْرِسُونَ إذا انْتَشَوْا بِبِنَاتِهِمْ
وَالدّائِبِينَ إجَارَةً وَسُؤالا

وَالتّغْلِبيّ إذا تَنَحْنحَ للقِرَى
حَكّ اسْتَهُ وَتَمَثّلَ الأمْثَالا

وَرَجَا الأُخيطِلُ من سَفَاهَةِ رَأْيِهِ،
مَا لم يَكُنْ وأبٌ لَهُ لِيُنالا

تَمّتْ تميمي، يا أُخيطلُ، فاحْتَجِزْ،
خَزِيَ الأُخَيْطِلُ حِينَ قُلْتُ وقالا

فَلَنَحْنُ أَكْرَمُ في المنازل مِنْكُم
خَيلاً، وأَطْوَلُ في الحِبالِ حِبالا


فرد عليه الاخطل بقصيدة مماثلة تناقض قصيدته يقول فيها :


ولقَلَّ ما يُصْبحْنَ إلاَّ شُــــزَّباً

يرْكَبْنَ مِن عَرَضِ الحوادثِ حالا

فطَحَنَّ حائرَة المُلـــــــــــــــــــوكِ بِكَلْكَلِ
حتى احتَذَيْنَ مِنَ الدّماء نِعالا

وأبرنَ قومكَ يا جريرُ، وغيرَهُم
وأبرنَ من حلقِ الربابِ حلالا

ولقد دخلنَ على شقيقٍ بيتهُ
ولقَدْ رأيْنَ بساقِ نَضْرَة َ خالا

وبَنو غُدانَة َ شاخِصٌ أبْصارُهُمْ
يَسْعَوْنَ تَحْتَ بُطونهِنَّ رِجالا

يَنْقُلْنهُمْ نَقْلَ الكِلابِ جِراءها
حتى ورَدنَ عُراعِراً وأُثالا


اما هجاء جرير للفرزدق فمنه هذه الابيات :

وَجَدنا جُبَيراً أَبا غالِبٍ بَعيدَ القَرابَةِ مِن مَعبَدِ

أَتَجعَلُ ذا الكيرِ مِن مالِكٍ وَأَينَ سُهَيلٌ مِنَ الفَرقَدِ

وَشَرُّ الفِلاءِ اِبنُ حوقِ الحِمارِ وَتَلقى قُفَيرَةَ بِالمَرصَدِ

وَعِرقُ الفَرَزدَقِ شَرُّ العُروقِ خَبيثُ الثَرى كابِيُ الأَزنُدِ

وَأَوصى جُبَيرٌ إِلى غالِبٍ وَصِيَّةَ ذي الرَحِمِ المُجهَدِ

فَقالَ اِرفُقَنَّ بِلَيَّ الكَتيفِ وَحَكِّ المَشاعِبِ بِالمِبرَدِ

كَليلاً وَجَدتُم بَني مِنقَرٍ سِلاحَ قَتيلِكُمُ المُــسنَدِ

تَقولُ نَوارُ فَضَحتَ القُيونَ فَلَيتَ الفَرَزدَقَ لَم يولَدِ

وَقالَت بِذي حَومَلٍ وَالرِماحِ شَهِدتَ وَلَيتَكَ لَم تَشهَدِ

وَفازَ الفَرَزدَقُ بِالكَلبَتَينِ وَعِدلٍ مِنَ الحُمَمِ الأَسوَدِ

فَرَقِّع لِجَدِّكَ أَكيارَهُ وَأَصلِح مَتاعَكَ لا تُفسِدِ

وَأَدنِ العَلاةَ وَأَدنِ القَدومَ وَوَسِّع لِكيرِكَ في المَقعَدِ

قَرَنتَ البَعيثَ إِلى ذي الصَليبِ
مَعَ القَينِ في المَرَسِ المُحصَدِ


ويقول جرير في الفرزدق :

خلق الفرزدق سوءة في مالك
ولخلف ضبة كان شر غلام

مهلا فرزدق ان قومك فيهموا
خورالقلوب وخفة الاحلام

كان العنان على ابيك محرما
والكير كان عليه غير حرام

مازلت تسعى في خيالك سادرا
حتى التبست بعرتي وعرامي


• الغـــزل :

وقد شهد الشعر في العصر الأموي ازدهار فن آخر من الفنون الشعرية وهو الشعر الغزلي، التي كثرت فتفتّحت براعمه في العصر الإسلامي، حيث توفرت جُملة من الأسباب والدواعي لازدهار هذا الفن الشعري بأنواعه الثلاثة؛ وهي الحضري والبدوي والنسيب.وخاصة في المدن الكبرى مثل مكة والمدينة والطائف وفي الامصار الاخرى ايضا ولا عجب في انصراف شعراء الغزل إلى اللهو وسماع الغناء بالإضافة إلى التعرّض للنساء، فافتتنوا في شعرهم افتتانًا ارتقى بالشعر الغزلي إلى مرتبة رفيعة لم يصل إليها ويبلغها الشعر العربي من قبل، فالغزل فن من الفنون الشعرية القديمة قدم الشعر و فيه تعبير عما يعتمل في عاطفة الشاعر الشخصية وما يختلج في نفسه وقلبه من هواجس ولواعج حب وشوق ووجد ووله وغرام يبثها لحبيبته .

لاحظ كتابي (الغزل في الشعرالعربي ) .

وقد انكمش في صدر الاسلام واصابه الضعف والوهن ثم بعث من جديد في العصر الاموي بصورة واسعة حتى ان بعض الشعراء لم يكن لهم شعر الا في الغزل وهم امتداد لعشاق العرب الجاهليين ويتبين في شعر الغزل ثلاثة اتجاهات واسعة ومختلفة احدها عن الاخر تبعا لطبيعة ونفسية الشاعر ومكانته وشاعريته وما انشده في قصيده من الغزل.


اولها - الغزل التقليدي :

وهي ابيات في الحب والغزل والتشبيب يفتتح الشاعر فيها قصيدته وسمي تقليديا لأنه استمرار لغزل الجاهليين وصدر الاسلام في افتتاح القصيدة وفيه يتغزل الشاعر بمن يحب وفي اكثر الاحيان يذكر اسما لحبيبته ويذكر ساعات اللقاء وايام الجفاء والم الشوق ولوعة الهوى والفراق وقد اكثر فيه فحول الشعراء هذا العصر وهم : جرير والاخطل والفرزدق في افتتاحيات قصائدهم وغيرهم ايضا ومما قاله جرير في الغزل و يتمثل فيها بافضل بيتين قالتها العرب في شعر الغزل في الشعر القديم او الحديث اذ لم يجاريه شاعر بمثلهما فيه :

لقد كتمت الهوى حتـى تهيجنـي
لا أستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا

كاد الهوى يوم سلمانيـن يقتلنـي
وكـاد يقتلنـي يومـا ببيــــدانـا

لا بارك الله في من كان يحسبكـم
الا على العهد حتى كانـا ماكانـا

لا بارك الله في الدنيا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من اسبـاب دنيانـا

ما احدث الدهـر مما تعلميـن لكـم
للحبل صرما ولا للعهـد نسيانـا

ان العيون التي في طرفها حـور
قتلننـا ثـم لـم يحيـن قتـلانـا *

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعـف خلـق الله انسانا *

اما الغزل الاخر فهو الغزل العفيف او العذري :

وسمي بالعذري لانه شاع بين قبائل بني عذرة التي تقطن في نجد و قرى الحجاز الشرقية و منها اشتقت تسميته. يتميز الشعر العذري بانه شعر يروي قصص حب حقيقية وصريحة وهو شعر الحب العفيف المحتشم البعيد عن التبذل والتفسخ الخلقي ويطلق عليه ( الغزل البدوي ) ايضا وقد تسمى شعراؤه او بعض منهم باسماء من يحبون ومن اهم من اشتهر به من الشعراء جميل بثينة و كثير عزة وعبد الله بن الدمينة ومجنون ليلى وغيرهم يقول الشاعر (جميل بثينة ) او جميل بن عبد الله العذري في حبه لبثينة حبيبته:


واني لأرضى من بثينة بالذي
لو ابصره الواشي لقرت بلابله

بلاه بان لا استطيع و بالمنى
وبالامل المرجو قد خاب امله

وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي
واواخره لا تلتقي واوائله

بينما ذاع او انتشر غزل اخر نسميه ( الغزل الحضري) في الحجاز خاصة في المدن الثلاث الكبرى مكة والمدينة والطائف لتوفر اسباب العيش المترف واستتباب الامن وكثرة الاموال والترف الاجتماعي .

وهذا الحب حب مبني على المادة الجسدية واللذة الجنسية وقد ذكر الشعراء في قصائدهم قصصا واحداث بعبارات جريئة بشكل لا مثيل له في العصر الجاهلي ولا في عصر صدر الاسلام وقد توسع هذا الغزل ليشكل مدرسة شعرية بذاتها ويمثل حياة العبث والمجون واللهو والفسوق وخلاف خلق الاسلام .

ويتميز بالاعتماد على الحادثة لذلك كثر فيه القصص الغرامية والمغامرات في طلب النساء والتعرض لهن ونلاحظ فيه الحوار الشعري بين الحبيب وحبيبته او الشاعر وحبيبته .

ومن اهم شعراء هذا النوع من الغزل : هو الشاعر القرشي عمر بن ابي ربيعة وكذلك الاحوص والعرجي والحارث بن خالد .

ومن قول الشاعر عمر بن ابي ربيعة هذه الابيات :

فحييت اذ فاجأتها فتولهت
وكادت بمكنون التحية تجهر

وقالت وقد عضت بالبنان فضحتني
وانت امرؤ ميسور أمرك أعسر

فوالله ماادري أتعجيل حاجة
سرت بك ام قد نام من كنت تحذر

فقلت لها بل قادني الشوق والهوى
الايك وما نفس من الناس تشعر


• الفخر والمدح :


توسعت فنون شعر الفخر في هذا العصر كثيرا لوجود التحزب واشتداد المنافسة بين الاحزاب من جهة وبين التعصب القبلي من جهة اخرى ايضا فتفاخر الشعراء كل بقبيلته او حزبه او مذهبه كما تفاخروا في الشجاعة والكرم وكثرة الاموال والاولاد ويتميز الفخر هذه المرة بطابعه الاجتماعي الجماعي وسلوكه جماعية الفخر وابتعاده عن الفردية ومن اشهر شعراء الفخر :

جرير والفرزدق والاخطل وقيس الرقيات ومن شعر الاخير هذه الابيات:

خلق من بني كنانة حولي
بفلسطين يسرعون الركوبا

من رجال تفنى الرجال وخيل
رجم بالقنا تسد ا لغيوبا

وان قوم الفتى هم الكنز في
دنياه والحال تسرع التقليبا

اما في المدح فقد بالغ الشعراء متأثرين بالتيارات السياسية والتحزب و التعصب القبلي او الطمع والتكسب في الشعر لدى بعض الشعراء وخاصة شعراء خاصة الخلفاء وامراء الولايات الجديدة.

والمديح اما حزبيا فيعبر عن رأي و عاطفة الشاعر بصدق اتجاه ما يحمل من افكار ومفاهيم او قبليا مدافعة عن عصبيته وقبيلته وفي كل تنبع العاطفة فيه صادقة تعبر عما يجيش في نفس الشاعر اتجاه الممدوح او من احب ومن ذلك قول الشاعر الكميت الاسدي في
مدح بني هاشم يقول:-

بني هاشم رهط النبي فانني
بهم ولهم ارضى مرارا واغضب

فمالي الا ال احمد شيعة
ومالي الا مذهب الحق مذهب


وربما كان المدح عن طمع وتكسب فيكون الكذب والمخاتلة الشعرية واضحة فيه وغير معبر عن عاطفة صادقة خالصة ويكون التكلف ظاهرا فيه ومنه قول الفرزدق البصري مادحا الخليفة عبد الملك بن مروان:-

ارى الثقلين الجن والانس اصبحا
يمـــــدان اعناقا اليك تقرب

وما منهما الا يرجى كرامة
بكفيك او يخشى العقاب فيهرب

وما دون كفيك انتهاء لراغب
ولا لمناه من ورائك مذهب


• الهجــــاء :

اما الهجاء فهو ايضا فن توسع كثيرا في هذا العصر وقد تشعب عدة شعب او فنون ترفد كل فن روافد اخرى فكان الهجاء السياسي والهجاء المذهبي و الهجاء الفرقي الطائفي والهجاء التعصبي القبلي ومن الهجاء قول الاخطل التغلبي النصراني في هجاء الانصار :

ذهبت قريش بالمكارم والعلى
واللؤم تحت عمائم الانصار

فذروا المعالي لستموا من اهلها
وخذوا مساحيكم بني النجار

ومنه هجاء الصراع القبلي الذي ادى الى انقسام العرب الى يمانية وعدنانية وفيه يقول الشاعر الطرماح بن الحكيم في هجاء قبائل تميم: -

تميم بطرق اللؤم اهدى من القطا
ولو سلكت سبل المكارم ضلت

ولو ان برغوثا على ظهر نملة
يكر على صفي تميم لولت


ومنه الهجاء الفردي الذي يظهر فيه العداء الشخصي للشاعر او المنافسة بينهم وقد ظهر لدى فحول الشعراء مثل الفرزدق وجرير و الاخطل ويتميز بتجاوزه حدود الهجاء التي كانت معروفة من قبل وربما تجاوز الاداب الاجتماعية التي كانت سائدة حيث يهجو الشاعر غريمه باقذع الكلمات واخسها مما لم تألفه العرب من ذي قبل وبذلك اعتبرناه فنا جديدا سمي ( النقائض) . وقد مر بنا في هذه الدراسة للفنون الشعرية .







• الرثــاء :

واما الرثاء بقي على ما هو عليه في الجاهلية والاسلام غير موسع الا انه ظهر فيه فن يكاد يكون جديدا هو رثاء الخلفاء والامراء والقادة واؤلي الشأن ولم يكن صادق العاطفة بل في اكثر الاحيان كان تقليدا طمعا في التكسب والمال الا ان بعضه ذو عاطفة صادقة فياضة ,عندما يكون المرثي ذا علاقة بالشاعر كالقرابة والصداقة فتشعر بحراة نفسه المتاثرة او المحزونة على فقد المرثي .

ومن اشهر شعراء الرثاء : الاخطل وجرير وليلى الاخيلية التي تقول في رثاء حبيبها المتوفي :-

لعمرك ما الموت عار على الفتى
اذا لم تصبه في الحياة المعاير

وما احد حي وان عاش سالما
باخلد ممن غيبته المقابر


• الوصف :

والوصف رغم حدوث تطور كبير في كل مجالات الحياة فقد ظل الشاعر الاموي يصف ما وصفه شعراء الجاهلية مثل وصف الناقة والضعن والاطلال ومجالس الخمر ولم يأتوا بجديد الا انه وجدت ومضات وصفية جميلة لدى بعض الشعراء ومن الشعراء الذين اشتهروا بالوصف : ذو الرمة والاخطل يقول الاخطل في وصف الخمرة :-

فصبوا عقارا في اناء كأنها
اذا لمحوها جذوة تتآكل

تدب د بيبا في العظام كانه
دبيب نمال من نقى يتهيل


• الخمريات :


ومن الفنون الشعرية التي توسعت كثيرا (الخمريات)
فالخمرة غرض من اغراض الشعر العربي قديما التي كانت معروفة في الجاهلية الا ان الاسلام حرّم الخمر والقول فيها فا متنع شعراء صدر الاسلام من القول في الخمرة وحتى عن ذكرها في اشعارهم وقصيدهم ومن المفروض ان تهجر نهائيا طالما حرمها الاسلام الا انها ظهرت في العصر الاموي مجددا لقلة حدة الدولة اتجاه الدين وانتشار اللهو والترف وظهور المجون لدى بعض الشعراء الشباب او من اديان اخرى .

ومن اسباب ظهورها ايضا التمازج الاجتماعي بين الاعاجم من فرس وروم واقباط وغيرهم من رعايا في الدولة الاموية واتساع رقعتها الجغرافية ومن شعراء الخمرة الشاعر الاخطل التغلبي حيث كان نصرانيا اذ ذكرها كثيرا في قصائده وتغنى بها وفيها يقول :

تفوح بمــــــــاء يشــــبه الطيب طيبه
اذا ما تعاطت كاسها من يد يد

تميت وتحي بعد موت وموتهــــــا
لذيذ ومحياها الذ واحمد

واستطيع ان اقول لقد تميزت الافكار عموما بوضوحها وعدم المغالاة في اخفائها وراء كلمات العاطفة فلم يختلف الشعراء في رهافة عواطفهم وحساسيتها ولا في صورهم الشعرية عن شعراء العصرين الجاهلي وصدر الاسلام فكانت الدافع المباشر الى القول وموقف الشاعر فتفتحت نفس المتلقي وبعثت القصيدة فيها بحيث تكون أهم الحقائق والافكار والهدف الرئسي منها اثارة الانفعال في نفوس المتلقين بعرض الحقائق الرائعة و تمتاز العبارة بالانتقاء والتفخيم والوقوف على مواطن الجمال كما تكون الصور الخيالية والصنعة البديعية والكلمات الموسيقية مظهرا للانفعال العميق فاتت العبارة في القصيدة الاموية جزلة متينة وقد عبرت عن عاطفة صادقة قوية حية انبعثت في وجدان الشـاعر العربي . حيث ان الشـعر هو صياغة لغوية يجتمع فيها الحرف الرصين والمعنى الشريف والبلاغة المعبرة والخيال الواسع و بهذه العناصر المختلفة في وحدة متكاملة للتعبير عما يريد الشاعر أن يقوله. او ينشده .






**************************************





https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى