اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تابع الفصل الثامن -2 الشاعر جرير بن عطية الخطفي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin





الشاعر جرير بن عطية الخطفي




* هو ابو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم من قبيلة يربوع ومن رهط كليب من تميم .

ولد عام \33 هجرية – 653 ميلادية في خلافة عثمان بن عفان في نجد ونشأ في بيت فقير ، وكان والده علي قدر كبير من الفقر، ولكن جده حذيفة بن بدر الملقب بالخطفي كان يملك قطيعا كبيرا من الجمال والغنم وكان ينظم الشعر وكذلك أمه كانت تقول الشعر وعندما ولد جرير وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها به ورأت رؤيا مفزعة في منامها فذهبت إلي العراف كي يفسر لها الرؤيا فعادت تقول:

قصصتُ رؤياي علي ذاك الرّجل
فقال لي قولاً، وليت لم يقل

لـتَلِدنّ عـضلة مـن الــعضـــــل
ذا منـطق جزلٍ إذا قال فصل

قضى طفولته وصباه في بادية نجد يرعى الاغنام .وقال الشعر منذ صغره متحديا كل الظروف الملمة به.

قضى جرير فترة شبابه باليمامة وتهاجى في الشعر مع الفرزدق ثم انتقل الى البصرة بعد سيطرة الامويين عليها بعد القضاء على ثورة مصعب بن الزبير وظل يتهاجى مع الفرزدق الذي كان ساكنا فيها ومن أبنائها وقد مدح جرير فيها بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهما وقد طالت علاقته مع الحجاج اكثر من عشرين سنة وكانا هذين من ولاة الامويين عليها وكان الحجاج الثقفي سببا في وصول جرير الى الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان لمدحه ثم مدح الخلفاء الامويين الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبدالملك وهشام بن عبد الملك وعد من شعراء الخلافة والبيت الاموي في وقت كانت قبيلته ضد الحكم الاموي .

بقى جرير ينافس الاخطل والفرزدق بمدحه لخلفاء بني امية حتى نشبت بين الفريقين مهاجاة عنيفة ازدادت عنفا بمرور الزمن وقد ولدت لنا هذه الحالة شعر النقائض في الادب العربي .

توفي جرير سنة \110 هجرية أي سنة \728 ميلادية وقيل سنة \ 114 هجرية.

اشتهر جرير بالهجاء والمديح حتى عد من اشهر شعراء العصر الاموي .واعتبرته اميرا لشعراء العصرالاموي واشهر شعراء الهجاء في العربية ويتميز هجاؤه بالبذاءة والسب والمهاترة وتقصي عيوب خصومه ومثالبهم ومثالب اقوامهم وفضحها وخاصة المخزية منها بسخرية لاذعة وتهكم مقذع وقد تكالب عليه الشعراء مثل الاخطل والفرزدق والراعي النميري حتى وصل عدد خصومه من الشعراء اكثرمن ثمانين شاعرا كلهم افحمهم واسكتهم الا الفرزدق والاخطل ولعل ذلك يرجع الى نشوئه في بيت وضيع واشتداد العصبية القبلية والخصوما ت السياسية في زمنه والتي كان طرفا في كل منها اضافة الى شاعريته الفذة.

لاحظ كتابي (دراسات في الشعرالعربي وامارته ) طبع دار دجلة ناشرون وموزعون – عمان – الاردن - 2018

هجا الشاعر جرير الراعي النميري بقصيدته الدامغة فاتسكته الى الابد ومات كمدا وحزنا يقول جرير فيها :

أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابـــــــــا
وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا

أَجَدِّكَ ما تَذَكَّرُ أَهلَ نَجـــــــــــــــــدٍ .
.. وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابا

بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُــــــــكَ غَيرَ نَزرٍ
كَما عَيَّنتَ بِالسَرَبِ الطِبابا

وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أَذرِعـــــــــاتٍ
هَوىً ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَا

فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيتُ أُخرى
فَهاجَ عَلَيَّ بَينَهُما اِكتِئابا

وَوَجدٍ قَد طَوَيـــــــــــتُ يَكادُ مِنهُ
ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا

سَأَلناها الشِفاءَ فَما شَفَتنا
وَمَنَّتنا المَواعِدَ وَالخِلابا

لَشَتّانَ المُجاوِرُ دَيرَ أَروى
وَمَن سَكَنَ السَليلَةَ وَالجِنابا

أَسيلَةُ مَعقِدِ السِمطَينِ مِنها
وَرَيّا حَيثُ تَعتَقِدُ الحِقابا

وَلا تَمشي اللِئامُ لَها بِسِرٍّ
وَلا تُهدي لِجارَتِها السِبابا

أَباحَت أُمُّ حَزرَةَ مِن فُؤادي
شِعابَ الحُبِّ إِنَّ لَهُ شِعابا

مَتى أُذكَر بِخورِ بَني عِقالٍ
تَبَيَّنَ في وُجوهِهِمِ اِكتِئابا

إِذا لاقى بَنو وَقبانَ غَمّاً .
شَدَدتُ عَلى أُنوفِهِمِ العِصابا

أَبى لي ما مَضى لي في تَميمٍ
وَفي فَرعَي خُزَيمَةَ أَن أُعابا

سَتَعلَمُ مَن يَصيرُ أَبوهُ قَيناً
. وَمَن عُرِفَت قَصائِدُهُ اِجتِلابا

أَثَعلَبَةَ الفَوارِسِ أَو رِياحاً .
عَدَلتَ بِهِم طُهَيَّةَ وَالخِشابا

كَأَنَّ بَني طُهَيَّةَ رَهطَ سَلمى
حِجارَةُ خارِئٍ يَرمي كِلابـــــــــا

فَلا وَأَبيكَ ما لاقَيتُ حَيّاً
كَيَربوعٍ إِذا رَفَعوا العُقابــــــا

وَما وَجَدَ المُلوكُ أَعَزَّ مِنّا
وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنا اِستِلابا

وَنَحنُ الحاكِمونَ عَلى قُلاخٍ
كَفَينا ذا الجَريرَةِ وَالمُصابا

حَمَينا يَومَ ذي نَجَبٍ حِمانا
وَأَحرَزنا الصَنائِعَ وَالنِهابا

لَنا تَحتَ المَحامِلِ سابِغاتٌ
كَنَسجِ الريحِ تَطرِدُ الحَبابا

وَذي تاجٍ لَهُ خَرَزاتُ مُلكٍ
سَلَبناهُ السُرادِقَ وَالحِجابَـــــــــا

أَلا قَبَحَ الإِلَهُ بَني عِقـــــالٍ
وَزادَهُمُ بِغَدرِهِمِ اِرتِيابــــــــــــــا

أَجيرانَ الزُبَيرِ بَرِئتُ مِنكُم
فَأَلقوا السَيفَ وَاِتَّخِذوا العِيابا

لَقَد غَرَّ القُيونُ دَماً كَريماً
وَرَحلاً ضاعَ فَاِنتُهِبَ اِنتِهابا

وَقَد قَعِسَت ظُهورُهُمُ بِخَيلٍ .
تُجاذِبُهُم أَعِنَّتَها جِذابــــــــــــا

عَلامَ تَقاعَسونَ وَقَد دَعاكُم
أَهانَكُمُ الَّذي وَضَعَ الكِتابــــــــــــا

تَعَشّوا مِن خَزيرِهِمُ فَناموا
وَلَم تَهجَع قَرائِبُهُ اِنتِحابــــــــــا

أَتَنسَونَ الزُبَيرَ وَرَهطَ عَوفٍ
وَجِعثِنَ بَعدَ أَعيَنَ وَالرَبابـــــــــا

وَخورُ مُجاشِعٍ تَرَكوا لَقيطاً
وَقالوا حِنوَ عَينِكَ وَالغُرابَــــــــــــا

وَأَضبُعُ ذي مَعارِكَ قَد عَلِمتُم
لَقينَ بِجَنبِهِ العَجَبَ العُجابــــــــــــــــا

وَلا وَأَبيكَ ما لَهُم عُقولٌ .
وَلا وُجِدَت مَكاسِرُهُم صِلابا

وَلَيلَةَ رَحرَحانِ تَرَكتَ شيباً
وَشُعثاً في بُيوتِكُمُ سِــــــغابا

رَضِعتُم ثُمَّ سالَ عَلى لِحاكُم
ثُعالَةَ حَيثُ لَم تَجِدوا شَرابا

تَرَكتُم بِالوَقيطِ عُضارِطاتٍ
تُرَدِّفُ عِندَ رِحلَتِها الرِكابا

لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ في مَعَدٍّ .
. فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِهِ اِغتِيابا

وَلاقى القَينُ وَالنَخَباتُ غَمّاً .
تَرى لوكوفِ عَبرَتِهِ اِنصِبابا

فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد عَلِمتُم
وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن يُهابا

أَعَدَّ اللَهُ لِلشُـــــــعَراءِ مِنّي
صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا

قَرَنتُ العَبدَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ
مَعَ القَينَينِ إِذ غُلِبا وَخابا

أَتاني عَن عَرادَةَ قَولُ سوءٍ
فَلا وَأَبي عَرادَةَ ما أَصابا

لَبِئسَ الكَسبُ تَكسِبُهُ نُمَيرٌ
إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابا

أَتَلتَمِسُ السِــــــــــــبابَ بَنو نُمَيرٍ
فَقَد وَأَبيهِمُ لاقوا ســــــــــــِبابا

أَنا البازي المـــــــُدِلُّ عَلى نُمَيرٍ
. أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابا

إِذا عَلِقَت مَخالِبــــــــــــُهُ بِقَرنٍ
أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا

تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَلُّ مِنهُ
. جَوانِحَ لِلكَلاكِلِ أَن تُصابـــــــــا

فَلا صَلّى الإِلَهُ عَلى نُمَيرٍ
وَلا سُقِيَت قُبورُهُمُ السَحابا

وَخَضراءِ المَغابِنِ مِن نُمَيرٍ .
يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النِقابا

إِذا قامَت لِغَيرِ صَلاةِ وِترٍ
. بُعَيدَ النَومِ أَنبَحَتِ الكِلابـــــــــــا

وَقَد جَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ
. وَما عَرَفَت أَنامِلُها الخِضابَا

إِذا حَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ .
. عَلى تِبراكَ خَبَّثَتِ التُرابا

وَلَو وُزِنَت حُلومُ بَني نُمَيرٍ .
عَلى الميزانِ ما وَزَنَت ذُبابا

فَصَبراً يا تُيوسَ بَني نُمَيرٍ
فَإِنَّ الحَربَ موقِدَةٌ شِهابا

لَعَمروُ أَبي نِساءِ بَني نُمَيرٍ .
لَساءَ لَها بِمَقصَبَتي سِبابا

سَتَهدِمُ حائِطَي قَرماءَ مِنّي
قَوافٍ لا أُريدُ بِها عِتابا

دَخَلنَ قُصورَ يَثرِبَ مُعلِماتٍ .
وَلَم يَترُكنَ مِن صَنعاءَ بابا

تَطولُكُمُ حِبالُ بَني تَميمٍ .
. وَيَحمي زَأرُها أَجَماً وَغابا

أَلَم نُعتِق نِساءَ بَني نُمَيرٍ
فَلا شُكراً جَزَينَ وَلا ثَوابا

أَلَم تَرَني صُبِبتُ عَلى عُبَيدٍ
. وَقَد فارَت أَباجِلُهُ وَشابا

أُعِدَّ لَهُ مَواسِـــــــــــــمَ حامِياتٍ
فَيَشفي حَرُّ شُعلَتِها الجِرابا

فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ .
فَلا كَعبــــــاً بَلَغتَ وَلا كِلابا

أَتَعدِلُ دِمنَةً خَبُثَت وَقَلَّــــــــت .
إِلى فَرعَينِ قَد كَثُرا وَطابــــــــــــا

وَحُقَّ لِمَن تَكَنَّفَهُ نُمَيـــــــــــــــــرٌ
. وَضَبَّةُ لا أَبا لَكَ أَن يُعابـــــــــــــــا

فَلَولا الغُرُّ مِن سَلَفي كِلابٍ ..
. وَكَعبٍ لَاِغتَصَبتُكُمُ اِغتِصابا

فَإِنَّكُمُ قَطينُ بَني سُــــــــــــلَيمٍ .
تُرى بُرقُ العَباءِ لَكُم ثِيابـــــــــا

إِذاً لَنَفَيتُ عَبدَ بَني نُمَيرٍ
وَعَلَيَّ أَن أَزيدَهُــــــمُ اِرتِيابا

فَيا عَجَبي أَتوعِدُني نُمَيرٌ
بِراعي الإِبلِ يَحتَرِشُ الضِبابا

لَعَلَّكَ يا عُبَيدُ حَسِبتَ حَربي
تَقَلُّدَكَ الأَصِــــــــــرَّةَ وَالعِلابا

إِذا نَهَضَ الكِرامُ إِلى المَعالي
نَهَضتَ بِعُلبَةٍ وَأَثَرتَ نابا

يَحِنُّ لَهُ العِفاسُ إِذا أَفاقَت .
وَتَعرِفُهُ الفِصالُ إِذا أَهابا

فَأَولِع بِالعِفـــاسِ بني نُمَيرٍ .
كَما أولَعتَ بِالدَبَرِ الغُرابا

وَبِئسَ القَرضُ قَرضُكَ عِندَ قَيسٍ
تُهَيِّجُهُم وَتَمتَدِحُ الوِطابا

وَتَدعو خَمشَ أُمِّكَ أَن تَرانا
نُجوماً لا تَرومُ لَها طِلابا

فَلَن تَسطيعَ حَنظَلَتى وَسُعدى
. وَلا عَمرى بَلَغتَ وَلا الرِبابا

قُرومٌ تَحمِلُ الأَعباءَ عَنكُم .
. إِذا ما الأَمرُ في الحَدَثانِ نابا

هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ
. وَهُم مَنَعوا مِنَ اليَمَنِ الكُلابا

يَرى المُتَعَيِّدونَ عَلَيَّ دوني
. أُســـــــودَ خَفِيَّةِ الغُلبِ الرِقابا

إِذا غَضِبَت عَلَيكَ بَنو تَميمٍ
. حَسِبتَ الناسَ كُلُّهُمُ غِضابا

أَلَسنا أَكثَرَ الثَقَلَينِ رَجلاً .
بِبَطنِ مِنىً وَأَعظَمُهُ قِبابا

وَأَجدَرَ إِن تَجاسَرَ ثُمَّ نادى
. بِدَعوى يالَ خِندِفَ أَن يُجابا

لَنا البَطحاءُ تُفعِمُها السَواقي .
. وَلَم يَكُ سَيلُ أَودِيَتي شِعابا

فَما أَنتُم إِذا عَدَلَت قُرومي
شَقاشِقَها وَهافَتَتِ اللُعابا

تَنَحَّ فَإِنَّ بَحري خِندِفِيٌّ .
تَرى في مَوجِ جِريَتِهِ عُبابا

بِمَوجٍ كَالجِبالِ فَإِن تَرُمهُ
تُغَرَّق ثُمَّ يَرمِ بِكَ الجَنابا

فَما تَلقى مَحَلِّيَ في تَميمٍ .
بِذي زَلَلٍ وَلا نَسَبي اِئتِشابا

عَلَوتُ عَلَيكَ ذِروَةَ خِندِفِيٍّ
تَرى مِن دونِها رُتَباً صِعابا

لَهُ حَوضُ النَبِيِّ وَساقِياهُ
وَمَن وَرِثَ النُبُوَّةَ وَالكِتابـــــــــا

وَمِنّا مَن يُجيزُ حَجيجَ جَمعٍ
وَإِن خاطَبـــــتَ عَزَّكُمُ خِطابا

سَتَعلَمُ مَن أُعِزُّ حِمىً بِنَجدٍ ..
وَأَعظَمُنا بِغائِرَةٍ هِضـــــــــابا

أُعُزُّكَ بِالحِجازِ وَإِن تَسَهَّل .
بِغَورِ الأَرضِ تُنتَهَبُ اِنتِهابا

أَتَيعَرُ يا اِبنَ بَروَعَ مِن بَعيدٍ .
فَقَد أَسمَعتَ فَاِستَمِعِ الجَوابا

فَلا تَجزَع فَإِنَّ بَني نُمَيرٍ
كَأَقوامٍ نَفَحتَ لَهُم ذِنابــــــا

شَياطينُ البِلادِ يَخَفنَ زَأري
. وَحَيَّةُ أَريَحاءَ لي اِستَجابا

تَرَكتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ
كَدارِ السوءِ أَسرَعَتِ الخَرابا

أَلَم تَرَني وَسَمتُ بَني نُمَيرٍ .
وَزِدتُ عَلى أُنوفِهِمُ العِلابـــــــا

إِلَيكَ إِلَيكَ عَبدَ بَني نُمَيـــــــــــرٍ
وَلَمّا تَقتَدِح مِنّي شِــــــــــــهابا


وقد خص الشاعر جرير في هجائه الشاعرين الاخطل والفرزدق اكثر من غيرهما لهذه الاسباب ولوجود المنافسة بينهم على مدح الخلافة الاموية والتقرب منها فكان يعيب على الفرزدق تهكمه وفسقه ومجونه وعلى الاخطل نصرانيته وشربه الخمرة وانتصار قيس على تغلب وما صب عليهما في النقائض من سباب وهجاء مقذع وشديد يؤيد ما قلناه في الهجاء .


كما ذكرنا سابقا ان الشاعر البعيث المجاشعي هجا جريرا و فضل الفرزدق عليه بقصيدة منها هذا البيت الشعري :


أترجو كليب أن يجيء حديثهـــــــا
بخير وقد أعيا كليبــــــا قديمها


فما كان من جرير الا ورد على الشاعرالبعيث بقصيدة طويلة ا فحمه فيها واسكته قال فيها:

أَلا بَكَرَت سَلمى فَجَدَّ بُكورُها
وَشَقَّ العَصا بَعدَ اجتِماعٍ أَميرُها

إِذا نَحنُ قُلنا قَد تَبايَنَتِ النَوى
تُرَقرِقُ سَلمى عَبرَةً أَو تُميرُها

لَها قَصَبٌ رَيّانُ قَد شَجِيَت بِهِ
خَلاخيلُ سَلمى المُصمَتاتُ وَسورُها

إِذا نَحنُ لَم نَملِك لِسَلمى زِيارَةً
نَفِسنا جَدا سَلمى عَلى مَن يَزورُها

فَهَل تُبلِغَنّي الحاجَ مَضبورَةُ القَرا
بَطيءٌ بِمَورِ الناعِجاتِ فُتورُها

نَجاةٌ يَصِلُّ المَروُ تَحتَ أَظَلِّها
بِلاحِقَةِ الأَظلالِ حامٍ هَجيرُهـــا

أَلا لَيتَ شِعري عَن سَليطٍ أَلَم تَجِد
سَليطٌ سِوى غَسّانَ جاراً يُجيرُها

لَقَد ضَمَّنوا الأَحسابَ صاحِبَ سَوأَةٍ
يُناجي بِها نَفساً لَئيماً ضَميرُها

سَتَعلَمُ ما يُغني حُكَيمٌ وَمَنقَعٌ
إِذا الحَربُ لَم يَرجِع بِصُلحٍ سَفيرُها

أَلا ساءَ ما تُبلي سَليطٌ إِذا رَبَت
جَواشِنُها وَاِزدادَ عَرضاً ظُهورُها

عَضاريطُ يَشوُونَ الفَراسِنَ بِالضُحى
إِذا ما السَرايا حَثَّ رَكضاً مُغيرُها

فَما في سَليطٍ فارِسٌ ذو حَفيظَةٍ
وَمَعقِلُها يَومَ الهِيـــــاجِ جُعورُها

أَضِجّوا الرَوايا بِالمَزادِ فَإِنَّكُــــــم
سَتُكفَونَ كَرَّ الخَيلِ تَدمى نُحورُها

عَجِبتُ مِنَ الداعي جُحَيشاً وَسائِداً
وَعَيساءُ يَسعى بِالعِلابِ نَفيرُها

أَساعِيَةٌ عَيسَءُ وَالضَأنُ حُفــــــَّلٌ
فَما حاوَلَت عَيساءُ أَم ما عَذيرُها

إِذا ما تَعاظَمتُم جُعوراً فَشَرِّفوا
جُحَيشاً إِذا آبَت مِنَ الصَيفِ عيرُها

أُناساً يَخالونَ العَباءَةَ فيهِــــــــمُ
قَطيفَةَ مِرعِزّى يُقَلَّبُ نيــــــــــرُها

إِذا قيلَ رَكبٌ مِن سَليطٍ فَقُبِّحَت
رِكاباً وَرُكباناً لَئيماً بَشيرُها

نَهَيتُكُمُ أَن تَركَبوا ذاتَ ناطِحٍ
مِنَ الحَربِ يُلوى بِالرِداءِ نَذيرُها

وَما بِكُمُ صَبرٌ عَلى مَشرَفِيَّةٍ
تَعَضُّ فِراخَ الهامِ أَو تَسطِيُرها

تَمَنَّيتُمُ أَن تَسلُبوا القاعَ أَهلَهُ
كَذاكَ المُنى غَرَّت جُحَيشاً غُرورُها

وَقَد كانَ في بَقعاءِ رِيٌّ لِشائِكُم
وَتَلعَةَ وَالجَوباءُ يَجري غَديرُها

تَناهَوا وَلا تَستَورِدوا مَشرَفِيَّةً
تُطيرُ شُؤونَ الهامِ مِنها ذُكورُها

كَأَنَّ السَليطيِّينَ أَنقاضُ كَمأَةٍ
لِأَوَّلِ جانٍ بِالعَصا يَستَثيرُها

غَضِبتُم عَلَيها أَو تَغَنَّيتُمُ بِهـــــا
أَنِ اِخضَرَّ مِن بَطنِ التِلاعِ غَميرُها

فَلَو كانَ حِلمٌ نافِعٌ في مُقَلّــــــــَدٍ
لَما وَغِرَت مِن غَيرِ جُرمٍ صُدورُها

بَنو الخَطَفى وَالخَيلُ أَيّامَ سوفَةٍ
جَلَوا عَنكُمُ الظَلماءَ وَاِنشَقَّ نورُها

وَفي بِئرِ حِصنٍ أَدرَكَتها حَفيظَةٌ
وَقَد رُدَّ فيها مَرَّتَينِ حَفيرُها

فَجِئنا وَقَد عادَت مَراعاً وَبَرَّكَت
عَلَيها مَخاضٌ لَم تَجِد مَن يُثيرُها

لَئِن ضَلَّ يَوماً بِالمُجَشَّرِ رَأيُهُ
وَكانَ لِعَوفٍ حاسِداً لا يَضيرُها

فَأَولى وَأَولى أَن أُصيبَ مُقَلَّداً
بِغاشِيَةِ العَدوى سَريعٍ نُشورُهـــــــا

لَقَد جُرِّدَت يَومَ الحِدابِ نِسائُهُم
فَساءَت مَجاليها وَقَلَّت مُهورُها


ولما تحرش الاخطل بالشاعر جرير للاسباب التي ذكرناها سابقا والقى قصيدته في مجلس ( بشر من مروان ) التي فضل فيها الفرزدق على جرير . استشاط جرير غضبا ونظم قصيدة نونية ناقضا بها قصيدته يهجو الاخطل والفرزدق يقول فيها :

لِمَنِ الدِيارُ بِبُرقَةِ الرَوحــــــــانِ
إِذ لا نَبيعُ زَمانَنا بِزَمـــــــانِ

إِن زُرتُ أَهلَكِ لَم يُبالوا حاجَتي
وَإِذا هَجَرتُكِ شَفَّني هِجراني

هَل رامَ جَوُّ سُوَيقَتَينِ مَكانَهُ
أَو حَلَّ بَعدَ مَحَلِّنا البــــــُردانِ

راجَعتُ بَعدَ سُلُوِّهِنَّ صَبابَةً
وَعَرَفتُ رَسمَ مَنازِلٍ أَبكاني

أَصبَحنَ بَعدَ نَعيمِ عَيشٍ مُؤنِقٍ
قَفراً وَبَعدَ نَواعِمٍ أَخــــــــدانِ

قَد رابَني نَزَعٌ وَشَيبٌ شائِعٌ
بَعدَ الشَبابِ وَعَصرِهِ الفَينانِ

شَغَفَ القُلوبَ وَما تُقَضّى حاجَةٌ
مِثلُ المَها بِصَريمَةِ الحَومانِ

نَزَلَ المَشيبُ عَلى الشَبابِ فَراعَني
وَعَرَفتُ مَنزِلَهُ عَلى أَخداني

حورُ العُيونِ يَمِسنَ غَيرَ جَوادِفٍ
هَزَّ الجَنوبِ نَواعِمَ العيدانِ

وَإِذا وَعَدنَكَ نائِلاً أَخلَفنَهُ
وَإِذا غَنيتَ فَهُنَّ عَنكَ غَوانِ

أَصَحا فُؤادُكَ أَيَّ حينِ أَوانِ
أَم لَم يَرُعكَ تَفَرُّقُ الجيرانِ

أَخَطا الرَبيعُ بِلادَهُم فَتَيَمَّنوا
وَلِحُبِّهِم أَحبَبتُ كُلَّ يَماني

بَكَرَت حَمامَةُ أَيكَةٍ مَحزونَةٌ
تَدعو الهَديلَ فَهَيَّجَت أَحزاني

لا زِلتِ في غَلَلٍ يَسُرُّكِ ناقِعٍ
وَظِلالِ أَخضَرَ ناعِمِ الأَغصانِ

وَلَقَد أَبيتُ ضَجيعَ كُلِّ مُخَضَّبٍ
رَخصِ الأَنامِلِ طَيِّبِ الأَردانِ

عَطِرِ الثِيابِ مِنَ العَبيرِ مُذَيَّلٍ
يَمشي الهُوَينا مِشيَةَ السَكرانِ

صَدَعَ الظَعائِنُ يَومَ بِنَّ فُؤادَهُ
صَدعَ الزُجاجَةِ ما لِذاكِ تَدانِ

هَل تُؤنِسانِ وَدَيرُ أَروى بَينَنا
بِالأَعزَلَينِ بَواكِرَ الأَظعانِ

رَفَّعتُ مائِرَةَ الدُفوفِ أَمَلَّها
طولُ الوَجيفِ عَلى وَجى الأَمرانِ

حَرفاً أَضَرَّ بِها السِفارُ كَأَنَّها
جَفنٌ طَوَيتَ بِهِ نِجادَ يَماني

وَإِذا لَقيتَ عَلى زَرودَ مُجاشِعاً
تَرَكوا زَرودَ خَبيثَةَ الأَعطانِ

قَتَلوا الزُبَيرَ وَقيلَ أَنَّ مُجاشِعاً
شَهِدوا بِجَمعِ ضَياطِرٍ عُزلانِ

مِن كُلِّ مُنتَفِخِ الوَريدِ كَأَنَّهُ
بَغلٌ تَقاعَسَ فَوقَهُ خُرجانِ

يا مُستَجيرَ مُجاشِعٍ يَخشى الرَدى
لا تَأمَنَنَّ مُجاشِعاً بِأَمانِ

إِنَّ اِبنَ شِعرَةَ وَالقَرينَ وَضَوطَراً
بِئسَ الفَوارِسُ لَيلَةَ الحَدَثانِ

أَبُنَيَّ شِعرَةَ إِنَّ سَعداً لَم تَلِد
قَيناً بِليتَيهِ عَصيمُ دُخـــــــانِ

أَبِنا عَدَلتَ بَني خَضافِ مُجاشِعاً
وَعَدَلتَ خالَكَ بِالأَشَدِّ سِنـــــانِ

شَهِدَت عَشِيَّةَ رَحرَحانَ مُجاشِعٌ
بِمُجارِفٍ جُحَفَ الخَزيرِ بِطانِ

وَطِئَت سَنابِكُ خَيلِ قَيسٍ مِنكُمُ
قَتلى مُصَرَّعَةً عَلى الأَعطانِ

وَنَسيتَ أَعيَنَ وَالرَبابَ وَجارَكُم
وَنَوارَ حَيثُ تَصَلصَلَ الحِجلانِ

لَمّا لَقيتَ فَوارِساً مِن عامِرٍ
سَلّوا سُيوفَهُمُ مِنَ الأَجفانِ

مَلَّأتُمُ صُفَفَ السُروجِ كَأَنَّكُم
خورٌ صَواحِبُ قَرمَلٍ وَأَفانِ

لِلَّهِ دَرُّ يَزيـــــــــدَ يَومَ دَعاكُمُ
وَالخَيلُ مُجلِيَةٌ عَلى حَلَبانِ

لاقَوا فَوارِسَ يَطعَنونَ ظُهورَهُم
نَشطَ البُزاةِ عَواتِقَ الخِربانِ

لا يَخفِيَنَّ عَلَيكَ أَنَّ مُحَمَّداً
مِن نَسلِ كُلِّ ضِفِنَّةٍ مِبطانِ

إِن رُمتَ عِندَ بَني أُسَيدَةَ عِزَّنا
فَاِنقُل مَناكِبَ يَذبُلٍ وَذِقانِ

إِنّا لَنَعرِفُ ما أَبوكَ بِحاجِبٍ
فَاِلحَق بِأَصلِكَ مِن بَني دُهمانِ

لَمّا اِنهَزَمتَ كَفى الثُغورَ مُشَيَّعٌ
مِنّا غَداةَ جَبُنتَ غَيرُ جَبانِ

شَبَثٌ فَخَرتُ بِهِ عَلَيكَ وَمَعقِلٌ
وَبِمالِكٍ وَبِفارِسِ العَلهانِ

هَلّا طَعَنتَ الخَيلَ يَومَ لَقيتَها
طَعنَ الفَوارِسِ مِن بَني عُقفانِ

أَلقوا السِلاحَ إِلَيَّ آلَ عُطارِدٍ
وَتَعاظَموا ضَرطاً عَلى الدُكّانِ

يا ذا العَباءَةِ إِنَّ بِشراً قَد قَضى
أَن لا تَجوزَ حُكومَةُ النَشوانِ

فَدَعوا الحُكومَةَ لَستُمُ مِن أَهلِها
إِنَّ الحُكومَةَ في بَني شَيبانِ

بَكرٌ أَحَقُّ بِأَن يَكونوا مَقنَعاً
أَو أَن يَفوا بِحَقيقَةِ الجيرانِ

قَتَلوا كُلَيبَكُمُ بِلَقحَةِ جارِهِم
يا خُزرَ تَغلِبَ لَستُمُ بِهِجانِ

كَذَبَ الأُخَيطِلُ إِنَّ قَومي فيهِمُ
تاجُ المُلوكِ وَرايَةُ النَعمانِ

مِنهُم عُتَيبَةُ وَالمُحِلُّ وَقَعنَبٌ
وَالحَنتَفانِ وَمِنهُمُ الرِدفانِ

إِنّي لَيُعرَفُ في السُرادِقِ مَنزِلي
عِندَ المُلوكِ وَعِندَ كُلِّ رِهانِ

ما زالَ عيصُ بَني كُلَيبٍ في حِمىً
أَشِبٍ أَلَفَّ مَنابِتِ العيصانِ

الضارِبينَ إِذا الكُماةُ تَنازَلوا
ضَرباً يَقُدُّ عَواتِقَ الأَبــــــدانِ

وَحَمى الفَوارِسَ مِن غُدانَةَ أَنَّهُم
نِعمَ الحُماةُ عَشِيَّةَ الإِرنانِ

إِنّا لَنَستَلِبُ الجَبابِرَ تاجَهُم
قابوسُ يَعلَمُ ذاكَ وَالجونانِ

وَلَقَد شَفَوكَ مِنَ المُكَوّى جَنبُهُ
وَاللَهُ أَنزَلَهُ بِدارِ هَــــــــــــــــوانِ

جارَيتَ مُطَّلِعَ الجِـــــــراءِ بِنابِهِ
رَوقٌ شَــــبيبَتُهُ وَعُمرُكَ فانِ

ما زِلتُ مُذ عَظُمَ الخِطارُ مُعاوِداً
ضَبرَ المِئينَ وَسَبقَ كُلِّ رِهانِ

ما زالَ مَنزِلُنا لِتَغلِبَ غالِبـــــاً
وَاللَهُ شَـــــرَّفَ فَوقَهُم بُنياني

فَاِقبِض يَدَيكَ فَإِنَّني في مُشرِفٍ
صَعبِ الذُرى مُتَمَنِّعِ الأَركانِ

وَلَقَد سَبَقتُ فَما وَرائي لاحِقٌ
بَدءً وَخُلِّيَ في الجِراءِ عِناني

نَزَعَ الأُخَيطِلُ حينَ جَدَّ جِراؤُنا
حَطِمَ الشَوى مُتَكَسِّرَ الأَسنانِ

قُل لِلمُعَرِّضِ وَالمُشَوِّرِ نَفسَهُ
مَن شاءَ قاسَ عِنانَهُ بِعِناني

عَمداً حَزَزتُ أُنوفَ تَغلِبَ مِثلَ ما
حَزَّ المَواسِــــــــمُ آنُفَ الأَقيانِ

وَلَقَد وَسَمتُ مُجاشِعاً وَلِتَغلِبٍ
عِندي مُحاضَرَةٌ وَطولُ هَوانِ

قَيسٌ عَلى وَضَحِ الطَريقِ وَتَغلِبٌ
يَتَقاوَدونَ تَقاوُدَ العُميـــــــانِ

لَيسَ اِبنُ عابِدَةِ الصَليبِ بِمُنتَهٍ
حَتّى يَذوقَ بِكَأسِ مَن عاداني

إِنَّ القَصائِدَ يا أُخَيطِلُ فَاِعتَرِف
قَصَدَت إِلَيكَ مُجِرَّةَ الأَرسانِ

وَعَلِقتَ في قَرَنِ الثَلاثَةِ رابِعاً
مِثلَ البِكارِ لُزِزنَ في الأَقرانِ

وَالنَمرُ حَيٌّ ما يُنالُ قَديمُهُم
سَبَقوكَ حينَ تَخاطَرَ الحَيّانِ

إِنَّ الفَوارِسَ مِن رَبيعَةَ كُلَّهُم
يَرضَونَ لَو بَلَغوا مَدى الضَحيانِ

ما نابَ مِن حَدَثٍ فَلَيسَ بِمُسلِمي
عَمري وَحَنظَلَتي وَلا السَعدانِ

وَإِذا بَنو أَسَدٍ عَلَيَّ تَحَدَّبوا
نَصَبَت بَنو أَسَـــــــدٍ لِمَن راداني

وَالغُرُّ مِن سَلَفي كِنانَةَ إِنَّهُم
صيدُ الرُؤوسِ أَعِزَّةُ السُلطانِ

مالَت عَلَيكَ جِبالُ غورِ تِهامَةٍ
وَغَرِقتَ حَيثُ تَناطَحَ البَحرانِ

وَلَقيتَ رايَةَ آلِ قَيسٍ دونَها
مِثلُ الجِمالِ طُلينَ بِالقَطِرانِ

هَزّوا السُيوفَ فَأَشرَعوها فيكُمُ
وَذَوابِلاً يَخطِرنَ كَالأَشطانِ

فَتَرَكنَهُم جَزَرَ السِباعِ وَفَلُّكُم
يَتَساقَطونَ تَساقُطَ الحَمنانِ

تَرَكَ الهُذَيلُ هُذَيلَ قَيسٍ مِنكُمُ
قَتلى يُقَبِّحُ روحَها المَلَكانِ

فَاِخسَء إِلَيكَ فَلا سُلَيمٌ مِنكُمُ
وَالعامِرانِ وَلا بَنو ذُبيـــــــانِ

قَومٌ لَقيتَ قَناتَهُم بِسِنانِها
وَلَقوا قَناتَكَ غَيرَ ذاتِ سِنانِ

يا عَبدَ خِندِفَ لا تَزالُ مُعَبَّداً
فَاِقعُد بِدارِ مَذَلَّةٍ وَهَــــــــوانِ

إِنّي إِذا خَطَرَت وَرائي خِندِفي
لا يَقشَعِرُّ مِنَ الوَعيدِ جَناني

وَاِلزَم بِحِلفِكَ في قُضاعَةَ إِنَّما
قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ أَخَوانِ

أَحمَوا عَلَيكَ فَلا تَجوزُ بِمَنهَلٍ
ما بَينَ مِصرَ إِلى قُصورِ عُمانِ

وَالتَغلَبِيُّ عَلى الجَوادِ غَنيمَةٌ
بِئسَ الحُماةُ عَشِـــــــــــيَّةَ الإِرنانِ

وَالتَغلَبِيُّ مُغَلَّبٌ قَعَدَت بِهِ
مَســـــــــعاتُهُ عَبدٌ بِكُلِّ مَكانِ

سوقوا النِقادَ فَلا يَحِلُّ لِتَغلِبٍ
سَهلُ الرِمالِ وَمَنبِتُ الضَمرانِ

لَعَنَ الإِلَهُ مِنَ الصَليبُ إِلَهُهُ
وَاللابِســـــــــينَ بَرانِسَ الرُهبانِ

وَالذابِحينَ إِذا تَقارَبَ فِصحُهُم
شُهبَ الجُلودِ خَسيسَةَ الأَثمانِ

مِن كُلِّ ساجي الطَرفِ أَعصَلَ نابُهُ
في كُلِّ قائِمَةٍ لَهُ ظِلفـــــــــــانِ

تَغشى المَلائِكَةُ الكِرامُ وَفاتَنا
وَالتَغلَبِيُّ جَنـــــــازَةُ الشَيطانِ

يُعطى كِتابَ حِسابِهِ بِشِمالِهِ
وَكِتابُنا بِأَكُفِّنا الأَيمــــــــــــــانِ

أَتُصَدِّقونَ بِمارِ سَرجِسَ وَاِبنِهِ
وَتُكَذِّبونَ مُحَمَّدَ الفُرقـــــــــانِ

ما في دِيارِ مُقامِ تَغلِبَ مَسجِدٌ
وَتَرى مَكاسِرَ حَنتَمٍ وَدِنـــــــــانِ

وَإِذا وَزَنتَ بِمَجدِ قَيسٍ تَغلِباً
رَجَحوا عَلَيكَ وَشُلتَ في الميزانِ

غَرَّ الصَليبُ وَمارِ سَرجِسَ تَغلِباً
حَتّى تَقاذَفَ تَغلِبَ الرَجَـــــــــــوانِ

تَلقى الكِرامَ إِذا خُطِبنَ غَوالِياً
وَالتَغلَبِيَّةُ مَهرُها فِلســـــــــــــــانِ

قَبَحَ الإِلَهُ سِبالَ تَغلِبَ إِنَّهـــــــا
ضُرِبَت بِكُلِّ مُخَفخِفٍ مــــــــلآن

*

واضافة الى الهجاء برع جرير في المدح وخص به الخلافة الاموية وامراءها وكان مدحه للتكسب والحصول على المال لمعالجة فقر حالته وافضل بيت قاله في المدح :

ألستم خير من ركـــــــــــــب المطايا
وأندى العالمين بطـــــــون راح

وكذلك اشتهر بالفخر وافضل بيت قاله في الفخر بقومه :

إذا غضبت عليك بنو تميــــــــــــــــــم
حسبت النـــــــــاس كلهم غضابا

وكذلك اشتهر بالرثاء والوصف .

ومن خلال تتبعي لشعر جرير لاحظت ثلاثة امور لم اجدها عند غيره من الشعراء :-

الاول - ان جرير قال بيتين في شعر الغزل يعدان من افضل ما قيل في الغزل بالعربية- رغم كونه ليست من شعراء العشق و الغزل ولم يتوله بأحد ولم تكن له معشوقة او حبيبة - ولم يقل الشعراء مثليهما في الشعر العربي على مدى العصور:

ان العيون التي في طرفها حور ق قتلننا ثم لم يحيين قتلانــــــــا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله انســـانــــا

والثاني - تكالب عليه الشعراء في النقائض والهجاء فأفحمهم واسكت اغلبهم ونقض قصائدهم بقصا ئد افضل منها واشد معنى واقوى اسلوبا وكان سببا من اسباب ايجاد شعر النقائض في العربية.

والثالث - كان طيب النفس . و طيبة نفس جرير جعلته ينسى كل ما قاله الفرزدق فيه من هجاء مقذع في قصائده اذ انه لما سمع بوفاة الفرزدق حزن عليه كثيرا وقام برثا ئه افضل رثاء في قصيدة رائعة تعد من روائع الشعر العربي وتنم عن الخلق العربي الاصيل. وهذه قصيدته في رثاء صديقه وغريمه في شعر المناقضات الفرزدق البصري التميمي :


لعمري لقد أشجى تميمـاً وهدهـا
على نكبات الدهر موت الفرزدق

عشيـة راحـوا للفـراق بنعشـه
إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي
إلى كل نجم فـي السمـاء محلـقِ

ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ
ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ

عمـاد تميـم كلهـا ولســـــانـهـا
وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ

فمن لذوي الأرحام بعد أبن غالبٍ
لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ

ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب
وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ

ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما
يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ

وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه
وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ

وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ
إذا مـا أتـى أبوابــــــــه لـم تغلـق

تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه
بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـــــــقِ

لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى
فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشـرقِ

فتىً عاش يبني المجد تسعين حجـةً
وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي

فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه
بحيلة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ


شعر جرير من الطبقة الاولى واني لأعتبره اشهر شعراء العربية في العصر الاموي . كان شعره مفهوم اللفظ سهل العبارة واضح المعاني جيد المباني شديد المتانة قوي البلاغة خال من التعقيد عندما تقرأه تنسجم معه وتنفتح اليه النفس كأنه قاله الان او ا نشده حاضرا . فقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة وحسا موسيقيا شاع أثرهما في هذه الموسيقي العذبة التي تشيع في شعره كله وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التواء . وكان شعره لا يبارى في عذوبة كلمه وكانت نفسه لينة رقيقة لا تشوبها شوائب من التمرد ، فجاءت قصائده صافية كأنها الجدول الرقراق وشذى العبير .

فاعتماد جرير علي الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلي سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه إذ يحس القارئ لشعره بموسيقي تطرب لها النفس ويهتز لها المتذوق العربي الذي يعجب بجمال الصيغة وسوامق الكلم و الشكل و بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص في المعاني فله مقدرته علي انتقاء اللفظ الجزل ومتانة النسج وقوته وحلاوة العبارة واللحن الموسيقي المؤثر ... وخاصة في غزلياته حيث العاطفة الصادقة تتألم وتتنفس في تعبير رقيق .

وفي مدحه الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وشدة البطش ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم وعواطفهم وقد يسرف في الاستجداء لما يعانيه من الفاقة والحرمان .

يقول جرير في قصيدة في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان شارحا حالته المالية وكأنه يستجدي الخليفة :

اشكو اليك فاشــــتكي ذرية
لا يشبعون وامهـــم لا تشبع

كثر و اعلي فما يموت كبيرهم
حتى الحساب ولا الصغير المرضع

واذا نظرت يريبني من امهم
عين مهجة وخــــد اســــــــــفع


وقال الاخطل التغلبي قصيدته الرائية من البحر البسيط يمدح فيها الخليفة عبد الملك بن مروان ويهجو فيها جريرا سنوردها في دراستنا للشاعر الاخطل و مطلعها :

خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا
وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ


فما كان من شاعرنا جرير الا ان رد على الاخطل بنقيضة رائية مثلها من نفس البحر البسيط والقافية الرائية والروي ذاته فافحمه بها مع العلم ان هذه القصائد او النقائض هي من عيون الشعرالعربي –
فقال الشاعر جرير :


قُل لِلدِيارِ سَــــــقى أَطلالَكَ المَطَرُ
قَد هِجتِ شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذِكَرُ

أُســـــقيتِ مُحتَفِلاً يَســــتَنُّ وابِلُهُ
أَو هاطِلاً مُرثَعِنــــــاً صَوبُهُ دِرَرُ

إِذِ الزَمانُ زَمانٌ لا يُقارِبُـــــهُ
هَذا الزَمانُ وَإِذ في وَحشِـــــهِ غِرَرُ

إِنَّ الفُؤادَ مَعَ الظُعنِ الَّتي بَكَرَت
مِن ذي طُلوحٍ وَحالَت دونَها البُصَرُ

قالوا لَعَلَّكَ مَحزونٌ فَقُلتُ لَهُم
خَلّوا المَلامَةَ لا شَكوى وَلا عِذَرُ

إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ الَبَينَ يَومَ غَدَوا
مِن دارَةِ الجَأبِ إِذ أَحداجُهُم زُمَرُ

لَمّا تَرَفَّعَ مِن هَيجِ الجَنوبِ لَهُم
رَدّوا الجِمالَ لِإِصعادٍ وَما اِنحَدَروا

مِن كُلِّ أَصهَبَ أَسرى في عَقيقَتِهِ
نَسقٌ مِنَ الرَوضِ حَتّى طُيِّرَ الوَبَرُ

بُزلٌ كَأَنَّ الكُحَيلَ الصِرفَ ضَرَّجَها
حَيثُ المَناكِبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ

أَبصَرنَ أَنَّ ظُهورَ الأَرضِ هائِجَةٌ
وَقَلَّصَ الرَطبُ إِلّا أَن يُرى سِرَرُ

هَل تُبصِرانِ حُمولَ الحَيِّ إِذ رُفِعَت
حَيٌّ بِغَيرِ عَباءِ المَوصِلِ اِختَدَروا

قالوا نَرى الآلَ يَزهى الدَومَ أَو ظُعُناً
يا بُعدَ مَنظَرِهِم ذاكَ الَّذي نَظَروا

ماذا يَهيجُكَ مِن دارٍ وَمَنزِلـــــَةٍ
أَم ما بُكاؤُكَ إِذ جيرانُكَ اِبتَكَروا

نادى المُنادي بِبَينِ الحَيِّ فَاِبتَكَروا
مِنّا بُكوراً فَما اِرتابوا وَما اِنتَظَروا

حاذَرتُ بَينَهُمُ بِالأَمسِ إِذ بَكَروا
مِنّا وَما يَنفَعُ الإِشفاقُ وَالحَذَرُ

كَم دونَهُم مِن ذُرى تيهٍ مُخَفِّقَةٍ
يَكادُ يَنشَقُّ عَن مَجهولِها البَصَرُ

إِنّا بِطِخفَةَ أَو أَيّامِ ذي نَجَبٍ
نِعمَ الفَوارِسُ لَمّا اِلتَفَّتِ العُذَرُ

لَم يُخزِ أَوَّلَ يَربوعٍ فَوارِسُهُم
وَلا يُقالُ لَهُم كَلّا إِذا اِفتَخَروا

سائِل تَميماً وَبَكراً عَن فَوارِسِنا
حينَ اِلتَقى بِإِيادِ القُلَّةِ الكَدَرُ

لَولا فَوارِسُ يَربوعٍ بِذي نَجبٍ
ضاقَ الطَريقُ وَعَيَّ الوِردُ وَالصَدَرُ

إِن طارَدوا الخَيلَ لَم يُشوُوا فَوارِسَها
أَو واقَفوا عانَقوا الأَبطالَ فَاِهتُصِروا

نَحنُ اِجتَبَينا حِياضَ المَجدِ مُترَعَةً
مِن حَومَةٍ لَم يُخالِط صَفوَها كَدَرُ

إِنّا وَأُمُّكَ ما تُرجى ظُلامَتُنـــــــــا
عِندَ الحِفاظِ وَما في عَظمِنا خَوَرُ

تَلقى تَميماً إِذا خاضَت قُرومُهُمُ
حَومَ البُحورِ وَكانَت غَمرَةً جُسروا

هَل تَعرِفونَ بِذي بَهدى فَوارِسَنا
يَومَ الهُذَيلِ بِأَيدي القَومِ مُقتَسَرُ

الضارِبينَ إِذا ما الخَيلُ ضَرَّجَها
وَقعُ القَنا وَاِلتَقى مِن فَوقِها الغَبَرُ

إِنَّ الهُذَيلَ بِذي بَهدى تَدارَكَهُ
لَيثٌ إِذا شَدَّ مِن نَجداتِهِ الظَفَرُ

أَرجو لِتَغلِبَ إِذ غَبَّت أُمورُهُمُ
أَلّا يُبارِكَ في الأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا

خابَت بَنو تَغلِبٍ إِذ ضَلَّ فارِطُهُم
حَوضَ المَكارِمِ إِنَّ المَجدَ مُبتَدَرُ

الظاعِنونَ عَلى العَمياءِ إِن ظَعَنوا
وَالسائِلونَ بِظَهرِ الغَيبِ ما الخَبَرُ

وَما رَضيتُم لِأَجسادٍ تُحَرِّقُهُم
في النارِ إِذ حَرَّقَت أَرواحَهُم سَقَرُ

الآكِلونَ خَبيثَ الزادِ وَحدَهُمُ
وَالنازِلونَ إِذا واراهُمُ الخَــــمَرُ

يَحمي الَّذينَ بِبَطحاوَي مِنىً حَسَبي
تِلكَ الوُجوهُ الَّتي يُسقى بِها المَطَرُ

أَعطوا خُزَيمَةَ وَالأَنصارَ حُكمَهُمُ
وَاللَهُ عَزَّزَ بِالأَنصارِ مَن نَصَروا

إِنّي رَئيتُكُمُ وَالحَــــــقُّ مَغضَبَةٌ
تَخزَونَ أَن يُذكَرَ الجَحّافُ أَو زُفَرُ

قَوماً يُرَدّونَ سَرحَ القَومِ عادِيَةً
شُعثَ النَواصي إِذا ما يُطرَدُ العَكَرُ

إِنَّ الأُخَيطِلَ خِنزيرٌ أَطافَ بِهِ
إِحدى الدَواهي الَّتي تُخشى وَتُنتَظَرُ

قادوا إِلَيكُم صُدورَ الخَيلِ مُعلِمَةً
تَغشى الطِعانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ

كانَت وَقائِعُ قُلنا لَن تُرى أَبَداً
مِن تَغلِبٍ بَعدَها عَيــــــنٌ وَلا أَثَرُ

حَتّى سَمِعتُ بِخِنزيرٍ ضَغا جَزَعاً
مِنهُم فَقُلتُ أَرى الأَمواتَ قَد نُشِروا

أَحيائُهُم شَرُّ أَحياءٍ وَأَلأَمُهُ
وَالأَرضُ تَلفُظُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا

رِجسٌ يَكونُ إِذا صَلّوا أَذانُهُمُ
قَرعُ النَواقيسِ لا يَدرونَ ما السُوَرُ

فَما مَنَعتُم غَداةَ البِشرِ نِسوَتَكُم
وَلا صَبَرتُم لِقَيسٍ مِثلَ ما صَبَروا

أَسلَمتُمُ كُلَّ مُجتــــــــابٍ عَباءَتَهُ
وَكُلَّ مُخضَــــــرَةِ القُربَينِ تُبتَقَرُ

هَلّا سَكَنتُم فَيُخفي بَعضَ سَوأَتِكُم
إِذ لا يُغَيَّرُ في قَتلاكُـــــــــــــمُ غِيَرُ

يا اِبنَ الخَبيثَةِ ريحاً مَن عَدَلتَ بِنا
أَم مَن جَعَلتَ إِلى قَيسٍ إِذا ذَخَروا

قَيسٌ وَخِندِفُ أَهلُ المَجدِ قَبلَكُمُ
لَستُم إِلَيهِم وَلا أَنتُم لَهُم خَطَرُ

موتوا مِنَ الغَيظِ غَمّاً في جَزيرَتِكُم
لَم يَقطَعوا بَطنَ وادٍ دونَهُ مُضَرُ

ما عُدَّ قَومٌ وَإِن عَزّوا وَإِن كَرَموا
إِلّا اِفتَخَرنا بِحَقٍّ فَوقَ ما اِفتَخَروا

نَرضى عَنِ اللَهِ أَنَّ الناسَ قَد عَلِموا
أَن لَن يُفاخِرَنا مِن خَلقِهِ بَشَرُ

وَما لِتَغلِبَ إِن عَدَّت مَساعيها
نَجمٌ يُضيءُ وَلا شَمسٌ وَلا قَمَرُ

كانَت بَنو تَغلِبٍ لا يَعلُ جَدُّهُمُ
كَالمُهلَكينَ بِذي الأَحقافِ إِذ دَمَروا

صُبَّت عَلَيهِم عَقيمٌ ما تُناظِرُهُم
حَتّى أَصابَهُمُ بِالحاصِبِ القَدَرُ

تَهجونَ قَيساً وَقَد جَذّوا دَوابِرَكُم
حَتّى أَعَزَّ حَصاكَ الأَوسُ وَالنَمِرُ

إِنّي نَفَيتُكَ عَن نَجــــــــدٍ فَما لَكُمُ
نَجدٌ وَمالَكَ مِن غورِيّـــــِهِ حَجَرُ

تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهُم
بَرقُ العَباءِ وَما حَجّوا وَما اِعتَمَروا

الضاحِكينَ إِلى الخِنزيرِ شَهوَتَهُ
يا قُبِّحَت تِلكَ أَفواهاً إِذا اِكتَشَروا

وَالمُقرِعينَ عَلى الخِنزيرِ مَيسِرَهُم
بِئسَ الجَزورُ وَبِئسَ القَومُ إِذ يَسَروا

وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ تَجهَرُهُ
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حيـــــــــــــنَ يُختَبَرُ

وَالتَغلَبِيُّ إِذا تَمَّت مُروأَتُهُ
عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القَومِ مُؤتَجَرُ

نِسوانُ تَغلِبَ لا حِلمٌ وَلا حَسَبٌ
وَلا جَمالٌ وَلا ديـــــــنٌ وَلا خَفَرُ

ما كانَ يَرضى رَسولُ اللَهِ دينَهُمُ
وَالطَيِّبانِ أَبو بَكــــــرٍ وَلا عُمَرُ

جاءَ الرَسولُ بِدينِ الحَقِّ فَاِنتَكَثوا
وَهَل يَضيرُ رَسولَ اللَهِ أَن كَفَروا

يا خُزرَ تَغلِبَ إِنَّ اللُؤمَ حالَفَكُم
ما دامَ في مارِدينَ الزَيتُ يَعتَصَرُ

تَسَربَلوا اللُؤمَ خَلقاً مِن جُلودِهِمُ
ثُمَّ اِرتَدوا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا

الشاتِمينَ بَني بكـــــر إِذا بَطِنوا
وَالجانِحينَ إِلى بَكرٍ إِذا اِفتَقَروا






https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى