اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر ابن هانئ الاندلسي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1 الشاعر ابن هانئ الاندلسي Empty الشاعر ابن هانئ الاندلسي الإثنين مارس 23, 2015 2:49 am

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



ابن هانيء الاندلسي


هو ابوالقاسم محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون المهلبي الأزدي الأندلسي وكني المهلبي لاتصال نسبه بالمهلب بن أبي صفرة. كان أبوه هانئ من قرية من قرى ( المهدية) بإفريقيا ثم تركها وانتقل إلى الأندلس .

ولد في قرية (سكون) من قرى مدينة اشبيلية سنة\ 326هجرية – 938 ميلادية وكان ابوه شاعرا فجبل على قول الشعر وتوفرت له اسباب دراسته على يد والده والاخرين كما هو الحال لكثير من ابناء الاندلس وتعلم باشبيلية الشعر والأدب، ثم رحل إلى قرطبة عاصمة الأمويين، ومقر الجامعات والمدارس والمكتبات والعلماء، وذات الشهرة التاريخية والحضارية الكبيرة.. وكانت هذه الرحلة للتعلم والتثقيف وقد حدثت في بدء حياة الشاعر، وكانت الثقافة الأندلسية في هذا العهد تنال من عناية الملك الأموي الناصر، ومن رعاية دولته وشعبه، كل ما كان يطمح إليه محب للعلم والمعرفة، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي عند ه بمكانة جيدة حيث انه كان صديقا له.

كان هوى ابن هانيء مع الفاطميين وقلبه متجهاً اليهم، وكان يرى في دولتهم ما يمكن ان يعيد امجاد الاسلام، و كان لا يتورع من الجهر بآرائه والدعوة إليها، مما لم يكن يخفى على الناس والحاكمين، فدبروا له تهمة الاخذ بالفلسفة،وفي قصيدته الفائية نلاحظ وصفا دقيقا للنجوم وهيأتها وحركاتها في إشراقها وغروبها، وقد يدل ذلك على إلمام الشاعر ببعض فنون الفلسفة، وهي تهمة كانت في ذلك الوقت كافية لهدر الدماء القتل لمن اتهم بها، وكان في شعره نزعة إسماعيلية بارزة، كما قال الشعر الفلسفي ونبغ فيه فأتهم بها من قبل الامويين في الاندلس .

أساء الامويون باشبيلية القول بالحاكم بسبب تقريبه الشاعر ابن هانئ ، فأشار عليه بالرحيل فهاجر الى شمال افريقيا والجزائر ثم ليلتحق بالدولة الفاطمية في مصر ويمدح خلفاءها . فترك إشبيلية وعمره 27 عامًا، فرحل إلى المغرب وفي هذه الرحلة يقول:

مستكبر لم يشعر الذل نفسه
أبي بإبكا ر المهاول فاتك

ولو علقته من أمية أحبل
لجب سنام من بني الشعر تامك

ولما التقت أسيافها ورماحها
شراعا وقد سدت على المسالك

أجرت عليها عابرا، وتركتها
كان المنايا تحت جنبي آرائك

وما نقموا إلا قديم تشيع
يفنجي هزبرا شده المتدار ك

ثم ارتحل متجها نحو الشرق الى الجزائر حيث اتصل في مدينة (المسيلة) بجعفر بن علي قائد جيوش المعز .

وفي ظل جعفر وأسرته عاش الشاعر ابن هانئ ،فمدحه واخاه وفيهم نظم أكثر شعره، ومن كرمهم نهل السؤدد والثراء، ومن قوله فيه :

خليلي ابن الزاب عنا وجعفر
وجنة خلد بنت عنها وكوثر

فقيلي ناي عن جنة الخلد آدم
فما راقه في ساحة الأرض منظر

خليلي ما الأيام إلا بجعفروما
للناس إلا جعفر، دام جعفر

و لما وصل خبره إلى (المعز أبي تميم معدّ بن منصور ) فطلبه منهما، فلما انتهى إليه وأقام عنده في ( المنصورية) بالقرب من عاصمة بلاده ( القيروان ) فاصبح شاعر ( المعز ) المقرب و بالغ ابن هانئ في مدحه بكثر من القصائد .
وفي احدى قصائده يقول :

هل كان ضَمّخَ بالعبير الرَيْحَا
مزنٌ يهزّ البرقُ فيه صفيحا

يهدي تحيات القلوب وإنما
يهدي بهنّ الوجد والتبريحا

شرقتْ بماء الورد بلّلَ حبيبها
فأتت ترقرقهُ دمًا منضوحا

أنفاسُ طيبٍ بِتْنَ في درعي وقد
بات الخيال وراءهنّ طليحا

اصبح الشاعر محمد بن هانيء الاندلسي شاعر المعز لدين الله الفاطمي الذي أطلق عليه معاصروه لقب (متنبي المغرب).

وربما كان ما يجعل ابن هانيء جديراً بهذا اللقب ان مواضيع مدح ابن هانيء للخليفة الفاطمي المعز لدين الله في اندفاعه لمقاومة الخطر الخارجي المهدد للبلاد الإسلامية يومذاك حيث كانت مسؤولية المعز .فهو مسؤول عن جبهة طويلة ممتدة على طول شواطئ افريقيا الشمالية،بدءا كم مصرالى المغرب ثم هو مسؤول عن الجزر الاسلامية في البحر الابيض المتوسط المهددة من قبل اعداء الدولة الاسلامية وفي طليعتها جزيرة ( صقلية ) وكان الوضع الاسلامي مشتت القوى ضعيف الهمّة، تعصف به الاختلافات فلا هدف يجمعهم ولا خطر يوحدهم حالهم مثل حال العرب اليوم والاخطر من ذلك معرفة الاجنبي الطامع بذلك كله، وكانت نار الانتقام متأججة في نفوس البيزنطيين الروم الذين لم ينسهم تطاول الايام، ذكريات هزائمهم الماضية، وجلاءهم عن بلاد الشام وغيرها، وكانوا..يعملون بجد للعودة اليها من جديد، حتى ان (فوكاس الثاني) كان يهدد بالاستيلاء على مكة والمدينة! ووصف ابن هانئ هذه الحالة و دعى الى التوحد فقال :

أسفي على الاحرار قل حفاظهم
لو كان يجدي الحر أن يتأسفا

يا ويلكم أ فما لكم من صارخ
إلا بثغر ضاع او دين عفا

حتى لقد رجفت ديار ربيعة
وتزلزلت أرض العراق تخوفا

والشام قد أودى وأودى اهله
الا قليلا والحجاز على شفا

لقد كان المعز لدين الله جديراً بمواجهة الظرف الحرج الذي وضعته فيه الايام، فلم يدع الوقت يذهب عبثاً وادرك انه امام خطرين احدهما بري والآخر بحري قد يكون هو الاشد، ولذلك صرف جهده الى إنشاء اسطول يتناسب مع المهمة وهي حماية الشواطئ الافريقية من اي غزو متوقع فأثار هذا الاسطول حماسة الشاعر ابن هانئ ورأى فيه المخرج من الاخطار والحماية من النوازل، وهاج فيه اعتزازه وحميته العربية والاسلامية فمدح المعز لدين الله بقصيدة تعد بحق من فرائد الشعر العربي يقول :

لك البر والبحر العظيم عبابه
فسيان اغمار تخاض وبيد

مواخر في طامي العباب كأنه
لعزمك بأس او لكفك جود

إذا زفرت غيظاً ترامت بمارج
كما شب من نار الجحيم وقود

تعانق موج البحر حتى كأنه
سليط لها فيه الذبال عتيد.

فلا غرو ان اعززت دين محمد
فانت له دون الانام عقيد

تناجيك عنه الكتب وهي ضراعة
ويأتيك عنه القول وهو سجود

ليالي تقفو الرسل رسل خواضع
ويأتيك من بعد الوفود وفود

وقال في مدحه ايضا ما لم يقله شاعر في غيره يقول:

ما شئت لا ماشاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار

فـكأنـمـا أنـت النبي محـمـد وكأنـما أنصـارك الأنـصـار

أنت الذي كانت تبشرنا بــــه في كتبها الأحبار و الأخبار

هذا إمام المتقين ومن بــــــه قد دوخ الطغيان و الكفـــار

هذا الذي ترجى النجاة بحبــه وبه يحطّ الإصر و الإزار

هذا الذي تجدي شفاعته غدا حقًّا و تخمد إن تراه النار

ولما رحل المعز إلى مصر، طلب منه مرافقته، الا ان الشاعر استئذنه بالعودة إلى المغرب لأخذ اهله وعياله الذين تركهم هناك .
وفي الطريق إلى مصر قُتل ابن هانيء .

قتل الشاعر ابن هانئ الاندلسي في مدينة ( برقة) في (ليبيا ) في 23 رجب من سنة \362 هـجرية – 973 ميلادية ولما وصل خبر مقتله الى (المعزّ) وهو بمصر تأسف عليه كثيرا وقال:

(هذا الرجل، كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق، فلم يُقدّر
علينا ذلك )

يتميز شعر ابن هانئ الاندلسي كونه جميل الألفاظ، ينتقيها انتقاءا ومعانيه فخمة رائعة تعبر عن حالات نفس الانسان، وظروفه المعيشية، فكان في شعره كأنما يحاكي البشر والشجر والجبال والجمال، وإستطاع أن يخلق بنفسه حالة من حالات التأمل النفسي وحاكي بشعره شعر الاقدمين وتغنى بالمرأة وجمالها في اطار الاحتشام، وعني بروح المرأة وجمالها الأخّاذ الذي يسلب القلب والفؤاد وتحدث عن الطبيعة، وعن الفروسية، وعن مجالات الحياة المختلفة وقال الشعر في كل الفنون الشعرية من مدح وفخر وغزل رثاء وهجاء ووصف الطبيعة الاندلسية الرائعة وقال في الخمرة ومجالسها وكان التكلف ظاهرا في شعره .

وقد لاحظ أبو العلاء المعرِّي شغف ابن هانئ بالغريب والألفاظ ذات الصخب الشديد مع ضحالة المعنى، وعدّ ذلك من عيوب شعره حيث قال: (ما أشبهه إلا برحىً تطحن قرونًا)

ومن جميل غزله يقول :

المشرقات كأنهن كواكب
والناعمات كأنهن غصون

ادمى لها المرجان صفحة خده
وبكى عليها اللؤلؤ المكنون

اعدى الحما م تأوهي من بعدها
فكأنما فيما سجعن رنين
ويقول في الغزل ايضا:

فتكاتُ طرفك أم سيوفُ أبيك ِ
وكؤوس خمر أم مراشف فيك

أجِلادُ مرهفةٍ وفتك محاجر
ما أنت راحمة ولا أهلوك

يابنت ذي البُرْد الطويل نجاده
أكذا يكون الحكم في ناديك

قد كان يدعوني خَيالك طارقًا
حتى دعاني بالقنا داعيك

عيناك أم مغناك موعدنا وفي
وادي الكرى ألقاك أم واديك

واختم البحث بهذه الابيات :

قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ

لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى
أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد

ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ
من بعد زعزعة ِ القنا الاملود

ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا
بينَ النَّدى والطعنة ِ الاخدود

لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها
لوقيتُ معصمها بحبل وريدي

أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به
من أن يراقَ على ثرى ً وصعيد

ولئِنْ جرى من فضَّة ٍ في عسجدٍ
فبغيرِ علم الفاصدِ الرَّعديد

أجرى مباضعهُ على عاداتها
فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد

قد قلتُ لآسي حنانك عائداً
فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود

أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي
يَفديه أجمعُ مُهجة ِ الصِّنديد؟

أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله
تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد

و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه
إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد

وعلامَ تفْصِدُ منَ جرى َ من كفِّه
في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود؟

فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ
في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود

قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ
ليسَ السَّقامُ لمثِله ِ بعَقِيد

لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ
مَن كان يمكنُه دواءُ الجود؟

ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي
يمضي وماالإسرافُ بالمحمودِ

عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه
ومايخفى دليلُ متيَّمٍ معمود

إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ
إذ لا يجئُ لمثله بنديد




***************************




https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى