اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر مروان الاموي ( الشاعرالطليق ) بقلم - فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



مروان بن عبد الرحمن الاموي
( الشاعر الطليق )

بقلم د . فالح الحجية


هو ابو عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر الخليفة العظيم في ( قرطبة ) وأشهر الحكام في تاريخ الأندلس الإسلامي .

ولد عام بمدينة ( قرطبة ) سنة \ 352هجرية - 963ميلادية وكانت قرطبة عاصمة الخلافة في البلاد الاندلسية وفي أوج رفعتها وعظمتها اذ كانت تنافس بغداد وتضاهيها .

سجن وهو السادسة عشرة من عمر ه ولم يطلق سراحه الا
وهو ابن اثنين وثلاثين عاماً وتوفي وعمره ثمانية وأربعون عاماً.
أما دخوله السجن فلذلك قصة يرويها ( الضبّي ) وخلاصتها :

ان سبب سجنه انه كان يعشق جارية نشأت معه. ورآها يوماً مع أبيه فثارت غيرته واستل سيفه في حالة غضب فقتل أباه أيام الحاجب المنصور بن أبي عامر فسجنه . وفي سجنه إقبل على قول الشعر بغزارة وعاطفة صادقة. وقد تعرف في سجنه على الشاعر( الغساني البجاني) وهو الذي وفد على الحاجب المنصور في إحدى السفارات فاتهمه الفقهاء مما جعل المنصور يلقيه في السجن حيث ا لتقاه هناك . فأصبحا صديقين، وأعجب البجاني بالأمير الشاب الشاعر، ومما قاله البجاني في سجنه في الأمير مروان :

غدوت في الجب خدناً لابن يعقوب
وكنت أحسب هذا في التكاذيب

راموا بعادي عن الدنيا وزخرفها
فكان ذلك إدنائي وتقريبي

رامت عداتي تعذيبي وما شعرت
أن الذي فعلوه ضد تعذيبي

لم يعلموا أن سجني لا أبالهم
قد كان غاية مأمولي ومرغوبي


وقوله ( ابن يعقوب ) اشارة إلى الأميرالشاعر الأموي لوسامته شبهه بوسامة النبي( يوسف ) عليه السلام .

و مكث الأمير مروان في سجنه ستة عشر عاماً قال خلالها كثيراً من الشعر، وقد و صف سجنه فقال :

في منزل كالليل أسود فاحم
داجي النواحي مظلم الأثباج
يسودّ والزهراء تشرق حوله
كالحبر أودع في دواة العاج

ويقول ايضا :

ألا إن دهراً هادماً كل ما بنى
سيبلى كما يُبلى ويفنى كما يُفني

وما الفوز في الدنيا هو الفوز إنما
يفوز الفتى بالربح فيها مع الغبن

ولا شك أن الحزن يجري لغاية
ولكن نفس المرء سيئة الظن

و يصف حاله في السجن فيقول :

أصبحت في الدهر كالمعقول مختفياً
عن العيون وما تخفى مفاهمه

كأنما السحر صدري في تضمنه
شخصي، وشخصي سري فهو كاتمه

كأنما الدهر يخشى منه لي فرجاً
فمن قيودي على البلوى تمائمه

ويقول ايضا فيه :

تفرغ لي دهري فصيرني شغلا
وعوضني من خصب روضتي المحلا

يطالب بالثأر النبيل كأنما
يرى النُبَل منه بين أحشائه نَبلا

و يمر عليه العيد وهو في سجنه فيشعر بوحدته وعزلته فيقولً:

لقد هيج الأضحى لنفسي جوى أسىً
كريهُ المنايا منه للنفس أروحُ
كأن بعيني حلق كل ذبيحة به،
وبصدري قلبها حين تذبح
فياليت شعري هل لمولاي عطفة
يداوى بها مني فؤاد يجرح

وفي السجن احيانا يتجلد وواخرى يستعطف و يعبر عن صبره وعنفوانه فيقول :

فلا تشمت الحساد شدة حالتي
فإني جواد لا يشد عنانه

وما ألصقتْ بالأرض خدي
إدالة ولكنني كالرمح سنّ سنانه

و في إطلاق سراح الشاعر.تروى حكايتان:

الأولى : يرويها (المقري ) وخلاصتها أن الوزير الحاجب المنصور رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في منامه يأمره بإطلاق سراح مروان فأطلقه.

و الثانية يرويها ( عبد الواحد المراكشي ) في كتابه ( المعجب ) : ومفاده أن الأمير السجين مروان كتب رسالة من سجنه وأرسلها الى ( المنصور ابن ابي عامر ) يصف سوء حاله ويطلب العفو عنه، فحملها مع مجموعة رقاع إلى داره، وبينما كان جالساً في حديقة الدار جاءت نعامة فجعل المنصور يلقي إليها بعض الرقاع التي بين يديه، فتبتلع بعضها وتلقي بعضها، وحينما ألقى إليها برسالة ( مروان ) وهو لم يقرأها بعد أخذتها ودارت بها ثم ألقت بها في حجره، فرماها إليها ثانية وثالثة و في كل مرة كانت تعيدها إليه، مما لفت انتباهه فأخذ الرقعة وقرأها، فأمر بإطلاق سراحه. وبهذا كني الأمير الشاعر (طليق النعامة). كما يدعى ( الشاعر الطليق ).

واستأنف الشاعر حياته العادية كواحد من الأسرة الأموية الحاكمة في الاندلس فيعيش في ( قرطبة ) حياة طبيعية حتى وفاته ولم يكن له دور في الحكم . وكان احد أحفاده شاعراً عاصرا الخليفة الموحدي ( عبد المؤمن ) ويدعى ( الأصم المرواني ). وقد شارك في لقاء الخليفة الموحدي في جبل طارق حينما عبر إلى الأندلس فأنشده قصيدة عارض فيها بائية أبي تمام في فتح عمورية يقول:

ما للعدا جُنة أوقى من الهرب
أين المفر وخيل الله في الطلب

وأين يذهب من في رأس شاهقة
إذا رمته سماء الله بالشهب

حدّث عن الروم في أرض بأندلس
والبحر قد ملأ العبرين بالعرب

ويفخر المرواني الطليق بنفسه واهله فيقول :

من فتى مثلي لبأس وندى
ومقالٍ وفعال وتقى

شرفي نفسي وحليي أدبي
وحسامي مقولي عند اللقا

جدي الناصر للدين الذي
فرّقت كفاه عنه الفرقا

أشرف الأشراف نفساً وإباً
حين يعلوه وأعلى مرتقى

أنا فخر العبشميين وبي جَدَّ
من فخرهمُ ما أَخلقا

أنا أكسو ما عفا من مجدهم
بحلى رونق شعري رونقا

وكان ( ابن حزم ) معاصراً للشاعر الطليق وعلى صلة شخصية به وقد قال فيه :
(أبو عبد الملك هذا في بني أمية، كابن المعتز في بني العباس ملاحة شعر، وحسن تشبيه )

توفي الشاعرالطليق ب ( قرطبة ) سنة \400 هجرية – 1011 ميلادية .

شاعر اندلسي سلس شعره بليغ اسلوبه رقيقة معانيه . قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية عدا المدح والهجاء فلم يمدح احدا ولم يهجُ احدا واغلب شعره - الذي ضاع اكثره وما بقي منه الا القليل متناثر في كتب التاريخ والأدب- في الغزل والوصف والخمرة والتأ مل وفي شعره الغزلي يتبين انه كان يؤثر النساء الشقراوات على غيرهن فيقول :

غصن يهتز في دعص نقا يجتنتي منه فؤادي حرقا

أطلع الحسن لنا من وجهه قمرا ً ليس يُرى مُمَّحقا

ورنا عن طرف ريم أحور لحظهُ سهم لقلبي فَوّقا

باسم عن عقد درٍّ خلته سلبته لثتاه العنقا

ويقول الشاعر الطليق يصف محبوبته :

قمري الوجه أبدى بضحى
وجهه خطّ الغوالي غبشا

فأراني سبحاً في ذهب من
عذاريه كما اصفر العشا

وحوت عيناه خمراً لم يرح صاحياً
من سكره صاحي الحشا

فكأن الصبح في وجنته
قد سقاه طرفه حتى انتشى

جدّ في قتلي حتى خلته
أنه فيه من الدهر ارتشا

ثقل الخصر بردف
راجح مثلما أثقلت بالدلو الرشا

خمشت ألحاظ عيني خده
مثلما باللحظ قلبي خمشا

أنت كالبدر يرى الليل به
مؤنساً طوراً وطوراً موحشا

كن كما شئت فقد شاء الهوى
إنه ينفذ فينا ما يشا

يقول الشاعر الطليق و فيه يمزج الغزل بالطبيعة الاندلسية الرائعة وما لها من تاثير على نفسية الشعراء :

ودعت من أهوى أصيلاً ليتني
ذقت الحِمام ولا أذوق نواه

فوجدت حتى الشمس تشكو وجده
والورْق تندب شجوها بهواه

وغدا النسيم مبلّغاً ما بيننا
فلذاك رق هوى وطاب شذاه

ما الروض قد مزجت به أنداؤه
سحراً بأطيب من شذا ذكراه

والزهر مبسمه ونكهته الصَّبا
والورد أخضله الندى خداه

فلذاك أولع بالرياض لأنها
أبداً تذكرني بمن أهواه

ويقول في وصف الرياض وطبيعته الجميلة:

وكأن الرياض حسناً حبيبٌ عاطر سامه المحب لقاءَ

ضربت سحبه رواقاً عليه وارتدينا من الغمام رداء

قد تحلى بزهره وتبدى ماثلاً في غلالة خضراءَ

فأرتنا الرياض منها نجوماً وأرانا سنا العقار ذكاءَ

ويقول في وصف الخمرة ومجالستها :

رب كأسٍ قد كَست شخصَ الدُّجَى
ثوبَ نُورٍ من سنَاها يَقَقَا

ظَلْتُ أسقيها رشاً في طَرفه
سِنةٌ تُورِثُ عينِي أرَقَا

برَزَت في ناصع من كفّه
كشُعاع الشمس وافَي الفَلقَا

أصبحتْ شمساً وفُوه مغرِباً
ويدُ السّاقي المحِّيي مَشْرِقا

فإذا ما غَربت في فَمِه
اطلَعت في الخدّ منه شَفَقا

واختم بحثي بهذه الابيات للشاعر مروان المرواني الطليق
في وصف ليلة ماطرة فيقول :

وغمام هطل شؤبوبُهُ
نادمَ الروضَ فغنى وسقى

خلع البرقُ على أرجائه
ثوب وشي منه لما أبرقا

فكأن الأرض منه مطبق
وكأن الهضب جانٍ أطبقا

في ليالٍ ضل ساري نجمها
حائر لا يستبين ا لطرقا

أوقدَ البرق لها مصباحه
فانثنى جنح دجاها مشرقا

وشدا الرعد حنيناً فجرت
أكؤس المزن عليه غدقا

وغدت تحنو له الشمس
وقد ألحقته من سناها نمرقا

فكأن الورد يعلوه الندى
وجنة المحبوب تندي عرقا

وكأن القطر لما جادها
صار في الأوراق منها زئبقا




***********************




https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى