الرئيسية
الامثال في سورة الأنعــــــام
بســـــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا.)
سورة الانعام : الاية \ 71
الحمد لله :
في هذه الاية المباركة مثل محاورة بين المسلمين والمشركين اذ قال المشركون للمسلمين :
- اتبعوا سبيلنا او طريقتنا في عبادة الاوثان والاصنام فانزل الله تعالى :
( قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُون اللَّه مَا لَا يَنْفَعنَا وَلَا يَضُرّنَا وَنُرَدّ عَلَى أَعْقَابنَا بَعْد إِذْ هَدَانَا اللَّه .)
أي قولوا لهم ايها المؤمنون . قولوا للكافرين : كيف ندعو الى غير دين الله تعالى وهو لاينفعنا ولا يضرنا ونرد كما كنا كافرين بعد ايماننا بالله تعالى وبنبيه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . وقد هدانا الله تعالى لدينه القويم وهو الاسلام , فيكون احدنا كالذي استهوته الشياطين فِي الْأَرْض حَيْرَان وهو فِي حَال حِيرَته وَضَلَاله وَجَهْله وَلَهُ أَصْحَاب عَلَى الْمَحَجَّة سَائِرُونَ فَجَعَلُوا يَدْعُونَهُ إِلَيْهِمْ وَإِلَى الذَّهَاب مَعَهُمْ عَلَى الطَّرِيقَة الْمُثْلَى فَيَأْبَى عَلَيْهِمْ وَلَا يَلْتَفِت إِلَيْهِمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَهَدَاهُ وَلَرَدَّ بِهِ إِلَى الطَّرِيق فقال الله تعالى (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه هُوَ الْهُدَى ) أَيْ نُخْلِص لَهُ الْعِبَادَة وَحْده لَا شَرِيك لَهُ .
فمثل هذا الرجل كَمَثَلِ رَجُل خَرَجَ مَعَ قَوْم عَلَى الطَّرِيق فَضَلَّ الطَّرِيق وتاه فَحَيَّرَتْهُ الشَّيَاطِين وَاسْتَهْوَتْهُ فِي الْأَرْض وحببت اليه الكفر والاشراك فحار في امره وما يفعله بينما أَصْحَابه عَلَى الطَّرِيق فَجَعَلُوا يَدْعُونَهُ إِلَيْهِمْ ويَقُولُونَ له اِئْتِنَا و تعال الينا فَإِنَّا عَلَى الطَّرِيق السوي فَأَبَى أَنْ يَأْتِيهِمْ . وقالوا له إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ فهدانا الله تعالى لعبادته وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ. فكيف نَدْعُو مِن دونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا بل سنبقى على الايمان والصلاح والتقى .
فكذَلِكَ مَثَل مَنْ يَتَّبِع المشركين والكافرين ومن مثلهم بَعْد الايمان بالاسلام ومَعْرِفَة الحبيب المصطفى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فامن واستقر الايمان في قلبه ..
واتبع الله تعالى قوله عز شأنه مخاطبا حبيبه المصطفى :
( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا.)
والله تعالى اعلم
************************
