اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر الطرماح

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الشاعر الطرماح Empty الشاعر الطرماح الأربعاء مارس 23, 2022 12:17 am

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




الفرزدق البصري



* الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي من قبيلة تميم ولد سنة \21 هجرية -- 658 ميلادية في بادية البصرة في منطقة ( الكاظمة ) في الكويت الحالية ونشأ فيها في بيت له شهرة كبيرة ومنزلة عالية رفيعة في العز والجاه والكرم والمال فقد كان جده من رؤساء هذه القبيلة وكان لهذه المكانة تاثير على نشاته .
فقال الشعر في صباه مفتخرا في بيته وقبيلته .

لقب بالفرزدق لجهامة وتغضن ووجوم في وجهه لا يفارقه ولفظة الفرزدق تعني الرغيف من الخبز فكان وجهه قيل كرغيف خبز شعير وقد مدح قومه وفخر بهم ومدح العلويين وافتخر بهم متعصبا لهم لكنه مدح الامويين تقيا وخوفا منهم وقد تعاون مع الشاعر الاخطل في هجاء جرير في النقائض .

وقيل ان الفرزدق وجرير اصدقاء ومن منطقة واحدة قريبين من بعضهما البعض ومن قبيلة واحدة ( تميم) الا في الشعر. فكان الناس يرونهم يمشون في الأسواق مع بعضهم ولكن عندما يأتي الشعر فكل منهم له طريقته وعداوته للآخر، انتهى تبادل الهجاء بينه وبين جرير .

توفي الفرزدق في البصرة سنة \ 114 هجرية --732 ميلادية

يتميز شعره بقوة الاسلوب والجودة الشعرية وقد ادخل في الشعر العربي الكثير من الالفاظ الغريبة وبرع في المدح والفخر والهجاء والوصف فهو يميل إلى إجادة الفخر وفخامة اللفظ، ودقة المسلك و صلابة الاسلوب ،وقوّة أسره الغريبة .

كان في مقدمة الشعراء الأمويين وصريحا جريئا يتجلى ذلك بان له الفضل في أحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. و من قوله:

إذا مت فابكيني بما أنا أهله
فكل جميل قلته فيّ يصدق

وكم قائل مات الفرزدق والندى
وقائلة مات الندى والفرزدق


ومن اهم الفنون الشعرية التي انشد فيها :المدح والفخر والهجاء والوصف والذي يهمنا هنا شعره في هجاء جرير في النقائض .

انشد الفرزدق الكثير من القصائد في هجاء جرير نذكر منها انه قال في هجاء جرير وفخره بنفسه وبقومه وهذه القصيدة :

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا
بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْـــــــــوَلُ

بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ ومَا بَنى
حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ

بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ
وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ

لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ
أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ

مِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها
زَرْباً كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّـــــــلُ

ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها
وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ

أينَ الّذِينَ بِهمْ تُسَامي دارماً
أمْ مَنّ إلى سَلَفَيْ طُهَيّةَ تَجعَلُ

يَمْشُونَ في حَلَقِ الحَديدِ كما مَشتْ
جُرْبُ الجِمالِ بها الكُحَيلُ المُشعَلُ

وَالمانِعُونَ، إذا النّساءُ تَرَادَفَتْ،
حَذَرَ السِّــــــبَاءِ جِمَالُهَا لا تُرْحَلُ

الأكْثَروُنَ إذا يُعَدّ حَصَاهُمُ
والأكْرَمُونَ إذا يُعَــــــــدّ الأوّلُ

حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا
وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ

أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَـــــــالَ رَزَانَةً
وَتَخَالُنَا حنّــــــــا، إذا مَا نَجْهَــــلُ

فادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا
ثَهْلانَ ذا الهَضَباتِ هل يَتَحَلحلُ

وأنَا ابنُ حَنظَلَةَ الأغَـــــــــــــرُّ
وَإنّني في آلِ ضَبّةَ، لَلْمُعَمُّ المُخْوَلُ

فَرْعانِ قَدْ بَلَغَ السّماءَ ذُراهُما
وَإلَيهِما مِنْ كلّ خَوْفٍ يُعْقَلُ

يا ابن المَرَاغَةِ! أيْنَ خَالُكَ؟
خالي حُبيشٌ ذو الفَعالِ الأفضَلُ

خالي الذي غَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهمْ
وإلَيْهِ كَانَ حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ

إنّا لَنَضرِبُ رَأسَ كُلّ قَبِيــــــــــــلَةٍ
وأَبُوكَ خَلْفَ أتَانِهِ يَتَقَمـــــّلُ

وَشُغِلتَ عن حَسبِ الكِرَامِ وَما بَنَوا
إنّ اللّئيمِ عَنِ المَكَارِمِ يُشْغَلُ

إنّ الّتي فُقِئَتْ بِهَا أبْصَارُكُمْ
وَهي التي دَمَغَتْ أباكَ، الفَيصَلُ

وَهَبَ القَصَائدَ لي النّوابغُ إذْ مَضَوْا
وَأبُو يَزِيدَ وَذو القُرُوحِ وَجَرْوَلُ

وَالفَحْلُ عَلقَمَةُ الذي كانَتْ لَهُ
حُلَلُ المُلُوكِ كَلامُهُ لا يُنحَلُ

فِيهِنَّ شَارَكَني المُسَأوِرُ بَعْدَهُمْ
وأخُو هَوَازِنَ وَالشّآمي الأخطَلُ

وَبَنُو غُدانَةَ يُحْلِبُون وَلَمْ يكُنْ
خَيْلي يَقُومُ لها اللّئِيمُ الأعْزَلُ

فَلَيَبْرُكَنْ، يا حِقَّ، إنْ لمْ تَنتهوا
مِنْ مَالِكيَّ على غُدانَةَ كَلكَلُ

إنّ استرَاقَكَ يا جَرِيرُ قَصَائِدِي
مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أبِيكَ تَنَقَّلُ

وابنُ المَرَاغَةِ يَدَّعي مِنْ دارِمٍ
وَالعَبْدُ غَيرَ أبِيـــــــه قَدْ يَتَنَحّلُ

لَيْسَ الكِرامُ بناحِليكَ أبَاهُمُ
حتى تُرَدّ إلى عَطيّـــــــــةَ تُعْتَلُ

وَزَعَمْتَ أنّكَ قَدْ رَضِيتَ بما بَنى
فَاصْبِرْ فما لكَ، عَن أبيكَ، مُحَوَّلُ

وَلَئِنْ رَغِبتَ سوى أبيكَ لتَرْجِعَنْ
عَبْداً إلَيْهِ، كَأنّ أنْفَكَ دُمَّـــــــــلُ

أزْرَى بجَرْيِكَ أنّ أُمّكَ لمْ تَكُنْ
إلاّ اللّئِيمَ مِنَ الفُحْولَةِ تُفحَــــــلُ

قَبَحَ الإلَهُ مَقَرّةً في بَطْنِهَــــــا
مِنْهَا خَرَجْتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُ

وإذا بَكَيْتَ على أُمَامــــــــــــَةَ
فاستَمعْ قَوْلاً يَعُمّ، وَتَارَةً يُتَنَخّلُ

فاللّؤمُ يَمْنَعُ مِنْكُمُ أنْ تَحْتَبُوا
والعِزُّ يَمْنَـــــعُ حُبْوَتي لا تُحْلَلُ

إني ارْتَفَعْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيّةٍ
وَعَلَوْتُ فَوْقَ بَني كُلَيبٍ من عَلُ

هَلاّ سَألْتَ بَني غُدانَةَ ما رَأوْا
حَيْثُ الأتَانُ إلى عُمُودِكَ تُرْحَلُ

كَسَرَتْ ثَنِيّتَكَ الأتَانُ، فَشاهِدٌ
مِنْها بِفِيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقْبَل

اما جرير فقد رد عليه بقصيدة لامية من البسيط ذكرناها في ترجمته انفا مطلعها :

لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّها لَم تُحلَــــــــلِ
بَينَ الكِناسِ وَبَينَ طَلحِ الأَعزَلِ


ولما انشد الفرزدق قصيدته الميمية التالية :

تَــحِــنُّ بِــزَوراءِ المَـديـنَـةِ نـاقَـتـي

حَــنــيــنَ عَـجـولٍ تَـبـتَـغِ البَـوَّ رائِمِ

وَيـا لَيـتَ زَوراءَ المَـديـنَـةِ أَصـبَحَت

بِـأَحـفـارِ فَـلجٍ أَو بِـسَـيـفِ الكَـواظِمِ

وَكَـم نـامَ عَـنّـي بِـالمَـدينَةِ لَم يُبَل

إِلَيَّ اِطِّلــاعَ النَـفـسِ دونَ الحَـيـازِمِ

إِذا جَـشَـأَت نَـفـسي أَقولُ لَها اِرجِعي

وَرائِكِ وَاِســتَـحـيِـي بَـيـاضَ اللَهـازِمِ

فَـإِنَّ الَّتـي ضَـرَّتـكَ لَو ذُقـتَ طَـعـمَهـا

عَـلَيـكَ مِـنَ الأَعـبـاءِ يَـومَ التَخاصُمِ

وَلَســتَ بِــمَــأخــوذٍ بِــلَغــوٍ تَــقــولُهُ

إِذا لَم تَــعَــمَّد عــاقِـداتِ العَـزائِمِ

وَلَمّـا أَبَـوا إِلّا الرَحـيـلَ وَأَعلَقوا

عُـرىً فـي بُـرىً مَـخـشـوشَـةٍ بِـالخَزائِمِ

وَراحــوا بِـجُـثـمـانـي وَأَمـسَـكَ قَـلبَهُ

حُــشــاشَــتُهُ بَــيــنَ المُــصَـلّى وَواقِـمِ

أَقـــولُ لِمَـــغـــلوبٍ أَمـــاتَ عِــظــامَهُ

تَــعــاقُـبُ أَدراجِ النُـجـومِ العَـوائِمِ

إِذا نَـحـنُ نـادَيـنا أَبى أَن يُجيبُنا

وَإِن نَـحـنُ فَـدَّيـنـاهُ غَـيـرَ الغَـماغِمِ

سَـيُـدنـيـكَ مِـن خَـيرِ البَرِيَّةِ فَاِعتَدِل

تَــنــاقُـلُ نَـصَّ اليَـعـمُـلاتِ الرَواسِـمِ

إِلى المُــؤمِــنِ الفَــكّـاكِ كُـلَّ مُـقَـيَّدٍ

يَـداهُ وَمُـلقـي الثِـقـلِ عَـن كُلِّ غارِمِ

بِـكَـفَّيـنِ بَـيـضـاوَيـنِ فـي راحَـتَـيهِما

حَـيـا كُـلُّ شَـيـءٍ بِـالغُـيـوثِ السَواجِمِ

بِــخَــيـرِ يَـدَي مَـن كـانَ بَـعـدَ مُـحَـمَّدٍ

وَجـــارَيـــهِ وَالمَــظــلومِ لِلَّهِ صــائِمِ

فَـلَمّـا حَبا وادي القُرى مِن وَرائِنا
وَأَشـرَفـنَ أَقـتـارَ الفِـجـاجِ القَوائِمِ

لَوى كُــلُّ مُــشـتـاقٍ مِـنَ القَـومِ رَأسَهُ

بِــمُــغـرَورِقـاتٍ كَـالشِـنـانِ الهَـزائِمِ

وَأَيـــقَـــنَ أَنّــا لا نَــرُدُّ صُــدورَهــا

وَلَمّــا تُــواجِهّــا جِــبــالُ الجَـراجِـمِ

أَكُـنـتُـم ظَـنَـنـتُم رِحلَتي تَنثَني بِكُم

وَلَم يَـنـقُـدِ الإِدلاجُ طَـيَّ العَـمـائِمِ

لَبِـئسَ إِذاً حـامـي الحَـقـيـقَةِ وَالَّذي

يُـلاذُ بِهِ فـي المُـعـضِـلاتِ العَـظائِمِ

وَمــائِن كَــأَنَّ الدِمــنَ فَــوقَ جَـمـامِهِ

عِــبـاءٌ كَـسَـتـهُ مِـن فُـروجِ المَـخـارِمِ

رِيــاحٌ عَـلى أَعـطـانِهِ حَـيـثُ تَـلتَـقـي

عَــفــا وَخَـلا مِـن عَهـدِهِ المُـتَـقـادِمِ

وَرَدتُ وَأَعــجــازُ النُــجــومِ كَــأَنَّهــا
وَقَــد غـارَ تـاليـهـا هَـجـائِنُ هـاجِـمِ

بِــغــيــدٍ وَأَطــلاحٍ كَــأَنَّ عُــيــونَهــا

نِــطــاقٌ أَظَــلَّتـهـا قِـلاتُ الجَـمـاجِـمِ

كَــأَنَّ رِحـالَ المَـيـسِ ضَـمَّتـ حِـبـالُهـا

قَــنــاطِــرَ طَـيِّ الجَـنـدَلِ المُـتَـلاجِـمِ

إِلَيــكَ وَلِيَّ الحَــقِّ لاقــى غُــروضَهــا

وَأَحــقــابَهـا إِدراجُهـا بِـالمَـنـاسِـمِ

نَـواهِـضَ يَـحـمِـلنَ الهُـمومَ الَّتي جَفَت

بِـنـا عَن حَشايا المُحصَناتِ الكَرائِمِ

لِيَـبـلُغـنَ مِـلءَ الرَرضِ نـوراً وَرَحـمَةً

وَعَـدلاً وَغَـيـثَ المُـغـبِـراتِ القَواتِمِ

جُــعِـلتَ لِأَهـلِ الرَرضِ أَمـنـاً وَرَحـمَـةً

وَبُــرءً لِئاثــارِ القُــروحِ الكَــوالِمِ

كَــمــا بَــعَــثَ اللَهُ النَـبِـيَّ مُـحَـمَّداً

عَـلى فَـتـرَةٍ وَالنـاسُ مِـثـلَ البَهائِمِ

وَرِثـتُـم قَـنـاةَ المُـلكِ غَـيـرَ كَـلالَةٍ

عَـنِ اِبـنِ مَـنـافٍ عَـبـدِ شَـمـسٍ وَهـاشِـمِ

تَـرى التـاجَ مَـعـقـوداً عَـلَيهِ كَأَنَّهُم

نُــجــومٌ حَــوالي بَــدرِ مُـلكٍ قُـمـاقِـمِ

عَــجِــبــتُ إِلى الجَــحّــادِ أَيَّ إِمــارَةٍ

أَرادَ لِأَن يَــــزدادَهـــا أَو دَراهِـــمِ

وَكـانَ عَـلى مـا بَـيـنَ عَـمّـانَ واقِـفاً

إِلى الصينِ قَد أَلقَوا لَهُ بِالخَزائِمِ

فَـلَمّـا عَـتـا الجَـحّـادُ حـيـنَ طَغى بِهِ

غِـنـىً قـالَ إِنّـي مُـرتَـقٍ في السَلالِمِ

فَـكـانَ كَـمـا قَـلَ اِبـنُ نـوحٍ سَـأَرتَقي

إِلى جَـبَـلٍ مِـن خَـشـيَـةِ المـاءِ عـاصِمِ

رَمـى اللَهُ فـي جُثمانِهِ مِثلَ ما رَمى

عَـنِ القِـبلَةِ البَيضاءِ ذاتِ المَحارِمِ

جُـنـوداً تَـسـوقُ الفـيـلَ هَـتّـى أَعادَهَ

هَـبـاءً وَكـانـوا مُـطـرَخِـمّـي الطَراخِمِ

نُـصِـرتَ كَـنَـصـرِ البَـيتِ إِذ ساقَ فيلَهُ

إِلَيـهِ عَـظـيـمُ المُـشـرِكـيـنَ الأَعاجِمِ

وَمــا نُــصِــرَ الحَــجّـاجُ إِلّا بِـغَـيـرِهِ
عَــلى كُــلِّ يَــومٍ مُـسـتَـحَـرِّ المَـلاحِـمِ

بِـقَـومٍ أَبو العاصي أَبوهُم تَوارَثوا
خِــلافَــةَ مَهــدِيٍّ وَخَــيــرِ الخَــواتِــمِ

وَلا رَدَّ مُـذ خَـطَّ الصَـحـيـفَـةَ نـاكِـثاً

كَــلامـاً وَلا بـاتَـت لَهُ عَـيـنُ نـائِمِ

وَلا رَجَـعـوا حَـتّـى رَأوا فـي شِـمالِهِ

كِـتـابـاً لِمَـغـرورٍ لَدى النـارِ نادِمِ

أَتــانـي وَرَحـلي بِـالمَـديـنَـةِ وَقـعَـةٌ

لِئالِ تَــمــيــمٍ أَقــعَــدَت كُــلَّ قــائِمِ

كَـأَنَّ رُؤوسَ النـاسِ إِذ سَـمِـعـوا بِهـا

مُـــدَمَّغـــَةٌ مِـــن هـــازِمـــاتٍ أَمـــائِمِ

فِــدىً لِتَـمـيـمٍ مِـن سُـيـوفٍ وَفـى بِهـا

رِدائي وَجَــلَّت عَــن وُجــوهِ الأَهـاتِـمِ

شَــفَـيـنَ حَـزازاتِ النُـفـوسِ وَلَم تَـدَع

عَــلَيــنــا مَـقـالاً فـي وَفـاءٍ لِلائِمِ

أَبَـأنـا بِهِـم قَـتلى وَما في دِمائِهِم

وَفــاءٌ وَهُــنَّ الشــافِــيـاتُ الحَـوائِمِ

جَـزى اللَهُ قَـومـي إِذ أَرادَ خِـفارَتي

قُـتَـيـبَـةُ سَـعـيَ الرَفـضَـلينَ الأَكارِمِ

هُـمُ سَـمِـعـوا يَـومَ المُـحَصسَبِ مِن مِنىً

نِـدائي إِذِ اِلتَـفَّتـ رِفـاقُ المَـواسِـمِ

هُـمُ طَـلَبـوهـا بِـالسُـيـوفِ وَبِـالقَـنـا

وَجُــردٍ شَــجٍ أَفــواهُهــا بِــالشَـكـائِمِ

تُــقــادُ وَمــا رُدَّت إِذا مــا تَـوَهَّسـَت

إِلى البَـأسِ بِـالمُستَبسِلينَ الضَراغِمِ

كَـأَنَّكـَ لَم تَـسـمَـع تَـمـيـمَن إِذا دَعَت

تَـمـيـمُـن وَلَم تَسمَع بِيَومِ اِبنِ خازِمِ

وَقَـبـلَكَ عَـجَّلـنـا اِبـنَ عَـجـلى حِمامَهُ

بِـأَسـيـافِـنـا يَـصـدَعـنَ هامَ الجَماجِمِ

وَمـا لَقِـيَـت قَـيـسُ اِبـنُ عَيلانَ وَقعَةً

وَلا حَــرَّ يَــومٍ مِـثـلَ يَـومِ الأَراقِـمِ

عَـشِـيَّةـَ لاقـى اِبـنُ الحُـبـابُ حِـسابَهُ

بِـسِـنـجـارَ أَنـضـاءَ السُيوفِ الصَوارِمِ

نَـبَـحـتَ لِقَـيـسٍ نَـبـحَـةً لَم تَـدَع لَهـا

أُنــوفَــن وَمَـرَّت طَـيـرُهـا بِـالأَشـائِمِ

نَـدِمـتَ عَـلى العِـصـيـانِ لَمّا رَأَيتَنا

كَـأَنّـا ذُرى الأَطـوادِ ذاتِ المَـخارِمِ

عَــلى طــاعَــةٍ لَو أَنَّ أَجــبــالَ طَــيِّئٍ

عَـمَـدنَ لَهـا وَالهَـضـبَ هَـضبَ التَهائِمِ

لِيَـنـقُـلنَهـا لَم يَـسـتَطِعنَ الَّذي رَسا

لَهـا عِـنـدَ عـالٍ فَـوقَ سَـبـعـينَ دائِمِ

وَأَلقَــيــتَ مِـن كَـفَّيـكَ حَـبـلَ جَـمـاعَـةٍ

وَطــاعَــةَ مَهــدِيٍّ خَــديــدِ النَــقــائِمِ

فَـإِن تَـكُ قَـيـسٌ فـي قُـتَـيـبَـةَ أُغـضِبَت

فَــلا عَــطَــسَــت إِلّا بِــأَجــدَعَ راغِــمِ

وَمــا كــانَ إِلّا بــاهِــلِيّـاً مُـجَـدَّعـاً

طَـغـى فَـسَـقَـيـنـاهُ بِـكَـأسِ اِبـنِ خازِمِ

لَقَـد شَهِـدَت قَـيـسٌ فَـمـا كـانَ نَـصرُها

قُــتَــيــبَــةَ إِلّا عَــضَّهـا بِـالأَبـاهِـمِ

فَــإِن تَــقــعُـدوا تَـقـعُـد لِئامٌ أَذِلَّةٌ

وَإِن عُــدتُــمُ عُــدنــا بِـبـيـضٍ صَـوارِمِ

أَتَــغــضَـبُ أَن أُذنـا قُـتَـيـبَـةَ حُـزَّتـا

جِهـارَن وَلَم تَـغـضَـب لِيَومِ اِبنِ خازِمِ

وَمـا مِـنـهُـمـا إِلّا بَـعَـثـنـا بِـرَأسِهِ

إِلى الشَأمِ فَوقَ الشاحِجاتِ الرَواسِمِ

تَـذَبـذَبُ فـي المِـخـلاةِ تَـحتَ بُطونِها

مُــحَــذَّفَــةَ الرَذنـابِ جُـلحَ المَـقـادِمِ

سَــتَــعــلَمُ أَيُّ الوَدِيَــيـنِ لَهُ الثَـرى

قَـديـمَـن وَأَولى بِـالبُـحـورِ الخَضارِمِ

أَوادٍ بِهِ صِـــنُّ الوِبـــارِ يُـــســـيــلُهُ

إِذا بـالَ فـيهِ الوَبرُ فَوقَ الخَراشِمِ

كَــوادٍ بِهِ البَــيـتُ العَـتـيـقُ تَـمُـدُّهُ

بُـحـورٌ طَـمَـت مِـن عَـبـدِ شَـمـسٍ وَهـاشِمِ

فَـمـا بَـيـنَ مَن لَم يُعطِ سَمعاً وَطاعَةً

وَبَــيــنَ تَـمـيـمٍ غَـيـرُ حَـزِّ الحَـلاقِـمِ

وَكــانَ لَهُـم يَـومـانِ كـانـا عَـلَيـهِـمُ

كَــأَيّـامِ عـادِن بِـالنُـحـوسِ الرَشـائِمِ

وَيَـومٌ لَهُـم مِـنّـا بِـحَـومـانَـةَ اِلتَقَت

عَـلَيـهِـم ذُرى حَـومـاتِ بَـحـرٍ قُـمـاقِـمِ

تَـخَـلّى عَـنِ الدُنـيـا قُـتَيبَةُ إِذ رَأى

تَـمـيماً عَلَيها البيضُ تَحتَ العَمائِمِ

غَـداةَ اِضـمَـحَـلَّت قَيسُ عَيلانَ إِذ دَعا

كَـمـا يَـضـمَـحِـلُّ الآلُ فَـوقَ المَـخارِمِ

لِتَــمــنَــعَهُ قَــيــسٌ وَلا قَـيـسَ عِـنـدَهُ

إِذا ما دَعا أَو يَرتَقي في السَلالِمِ

تُـــحَـــرِّكُ قَــيــسٌ فــي رُؤوسٍ لَئيــمَــةٍ

أُنــوفَــن وَآذانــاً لِئامَ المَــصــالِمِ

وَلَمّـا رَأَيـنـا المُـشـرِكـيـنَ يَـقودُهُم

قُـتَـيـبَـةُ زَحـفـاً فـي جُـموعِ الزَمازِمِ

ضَـرَبـنـا بِـسَـيـفٍ فـي يَـمينِكَ لَم نَدَع

بِهِ دونَ بـابِ الصـيـنِ عَـيـنـاً لِظالِمِ

بِهِ ضَـــرَبَ اللَهُ الَّذيـــنَ تَــحَــزَّبــوا

بِــبَـدرٍ عَـلى أَعـنـاقِهِـم وَالمَـعـاصِـمِ

فَـإِنَّ تَـمـيـمـاً لَم تَـكُـن أُمُّهـُ اِبتَغَت

لَهُ صِــحَّةــً فــي مَهــدِهِ بِــالثَــمــائِمِ

كَـــــأَنَّ أَكُـــــفَّ القــــابِــــلاتِ لِأُمِّهِ

رَمَــيــنَ بِــعــادِيِّ الأُسـودِ الدَراغِـمِ

تَــأَزَّرَ بَــيــنَ القـابِـلاتِ وَلَم يَـكُـن

لَهُ تَــــــوأَمٌ إِلّا دَهـــــاءٌ لِحـــــازِمِ

وَضَــبَّةـُ أَخـوالي هُـمُ الهـامَـةُ الَّتـي

بِهـــا مُـــضَــرٌ دَمّــاغَــةٌ لِلجَــمــاجِــمِ

إِذا هِـيَ مـاسَـت فـي الحَديدِ وَأَعلَمَت

تَـمـيـمٌ وَجـاشَـت كَـالبُـحـورِ الخَضارِمِ

فَـمـا النـاسُ فـي جَمعَيهِمُ غَيرُ حِشوَةٍ

إِذا خَـمَـدَ الأَصـواتُ غَـيـرَ الغَـماغِمِ

كَذَبتَ اِبنِ دِمنَ الأَرضِ وَاِبنَ مَراغَها

لَآلُ تَــمــيــمٍ بِــالسُــيـوفِ الصَـوارِمِ

جَـلَوا هُـمَـمـاً فَوقَ الوُجوهِ وَأَنزَلوا

بِــعَـيـلانَ أَيّـامـاً عِـظـامَ المَـلاحِـمِ

تُـــعَـــيِّرُنــا أَيَّمــَ قَــيــسٍ وَلَم نَــدَع

لعَـيـلانَ أَنـفـاً مُـسـتَـقـيمَ الخَياشِمِ

فَـمـا أَنـتَ مِـن قَـيـسٍ فَـتَـنبَحَ دونَها

وَلا مِـن تَـميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ

وَإِنَّكـَ إِذ تَهـجـو تَـمـيـمَـن وَتَـرتَـشـي

تَـبـابـيـنَ قَـيـسٍ أَو سُـحـوقَ العَمائِمِ

كَــمُهــريــقِ مــاءٍ بِــالفَــلاةِ وَغَــرَّهُ

سَــرابٌ أَثــارَتــهُ رِيــاحُ السَــمــائِمِ

بَــلى وَأَبــيــكَ الكَــلبِ إِنّـي لَعـالِمٌ

بِهِـم فَهُـمُ الأَدنَـونَ يَـومَ التَـلاحُـمِ

فَـقَـرِّب إِلى أَشـيـاخِـنـا إِذ دَعَـوتَهُـم

أَبــاكَ وَدَعــدِع بِــالجِـداءِ التَـوائِمِ

فَـلَو كُـنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم

وَلَكِـــن حِـــمــارٌ وَشــيُهُ بِــالقَــوائِمِ

مَـنَـعـتُ تَـميماً مِنكَ إِنّي أَنا اِبنُها

وَراجِـلُهـا المَـعـروفُ عِـنـدَ المَواسِمِ

أَنـا اِبـنُ تَـمـيمٍ وَالمُحامي وَرائَها

إِذا أَسـلَمَ الجـانـي ذِمـارَ المَحارِمِ

إِذا مـا وُجـوهُ الناسِ سالَت جِباهُها

مِـنَ العَـرَقِ المَـعـبوطِ تَحتَ العَمائِمِ

أَبـي مَـن إِذا ما قيلَ مَن أَنتَ مُعتَزٍ

إِذا قـيـلَ مِـمَّنـ قَـومُ هَـذا المُراجِمِ

أَدِرســانَ قَـيـسٍ لا أَبـا لَكَ تَـشـتَـري

بِـأَعـراضِ قَـومٍ هُـم بُـنـاةِ المَـكـارِمِ

وَمـا عَـلِمَ الرَقـوامُ مِـثـلَ أَسـيـرِنـا

أَسـيـرَن وَلا إِجـدافِـنـا بِـالكَـواظِـمِ

إِذا عَـجَـزَ الأَحياءُ أَن يَحمِلوا دَماً

أَنــاخَ إِلى أَجــداثِــنــا كُــلُّ غــارِمِ

تَــرى كُــلُّ مَــظــلومٍ إِلَيــنـا فِـرارُهُ

وَيَهـــرُبُ مِـــنّـــا جَهـــدَهُ كُــلُّ ظــالِمِ

أَبَـت عـامِـرٌ أَن يَـأخُـذوا بِـأَسـيـرِهِم

مِـئيـنَ مِـنَ الأَسـرى لَهُـم عِـندَ دارِمِ

وَقـالوا لَهُـم زيـدوا عَـلَيهِم فَإِنَّهُم

لَغـاءٌ وَإِن كـانـوا ثُـغـامَ اللَهـازِمِ

رَأَوا حــاجِــبـاً أَغـلى فِـداءً وَقَـومَهُ

أَحَــقَّ بِــأَيّــامِ العُــلى وَالمَــكــارِمِ

فَـلا نَـقـتُـلُ الأَسـرى وَلَكِـن نَـفُـكُّهُم

إِذا أَثـقَـلَ الأَعـنـاقَ حَملُ المَغارِمِ

فَهَــل ضَــربَــةُ الرومِـيِّ جـاعِـلَةٌ لَكُـم

أَبـاً عَـن كُـلَيـبٍ أَو أَبـاً مِـثلَ دارِمِ

كَـذاكَ سُـيُـفُ الهِـنـدِ تَـنـبـو ظُباتُها

وَيَـقـطَـعـنَ أَحـيـانـاً مَـناطَ التَمائِمِ

وَيَــومَ جَـعَـلنـا الظِـلَّ فـيـهِ لِعـامِـرٍ

مُــصَــمَّمــَةً تَــفــأى شُـؤونَ الجَـمـاجِـمِ

فَـمِـنـهُـنَّ يَـومٌ لِلبَـريـكَـيـنِ إِذ تَـرى

بَــنــو عــامِــرٍ أَن غـانِـمٌ كُـلُّ سـالِمِ

وَمِـنـهُـنَّ إِذ أَرخـى طُـفَـيلُ اِبنُ مالِكٍ

عَــلى قُــرزُلٍ رِجــلي رَكـوضِ الهَـزائِمِ

وَنَـحـنُ ضَـرَبـنـا مِـن شُتَيرِ اِبنِ خالِدٍ

عَـلى حَـيـثُ تَـسـتَـسـقـيهِ أُمُّ الجَماجِمِ

وَيَـومَ اِبـنِ ذي سَـيـدانَ إِذ فَوَّزَت بِهِ

إِلى المَوتِ أَعجازُ الرِماحِ الغَواشِمِ

وَنَـحـنُ ضَـرَبـنـا هـامَـةَ اِبـنِ خُـوَيـلِدٍ

يَــزيــدَ عَـلى أُمِّ الفِـراخِ الجَـواثِـمِ

وَنَـحـنُ قَـتَـلنـا اِبـنَي هُتَيمٍ وَأَدرَكَت

بُـجَـيـراً بِـنا رُكضُ الذُكورِ الصَلادِمِ

وَنَــحــنُ قَــسَـمـنـا مِـن قُـدامَـةَ رَأسَهُ

بِــصَــدعٍ عَــلى يــافــوخِهِ مُــتَــفـاقِـمِ

وَعَـمـراً أَخـا عَـوفٍ تَـرَكـنـا بِـمُلتَقىً

مِـنَ الخَـيلِ في سامٍ مِنَ النَقعِ قاتِمِ

وَنَهـنُ تَـرَكـنـا مِـن هِـلالِ اِبنِ عامِرٍ

ثَـمـانـيـنَ كَهـلاً لِلنُـسـورِ القَـشاعِمِ

بِـدَهـنـا تَـمـيـمٍ حَـيـثُ سُـدَّت عَـلَيـهِـمُ

بِــمُــعـتَـرَكٍ مِـن رَمـلِهـا المُـتَـراكِـمِ

وَنَـحـنُ مَـنَـعـنـا مِـن مَـصـادٍ رِمـاحَنا

وَكُــنّــا إِذا يَــلقَــيـنَ غَـيـرَ حَـوائِمِ

رُدَيــنِــيَّةــً صُــمَّ الكُــعــوبِ كَــأَنَّهــا

مَـصـابـيـحُ فـي تَـركـيـبِها المُتَلاحِمِ

وَنَـحـنُ جَـدَعـنـا أَنـفَ عَيلانَ بِالقَنا

وَبِـالراسِـيـاتِ البـيضِ ذاتِ القَوائِمِ

وَلَو أَنَّ قَـيـسـاً قَـيـسَ عَـيلانَ أَصبَحَت

بِــمُــســتَــنِّ أَبــوالِ الرُبــابِ وَدارِمِ

لَكـانـوا كَـأَقـذاءٍ طَـفَـت فـي غُـطامِطٍ

مِـنَ البَـحـرِ فـي آذِيِّهـا المُـتَـلاطِـمِ

فَــإِنّــا أُنــاسٌ نَــشــتَـري بِـدِمـائِنـا

دِيـارَ المَـنـايـا رَغبَةً في المَكارِمِ

أَلَسـنـا أَحَـقَّ النـاسِ يَـومَ تَـقايَسوا

إِلى المَـجـدِ بِالمُستَأثِراتِ الجَسائِمِ

مُــلوكٌ إِذا طَــمَّتــ عَــلَيـكَ بُـحـورُهـا

تَــطَــحـطَـحـتَ فـي آذِيِّهـا المُـتَـصـادِمِ

إِذا مـا وُزِنّـا بِـالجِـبـالِ رَأَيـتَـنـا

نَـمـيـلُ بِـأَنـضـادِ الجِـبـالِ الأَضاخِمِ

تَــرانـا إِذا صَـعَّدتَ عَـيـنَـكَ مُـشـرِفـاً

عَــلَيــكَ بِــأَطــوادٍ طِــوالِ المَـخـارِمِ

وَلَو سُـؤِلَت مَـن كُفأُنا الشَمسُ أَومَأَت

إِلى اِبـنَـي مَـنـافٍ عَـبـدِ شَمسٍ وَهاشِمِ

وَكَـيـفَ تُـلاقـي دارِمـاً حَـيـثُ تَـلتَقي

ذُراهـا إِلى حَـيـثُ النُـجومِ التَوائِمِ

لَقَـد تَـرَكَـت قَـيـسـاً ظُـبـاتُ سُـيـوفِنا

وَأَيــدٍ بِــأَعـجـازِ الرِمـاحِ اللَهـاذِمِ

وَقـــائِعَ أَيّـــامٍ أَرَيـــنَ نِـــســائَهُــم

نَهـاراً صَـغـيـراتِ النُـجـومِ العَوائِمِ

بِــذي نَــجَــبٍ يَــومٌ لِقَــيــسٍ شَــريــدُهُ

كَـثـيـرُ اليَـتـامـى في ظِلالِ المَآتِمِ

وَنَـحـنُ تَـرَكـنـا بِـالدَفـيـنَـةِ حـاضِراً

لِئالِ سُــلَيــمٍ هــامُهُــم غَــيـرُ نـائِمِ

حَــلَفــتُ بِــرَبِّ الراقِـصـاتِ إِلى مِـنـىً

يَــقـيـنَ نَهـاراً دامِـيـاتِ المَـنـاسِـمِ

عَـلَيـهِـنَّ شُـعـثٌ مـا اِتَّقوا مِن وَريقَةٍ

إِذا مـا اِلتَـظَت شَهبائُها بِالعَمائِمِ

لَتَـحـتَـلِبَـن قَـيـسُ اِبـنُ عَـيلانَ لَقحَةً

صَــرىً ثَــرَّةً أَخــلافُهــا غَــيــرَ رائِمِ

لَعَــمــري لَئِن لامَـت هَـوازِنُ أَمـرَهـا

لَقَــد أَصـبَـحَـت حَـلَّت بِـدارِ المَـلاوِمِ

وَلَولا اِرتِـفـاعـي عَـن سُلَيمٍ سَقَيتُها

كِــــئاسَ سِــــمـــامٍ مُـــرَّةً وَعَـــلاقِـــمِ

فَما أَنتُمُ مِن قَيسِ عَيلانَ في الذُرى

وَلا مِـن أَثـافيها العِظامِ الجَماجِمِ

إِذا حُـصِّلـَت قَـيـسٌ فَـأَنـتُـم قَـليـلُهـا

وَأَبــعَــدُهــا مِــن صُـلبِ قَـيـسٍ لِعـالِمِ

وَأَنــتُــم أَذَلُّ قَــيــسِ عَـيـلانَ حُـبـوَةً
وَأَعــجَـزُهـا عِـنـدَ الأُمـورِ العَـوارِمِ

وَمـا كـانَ هَـذا النـاسُ حَـتّـى هَداهُمُ

بِـنـا اللَهُ إِلّا مِـثـلَ شــــــاءِ البَهائِمِ

فَــمــا مِــنــهُــمُ إِلّا يُـقـادُ بِـأَنـفِهِ

إِلى مَــلِكٍ مِــن خِــنــدِفٍ بِــالخَــزائِمِ

عَـجِـبـتُ إِلى قَـيـسٍ وَمـا قَـد تَـكَـلَّفَـت

مِـنَ الشِـقوَةِ الحَمقاءِ ذاتِ النَقائِمِ

يَــلوذُنَ مِــنّـي بِـالمَـراغَـةِ وَاِبـنِهـا

وَمـا مِـنـهُـمـا مِـنّـي لِقَـيـسٍ بِـعـاصِـمِ

فَــيــا عَـجَـبـا حَـتّـى كُـلَيـبٌ تَـسُـبُّنـي

وَكــانَــت كُــلَيـبٌ مَـدرَجـاً لِلمَـشـاتِـمِ

وبعد ان القى الفرزدق هذه القصيدة وفخر برهطه وقبيلته الاصلية ( تميم ) وكانت الخصومة بينه وبين الشاعر الطرماح قد ازدادت ودخلت في عملية الهجاء والنقض والشاعر الطرماح هو :

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى