الرثاء
الرثاء من الفنون الشعرية القديمة التي استمرت عبرالعصور وفي هذا العصر المعاصر اقل الحديث والمعاصر تغيربعض وانب هذا الفن فاصبح بدل البكاء والنواح والحنين على شخص ما اصبح الرثاء يبكي شهداء الامة العربيةويرفع من مكانتهم الى ارقى درجاتها العالية واختلف تعبير اليوم عن تعبير الامس لدى بعض الشعراء المعاصرين وبقي على حاله لدي البعض منهم
وراح كل شاعر يبشد رثاءه وما يحس به اتجاه هذا المتوفي اوذاك بما يختلج في اعماق قلبه من احساسيس مشاعر يراها الافضل في اسلوبه الخاص وطبيعة هذه الاساليب وفقا لما اوجد من معا ييرابتدعها شعراء المعاصرة والحداثة او بمعنى اخروفقا لما حفروامن أنهار القول الشعري بمخيال التجربة الجديدة ، فأنشأوا مدائن الشعر المفارقِ صورةَ التقديس المبالغ فيه للتجارب السابقة. ومن أولئك الشاعر محمد علي شمس الدين الذي قرأ وداع أمه قراءة مشعرنة ، فكتب في ديوان المراثي المعاصرة قصيدة تعد أنموذجاً في سموّ الرؤيا والتشكيل.أعني قصيدته ( الفراشة) التي تماهى فيها روح أمه بفراشة بيضاء في غرفته بعد أن أهال آخر حفنة فوق التراب من التراب.
(فراشة) شمس الدين تُخرج الشاعر من رؤية حزنه العادي المألوف إلى رؤيا ذات فضاء صوفي يتجاوز به المعنى الأفقي للموت ، بتمثلات وتقنيات شعرية تقيم ألفةً ما ، مع الموت ،
وتجارب الشعراء المعاصرين مع الموت تشف عن معاناة إبداعية تعيد تشكيل اللحظة. و قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفاً ذهنياً محضاً، غير أنه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة جدبدة مابعد الموت اوجدها شعراء المقاومة في فلسطين في قصائدهم
ثمة مقاربة أخرى للرثاء جديدة ، ولعل فراشة شمس الدين تعبر عن تفاصيل أخرى خاصة ، في حميمية العلاقة بين الابن وأمه واسترجاع صورتها غير النمطية وتناصّ تسميتها المتماهية في صورة روحانية تضفي على النص بهاءً ، يفضي إلى طمأنينةِ واشراق يقول الشاعر محمد علي شمس الدين\
=
رأيتُ ثمة وجه أمّي ،
ويقال إن الله سمّاها على اسم الرحمة الأولى ،
فآمنةُ التي مثل الحمامة لم يشُبْها السوءُ ،
مازالت الأسماء رحمتها ،
وتسحب في مدار الشمس رايتها العظيمة،
فالسلام على التي ولدت محمد
( وهو نور النور) ،
واغتسلت ضحًى بالماء ،
فانبعثت على الأشياء صورتها البهي
ورأيت رؤيا:
في الليل ،
في الحلَك العظيم ،
وبعدما ألقيتُ آخرَ حفنةٍ ،
فوق التراب من الترابِ ،
ولم يعد في القبر غير جمالها العاري ،
رأيت فراشةً في الضوء تخفقُ ،
فاتّبعتُ جناحها بين القبور ،
وعدتُ نحو البيتِ ،
كي أجد السرير ،
سريرها الملكي، مرتجفاً ، وتغمره الدموع ،
وأنّ فراشةً حطّت هناك على السرير ،
كنقطةٍ بيضاء في الحلك العظيم ،
سألت نفسي:
هل رأيتَ؟ وهل سمعتَ؟
وهل تعود لكي تراني؟
وسألت نفسي:
أين تذهب روحها البيضاءُ؟
كيف ومن سيؤويها إذا ما أقفلَ الحفّار حفرتَها
و(( رنَّ المعولُ الحجريُّ )) في هذا الفراغ الجوهريّ من الزمان؟
ومددتُ كفّي…
نقطة الضوء الفراشة لم تخَفْ،
وأخاف، لكنْ..
ليس بَرداً ما يصيب أصابعي،
وأخاف ، لكنْ ، ليس حُمّى…
فجمالُها المُضني على الأسلاكِ ،
شرّدَني ،
وقد أبصرتُ رؤيا:
في الليلِ ،
في الحلَك العظيمِ ،
وعند تشابك الأحياء بالموتى ،
وولولة السماءِ ،
-----------
ومن قصائدي في هذا المجال هذه القصيدة في ذكرى استشهاد الضابط رعد طه الحجية الكيلاني
من فوق جفون الشمس
على جبل النور الازلي
وقف شامخا كالعملاق
شامخا كالطود
مقطب الجبين
غضب غضب
تنبعث منه انوار عجيبة
يتلالا في عينيه ضياء مهيب
يمتطي صهوة جواد اصيل يحد ق في قوة الصمود
يرنو الى الافق البعيد
الى محراب صلاتي
ا لى ارض بلادي
واشجار نخيل باسقة
---------------------------
من سعفات النخيل المتطاولة الاعناق
من دم الشهداء الابرار
من نور الشمس ا لعروية
ودجى ليل الاعداء
صنعنا ثوب زفافه
ضمخناه بالعطر واريج البرتقال
ارتداه يوم زفافه
محمولا على الاكف
رافلا بالثوب
براية الحرية
حملوك نعشا فوق رؤوسهم
فخرا ---
وحملتك مفتدى
نسرا ابيا ماجدا
--------------------------------
1 –رايةالحرية-تعني العلم العراقي الذي يلف فيه جثمان كل شهيد تقديرا واحتراما لقدسيته
الرثاء من الفنون الشعرية القديمة التي استمرت عبرالعصور وفي هذا العصر المعاصر اقل الحديث والمعاصر تغيربعض وانب هذا الفن فاصبح بدل البكاء والنواح والحنين على شخص ما اصبح الرثاء يبكي شهداء الامة العربيةويرفع من مكانتهم الى ارقى درجاتها العالية واختلف تعبير اليوم عن تعبير الامس لدى بعض الشعراء المعاصرين وبقي على حاله لدي البعض منهم
وراح كل شاعر يبشد رثاءه وما يحس به اتجاه هذا المتوفي اوذاك بما يختلج في اعماق قلبه من احساسيس مشاعر يراها الافضل في اسلوبه الخاص وطبيعة هذه الاساليب وفقا لما اوجد من معا ييرابتدعها شعراء المعاصرة والحداثة او بمعنى اخروفقا لما حفروامن أنهار القول الشعري بمخيال التجربة الجديدة ، فأنشأوا مدائن الشعر المفارقِ صورةَ التقديس المبالغ فيه للتجارب السابقة. ومن أولئك الشاعر محمد علي شمس الدين الذي قرأ وداع أمه قراءة مشعرنة ، فكتب في ديوان المراثي المعاصرة قصيدة تعد أنموذجاً في سموّ الرؤيا والتشكيل.أعني قصيدته ( الفراشة) التي تماهى فيها روح أمه بفراشة بيضاء في غرفته بعد أن أهال آخر حفنة فوق التراب من التراب.
(فراشة) شمس الدين تُخرج الشاعر من رؤية حزنه العادي المألوف إلى رؤيا ذات فضاء صوفي يتجاوز به المعنى الأفقي للموت ، بتمثلات وتقنيات شعرية تقيم ألفةً ما ، مع الموت ،
وتجارب الشعراء المعاصرين مع الموت تشف عن معاناة إبداعية تعيد تشكيل اللحظة. و قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفاً ذهنياً محضاً، غير أنه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة جدبدة مابعد الموت اوجدها شعراء المقاومة في فلسطين في قصائدهم
ثمة مقاربة أخرى للرثاء جديدة ، ولعل فراشة شمس الدين تعبر عن تفاصيل أخرى خاصة ، في حميمية العلاقة بين الابن وأمه واسترجاع صورتها غير النمطية وتناصّ تسميتها المتماهية في صورة روحانية تضفي على النص بهاءً ، يفضي إلى طمأنينةِ واشراق يقول الشاعر محمد علي شمس الدين\
=
رأيتُ ثمة وجه أمّي ،
ويقال إن الله سمّاها على اسم الرحمة الأولى ،
فآمنةُ التي مثل الحمامة لم يشُبْها السوءُ ،
مازالت الأسماء رحمتها ،
وتسحب في مدار الشمس رايتها العظيمة،
فالسلام على التي ولدت محمد
( وهو نور النور) ،
واغتسلت ضحًى بالماء ،
فانبعثت على الأشياء صورتها البهي
ورأيت رؤيا:
في الليل ،
في الحلَك العظيم ،
وبعدما ألقيتُ آخرَ حفنةٍ ،
فوق التراب من الترابِ ،
ولم يعد في القبر غير جمالها العاري ،
رأيت فراشةً في الضوء تخفقُ ،
فاتّبعتُ جناحها بين القبور ،
وعدتُ نحو البيتِ ،
كي أجد السرير ،
سريرها الملكي، مرتجفاً ، وتغمره الدموع ،
وأنّ فراشةً حطّت هناك على السرير ،
كنقطةٍ بيضاء في الحلك العظيم ،
سألت نفسي:
هل رأيتَ؟ وهل سمعتَ؟
وهل تعود لكي تراني؟
وسألت نفسي:
أين تذهب روحها البيضاءُ؟
كيف ومن سيؤويها إذا ما أقفلَ الحفّار حفرتَها
و(( رنَّ المعولُ الحجريُّ )) في هذا الفراغ الجوهريّ من الزمان؟
ومددتُ كفّي…
نقطة الضوء الفراشة لم تخَفْ،
وأخاف، لكنْ..
ليس بَرداً ما يصيب أصابعي،
وأخاف ، لكنْ ، ليس حُمّى…
فجمالُها المُضني على الأسلاكِ ،
شرّدَني ،
وقد أبصرتُ رؤيا:
في الليلِ ،
في الحلَك العظيمِ ،
وعند تشابك الأحياء بالموتى ،
وولولة السماءِ ،
-----------
ومن قصائدي في هذا المجال هذه القصيدة في ذكرى استشهاد الضابط رعد طه الحجية الكيلاني
من فوق جفون الشمس
على جبل النور الازلي
وقف شامخا كالعملاق
شامخا كالطود
مقطب الجبين
غضب غضب
تنبعث منه انوار عجيبة
يتلالا في عينيه ضياء مهيب
يمتطي صهوة جواد اصيل يحد ق في قوة الصمود
يرنو الى الافق البعيد
الى محراب صلاتي
ا لى ارض بلادي
واشجار نخيل باسقة
---------------------------
من سعفات النخيل المتطاولة الاعناق
من دم الشهداء الابرار
من نور الشمس ا لعروية
ودجى ليل الاعداء
صنعنا ثوب زفافه
ضمخناه بالعطر واريج البرتقال
ارتداه يوم زفافه
محمولا على الاكف
رافلا بالثوب
براية الحرية
حملوك نعشا فوق رؤوسهم
فخرا ---
وحملتك مفتدى
نسرا ابيا ماجدا
--------------------------------
1 –رايةالحرية-تعني العلم العراقي الذي يلف فيه جثمان كل شهيد تقديرا واحتراما لقدسيته