2
بســـــــــــــــــم الله الرحمن الرحيــم
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح . وكان الله على كل شئ مقتدرا *)
سورةالكهف الآية\ 45
الحمد لله :
وفي هذه الاية المباركة المخاطب بها النبي الحبيب الصطفى محمد صلىالله عليه وسلم فيخاطبه الله تعالى ان يذكر لهؤلاء الناس من المتكبرين الذين يتكبرون عن مخالطة الفقراء والمساكين ويفخرون باموالهم وانفسهم واولادهم وانصارهم واحزابهم وما آلوا اليه . ان يذكر هؤلاء ان الحياة الدنيا لا محالة زائلة وانها مهما كانت يانعة ومزهرة فانها زائلة الى فناء فمثلها كمثل ماء انزله الله تعالى من السماء او المطر فاختلط به نبات الارض فامتزج فيها فروى النبات فانبتت ونمت وازدهرت وازينت الارض بها وكان سبب ديمومتها في الحياة الدنيا . فاذا بهذه النباتات بعد فترة تذوى ثم تجف وتتكسر وتضمحل فتفرق الرياح بقاياه في الارض شذرا مذرا .
وكذلك الانسان ايضا يموت وينتهي امره وذكره بموته ويبقى عمله فياتي في يوم القيامة مثقلا بما عمل فان عمل خيرفي حياته الدنيا فيجزى خيرا ويثاب عليه . ومن عمل شرا كالكفر والاشراك بالله تعالى والعصيان والتكبر والتجبر واكل اموال الناس بالباطل او التعدي عليهم يحاسب عليه ويدخله الله تعالى النار وبئس المصير .
والله تعالى اعلم
*****************************