اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ذكر يوم القيامة في سورة الشورى \2 بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin


2

بسم الله الرحمن الرحيم

( الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب * يستعجل بها الذين لايؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق من ربهم الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد* الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز * من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب * ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم مايشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات . قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور )

سورة الشورى الايات \17-22

الحمد لله :

الله تعالى انزل الكتب السماواية على انبيائه اي بين جنس ما انزل سبحانه على انبيائه وهو الحق اذ لا ينزل من الله تعالى لعباده الا الحق رافة بهم ورحمة لهم وكذلك انزل الميزان وهو العدل وهو رعاية حقوق الاخرين على اكمل وجه فهو بين الله تعالى وعباده وبين الرسل واممهم وبين الحاكم ورعيته فله عليهم حق الطاعة ولهم عليه اقامة العدل والمساواة بينهم .

والحق والعدل صنوان لا يفترقان ابد ا احدهما يكمل الاخر واحدهما عين الاخر ويدخل في هذا حق الاباء على اولادهم وحقهم على آبائهم وحق النفس على المرء ان لا يظلمها ويكبتها ومن حق الانسان على نفسه ان تاتمر بامر الله تعالى ولا تتبع هواها وان لا تكون سببا في غضب الله عليه , وجاء في الحديث الشريف: ( ان لنفسك عليك حقا. ولربك عليك حقا ) ذلك ان الله تعالى انزل الكتاب بالحق والعدل ليبلغ المرء التفريق بين الحق والباطل ويعرف ما امر الله تعالى وما نهى عنه وحسابه على ضؤء ذلك في يوم القيامة لذا جاءت ( وما يد ريك لعل الساعة قريب ) اي وقت قيامتها او الموعد المحدد لها عند الله تعالى والذي هو من الغيبيات التي لم يستطع الانسان ان يطلع عليها او يعرفها .

اختلف الناس في امرالساعة واشراطها فالكافرون وغير المؤمنين بها يستعجلونها وهو استعجال استهزاء وانكار وجهالة واما المؤمنون بها وهم المتقون واهل الا يمان فهم مشفقون منها اي خائفون لشدة ايمانهم بحدوثها واستقرار نفوسهم على ذلك ويعلمون علم يقين لا مراء فيه او ريبة انها واقعة فعلا بخلاف الذين يمارون فيها ويترددون في اعتقادهم بوجودها ويجادلون في امر حدوثها ووقته ومنهم من ينكرها اصلا فيقولون لا ساعة ولا بعث ولا حياة من بعد الموت فهؤلاء يعيشون بمتاهات و وضلال وهم عن الحق لناكبون .

ان الله تعالى لطيف بعباده رؤوف رحيم بهم منّ عليهم بالنعمة وتفضل عليهم بالخير معنويا و ما ديا فألهمهم العقل والتفكير والعلم ومنّ عليهم بالايمان والصلاح والصحة والسعادة وماديا منحهم الارزاق في المال والولد وغيرها كثير فهو القوي ذو القوة المتين الارادة في ادارة امورهم الواسع الارادة فيما يحتاجونه والغالب على امرهم والمبين لهم طريق الحق وطريق الضلال .

فالانسان حكم على نفسه فان اختار طريق الحق وعمل في حياته الدنيا لحياته الدنيا ولحياته الاخرة وهذا هو حرث الاخرة لان الدنيا مزرعة الاخرة وكل ما يعمل في هذه الاولى وما يكسبه سيكون زاده في الاخره . فاذا اختار الانسان حرث الاخرة اي زرع في حياته الدنيا ما يكفيه مؤونة الاخرة من الاعمال الحسنة سيزيد ه الله تعالى ويبارك في عمله ( الحسنة بعشر امثالها ) ويضاعفه له ويجعله من اصحاب الجنة.

واما من اختار طريق الضلال او حرث الدنيا وملذاتها ومكاسبها فالله تعالى يعطيه منها ما اراد وما عمل كي يستمتع بها في حياته الدنيا ثم تكون عليه حسرة وماله من نصيب في الاخرة . حيث جعلوا لله شركاء واتخذوا اعتقادات خاطئة واديان ما انزل الله تعالى بها من سلطان فهي الى الهوى والضلالة والجهل في الله تعالى اقرب منها للايمان بالله تعالى وهذه الامور مفادها كراهة الله تعالى لهم ولأعمالهم فيحاسبهم عليها ويكون يوم القيامة حساب الكل الفريق الاول في النعيم واصحاب الشر في الجحيم وقد وصمهم الله تعالى ب ( الظالمين ).

وقد يكون العذاب يلحقهم في دنياهم ايضا بما قدر الله تعالى عليهم فهم مشفقون على انفسهم خوفا وهلعا بما كسبوا اي بما عملت ايديهم وانفسهم من سيئات فهو فعلا واقع بهم ولا ريب في ذلك .

اما المؤمنون الذين عملوا الاعمال الصالحة واستقاموا في حياتهم الدنيا واخلصوا في عملهم و دينهم لله تعالى فهم في روضا ت الجنات لهم فيها نعيم مقيم وهذا ما هو مقرر لهم وحقهم حقا وعدلا وهو الفضل الكبير الذي ا كتنزه الله تعالى لهم فهو حقهم وحصتهم في حياتهم الاخرى نعيم مقيم دائم ثابت وهذه هي بشارة الله تعالى التي يبشر بها عباده الصالحين حيث ان الله تعالى هو المقرر لذلك الجزاء الطيب وهو الفضل الكبير الذي يبشرهم به .
ثم يخاطب الله تعالى الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ان يقو ل للمؤمنين انه لا يريد منهم جزاءا ولا يسألهم مالا ولا على ما يتفضل به عليهم في دعوتهم الى الايمان والصلاح اويبتغي من وراء ذلك شيئا يؤثره لنفسه الشريفة الا مودتهم فيما بينهم ومحبتهم للقرابة فمحبة الا قرباء بعضهم للبعض الاخر هو الاجر الذي ينشده رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه يشيع المحبة والالفة والمودة بينهم وصلة الرحم بينهم وهي المودة الثابتة المتمكنة في القلب والفؤاد وقد ذهب اكثر المفسرين لهذا المنحى . الا اني ازيد على ذلك فاقول ان قول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ( الا المودة في القربى ) المقصود بهذه القربى قرابة رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهم اهله وال بيته الاطهار فمن لم يجد في قلبه محبتهم ومودتهم فهو ناقص ايمانه .

و جاء في كتب بعض المفسرين اثر من ذلك فقد سئل سعيد بن جبير عن هذه القربى فقال : ( قربى ال محمد صلى الله عليه وسلم ). وجاء في كتاب روح المعاني ( وذهب جماعة الى ان المعنى لا اطلب منكم اجرا الا محبتكم اهل بيتي وقرابتي ). وقيل المراد بقرا بته صلى الله عليه وسلم ولد عبد المطلب فهم كلهم اقاربه وقيل ( علي وفاطمة وولدها ) رضي الله تعالى عنهم . وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما تزلت هذه الاية قالوا : يارسول الله من قرابتك الذين وجبت مودتهم ؟
قال: ( علي وفاطمة وولدها ) . رضوان الله عليهم .

وهذه المحبة والمودة تمثل عند الله حسنة فمن زاد فيها زاد الله تعالى حسناته لقوله تعالى ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) اي يكسبها وهذه الاية شاملة لكل من جاء بالحسنة سواءا من محبة او مودة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم او مودة المرء لاقاربه وذوي رحمه لاشاعة المحبة المودة بين المسلمين فالله تعالى يجزيه خيرا ويغفر له ويدخله جنات نعيم .



***********************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى