5
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
سورة البقرة الآية \261
الحمد لله :
ضرب الله تعالى مثلا في الذين ينفقون اموالهم في وجوه الخيروالبر كالجهاد في سبيل الله او اطعام اليتامى والمساكين اومنح المحتاجين او كسوتهم او اسعاف المحتاجين من الفقراء او تمريضهم او علاجهم او تعليم ما لم يتعلم كفتح المدارس او بناء جسر او قنطرة او المساهمة في تاليف كتاب في العلم او الثقافة او التشريع او المشاركة في طبعه وتوزيعه او في أي وجه من وجوه الخيرالكثيرة فهؤلاء يبارك في اموالهم ويضاعف لهم الاجر والثواب اضعافا مضاعفة .
فهذه الاموال مثلها كمثل من بذر حبوبا فغرسها او حبة في ارض طيبة وتعهدها بالرعاية والسقي فانبتت سيقانا قوية وتفرعت او تشطأت الى سبعة شعب انبتت كل شعبة سنبلة واحدة فيها مائة حبة فكانت هذه البذور كل بذرة او حبة تضاعفت الى سبعمائة حبة .
وهكذا يضاعف الله تعالى ويزيد الاجر والثواب اضعافا كثيرة لمن يشاء من عباده المنفقين او المتصدقين وفضل الله لاحدود له ويتفضل على من يزيد فضلا افضالا كثيرة .
والله تعالى عليم بنية المنفقين وبما ينفقون وبطريق الكسب الحلال فيثيب المنفقين القاصدين بانفاقهم الاجر والثواب وابتغاء مرضاة الله .
وهذا المثل ضربه الله تعالى لمضاعفة الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته حيث ان الله تعالى يضاعف الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .
فقال الله تعالى :
( من جاء بالحسنة فله عشر امثالها )
سورة الانعام الاية \ 159
أي طاعة الله اوتعني به الإنفاق في الجهاد من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك مثل الجهاد والحج يضاعف الدرهم فيهما إلى سبعمائة ضعف ولهذا قال الله تعالى :
( كـمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)
وهذا المثل أبلغ في النفوس واشد اثرا من ذكر عدد السبعمائة فنلاحظ إن فيه إشارة إلى أن الأعمال الصالحة حيث ينميها الله تعالى لأصحابها كما ينمي الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة .
وقيل ان سبب نزول هذه الايات ان رسول الله الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عندما اراد الخروج الى غزوة ( تبوك ) جاءه عبد الرحمن بن عوف باربعة الاف وقال له :
- يارسول الله كانت عندي ثمانية الاف ابقيت لي ولعيالي اربعة الاف واربعة الاف اقرضتها الى ربي .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- ( بارك الله لك فيما فيما امسكت وفيما اعطيت )
وقال عثمان بن عفان :
- يارسول الله علي جهاز من لاجهاز له .
فجهز عثمان رضي الله عنه الجيش الذاهب للقتال بالف بعير مع اقتابها واحلا سها وسمي الجيش الذاهب الى غزوة ( تبوك ) ب( جيش العسرة ). لان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس للقتال في شدة الصيف والحر وكان الوقت بداية نضوج الثمر وطيب الوقت والظلال فتعسر ذلك وشق عليهم .
ولم يكتف عثمان رضي الله عنه بذلك بل جاء بالف دينار وصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ يدخل يده فيها ويقلبها وهي في حجره و يقول :
- ( ماضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم .اللهم لا ننسى هذا اليوم لعثمان )
وقيل نزل فيهما قول الله تعالى :
( الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا مناً ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * )
*******************