اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر ابن الدهان الموصلي بقلم د فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



ابن الدهان الموصلي



هو مهذب الدين ابو الفرج عبد الله بن أسعد بن علي الموصلي وقيل الحمصي ويكنى ب( ابن الدهان ) .

ولد سنة \ 521 هجرية – 1127 ميلادية في اغلب الرويات في مدينة الموصل وبها شب واكتمل وتلقى تعليمه على يد شيوخها وعلمائها و وصل نفسه بفقيهها وقاضي دمشق من بعد( شرف الدين عبد الله بن أبي عصرون .)وقد ورد الشام في صحبته مرّات عديدة غير أنَّه لم يستقرّ فيها في المرحلة الأولى من حياته .وإنَّما كـان كل مرة يعود إلى موطنه.ويظهر أنَّ حياته في بلدتة ( الموصل ) لم تكن مستقرة حبث أنَّه كان يعاني من الفقر .ولما ضاقت به الامور المعاشية في الموصل هجرها وسافر الى مصر ولم يستطع من اصطحاب زوجته معه الى مصر.فعزم على الرحيل إلى مصر طلباً لعطاء وزيرها( طلائع بن رُزِّيك) فاضطران يكتب إلى الشريف ( ضياء الدين أبي عبد الله زيد ابن محمد ) نقيب العلويين بالموصل يستعطفه ويوصيه بزوحته التي كانت ترغب في اللحاق به في أبيات مؤثّرة صوّر فيها تشبّث زوجته به وأحزانها عليه . ومنها هذه الابيات :

واِسئلاهُ عَساهُ يَرحَم ضُرّي
واِحرِصا أَن تُغنياه بِشِعري

نُفورٌ فأجريا غَيرَ ذِكري
فَلِحَيني عَشقت عاشِقَ هَجري

غيرَ حُبّي لَه لأوضَحت عُذري
وَحَملتُ الجَفا وان عيلَ صَبري

يَضنى وَلا مَدمَعي لِمَن باتَ يَجري
مَستورٌ فَماذا عليه في هَتكِ سِتري

لَيسَ يَجري بِبالِهم قَطُّ ذِكري
كَم دَماً قَد سَفكتَ لَو كنت تَدري

لا مَزارٌ يَدنو وَلا الطيف يَسري
لَيتَ شِعري لم يَلحني لَيتَ شِعري

وَلِنُعمى مُحَمَّدٍ كُلُّ شُكري
وَحَمى مثلها بيضٍ وَسُمر

وقد خاطب زوجته في ابيات منها :

وذات شجوٍ أسالَ البينُ عبرتَها
قامت تُؤَمّلُ بالتَفْنيدِ إمساكي

لجَّتْ فلمَّا رأتني لا أُصيخُ لها
بكتْ فأَقْرحَ قلبي جَفنُها الباكي

قالتْ وقد رأت الأجمالَ مُحْدَجةً
والبينُ قد جمع المشكوَّ والشّاكي

من لي إذا غِبتَ في ذا العامِ قُلتُ لها
الله وابنُ عُبيد اللهِ مَوْلاكِ

لا تَجْزَعي بانحباس الغيثِ عنكِ فقد
سألتُ نَوْءَ الثُريّا صَوْبَ مغناكِ


وسكن في مصر مدة من الزمن و لم يبق بها طويلا حيث ساء ت حالته المالية فطفق عائدا الى وطنه وعائلته .

و غادر الشاعر مصر إلى الشام حيث كانت تشهد حركة جهاديّة صاعدة بقيادة ( نور الدين زَنكي ) و لم يجد قبولاً لديه ولا سيّما أنَّ (نور الدين ) كان معادياً للفاطميّين - وكان الشاعر عندهم - ورافضاً للتعـاون مع وزيرهـم ( طلائع ) وساعياً إلى اسقاط دولتهم والقضاء عليهم الا أنَّ الشاعر وجد الفرصة سانحة للاتصال به بعد الواقعة الّتي ألمَّت بالمسلمين في البقيعة سنة \558 هـجرية فخرج إليه ومدحه بقصيدة اعتذر فيها عن الهزيمة ، ونفذ من ذلك إلى مدحه والإشادة به .

وقد استغلّ ابن الدهّان إقامته في دمشق للاستزادة من العلم ، فأخذ يتردَّد على دروس أستاذه القديم (ابن أبي عصرون) واتصل بالحافظ (ابن عساكر) وسمع منه صحيح مسلم والوسيط في التفسير للواحديّ ممّا أهلّه لمزاولة التدريس ثم استقرّ به المطاف في حمص واخذ يمدح الامراء واصحاب الشأن فيها ثم تولى تولى التدريس في حمص حتى وفاته .
لم يَحُلْ عمله بالدريس دون اتصاله ببعض قادة العصر . فوصل نفسه بالملك الأيوبيّ القاهر( ناصر الدين محمد بن شيركوه) ومدحه بقصائد عدة ، كما اتصل بالملك الناصر (صلاح الدين الأيوبيّ ) ولمّا وصل صلاح الدين (إلى حمص وخيَّم بظاهرها خرج اليه ومدحه بقصيدة منها :

أأمدحُ التُركَ أبغي الفضل عندهمُ
والشِّعر ما زال عند التُّركِ متروكا

فأعطـاه السلطـان واجزل عطاءه

ويعد ابن الدهان الموصلي أول وَشّاح عراقي . فضلاً عن كونه شاعراً مرموقاً..اذ هجر مدينة الموصل بعد ان ضاقت به السُبل وضاق به الحال.. فتوجه الى مصر ثم قفل راجعاً بعد ذلك الى مدينة( حمص) عندما وصلها القائد الفاتح صلاح الدين الايوبي وخيّم بأرضها. كما اشرت سابقا . وقد مدحه ابن الدهان الموصلي بقصيدته العينية المشهورة وقد غنت المطربة ام كلثوم ( كوكب الشرق ) هذه القصيدة العينية بنغم من مقام البيات ويقول في قصيدته:

قل للبخيلة باسلام تورعاً
كيف استبحت دمي ولم تتورعي

وزعمت ان تصلي بعام مقبل
هيهات ان ابقى الى ان ترجعي

أبديعة الحسن التي في وجهها
دون الوجوه عناية للمبدع

ما كان ضرك لو غمزتِ بحاجب
يوم التفرق أو أشرت باصبعِ

وتيقني اني بحبك مغرم
ثم اصنعي ما شئت بي ان تصنعي

توفي في حمص سنة \ 581 هـجرية - 1185 ميلادية

قال فيه ابن خلكان:

( كان فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد غلب عليه الشعر واشتهر به.)

يتميز شعره بميله إلى السهولة والوضوح وخلوه من التكلف مع العناية بعناصره الإيقاعيّة والتصويريّة .والاستفادة من التجارب الشعريّة لمن سبقه من الشعراء وقد قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية من مديح وفخر ورثاء وشكوى وغزل وكان همّ الغربة حاضراً في هذه الأغراض جميعًا؛ فأكْثَر في غزله من تصوير مشاهد الوداع ووصف آلام الوحدة. و شعره يدل على أنَّه شاعر مؤرَّق النفس بسبب الرزق ، وقد ولّد ذلك في نفسه إحساساً ممضّاً بضياع الجهود ، لأنَّه لم ينل من الحياة ما يقيم أوده وأود أسرته ، ولا سيما أنَّه يرى من هم دونه وقد غرقوا في النعيم ، ونالوا ما يصبـون إليه ونلاحظ ذلك في قوله:

إن يَعْلُني غيرُ ذي فضلٍ فلا عجبٌ
يسمو على سابقاتِ الخيلِ هابيها

والماء تعلوه أقذاءٌ ، وها زُحَلٌ
أخفى الكواكب نوراً وهو عاليها

لو كان جَدٌّ بجِدٍّ ما تقدَّمني
عصابةٌ قصَّرتْ عنِّي مساعيها

ما في خموليَ مِنْ عارٍ على أدبيِ
بل ذاك عارٌ على الدنيا وأهليها

وتحدَّث في رثائه عن فقدان النصير وزوال السرور وتذمّر في حكمته من الناس ودعا إلى عدم الثقة بالاخرين. وشكا في وصفه للطبيعة من أيّامه السود ومعاناته وبعده عن وطنه. كما يوضح في مدحه ووصفه للمعارك في في الحروب الصليبية في وقته ما يظهر براعته الشعرية ومن مديحه هذه الابيات :

وذات شجوٍ أسالَ البينُ عبرتَها
قامت تُؤَمّلُ بالتَفْنيدِ إمساكي

لجَّتْ فلمَّا رأتني لا أُصيخُ لها
بكتْ فأَقْرحَ قلبي جَفنُها الباكي

قالتْ وقد رأت الأجمالَ مُحْدَجةً
والبينُ قد جمع المشكوَّ والشّاكي

من لي إذا غِبتَ في ذا العامِ قُلتُ لها
الله وابنُ عُبيد اللهِ مَوْلاكِ

لا تَجْزَعي بانحباس الغيثِ عنكِ فقد
سألتُ نَوْءَ الثُريّا صَوْبَ مغناكِ

كما قال في ذم الدهر والتشكي من الزمن وحالت الفقر
الذي تكتنفه في اغلب ايام حياته فيقول:

غبرتُ مدى الزمان حليف فقرٍ
خميصاً عارياً ظمآن ضاحي

وقد ضاعتْ علومٌ طال فيها
غدويّ واستمرَّ لها رواحي

أرى المتقدّمين اليوم دوني
فيؤلمني خمولي واطّراحي

وأشجى من ضياع العمر حتى
أغصّ ببارد المـاء القـــراحِ

واخيرا اكتفي بهذه القصيدة الرائعة من شعره :

إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ
أَضاءَ لِواشٍ ما تجِنُّ الأَضالِعُ

تَتابَعَ لا يَحتَثُّ جَفني فإِنَّهُ
بَدا فَتلاهُ دَمعيَ المُتَتابعَ

فان يَكُنِ الخِصبُ اطَّباكُم إِلى النَوى
فَقَد أَخصَبَت مِن مُقلَتيَّ المَرابِعُ

مطالعُ بَدرٍ منذُ عامين عُطِّلَت
وَما فَقَدت بَدراً لِذاكَ المطالِعُ

وَسِرُّ هَوىً هَمَّت باظهاره النَوى
فَأَمسى وَقَد نادَت عليهِ المَدامِعُ

وَلَمّا بَرَزنا لِلوَداعِ وَأَيقَنَت
نُفوسٌ دَهاها البَينُ ما اللَهُ صانِعُ

وَقفنا وَرُسلُ الشَوقِ بَيني وَبَينَها
حَواجِبُ أَدّت بثَّنا وَأَصابِعُ

فَلا حُزننا غَطّى عليه تَجلُّدٌ
وَلا حُسنُها غَطَّت عَلَيهِ البَراقِعُ

أَتَنسين ما بَيني وَبينك وَالدُجى
غِطاءٌ عَلَينا وَالعُيونُ هَواجِعُ

وَهبكِ أَضعتِ القَلبَ حين مَلكتِه
تَقى في العُهودِ اللَهَ فَهيَ وَدائِعُ

تَمادى بِنا في جاهليّةِ بُخلها
وَقَد قامَ بِالمَعروف في الناس شارِعُ

وَتَحسَبُ لَيلَ الشُحِّ يَمتَدُّ بَعدَما
بَدا طالِعاً شَمسُ السَخاء طَلائِعُ




*********************





https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى