8
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون* )
سورة البقرة من الآيات \ 266
الحمد لله :
وضرب الله تعالى مثلا في الذين ينفقون اموالهم رياءا او يعملون الخير لكنهم يختمون اعمالهم باعمال سيئة فلقد حرمهم الله ثواب نفقة اموالهم التي انفقوها فهم لا يثابون على انفاقهم اموالهم يوم القيامة ولا يستطيعون مردا لما فات فيبقون في حسرة وندم . فهم قد فعلوا الحير وعملا عملا طيبا وانفق من ماله الا انه سياتي يوم القيامة فلم يحصل على واب الانفاق ولا اجره لانه انفقه رياءً وتبعه بالمن او الاذى لمن انفق ماله اليهم او بالتفاخر والتظاهر بالانفاق ليقول الناس عليه منفقا وانسانا طيبا وقد وصف الله تعالى هؤلاء بصاحب بستان او جنة من نخيل مثمرة واعناب كثيرة ملتفة واشجارمزدهرة مورقة ظلالها وارفة وثمارها كثيرة ويانعة وتسقى من انهار تمر في وسطها فتغدقها رواءً فتبهج النفس وتسر القلب وتروق رؤياها للناظرين الا ان صاحبها ادركته الشيخوخة واصابه الكبر فلا يستطيع العمل فيها وجني ثمارها وله ذرية ضعافا لكونهم صغارا لا يتمكنون من ادارة هذه البستان او المزرعة وكان معيشتهم من هذه البستان ومما تدر عليهم من خير الا انها هبت عليها ريح عاصف وتحمل رعدا قاصف وبرقا خاطف فالتهبت النار فيها فاحرقتها وليس له القدرة على اعادة غراسها او احد من اولاده الصغار يفعل ذلك واندثرالنهرالذي يرويها فماتت اشجارها فانتهت واصبحت خاوية على عروشها .
وهكذا تزال النعمة من الناس ممن لا يستحقها ويجحدها
وفي هذا ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال:
(ان هذا مثل ضربه الله للمرائين بالاعمال يبطل ثوابهم يوم القيامة وهم في اشد الحاجة اليه كمثل شيخ كبير كان له بستان فيه من كل الثمرات وله صبية صغارمحاويج لايقدرون على عمل او كسب فاصاب البستان ريح عاصف فيه نار احرقت اشجاره واذهبت اثماره في وزقت لايستطيع فيه العمل ولا يقدر صبيته على الكسب فيندم ولا يفيده الندم )
والله تعالى اعلم
*************************