3
بســــــــــم الله الرحمن الرحيم
(لَوْ أَنْزَلْنا هذا الْقُرآنَ عَلى جَبلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصدّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الاَمْثالُ نَضْربُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفكَّرون *).
سورة الحشر الاية \ 21
الحمد لله :
الكريم هذا الكتاب العظيم الذي انزله الله تعالى من السماء الى الارض على صدر حبيبه ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وجعله دستور الاسلام كتاب مقدس نقدسه ونجله وقد كرمه الله تعالى وضرب فيه الامثال للناس ومن كل مثل وضرب في عظمته مثلا فاخبر عن عظيم قدره لو ان الله تعالى انزل هذا القران الكريم على جبل من الجبال مهما كان هذا الجبل عاليا او واطئا او كبيرا او صغيرا ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد، على قوته وشدة صلابته وضخامته لوجدناه خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى ومتصدعا .
وقد ضرب الله تعالى هذه الأمثال ليوضحها للناس؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي هذه الاية المباركة حث على التدبر بالقرآن الكريم ومدارسته ، وتفهم معانيه، والعمل به فيتفكرون فيه بعقولهم لعل ترتدع نفوسهم .
وقد بين الله تعالى عظمة القران الكريم في بيان عظمته تعالى وصفاته التي تفرد بها جل شانه من انه محيط بعلمه بالظاهر و الباطن والغائب والخاضر .
فالله تعالى:
( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ*) الحشر - 22
هو الله سبحانه وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه، عالم الاسرار والعلانية ، يعلم ما غاب وما حضروما خفي وبطن وما بان وظهر ، فهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء ووسعت جميع مخلوقاته ، والرحيم الذي وسعت رحمته اهل الارض والسماء من أهل الإيمان به.
(هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ)
الحشر -23
هو الله المعبود بحق تقدست اسماؤه وصفاته ، الذي لا إله إلا هو، المالك لجميع الأشياء، والمتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، والمنزَّه عن كل نقص الذي سلِم من كل عيب، والذي ارسل رسله وانبياءه لهداية الناس والذي صدِّق رسله وأنبياءه بما أرسلهم به من الآيات البينات ، الرقيب على كل خلقه في أعمالهم وافعالهم والمهيمن علي جميع ماخلق في السموات والارض وما بينهما و العزيز القوي الذي لا غالب له والجبار الذي قهر جميع العباد والمخلوقات ، وأذعن له سائر من السموات والارض من خلقه . والمتكبِّر الذي له الكبرياء والعظمة. تنزَّه الله وتعالى عن كل ما يشركونه به في عبادته مثل عبادة الاصنام والاوثان والخلائق .
و(هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ*)
الحشر- 24
هو الله سبحانه وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ الموجد لهم على مقتضى حكمته وعظيم قدره والمصوِّر لكل ما خلق كيف يشاء فسبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى يسبِّح له جميع ما في السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى وهو العزيز الشديد في خلقه وعظمته و الحكيم في تدبيره لأمورهم وهو العلي العظيم .
والله تعالى اعلم
*******************