42
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * ومن يولهم دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * )
سورة الانفال الايتان \15و16
الحمد لله :
يخاطب الله تعالى المؤمنين انه اذا كانوا في معركة او القتال والتحموا مع الاعداء في المعركة وشاهدوا عدوهم يزحفون عليهم ويتقدمون باتجاه المؤمنين فعلى المؤمنين الثبات في القتال والصمود ولا يولون اعداءهم الادبار اي لا من ينسحبون من المعركة في الحرب ولا يتخاذلون فيولون الكفار ظهورهم فانه محرم عليهم ومحظور وان كانوا اقل عدد فالله تعالى ناصرالمؤمنين لان الفرار والانهزام ليست من صفات المؤمنين فالله تعالى معهم ويؤيدهم بروح منه وكم من قئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله .
الا انه يحق للمقاتل في المعركة ان يولي دبره او ظهره للعدو في حالة وجود خطة قتاليى معينة توجب عليه الانسحاب من موقعه الى موقع افضل او استدراجا له كي يشعر العدو بانه انسحب او تراجع وهو سينحاز الى جماعة في موقع قتالي اقوى ...
في المعركة فنون وتكتيك وخدعة واستدراج وايهام للعدو والله تعالى سمح بكل هذه الامور من تولية المقاتل ظهره للعدو الا الهزيمة في الحرب فقد شدد الله تعالى على المؤمنين الانهزام او التخاذل في المعركة فيولي دبره للعدو خوفا منه وطمعا بالانهزام وتوعد الله تعالى المقاتل المنهزم من المعركة او المولي ظهره للعدو في غير ما ذكرناه انفا في المعركة انه سيرجع من الحرب والذلة تلحقه ومستحقا لغضب الله تعالى ومطرودا من رحمته وقد اعد الله تعالى جزاء فراره من الحرب والقتال موقعا في جهنم خالدا فيها وبئس المصير . وقد استحق هذا المكان بانهزامه وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال :
( الفرار من الزحف من اكبرالكبائر اذا لم يكن العدو اكثر من الضعف)
والله تعالى اعلم
**********************************