========================
القول في اداب من يريد ان يسمع القول الذي يفيد
اداب الكلام والقول الذي يفيد\ القول الصائب المبني على الايمان والحقيقة
فان حضرت مجلس السماع وكان منك القلب ذا اتباع
مجلس الاستماع \ مجلس الحديث او الكلام او مجلس الذكراو مجلس العلم
فاقعد معتمدا للركب وغمض العينين وارقب واقترب
واستمع القول بقلب واعي فانه انفذ في الاسماع
معتمدا للركب\ اقعد على ركبتيك قعودك للسجود وطبق جفنيك وراقب ما يجري
من حدبث باذن صاغية واقترب بنفسك وقلبك وفكرك مما يدور وما يذكر فيه فانه انفذ في القلب واسرع دحولا في الفكر وحالا في النفس والروح
وان اتاك وارد فاحتمل وكن وقورا ثابتا كالجبل
واحذر من التصفيق والصياح فانه مذمة المرتاح
وان يكن في مجلس الاخيار شيخ جليل الحال والمقدار
فلا تقم حتى ترى مغلوبا مستوحشا مستانسا مسلوبا
فان غلبت يااخي في الحال ول تطق سترا عن الرجال
فقم بلطف ووقار ودر ما دام فيك وارد ات الاثر
الوارد \ الشعور الذي يرد على القلب من الخواطر وهوليس بخلطر فهو حال
قد يرد من الحق او العلم او الفهم فان اتاك هذا الوارد فاحتماه وتجمل بالوقار والهيبة والثقل - وانا الاحظ ان هذا المجلس مجلس للذكر بل حلقة ذكر للله تعالى
بدليل الابيات التالية - فاذا سكرت وفنيت في حب الله تعالى واخذك الشوق الى الله تعالى فالزم نفسك عن الصياح والتصقيق لاءنه حالة مذمومة فاذا كان شيخ من شيوخ الطريقة موجودا فاستاذنه الا اذا ثارت نفسك وشغلها الوارد عن كل شيء سوى الله بحيث اصبحت لاتستطيع مقاومة نفسك عن حب الله فعند ئذ قم بلطف ووقار وتحرك بما مسموح لك فيه وما دام الوارد يتلبسك ةنفسك هائمة مفنية في الذات الالهية
واقعد اذا مازال عنك الوارد فان تدر بعد فانت بارد
يعني اذا زال عنك هذا الوارد وصحوت فلا تتحرك ولاتستطيع ذلك لبرودك وذهاب وهذه الحال عنك
ولا ترم من احد اعانة فانا فقص لذي المكانه
لاترم من احد اعانه \ لاتتمنى ولاتطلب من احد معونه او مساعدة
وان تاك صاحب يعين فاقبله بالقلب وفيك لين
وعاونن من جاء منك يطاب اعانة في رفضه ويرغب
فا نما الخيرة في الموافقة كما علمت ذاك في الموافقة
وان اتاك صاحب يعين \ فان جاءك شيخ او مريد يعينك ويساعدك في التخلص من الوارد فاقبل منه ذلك بطيب خاطر وهذه حالة كثيرا ما تحدث وما شاهدناها في حلقات الذكر سيقوم احد المريدين بمساعدة زميله الذي اخذته الحال وسكر في حب الله تعالى فقد الوعي والادراك الا فيمل سوى الله تعالى فيمسك به وينفخ فيوجهه ويردد لا اله الاالله الى ان يبرد وتذهب عنه الحال 0 واذا اتى الحال زميلك فعليك معاونته فان في ذلك الخيركله 0
وليكن القوال ذات صوت شجي لاامرد في قوله ذا غنجي
القوال \ المنشد الذكر او الذاكر يجب ان يطكون صوته مؤثرا في السامع وذا صوت شجي كبير في السن ليس بشاب صغير امرد أي لم ينبت شعرلحيته
وينبغي ياصاح للقوال ان لايغني لاءلي الاحوال
شعرا يكون فيه ذكر القد والشعر والعين وحسن الخد
لكن لشعر ضمنه الفراق والوصل الوجد والاشتياق
وزيجب على الذاكر ان لايجعل ذكره غناءا عاطفيا غراميا بل يجعله غناءا لاؤلي الاحوال والمواجيد بحيث يكون هذا الشعراو الانشاد خاليا من وصف ا لنساءوقدودهن وحسن شعورهن وخدودهن بل يجب ان يكون هذا الشعر في الفراق والمواجيد المحبة والاشتياق وحب الوصل لاءن هؤلاء القوم يحبون الله تعالى وبمحبته ينشدون ويذوبون ويفنون والى الوصال يتشوقون
وما يضاهي هذه الاجواء فانها تحرك الجبا
الكلمات الاخير ة لاتقراء في الاصل
وان يكن غناؤه بالكف فانه بعض الرجاتل يكفي
فاذا كان الانشاد باشارة الكف كاءن يرك يبيديه وهو يردد انشاده فان هذه الحلقة أي حلقة الذكران كانت صغيرة وحضورها قليل من الرجال تكون كافية
وان يكن بالدفق والنشابة تحرك الكل بلا استرابة
اما اذا كان الانشاد مرافقا لصوت الدف وهو الالة الموسيقية المعروفة في الاذكاروالنشابةوهي كذلك وما ينقر عليها فان الانشاد وصوت الدف ةوالنشابة سبعث الاحوال في الذاكرين ويلزمهم الحال او الوارد كل الحاضرين ممن سلكوا الطريقة
فقد اتى عن بعض اهل الحق ان قال قولا صادقا يحق
القول الصادق \ القول الصحيح السديد
لكل حي محدث غنا ء والروح من غنائها الفناء
لكل حي محدث غناء \
أي لكل مخلوق نوع من الاصوات تعبر عما يخالجه من
امور أي لا تدوم الحياة الابالغناء اما الروح فمن غذائها الغناء والغناء هنا ليس هذا الغناءالمبتذل الرخيص انما التغني في حب الله تعالى وتلاوة القراءن وذكر الله
وان يكن صوتا رخيما يفرح لاءنه داواها المفرح
وان يكن غبر الذي قلناه فالروح من وحشتها تاءباه
أي اذا كا ن الصوت رخيما شجيا ذو نبرة مؤثرة في النفوس والارواح وفيه نغمة حنونة فانه يملاء القلب النفس تاثرا به وان كان وحشيا فالتفس لا تلتذ ولا تميل اليه وتهجره فان انكر الاصوات لصوت الحمير0
ويورث المرء صفاء النفس بجذبها الى محل القدس
فتتجتلي الاسرار بالمجاهدة وتظهر الانوار بالمشاهدة
الصوت الشجي يؤثر في النفس فتكتسب الصفاء والانس وجا ء عن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما ( ان بصائر المبصرين ومعارف العا رفين
ونور العلماء الربانيين وطرق السابقين الناجحين والازل و الابد وما بينهما من
الحدث لمن كان له قلب او القى السمع ) فتجتلي وتنجلي فيه اسرار المجاهدة
وتنار بنور المشاهدة والقرب والانس بالله تعالى 0
والهول في مستمع الرجال وما لهم من سائر الاحوال
الهول في مستمع الرجال \ الهيبة والخوف من استماعهم اذ انهم اصحاب احوال وعواطف ثائرةقوية لشدة حبهم لله تعالى
اعلم بان القوم في سماعهم مختلفوا الاقوال في استماعهم
حيث يؤثر فيهم السماع وتثور ثائرتهم نلاحظ انهم قد اختلفوا في اقوالهم وافعالهم وكل منهم فهم مايعتمل في نفسه حال غيرحال نفس صاحبه
فمنهم النمحتمل المستور ومنهم المفتضح المشهور
فمنهم من يحتمل انفعالات نفسه فيكتمها ويكتم حبه ووجده في الله ومنهم منم لايستطيع كتمان ذلك فتفضحه حاله فيقوم بحركات يتلوى بها يمينا وشمالا 0
ومنهم من دائما يسوح ودمعه بسره يبوح
ومنهم من يشتد عليه شوقه الاانه يكتمه فتتحدر الدموع من عينيه وتنهمل على لحيته بعد خديه فيبكي شوقا ووجدا ومحبة لله تعالى
ومنهم الحيران مثل الساهي وليس باللهي عن اسم الله
ومنهم الحيران كانه المجنون تاخذه الصفنات والتفكر في الحبيبوهويردد كثيرا
الله 00 الله0الله00
ومنهم من داءبه البكاء كانه لروحه غذاء
ونمنهم من تراه ابدا باكيا بصوت عال فينحب نحيب الثكلى وكانه يعالج حبه بهذا البكاءويداويه
بالنحيب
ومنهم من ابدا يصيح وقلبه بذاك يستريح
ومنهم من تجده لايستطيع تحمل الشوق فياخذه بالصياح وهويردد باعلى صوته
لااله الا الله 00 لااله الا الله 00 لااله الا الله
ومنهم من في السماء يشطح وذاك من ياب عليه يفتح
ومنهم من يشطح وياتي بعبارات وكلمات لايفهمها احد لشدة شوقه ياتي بهمهمات او كلمات غريبة فهي حالة من الوجد المفرط بهمهمة وحركات غير مفهومة لدينا لايفهمها الا المتصوف مثله 0 والشطح في تعبير ابن العربي عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ودعوى وهي نادرة ان توجد من المحققين وهذه الحالة تصل بالمريد الى مصاف التجلي وهو انكشاف انوار الغيب للقلوب الحبيبة الوالهة في حب المحبوب وهو الذات الالهية
ومنهم من يقول الناس ذا مجنون او عاشق بحبه مفتون
فهو في حالة شبه جنونية من شدة محبته وشوقه وعشقه لله تعالى لان الشوق يحرق الاحشاء ويلهب القلب ويقطع الاكباد فهو بمثابة اللهيب في النفوس بنشا بين ثناليا الحشى ينم عن الفرقة واابعد عن الحبيب فاذا وقع اللقاء انطفات هذه اذ هو الغالب عن الاسرار في مشاهدة المحبوب
ومنهم المطروح في التراب كانه الميت في الثياب
والحق عندي انه معذور لاءنه بحاله مغمور
ومنهم من يصعد شوقه ووجده ال ى حال لايطيقها فيلقي نفسه على الارض وبعد ان تسكن جوارحه يروح في نوم عميق وكانه الميت لانغماره في حال وجدانه ووجده
وما يصادف قلبه من الاحوال المغيبة له عن شهوده
والكامل الحال الذي لايبرح يلقى علىالاصحاب ببطىء يسبح
فهو اذن لكلهم يعين بكل سر عتندهم يبين
اما الكامل الواصل الى درجة الكمال او الاحسان فهو الذي يستطيع السيطرة على
عاوطكفه ونفسه ويسبح بهدوء وروية في بحر الاشواق فهو معين لكل واحد ويساعد الجميع لعلمه باسرارهم واحوالهم لاءنه سبق وان مر بهذه المنازل قبلهم وترقى في الدرجات
وكم من حالة لاتذكر لاءنها لوذكرت تستكثر
وفي ذكرت من احوالهم كفاية لمقتني افعالهم
وهناك حالات اخرى لم يذكرها الشاعر لكثرتها خوف الا طالة والاستكثار ففيما ذكره الكفاية في الاستدلال على احوالهم وافعالهم لاكنها غير خافية على سالكي الطريق من اخوانهم و
ومريديهم لاءنهم مروا بها0
وان ترد ذاك باليقين فواضب الذكر مع التلقين
وخير ما فاه به الاواه كملة لا الاه الا الله
اليقين \ الثبات على الامر وما كان في النظر الاستدلال وما اعطاه الدليل والتلقين وهو التلقي لامور الطريقة من الشيخ العارف 0
=======================================
القول في الذكر وفي المجاهدة فاخترهما يا طالب المشاهدة
الذكر \ هو ذكر الله تعالى وهو افضل ماقيل وما يقال ويفعل لعظمة الله تعالى وقد
