49
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
يا ايُهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *)
سورة التوبة الاية \23
الحمد لله :
امر الله تعالى المؤمنين بالهجرة من مكة المكرمة الى المدينةالمنورة قسم هاجر وقسم بقى لم يهاجر وقالوا :
- ان هاجرنا ابتعدنا عن ابائنا وابنائنا واقاربنا وعشيرتنا وخسرنا تجارتنا واموالنا ونبقى بهذه الحالة.
فانزل الله تعالى الاية المباركة اعلاه فاستجابوا لامر الله وبدأ كل واحد منهم يأتيه ابنه او اخوه او ابوه او قريبه فلا يهتم به ولا يقربه منه او ينزله في منزله ولا يقريه . ثم رخص للمؤمنين في امكانية مساعدتهم في حالة كونهم يستحقون المساعدة .
في هذه الاية المباركة اصبحت رابطة الايمان هي المآزرة وتستوجب التعاون والنصر والولاء وكلها تلتقي في العقيدة الاسلامية بالايمان والهجرة والجهاد فامر من الله تعالى في الحض على الهجرة وترك الاهل والاخوان والاباء وعدم موالاتهم استحبوا الكفروعلى الايمان ونسب للذين يوالونهم من المؤمنين الكفر او اعانةالكافر ولو كان ذا قربى واعتبرت هذه الحالة تقربا الى الكافرين والقعود عن نصرة اخوانهم من المؤمنين ودخولهم في زمر الفاسقين الذين لم يمتثلوا لاوامر الله تعالى . وكان ذلك قبل فتح مكة .
وهذه الحالة تشدد على المؤمنين بالتقرب الى الايمان والاسلام ويتخذه عقيدة نابعة من القلب والفكر فهي احب اليه من ابنائه وابائه واخوانه فيفضلها عليهم وزتلك هي النصرة الحقيقية والثبات الدائم على اواصر الدين فالله تعالى ورسوله احب اليه من كل شيء حتى من نفسه التي بين جنبيه وبهذا تآزروا فكان المسلمون يدا واحدة على اعدائهم فانتصروا فكان الاسلام الايمان بالله والنصر المؤزر .
والله تعالى اعلم
**************************