5
بسم الله الرحمن الرحيم
( ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم * واتينا ه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين * ثم ا وحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين * انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وان ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون *)
سورة النحل الايات \ 120- 124
الحمد لله \
ابراهيم عليه السلام رسول الله وقد شرفه الله تعالى بشرافات كثيرة منها ان الله جعل جميع الانبياء الذين جاؤا من بعده واخرهم نبينا وحبيبنا وحبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا من ذريته ومنها انه سبحانه وتعالى جعله خليله فابراهيم عليه السلام خليل الله ومنها انه كلفه ببناء الكعبة المشرفة ( البيت الحرام ) ليكون مثابة للناس وامنا فاقامه واعانه في ذلك ولده الذي من صلبه( اسماعيل) عليه السلام وهو في مقتبل العمر وشرخ الصبا والشباب
فابراهيم عليه السلام كان يمثل امة بمفرده كاملا من كل الوجوه قانتا لله تعالى مزورا عن المشركين مجانبا لكل اعمال الكافرين حنيفا الى الحق مائلا عن كل عمل باطل مؤمنا بالله تعالى ارسله الله تعالى ليكون نبيا ورسولا شاكرا لنعم الله تعالى والائه التي اسبغها عليه وعلى الناس قاطبة اختاره الله تعالى من بين خلقه ليكون خليله ونبيه ورسوله واهل بيته فهداه الى السبيل القويم والصراط المستقيم والخيرالعميم والاحسان العظيم فكان من الشاكرين الذاكرين
هداه الله تعالى في الحياة الدنيا وانزله افضل المنازل واعز الرتب وانه في يوم الاخرة ايضا من الصالحين الذي اطا عوا الله تعالى في الحياة الدنيا فجزاهم خيرالدنيا وصلاح الاخرة
ثم اوحى الله تعالى الى سيدنا محمد صلى الله عليه سلم ان يتبع سنة وطريقة وسبيل سيدنا ابراهيم عليه السلام وان يجانف سبيل الكافرين والمشركين فان ابراهيم عليه السلام قد مال عنهم ولم يكن من المشركين وان افضل واشرف واجل ما اوتي سيدنا ابراهيم هي نبذ الشرك وقد امر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى شرفه باتباع اصول ملة ابيه ابراهيم عليه السلام ومنها نبذ الشرك
اما اصحاب السبت فقد كانوا على دين موسى عليه السلام وهم من اليهود او قل اغلبهم فان اليهود طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام ان يجعل لهم عيدا يوما في الاسبوع فاختارلهم يوم الجمعة وهو يوم فضيل عند الله ومبارك فلم يوافق اغلب اليهود على يوم الجمعة وقالوا لموسى عليه السلام \ نريد اليوم الذي فرغ الله تعالى فيه من خلق السموات والارض- حسب زعمهم - وهو يوم السبت فاذن الله تعالى لموسى فيه وهم الكثرة الكاثرة من اليهود فاصبح قسم من اليهود يعظمون الجمعة وهم قليل وقسم يعظمون السبت وهم الكثير وعصوا امرالله اذ حرم الله تعالى الصيد عليهم يوم عطلتهم وامرهم بتركه فلم ينصاعوا اويذعنوا لامرالله تعالى فعاقبهم الله تعالى حيث سلب منهم عقولهم فكانوا قردة خاسئين
فالسبت فرض على اليهود تعظيمه والتفر غ فيه للعبادة ولم يكن من شريعة سيدنا ابراهيم عليه السلام كما يدعي اليهود انما كان الجمعة يوم عيد المسلمين من ملة ابراهيم عليه السلام وعيد القليل من اليهود ايضا كما تذكركتب التاريخ والاديان
ان الله تعالى سيحاسب الذين اختلفوا في يوم عيدهم وجعلوه السبت ولم يفوا بوعدهم وترك الصيد فيه والتفرغ للعبا دة فيه والذين جعلوه الجمعة وتفرغوا فيه كليا للعبادة ان الله تعالى سيحكم بينهم بالحكم العادل يوم القيامة في كل ما اختلفوا فيه فيجازي كل فريق بما يستحقه من عقاب او ثواب والله تعالى اعلم
***********************************