اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

القصيدة العربية والمعاصرة وبناؤها بقلم د. فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



القصيدة العربية المعاصرة




اما في مجال بناء القصيدة المعاصرة فاقول القصيدة المتكاملة احد مظاهر التجديد بل اهمها ،وهي متصلة بالتراث تتعامل معه من منظار جدلية الحداثة الشعرية، فتستمد منه شخوصها واقنعتها وبعض احداثها، ولكن الشاعر لا يعيد صياغتها، كما جاءت في القصيدة الشعرية القديمة، وانما يستعير حركة او موقفاً او حدثاً مناسباً ويحاول بوساطة الاسقاط الفني ان يوظف ما استعاره توظيفاً معاصراً ،ولذلك تبدو القصيدة المتكاملة مركبة يتداخل فيها الماضي والحاضر وتتلاقى فيها الاصالة والمعاصرة الايجابي والسلبي، والذات والموضوع للتعبير عن تجربة حية ومعاصرة.

لذا فان القصيدة المتكاملة تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر والعلاقة بين الشاعر وتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها الشاعر والتراث، التأثر والتأثير وان مفهوم الحداثة غير متناقض مع مفهوم التراث،فالحداثة من التراث، وهي تنبثق منه كانبثاق الغصون من الساق والساق من الجذو ر وكذلك التجديد فالتجديد الشعري ذو ثلاثة اطوار متلازمة متفاعلة هي: المؤثرات الخارجية المساعدة والمكونات التراثية وموهبة الشاعر وان التأثر سمة انسانية مشروعة تشترك فيها الشعوب وهي لاتعني النقل عن الاخر وانما تعني المعرفة والاطلاع وذلك سيفضي الى الابداع والاصالة، حيث كان للمدارس الادبية ولبعض الشعراء الغربيين تأثير في بنية القصيدة العربية الحديثة، فالرومانسية ساهمت في إحياء النزعة الغنائية، والرمزية في تعميق الاحساس الداخلي واستخدام الاسقاط الفني،وعمقت السريالية غنائية اللغة والصورة والموضوع وحرية الكشف والتعبير، وتجلت التأثيرات الكلية العميقة بالانتقال في بنية القصيدة من وحدة البيت الى الشكل العام ، ومن الذاتية الى الموضوعية، ومن الغنائية الى الدرامية، ضمن المكونات الغربية في بنية القصيدة العربية المعاصرة، اهمها ثلاثة: المكون الاسطوري والمكون التاريخي والمكون الادبي.‏

كما نرى ان القصيدة استفادت في بنيتها وشكلها العضوي من القصيدة والنقد الاوروبيين اللذين كان لهما دور مباشر في توجيه شعرائنا الى الاستفادة من تراثنا او الى التراث الغربي بأساطيره واشكاله الفنية للتعبير عن تجارب معاصرة وهذا سبب من اسباب الغموض في القصيدة المتكاملة ،وهو في الوقت ذاته سبب من اسباب ثرائها وتعدد اصواتها ودلالاتها. وتطورها نحو الافضل‏

اما الموضوعات الغنائية، وغنائية التعبير في بنية القصيدة المتكاملة وقدلقِّحت بالعناصر الدرامية لتخاطب الاحساسات والعقل معاً وتمتزج فيها الذات بالموضوع ويتعادل التعبير والاحساس وتغدو اللغة والصورة والايقاع أدوات موظفة جديدة ثابتة.يقول شاعرنا الغزلي حامد الشمري :

لي درة في شغاف القلب غافية
إن غادرته فماذا بعدها أجد

بكيتها قبل أن تنأى وواعجبا
من أدمع كاد منها الثلج يتقد

إذا تهادت تراءى الكون أغنية
وأزهد الخلق في محرابها سجدوا

تحفها أينما حلت ملائكة
لأنها عن بنات الوحي تنفرد

أهفو إليها بصمت كي أعانقها
كما يعانق جوعاً ظبية ً أسد

حتى إذا اقتربت أنفاسنا شغفا
وقفت في روضها القدسي أرتعد

ترنو إلى ظلها روحي لتلثمه
وما دنت شفة مني لها ويد

لقد جنى القلب من حرمانها نِعَما
لم يحظ َ مثلي بها بين الورى أحد

قد أصبحت لنساء الأرض عاصمة
لأن في كنهها الأقدار تتحد

نسيت فيها ومنها كل إمرأة
ولم أعد بسواها بعد أعتقد

قل أن ملهمتي في الكون واحدة
يأتي من الملأ الأعلى لها مدد


وان القصيدة المتكاملة كانت نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على مجتمعنا منذ منتصف القرن العشرين ،فالمجتمع الاستهلاكي افرز موضوعات الموت والاغتراب كما انها ناجمة عن جهودالشعراء المتواصلة منذ بدايات القرن العشرين للنهوض بالقصيدة المعاصرة .

وعلى العموم فعناصر البناء العام وتكامل القصيدة هي: الحكاية والحدث وصلاتها بالشخصية وسماتها من جهة، وبالحتمية الناجمة عن تكوينها من جهة ثانية مبيناً من خلال الحكاية والحدث الدرامي والصراع والحوار الدرامي وبناء الحدث ان الحكاية تكتسب اهميتها الفنية حين يمتلك الشاعر المقدرة على توظيفها توظيفا معاصراً، وان الحوارالجيد والصراع المتين يؤديان دوراً بارزاً في بناء الحدث ورسم ابعاد الشخصية الدرامية وبناء القصيدة المتكاملة، وان العناصر الغنائية تغتني بالعناصر الدرامية فيتلون الايقاع والصورة بتلون احساسات الشخوص ليشكلا الايقاع والصورة، كماان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة، فهي ذات اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة.

ومن الملامح الشعرية ان الانسان فيها جوهر التجربة الشعرية ، بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية. وقد يجنح الشاعر إلى الاسطورة ، والرمز ، والتراث الشعبي ، والاشارات التاريخية .وقد ينحو بعض الشعراء الى تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.

فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي في مجال الفكر والخيال حتى تكتمل.,قد يسير شاعر على وتيرة واحدة في الوزن والقافية او على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة او قد لا يسير على أي نمط محدد معين كما في قصيدة النثر .فالشعراذن اما شعر يتسم بالوضوح والبساطة والعفوية فتاتي لغته مقتربة من لغة التخاطب اليومي وباسلوب عفوي جميل واما شعر سريالي غير واضح ويتميز بالغموض والابهام ،والرمز ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بالمقاييس المألوفة.وقد لايالفه المتلقي .

كما ان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة فهي ذات اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة.



***************************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى