اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

بقية قصيدة البارودي في معارضة البوصيري

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



ثُمَّ اِشرَأَبَّت لِخَفرِ العَهدِ مِن سَفَهٍ
بَنُو النَّضيرِ فَأَجلاهُم عَنِ الأُطُمِ

وَسارَ مُنتَحِياً ذاتَ الرِّقاعِ فَلَم
تَلقَ الكَتائِبُ فيها كَيدَ مُصطَدَمِ

وَحَلَّ مِن بَعدِها بَدراً لِوَعدِ أَبِي
سُفيانَ لَكِنَّهُ وَلّى وَلَم يَحُمِ

وَأَمَّ دَومَةَ في جَمعٍ وَعادَ إِلى
مَكانِهِ وَسَماءُ النَّقعِ لَم تَغِمِ

ثُمَّ اِستَثارَت قُرَيشٌ وَهيَ ظالِمَةٌ
أَحلافَها وَأَتَت في جَحفَلٍ لَهِمِ

تَستَمرِئُ البَغيَ مِن جَهلٍ وَما عَلِمَت
أَنَّ الجَهالَة مَدعاةٌ إِلى الثَّلَمِ

وَقامَ فيهم أَبُو سُفيانَ مِن حَنَقٍ
يَدعُو إِلى الشَّرِّ مثلَ الفَحلِ ذِي القَطَمِ

فَخَندَقَ المُؤمِنُونَ الدّارَ وَاِنتَصَبُوا
لِحَربِهِم كَضَواري الأُسدِ في الأَجَمِ

فَما اِستَطاعَت قُرَيشٌ نَيلَ ما طَلَبَت
وَهَل تَنالُ الثُّرَيّا كَفُّ مُستَلِمِ

رامَت بِجَهلَتِها أَمراً وَلَو عَلِمَت
ماذَا أُعِدَّ لَها في الغَيبِ لَم تَرُمِ

فَخَيَّبَ اللَّهُ مَسعاها وَغادَرَها
نَهبَ الرَّدى وَالصَّدى وَالرِّيحِ وَالطَّسَمِ

فَقوَّضَت عُمُدَ التَّرحالِ وَاِنصَرَفَت
لَيلاً إِلى حَيثُ لَم تَسرَح وَلَم تَسُمِ

وَكَيفَ تَحمَدُ عُقبى ماجَنَت يَدُها
بَغياً وَقَد سَرَحَت في مَرتَعٍ وَخِمِ

قَد أَقبَلَت وَهيَ في فَخرٍ وَفي جَذَلٍ
وَأَدبَرَت وَهيَ في خِزيٍ وَفي سَدَمِ

مَن يَركَبِ الغَيَّ لا يَحمَد عَواقِبَهُ
وَمَن يُطِع قَلبُهُ أَمرَ الهَوى يَهِمِ

ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيلِ ساهِمَةً
بَني قُرَيظَةَ في رَجراجَةٍ حُطَمِ

خانُوا الرَّسُولَ فَجازاهُم بِما كَسَبُوا
وَفِي الخِيانَةِ مَدعاةٌ إِلى النِّقَمِ

وَسارَ يَنحُو بَني لِحيانَ فَاِعتَصَمُوا
خَوفَ الرَّدى بِالعَوالي كُلَّ مُعتَصَمِ

وَأَمَّ ذا قَرَدٍ في جَحفَـــــــلٍ لَجِبٍ
يَستَنُّ في لاحِبٍ بادٍ وَفي نَسَمِ

وَزارَ بِالجَيشِ غَزواً أَرضَ مُصطَلِقٍ
فَما اتَّقُوهُ بِغَيرِ البِيضِ في الخَدَمِ

وَفي الحُدَيبِيَةِ الصُّلحُ اِستَتَبَّ إِلى
عَشرٍ وَلَم يَجرِ فيها مِن دَمٍ هَدَمِ

وَجاءَ خَيبَرَ في جَأواءَ كَالِحَةٍ
بِالخَيلِ كَالسَّيلِ وَالأَسيافِ كَالضَّرَمِ

حَتّى إِذا اِمتَنَعَت شُمُّ الحُصونِ عَلى
مَن رامَها بَعدَ إِيغالٍ وَمُقتَحَمِ

قالَ النَّبِيُّ سَأُعطِي رايَتِي رَجُلاً
يُحِبُّنِي وَيُحِبُّ اللَّهَ ذا الكَرَمِ

ذا مرَّةٍ يَفتَحُ اللَّهُ الحُصونَ عَلَى
يَدَيهِ لَيسَ بِفَرّارٍ وَلا بَرِمِ

فَما بَدا الفَجرُ إِلّا وَالزَّعيمُ عَلى
جَيشِ القِتالِ عَلِيٌّ رافِعُ العَلَمِ

وَكانَ ذا رَمَدٍ فَاِرتَدَّ ذا بَصَرٍ
بِنَفثَةٍ أَبرَأَت عَينَيهِ مِن وَرَمِ

فَسارَ مُعتَزِماً حَتّى أَنافَ عَلى
حُصُونِ خَيبَرَ بِالمَسلُولَةِ الخُذُمِ

يَمضِي بِمُنصُلِهِ قُدماً فَيَلحَمُهُ
مَجرى الوَريدِ مِنَ الأَعناقِ وَاللِّمَمِ

حَتّى إِذا طاحَ مِنهُ التُّرسُ تاحَ لَهُ
بابٌ فَكانَ لَهُ تُرساً إِلى العَتَمِ

بابٌ أَبَت قَلبَهُ جَهداً ثَمانِيَةٌ
مِنَ الصَّحابَةِ أَهلِ الجِدِّ وَالعَزَمِ

فَلَم يَزَل صائِلاً في الحَربِ مُقتَحِماً
غَيابَةَ النَّقعِ مِثلَ الحَيدَرِ القَرِمِ

حَتّى تَبَلَّجَ فَجرُ النَّصرِ وَاِنتَشَرَت
بِهِ البَشائِرُ بَينَ السَّهلِ وَالعَلَمِ

أَبشِر بِهِ يَومَ فَتحٍ قَد أَضاءَ بِهِ
وَجهُ الزَّمانِ فَأَبدى بِشرَ مُبتَسِمِ

أَتى بِهِ جَعفَرُ الطَّيّارُ فَاِبتَهَجَت
بِعَودِهِ أَنفُسُ الأَصحابِ وَالعُزَمِ

فَكانَ يَوماً حَوى عِيدَينِ في نَسَقٍ
فَتحاً وَعَود كَرِيمٍ طاهِرِ الشِّيَمِ

وَعادَ بِالنَّصرِ مَولى الدِّينِ مُنصَرِفاً
يَؤُمُّ طَيبَةَ فِي عِزٍّ وَفِي نِعَمِ

ثُمَّ اِستَقامَ لِبَيتِ اللَّهِ مُعتَمِراً
لِنَيلِ ما فاتَهُ بِالهَديِ لِلحَرَمِ

َسارَ زَيدٌ أَميراً نَحوَ مُؤتَةَ في
بَعثٍ فَلاقى بِها الأَعداءَ مِن كَثَمِ

فَعَبَّأَ المُسلِمُونَ الجُندَ وَاِقتَتَلُوا
قِتالَ مُنتَصِرٍ لِلحَقِّ مُنتَقِمِ

فَطاحَ زَيدٌ وَأَودى جَعفَرٌ وَقَضى
تَحتَ العَجاجَةِ عَبدُ اللَّهِ في قُدُمِ

لا عارَ بِالمَوتِ فَالشَّهمُ الجَرِيءُ يَرى
أَنَّ الرَّدى في المَعالي خَيرُ مُغتَنَمِ

وَحِينَ خاسَت قُرَيشٌ بِالعُهُودِ وَلَم
تُنصِف وَسارَت مِن الأَهواءِ في نَقَمِ

وَظاهَرَت مِن بَني بَكرٍ حَليفَتَها
عَلى خُزاعَةَ أَهلِ الصِّدقِ فِي الذِّمَمِ

قامَ النَّبِيُّ لِنَصرِ الحَقِّ مُعتَزِماً
بِجَحفَلٍ لِجُمُوعِ الشِّركِ مُختَرِمِ

تَبدُو بِهِ البِيضُ وَالقَسطالُ مُنتَشِرٌ
كَالشُّهبِ في اللَّيلِ أَو كَالنّارِ فِي الفَحَمِ

لَمعُ السُّيُوفِ وَتَصهالُ الخُيولِ بِهِ
كَالبَرقِ وَالرَّعدِ في مُغدَودِقٍ هَزِمِ

عَرمرَمٌ يَنسِفُ الأَرضَ الفَضاءَ إِذا
سَرى بِها وَيَدُكُّ الهَضبَ مِن خِيَمِ

فِيهِ الكُماةُ الَّتي ذَلَّت لِعِزَّتِها
مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل قَبلُ بِالخُطُمِ

مِن كُلِّ مُعتَزِمٍ بِالصَّبرِ مُحتَزِمٍ
لِلقِرنِ مُلتَزِمٍ في البَأسِ مُهتَزِمِ

طالَت بِهِم هِمَمٌ نالُوا السِّماكَ بِها
عَن قُدرَةٍ وَعُلُوُّ النَّفسِ بِالهِمَمِ

بِيضٌ أَساوِرَةٌ غُلبٌ قَساوِرَةٌ
شُكسٌ لَدى الحَربِ مِطعامونَ في الأُزُمِ

طابَت نُفُوسُهُمُ بِالمَوتِ إِذ عَلِمُوا
أَنَّ الحَياةَ الَّتي يَبغُونَ في العَدَمِ

ساسُوا الجِيادَ فَظَلَّت في أَعِنَّتِها
طَوعَ البَنانَةِ في كَرٍّ وَمُقتَحَمِ

تَكادُ تَفقَهُ لَحنَ القَولِ مِن أَدَبٍ
وَتَسبِقُ الوَحيَ وَالإِيماءَ مِن فَهَمِ

كَأَنَّ أَذنابَها في الكَرِّ أَلوِيَـــــــــــةٌ
عَلَى سَفِينٍ لِأَمرِ الرِّيحِ مُرتَسِمِ

مِن كُلِّ مُنجَرِدٍ يَهوي بِصاحِبِهِ
بَينَ العَجاجِ هوِيَّ الأَجدَلِ اللَّحِمِ

وَالبِيضُ تَرجُفُ في الأَغمادِ مِن ظَمَأٍ
وَالسُّمرُ تَرعدُ في الأَيمانِ مِن قَرَمِ

مِن كُلِّ مُطَّرِدٍ لَولا عَلائِقــــــــــهُ
لَسابَقَ المَوتَ نَحوَ القِرنِ مِن ضَرَمِ

كَأَنَّهُ أَرقَمٌ في رَأسِـــــــــهِ حُمَةٌ
يَستَلُّ كَيدَ الأَعادي بِابنَةِ الرَّقَمِ

فَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى
أَرباضِ مَكّةَ بِالفُرسانِ وَالبُهَمِ

وَلَفَّهم بِخَمِيسٍ لَو يَشُدُّ عَلى
أَركانِ رَضوى لَأَضحى مائِلَ الدِّعَمِ

فَأَقبَلوا يَسأَلُونَ الصَّفحَ حِينَ رَأَوا
أَنَّ اللَّجاجَةَ مَدعــــــاةٌ إِلى النَّدَمِ

رِيعُوا فَذَلُّوا وَلَو طاشُوا لَوَقَّرَهُم
ضَربٌ يُفَرِّقُ مِنهُم مَجمَعَ اللِّمَمِ

ذاقُوا الرَّدى جُرَعاً فَاِستَسلَمُوا جَزَعاً
لِلصُّلحِ وَالحَربُ مَرقاةٌ إِلى السَّلَمِ

وَأَقبَلَ النَّصرُ يَتلُو وَهوَ مُبتَسِمٌ
المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ

يا حائِرَ اللُّبِّ هَذا الحَقُّ فَامضِ لَهُ
تَسلَم وَهَذا سَبِيلُ الرُّشدِ فَاِستَقِمِ