سبق تفسيره يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى لايقال في الارض لااله الا الله) وقال ( اذا اردتم رياض الجنة فارتعوا فيها قيل له وما رياض الجنة يارسول الله قال مجا لس الذكر ) الرسالة القشيرية صفحة 174
المجاهدة \ مجاهدة النفس عن كل ما سوى الله تعالى والتزام اوامره واجتناب تواهيه وهجرها واصل المجاهدة مجاهدة النفس وفطمها عن المالوفات وحملها على خلاف هواها وامانيها واماني النفس شهواتها
اعلم بان الله جل وعلا يحب من ذكره مبجلا
مبجلا\ معظما فالله تعالى يحب من يذكره التعظيم والتبجيل ويظهر العبودية له
وقد اتت أي من القران في حض ذكر الواحد الديا ن
ا0 وجاء اخبار بغير العدد عن النبي المصطفى محمد
نعم حض القران الكريم عن ذكر الله مع التعظيم والتبجيل واظهار العبودية
وكذلك احاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرة وقد ذكرنا بعضا منها في تفسيرنا لذكر الله تعالى في هذا الكتاب
وغسل وجه الذنب بالدموع ومحو ران القلب بالخشوع
ران القلب \ مايطراء عليه صدا جراء انغماسه في المعاصي وقال تعالى ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وخير ما يغسل هذا الرين ويزيله الدموع السخينة
والاستغفار قال الرسول الكريم ( عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) وقال ايضا ( ان العبد اذا اذنب نكت في قلبه نكتتة سوداء
فاذا نزع واستغفر وتاب صقل وان عاد يزيد فيه حتى تعلو قلبه)
==================================
القول في اداب من يريد ان يسمع القول الذي يفيد
اداب الكلام والقول الذي يفيد\ القول الصائب المبني على الايمان والحقيقة
فان حضرت مجلس السماع وكان منك القلب ذا اتباع
مجلس الاستماع \ مجلس الحديث او الكلام او مجلس الذكراو مجلس العلم
فاقعد معتمدا للركب وغمض العينين وارقب واقترب
واستمع القول بقلب واعي فانه انفذ في الاسماع
معتمدا للركب\ اقعد على ركبتيك قعودك للسجود وطبق جفنيك وراقب ما يجري
من حدبث باذن صاغية واقترب بنفسك وقلبك وفكرك مما يدور وما يذكر فيه فانه انفذ في القلب واسرع دحولا في الفكر وحالا في النفس والروح
وان اتاك وارد فاحتمل وكن وقورا ثابتا كالجبل
واحذر من التصفيق والصياح فانه مذمة المرتاح
وان يكن في مجلس الاخيار شيخ جليل الحال والمقدار
فلا تقم حتى ترى مغلوبا مستوحشا مستانسا مسلوبا
فان غلبت يااخي في الحال ول تطق سترا عن الرجال
فقم بلطف ووقار ودر ما دام فيك وارد ات الاثر
الوارد \ الشعور الذي يرد على القلب من الخواطر وهوليس بخلطر فهو حال
قد يرد من الحق او العلم او الفهم فان اتاك هذا الوارد فاحتماه وتجمل بالوقار والهيبة والثقل - وانا الاحظ ان هذا المجلس مجلس للذكر بل حلقة ذكر للله تعالى
بدليل الابيات التالية - فاذا سكرت وفنيت في حب الله تعالى واخذك الشوق الى الله تعالى فالزم نفسك عن الصياح والتصقيق لاءنه حالة مذمومة فاذا كان شيخ من شيوخ الطريقة موجودا فاستاذنه الا اذا ثارت نفسك وشغلها الوارد عن كل شيء سوى الله بحيث اصبحت لاتستطيع مقاومة نفسك عن حب الله فعند ئذ قم بلطف ووقار وتحرك بما مسموح لك فيه وما دام الوارد يتلبسك ةنفسك هائمة مفنية في الذات الالهية
واقعد اذا مازال عنك الوارد فان تدر بعد فانت بارد
يعني اذا زال عنك هذا الوارد وصحوت فلا تتحرك ولاتستطيع ذلك لبرودك وذهاب وهذه الحال عنك
ولا ترم من احد اعانة فانا فقص لذي المكانه
لاترم من احد اعانه \ لاتتمنى ولاتطلب من احد معونه او مساعدة
وان تاك صاحب يعين فاقبله بالقلب وفيك لين
وعاونن من جاء منك يطاب اعانة في رفضه ويرغب
فا نما الخيرة في الموافقة كما علمت ذاك في الموافقة
وان اتاك صاحب يعين \ فان جاءك شيخ او مريد يعينك ويساعدك في التخلص من الوارد فاقبل منه ذلك بطيب خاطر وهذه حالة كثيرا ما تحدث وما شاهدناها في حلقات الذكر سيقوم احد المريدين بمساعدة زميله الذي اخذته الحال وسكر في حب الله تعالى فقد الوعي والادراك الا فيمل سوى الله تعالى فيمسك به وينفخ فيوجهه ويردد لا اله الاالله الى ان يبرد وتذهب عنه الحال 0 واذا اتى الحال زميلك فعليك معاونته فان في ذلك الخيركله 0
وليكن القوال ذات صوت شجي لاامرد في قوله ذا غنجي
القوال \ المنشد الذكر او الذاكر يجب ان يطكون صوته مؤثرا في السامع وذا صوت شجي كبير في السن ليس بشاب صغير امرد أي لم ينبت شعرلحيته
وينبغي ياصاح للقوال ان لايغني لاءلي الاحوال
شعرا يكون فيه ذكر القد والشعر والعين وحسن الخد
لكن لشعر ضمنه الفراق والوصل الوجد والاشتياق
وزيجب على الذاكر ان لايجعل ذكره غناءا عاطفيا غراميا بل يجعله غناءا لاؤلي الاحوال والمواجيد بحيث يكون هذا الشعراو الانشاد خاليا من وصف ا لنساءوقدودهن وحسن شعورهن وخدودهن بل يجب ان يكون هذا الشعر في الفراق والمواجيد المحبة والاشتياق وحب الوصل لاءن هؤلاء القوم يحبون الله تعالى وبمحبته ينشدون ويذوبون ويفنون والى الوصال يتشوقون
وما يضاهي هذه الاجواء فانها تحرك الجبا
الكلمات الاخير ة لاتقراء في الاصل
وان يكن غناؤه بالكف فانه بعض الرجاتل يكفي
فاذا كان الانشاد باشارة الكف كاءن يرك يبيديه وهو يردد انشاده فان هذه الحلقة أي حلقة الذكران كانت صغيرة وحضورها قليل من الرجال تكون كافية
وان يكن بالدفق والنشابة تحرك الكل بلا استرابة
اما اذا كان الانشاد مرافقا لصوت الدف وهو الالة الموسيقية المعروفة في الاذكاروالنشابةوهي كذلك وما ينقر عليها فان الانشاد وصوت الدف ةوالنشابة سبعث الاحوال في الذاكرين ويلزمهم الحال او الوارد كل الحاضرين ممن سلكوا الطريقة
فقد اتى عن بعض اهل الحق ان قال قولا صادقا يحق
القول الصادق \ القول الصحيح السديد
لكل حي محدث غنا ء والروح من غنائها الفناء
لكل حي محدث غناء \
أي لكل مخلوق نوع من الاصوات تعبر عما يخالجه من
امور أي لا تدوم الحياة الابالغناء اما الروح فمن غذائها الغناء والغناء هنا ليس هذا الغناءالمبتذل الرخيص انما التغني في حب الله تعالى وتلاوة القراءن وذكر الله
وان يكن صوتا رخيما يفرح لاءنه داواها المفرح
وان يكن غبر الذي قلناه فالروح من وحشتها تاءباه
أي اذا كا ن الصوت رخيما شجيا ذو نبرة مؤثرة في النفوس والارواح وفيه نغمة حنونة فانه يملاء القلب النفس تاثرا به وان كان وحشيا فالتفس لا تلتذ ولا تميل اليه وتهجره فان انكر الاصوات لصوت الحمير0
ويورث المرء صفاء النفس بجذبها الى محل القدس
فتتجتلي الاسرار بالمجاهدة وتظهر الانوار بالمشاهدة
الصوت الشجي يؤثر في النفس فتكتسب الصفاء والانس وجا ء عن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما ( ان بصائر المبصرين ومعارف العا رفين
ونور العلماء الربانيين وطرق السابقين الناجحين والازل و الابد وما بينهما من
الحدث لمن كان له قلب او القى السمع ) فتجتلي وتنجلي فيه اسرار المجاهدة
وتنار بنور المشاهدة والقرب والانس بالله تعالى 0
والهول في مستمع الرجال وما لهم من سائر الاحوال
الهول في مستمع الرجال \ الهيبة والخوف من استماعهم اذ انهم اصحاب احوال وعواطف ثائرةقوية لشدة حبهم لله تعالى
اعلم بان القوم في سماعهم مختلفوا الاقوال في استماعهم
حيث يؤثر فيهم السماع وتثور ثائرتهم نلاحظ انهم قد اختلفوا في اقوالهم وافعالهم وكل منهم فهم مايعتمل في نفسه حال غيرحال نفس صاحبه
فمنهم النمحتمل المستور ومنهم المفتضح المشهور
فمنهم من يحتمل انفعالات نفسه فيكتمها ويكتم حبه ووجده في الله ومنهم منم لايستطيع كتمان ذلك فتفضحه حاله فيقوم بحركات يتلوى بها يمينا وشمالا 0
ومنهم من دائما يسوح ودمعه بسره يبوح
ومنهم من يشتد عليه شوقه الاانه يكتمه فتتحدر الدموع من عينيه وتنهمل على لحيته بعد خديه فيبكي شوقا ووجدا ومحبة لله تعالى
ومنهم الحيران مثل الساهي وليس باللهي عن اسم الله
ومنهم الحيران كانه المجنون تاخذه الصفنات والتفكر في الحبيبوهويردد كثيرا
الله 00 الله0الله00
ومنهم من داءبه البكاء كانه لروحه غذاء
ونمنهم من تراه ابدا باكيا بصوت عال فينحب نحيب الثكلى وكانه يعالج حبه بهذا البكاءويداويه
بالنحيب
ومنهم من ابدا يصيح وقلبه بذاك يستريح
ومنهم من تجده لايستطيع تحمل الشوق فياخذه بالصياح وهويردد باعلى صوته
لااله الا الله 00 لااله الا الله 00 لااله الا الله
ومنهم من في السماء يشطح وذاك من ياب عليه يفتح
ومنهم من يشطح وياتي بعبارات وكلمات لايفهمها احد لشدة شوقه ياتي بهمهمات او كلمات غريبة فهي حالة من الوجد المفرط بهمهمة وحركات غير مفهومة لدينا لايفهمها الا المتصوف مثله 0 والشطح في تعبير ابن العربي عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ودعوى وهي نادرة ان توجد من المحققين وهذه الحالة تصل بالمريد الى مصاف التجلي وهو انكشاف انوار الغيب للقلوب الحبيبة الوالهة في حب المحبوب وهو الذات الالهية
ومنهم من يقول الناس ذا مجنون او عاشق بحبه مفتون
فهو في حالة شبه جنونية من شدة محبته وشوقه وعشقه لله تعالى لان الشوق يحرق الاحشاء ويلهب القلب ويقطع الاكباد فهو بمثابة اللهيب في النفوس بنشا بين ثناليا الحشى ينم عن الفرقة واابعد عن الحبيب فاذا وقع اللقاء انطفات هذه اذ هو الغالب عن الاسرار في مشاهدة المحبوب
ومنهم المطروح في التراب كانه الميت في الثياب
والحق عندي انه معذور لاءنه بحاله مغمور
ومنهم من يصعد شوقه ووجده ال ى حال لايطيقها فيلقي نفسه على الارض وبعد ان تسكن جوارحه يروح في نوم عميق وكانه الميت لانغماره في حال وجدانه ووجده
وما يصادف قلبه من الاحوال المغيبة له عن شهوده
والكامل الحال الذي لايبرح يلقى علىالاصحاب ببطىء يسبح
فهو اذن لكلهم يعين بكل سر عتندهم يبين
اما الكامل الواصل الى درجة الكمال او الاحسان فهو الذي يستطيع السيطرة على
عاوطكفه ونفسه ويسبح بهدوء وروية في بحر الاشواق فهو معين لكل واحد ويساعد الجميع لعلمه باسرارهم واحوالهم لاءنه سبق وان مر بهذه المنازل قبلهم وترقى في الدرجات
وكم من حالة لاتذكر لاءنها لوذكرت تستكثر
وفي ذكرت من احوالهم كفاية لمقتني افعالهم
وهناك حالات اخرى لم يذكرها الشاعر لكثرتها خوف الا طالة والاستكثار ففيما ذكره الكفاية في الاستدلال على احوالهم وافعالهم لاكنها غير خافية على سالكي الطريق من اخوانهم و
ومريديهم لاءنهم مروا بها0
وان ترد ذاك باليقين فواضب الذكر مع التلقين
وخير ما فاه به الاواه كملة لا الاه الا الله
اليقين \ الثبات على الامر وما كان في النظر الاستدلال وما اعطاه الدليل والتلقين وهو التلقي لامور الطريقة من الشيخ العارف 0
=======================================
القول في الذكر وفي المجاهدة فاخترهما يا طالب المشاهدة
الذكر \ هو ذكر الله تعالى وهو افضل ماقيل وما يقال ويفعل لعظمة الله تعالى وقد
سبق تفسيره يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى لايقال في الارض لااله الا الله) وقال ( اذا اردتم رياض الجنة فارتعوا فيها قيل له وما رياض الجنة يارسول الله قال مجا لس الذكر ) الرسالة القشيرية صفحة 174
المجاهدة \ مجاهدة النفس عن كل ما سوى الله تعالى والتزام اوامره واجتناب تواهيه وهجرها واصل المجاهدة مجاهدة النفس وفطمها عن المالوفات وحملها على خلاف هواها وامانيها واماني النفس شهواتها
اعلم بان الله جل وعلا يحب من ذكره مبجلا
مبجلا\ معظما فالله تعالى يحب من يذكره التعظيم والتبجيل ويظهر العبودية له
وقد اتت أي من القران في حض ذكر الواحد الديا ن
ا0 وجاء اخبار بغير العدد عن النبي المصطفى محمد
نعم حض القران الكريم عن ذكر الله مع التعظيم والتبجيل واظهار العبودية
وكذلك احاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرة وقد ذكرنا بعضا منها في تفسيرنا لذكر الله تعالى في هذا الكتاب
وغسل وجه الذنب بالدموع ومحو ران القلب بالخشوع
ران القلب \ مايطراء عليه صدا جراء انغماسه في المعاصي وقال تعالى ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وخير ما يغسل هذا الرين ويزيله الدموع السخينة
والاستغفار قال الرسول الكريم ( عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) وقال ايضا ( ان العبد اذا اذنب نكت في قلبه نكتتة سوداء
فاذا نزع واستغفر وتاب صقل وان عاد يزيد فيه حتى تعلو قلبه)
==================================