لا يَصرَعَنَّكَ وَهمٌ بِتَّ تَرقُبُهُ
إِنَّ التَّوَهُّمَ حَتفُ العاجِزِ الوَخِمِ

هَذا النَّبيُّ وَذاكَ الجَيشُ مُنتَشِرٌ
مِلءَ الفَضا فَاِستَبق لِلخَيرِ تَغتَنِمِ

فَالزَم حِماهُ تَجِد ما شِئتَ مِن أَرَبٍ
وَشِم نَداهُ إِذا ما البَرقُ لَم يُشَمِ

وَاحلُل رِحالَكَ وَانزِل نَحوَ سُدَّتِهِ
فَإِنَّها عصمَةٌ مِن أَوثَقِ العِصمِ

أَحيا بِهِ اللَّهُ أَمواتَ القُلوبِ كَما
أَحيا النَّباتَ بِفَيضِ الوابِلِ الرَّذِمِ

حَتّى إِذا تَمَّ أَمرُ الصُلحِ وَاِنتَظَمَت
بِهِ عُقودُ الأَماني أَيَّ مُنتَظَمِ

قامَ النَّبِيُّ بِشُكرِ اللَّهِ مُنتَصِباً
وَالشُّكرُ فِي كُلِّ حالٍ كافِلُ النِّعَمِ

وَطافَ بِالبَيتِ سبعاً فَوقَ راحِلَةٍ
قَوداءَ ناجِيَةٍ أَمضى مِنَ النَّسَمِ

فَما أَشارَ إِلى بُدٍّ بِمِحجَنِهِ
إِلّا هوَى لِيَدٍ مَغلُولَةٍ وَفَـــــــــــمِ

وَفِي حُنَينٍ إِذ اِرتَدَّت هَوازِنُ عَن
قَصدِ السَّبيلِ وَلَم تَرجِع إِلى الحَكَمِ

سَرى إِلَيها بِبَحرٍ مِن مُلَملَمَةٍ
طامي السّراة بِمَوجِ البِيضِ مُلتَطِمِ

حَتّى اِستَذَلَّت وَعادَت بَعدَ نَخوَتِها
تُلقي إِلى كُلِّ مَن تَلقاهُ بِالسَّلَمِ

وَيَمَّمَ الطّائِفَ الغَنّاءَ ثُمَّ مَضى
عَنها إلى أَجَلٍ في الغَيبِ مُكتَتَمِ

وَحِينَ أَوفى عَلى وادِي تَبُوكَ سَعى
إِلَيهِ ساكِنُها طَوعاً بِلا رَغَمِ

فَصالَحُوهُ وَأَدَّوا جِزيَةً وَرَضُوا
بِحُكمِهِ وَتَبيعُ الرُشد لَم يَهِمِ

أَلفى بِها عَينَ ماءٍ لا تَبِضُّ فَمُذ
دَعا لَها اِنفَجَرَت عَن سائِغٍ سَنِمِ

وَراوَدَ الغَيثَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ
بَعدَ الجُمودِ بِمُنهَلٍّ وَمُنسَجِمِ

وَأَمَّ طَيبَةَ مَسروراً بِعَودَتِهِ
يَطوي المَنازِلَ بِالوَخّادَةِ الرُّسُمِ

ثُمَّ اِستَهَلَّت وُفُودُ الناسِ قاطِبَةً
إِلى حِماهُ فَلاقَت وافِرَ الكَرَمِ

فَكانَ عامَ وُفودٍ كُلَّما اِنصَرَفَت
عِصابَةٌ أَقبَلَت أُخرى عَلى قَدَمِ

وَأَرسَلَ الرُّسلَ تَترى لِلمُلوكِ بِما
فِيهِ بَلاغٌ لِأَهلِ الذِّكرِ وَالفَهَمِ

وَأَمَّ غالِبُ أَكنافَ الكَديدِ إِلى
بَني المُلَوَّحِ فَاِستَولى عَلى النَّعَمِ

وَحِينَ خانَت جُذامٌ فَلَّ شَوكَتَها
زَيدٌ بِجَمعٍ لِرَهطِ الشِّركِ مُقتَثِمِ

وَسارَ مُنتَحِياً وادي القُرى فَمَحا
بَني فَزارَةَ أَصلَ اللُّؤمِ وَالقَزَمِ

وَأَمَّ خَيبَرَ عَبدُ اللَّهِ في نَفَـــــــــــرٍ
إِلى اليَســــــــِير فَأَرداهُ بِلا أَتَمِ

وَيَمَّمَ اِبنُ أُنَيسٍ عُرضَ نَخلَةَ إِذ
طَغا اِبنُ ثَورٍ فَاصماهُ وَلَم يَخِمِ

ثُمَّ اِستَقَلَّ اِبنُ حِصنٍ فَاِحتَوَت يَدُهُ
عَلى بَني العَنبَرِ الطُّرّارِ وَالشُّجُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى ذاتِ السَّلاسِلِ في
جَمعٍ لُهامٍ لِجَيشِ الشِّركِ مُصطَلِمِ

وَغَزوَتانِ لِعَبدِ اللَّهِ واجِـــــــــــدَةٌ
إِلى رِفاعَةَ وَالأُخرى إِلى إِضَمِ

وَسارَ جَمعُ اِبنِ عَوفٍ نَحوَ دَومَةَ كَي
يَفُلَّ سَورَةَ أَهلِ الزُّورِ وَالتُّهَمِ

وَأَمَّ بِالخَيلِ سيفَ البَحرِ مُعتَزِماً
أَبُو عُبَيدَةَ في صُيّابَةٍ حُشُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى أُمِّ القُرى لِأَبي
سُفيانَ لَكِن عَدَتهُ مُهلَةُ القِسَمِ

وَأَمَّ مَديَنَ زَيدٌ فَاِستَوَت يَدُهُ
عَلى العَدُوِّ وَساقَ السَّبيَ كَالغَنَمِ

وَقامَ سالِمُ بِالعَضبِ الجُرازِ إِلى
أَبي عُفَيكٍ فَأَرداهُ وَلَم يَجِمِ

وَاِنقَضَّ لَيلاً عُمَيرٌ بِالحُسامِ عَلى
عَصماءَ حَتّى سَقاها عَلقَمَ العَدَمِ

وَسارَ بَعثٌ فَلَم يُخطِئ ثُمامَةَ إِذ
رَآهُ فَاحتازَهُ غُنماً وَلَم يُلَمِ

ذاكَ الهُمامُ الَّذي لَبّى بِمَكَّة إِذ
أَتى بِها مُعلِناً في الأَشهُرِ الحُرُمِ

وَبَعثُ عَلقَمَةَ اِستَقرى العَدُوَّ ضُحىً
فَلَم يَجِد في خِلالِ الحَيِّ مِن أَرمِ

وَرَدَّ كُرزٌ إِلى العَذراءِ مَن غَدَرُوا
يَسارَ حَتّى لَقَوا بَرحاً مِنَ الشَّجَمِ

وَسارَ بَعثُ اِبنِ زَيدٍ لِلشَّآمِ فَلَم
يَلبَث أَنِ انقَضَّ كَالبازي عَلى اليَمَمِ

فَهَذِهِ الغَزَواتُ الغُرُّ شامِلَةً
جَمعَ البُعُوثِ كَدُرٍّ لاحَ في نُظُمِ

نَظَمتُها راجِياً نَيلَ الشَّفاعَةِ مِن
خَيرِ البَرايا وَمَولى العُربِ وَالعَجَمِ

هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَولاهُ ما قُبِلَت
رَجاةُ آدمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ

حَسبِي بِطَلعَتِهِ الغَرّاءِ مَفخَرَةً
لَمّا اِلتَقَيتُ بِهِ في عالَمِ الحُلُمِ

وَقَد حَباني عَصاهُ فَاِعتَصَمتُ بِها
في كُلِّ هَولٍ فَلم أَفزَع وَلَم أَهِمِ

فَهيَ الَّتي كانَ يَحبُو مِثلَها كَرَماً
لِمَن يَوَدُّ وَحَسبِي نسبَةً بِهِمِ

لَم أَخشَ مِن بَعدِها ما كُنتُ أَحذَرُهُ
وَكَيفَ وَهيَ الَّتي تُنجي مِنَ الغُمَمِ

كَفى بِها نِعمَةً تَعلُو بِقيمَتِها
نَفسِي وَإِن كُنتُ مَسلوباً مِنَ القِيَمِ

وَما أُبَرِّئُ نَفسي وَهيَ آمِرَةٌ
بِالسُوءِ ما لَم تَعُقها خيفَةُ النَّدَمِ

فَيا نَدامَةَ نَفسي في المَعادِ إِذا
تَعَوَّذَ المَرءُ خَوفَ النُطقِ بِالبَكمِ

لَكِنَّني وَاثِقٌ بِالعَفو مِن مَلِكٍ
يَعفُو بِرَحمَتِهِ عَن كُلِّ مُجتَرِمِ

وَسَوفَ أَبلُغُ آمالي وَإِن عَظُمَت
جَرائِمي يَومَ أَلقى صاحِبَ العَلَمِ

هُوَ الَّذي يَنعَشُ المَكرُوبَ إِذ عَلِقَت
بِهِ الرَّزايا وَيُغني كُلَّ ذي عَدَمِ

هَيهاتَ يَخذُلُ مَولاهُ وَشاعِرَهُ
في الحَشرِ وَهوَ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ

فَمَدحُهُ رَأسُ مالي يَومَ مُفتَقَرِي
وَحُبُّهُ عِزُّ نَفسي عِندَ مُهتَضَمِي

وَهَبتُ نَفسِي لَهُ حُبّا وَتَكرِمَة
فَهَل تَراني بَلَغتُ السُّؤلَ مِن سَلَمي

إِنِّي وَإِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي
ضَيمٌ أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى أَدَمي

لثابِتُ العَهدِ لَم يَحلُل قُوى أَمَلِي
يَأسٌ وَلَم تَخطُ بِي في سَلوَةٍ قَدَمي

لَم يَترُكِ الدَّهرُ لي ما أَستَعِينُ بِهِ
عَلى التَّجَمُّلِ إِلّا ساعِدي وَفَمِي

هَذا يُحَبِّرُ مَدحي في الرَّسولِ وَذا
يَتلُو عَلى الناسِ ما أُوحيهِ مِن كَلِمِي

يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً إِن أَثِمتُ فَلي
بِحُبِّكُم صِلَةٌ تُغنِي عَنِ الرَّحِمِ

كَفى بِسَلمانَ لِي فَخراً إِذا انتَسَبَت
نَفسي لَكُم مِثلَهُ في زُمرَةِ الحَشَمِ

وَحسنُ ظَنِّي بِكُم إِن مُتُّ يَكلَؤُني
مِن هَولِ ما أَتَّقي فِي ظُلمَةِ الرَّجَمِ

تَاللَّهِ ما عاقَني عَن حَيِّكُم شَجَنٌ
لَكِنَّنِي مُوثَقٌ في رِبقَةِ السَّلَمِ

فَهَل إِلى زَورَةٍ يَحيا الفُؤادُ بِها
ذَرِيعَةٌ أَبتَغيها قَبلَ مُختَرَمِي

شَكَوتُ بَثِّي إِلى رَبِّي لِيُنصِفَني
مِن كُلِّ باغٍ عَتِيدِ الجَورِ أَوهكمِ

وَكَيفَ أَرهَبُ حَيفا وَهوَ مُنتَقِمٌ
يَهابُهُ كُلُّ جَبّارٍ وَمُنتَقــــــــــــــِمِ

لا غَروَ إِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنهُ فَقَد
أَنزَلتُ مُعظَمَ آمالي بِذي كَرَمِ

يا مالِكَ المُلكِ هَب لِي مِنكَ مَغفِرَةً
تَمحُو ذُنُوبي غَداةَ الخَوفِ وَالنَّدَمِ

وَاِمنُن عَلَيَّ بِلُطفٍ مِنكَ يَعصِمُني
زَيغَ النُّهى يَومَ أَخذِ المَوتِ بِالكَظَمِ

لَم أَدعُ غَيرَكَ فِيما نابَــــــني فَقِني
شَرَّ العَواقِبِ وَاِحفَظنِي مِنَ التُّهَمِ

حاشا لِراجيكَ أَن يَخشى العِثارَ وَما
بَعدَ الرَّجاءِ سِوى التَّوفيقِ لِلسَّلَمِ

وَكَيفَ أَخشى ضَلالاً بَعدَما سَلَكَت
نَفسِي بِنُورِ الهُدى في مَسلَكٍ قِيَمِ

وَلِي بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ مَنزِلَةٌ
أَرجُو بِها الصَّفحَ يَومَ الدِّينِ عَن جُرُمِي

لا أَدَّعي عِصمَةً لَكِن يَدِي عَلِقَت
بِسَيِّدٍ مَن يَرِد مَرعاتَهُ يَسُــــــــــــمِ

خَدَمتُهُ بِمَديحي فَاِعتَلَوتُ عَلى
هامِ السِّماكِ وَصارَ السَّعدُ مِن خَدَمِي

وَكَيفَ أَرهَبُ ضَيماً بَعدَ خِدمَتِهِ
وَخادِمُ السَّادَةِ الأَجوادِ لَم يُضَمِ

أَم كَيفَ يَخذُلُنِي مِن بَعدِ تَسمِيَتِي
بِاسمٍ لَهُ في سَماءِ العَرشِ مُحتَرَمِ

أَبكانِيَ الدَّهرُ حَتّى إِذ لَجِئتُ بِهِ
حَنا عَلَيَّ وَأَبدى ثَغرَ مُبتَســــــــِمِ

فَهوَ الَّذي يَمنَحُ العافِينَ ما سَأَلُوا
فَضلاً وَيَشفَعُ يَومَ الدِّينِ في الأُمَمِ

نُورٌ لِمُقتَبِسٍ ذُخرٌ لِمُلتَمــــــــــــِسٍ
حِرزٌ لِمُبتَئِسٍ كَهفٌ لِمُعتَصِـــــــــــمِ

بَثَّ الرَّدى وَالنَّدى شَطرَينِ فَاِنبَعَثا
فِيمَن غَوى وَهَدى بِالبُؤسِ وَالنِّعَمِ

فَالكُفرُ مِن بَأسِهِ المَشهورِ في حَرَبٍ
وَالدِّينُ مِن عَدلِهِ المَأثُورِ في حَرَمِ

هَذا ثَنائِي وَإِن قَصَّرتُ فيهِ فَلي
عُذرٌ وَأَينَ السُّها مِن كَفِّ مُستَلِمِ

هَيهاتَ أَبلُغُ بِالأَشعارِ مدَحتَهُ
وَإِن سَلَكتُ سَبيلَ القالَةِ القُدُمِ

ماذا عَسى أَن يَقُولَ المادِحُونَ وَقَد
أَثنى عَلَيهِ بِفَضلٍ مُنزلُ الكَلِـــــــمِ

فَهاكَها يا رَسُـــــــــــــولَ اللَّهِ زاهِرَةً
تُهدِي إِلى النَّفسِ رَيّا الآسِ وَالبَرَمِ

وَسمتُها بِاسمِكَ العَالي فَأَلبَسنَها
ثَوباً مِنَ الفَخرِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ

غَرِيبَةٌ في إِسارِ البَينِ لَو أَنِسَت
بِنَظرَةٍ مِنكَ لاستغنَت عَنِ النَّسَمِ

لَم أَلتَزِم نَظمَ حَبّاتِ البَديعِ بِها
إِذ كانَ صَوغُ المَعانِي الغُرِّ مُلتَزمِي

وَإِنَّما هِيَ أَبياتٌ رَجَوتُ بِها
نَيلَ المُنى يَومَ تَحيا بَذَّةُ الرِّمَمِ

نَثَرتُ فِيها فَرِيدَ المَدحِ فَاِنتَظَمَت
أَحسِن بِمُنتَثِرٍ مِنها وَمُنتَظِمِ

صَدَّرتُها بِنَسِيبٍ شَفَّ باطِنُهُ
عَن عِفَّةٍ لَم يَشِنها قَولُ مُتَّهِمِ

لَم أَتَّخِذهُ جُزافاً بَل سَلَكتُ بِهِ
فِي القَولِ مَسلَكَ أَقوامٍ ذَوي قَدَمِ

تابَعتُ كَعباً وَحَسّاناً وَلِي بِهِما
في القَولِ أُسوَةُ بَرٍّ غَيرِ مُتَّهَمِ

وَالشِّعرُ مَعرَضُ أَلبابٍ يُروجُ بِهِ
ما نَمَّقَتهُ يَدُ الآدابِ وَالحِكَمِ

فَلا يَلُمنِي عَلى التَّشبِيبِ ذُو عَنَتٍ
فَبُلبُلُ الرَّوضِ مَطبُوعٌ عَلَى النَّغَمِ

وَلَيسَ لِي رَوضَةٌ أَلهُو بِزَهرَتِها
في مَعرَضِ القَولِ إِلّا رَوضَةُ الحَرَمِ

فَهيَ الَّتِي تَيَّمَت قَلبي وَهِمتُ بِها
وَجداً وَإِن كُنتُ عَفَّ النَّفسِ لَم أَهِمِ

مَعاهِدٌ نَقَشَت في وَجنَتيَّ لَهــــــــا
أَيدِي الهَوى أَسطُراً مِن عَبرَتِي بِدَمِ

يا حادِيَ العِيسِ إِن بَلَّغتَني أَمَلي
مِن قَصدِهِ فَاِقتَرِح ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ

سِر بِالمَطايا وَلا تَرفَق فَلَيسَ فَتىً
أَولى بِهَذا السُّرى مِن سائِقٍ حُطَمِ

وَلا تَخَف ضَلَّةً وَاِنظُر فَسَوفَ تَرى
نُوراً يُريكَ مَدَبَّ الذَّرِ فِي الأَكَمِ

وَكَيفَ يَخشى ضَلالاً مَن يَؤُمُّ حِمى
مُحَمَّدٍ وَهوَ مِشكاةٌ عَلَى عَلَمِ

هَذِي مُنايَ وَحَسبي أَن أَفوزَ بِها
بِنِعمَةِ اللَّهِ قَبلَ الشَّيبِ وَالهَرَمِ

وَمَن يَكُن راجِياً مَولاهُ نالَ بِهِ
ما لَم يَنَلهُ بِفَضلِ الجِدِّ وَالهِمَمِ

فاسجُد لَهُ وَاِقترِب تَبلُغ بِطاعَتِهِ
ما شِئتَ في الدَّهرِ مِن جاهٍ وَمِن عِظَمِ

هَوَ المَليكُ الَّذي ذَلَّت لِعِزَّتِــــــهِ
أَهلُ المَصانِعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ

يُحيي البَرايا إِذا حانَ المَعادُ كَما
يُحيي النَّباتَ بِشُؤبوبٍ مِنَ الدِّيَمِ

يا غافِرَ الذَّنبِ وَالأَلبابُ حائِرَةٌ
في الحَشرِ وَالنارُ تَرمي الجَوَّ بِالضَّرَمِ

حاشا لِفَضلِكَ وَهوَ المُستَعاذُ بِهِ
أَن لا تَمُنَّ عَلى ذِي خَلَّةٍ عَدِمِ

إِنّي لَمُستَشفِعٌ بِالمُصطَفى وَكَفى
بِهِ شَفِيعاً لَدى الأَهوالِ وَالقُحَمِ

فَاقبَل رَجائِي فَمالي مَن أَلوذُ بِهِ
سِواكَ في كُلِّ ما أَخشاهُ مِن فَقَمِ

وَصَلِّ رَبِّ عَلى المُختارِ ما طَلَعَت
شَمسُ النَّهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الظُّلَمِ

وَالآلِ وَالصَّحبِ وَالأَنصارِ مَن تَبِعُوا
هُداهُ وَاِعتَرَفوا بِالعَهدِ وَالذِّمَمِ

وَامنُن عَلى عَبدِكَ العانِي بِمَغفِرَةٍ
تَمحُو خَطاياهُ في بَدءٍ وَمُختَتَمِ


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى