2
بسم الله الرحمن الرحيم
( الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله . ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد * افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون * كذب الذين من قبلهم فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * فاذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اكبر لوكانوا يعلمون *)
الزمر\ الايات \23-26
الحمد لله :
يؤكد الله تعالى انه نزل هذا القران العظيم والذي هو احسن ما انزل من كتب سماوية وافضلها ومهيمنا عليها بسعة احكامه وبيان تفوقه على جميع الكتب السماوية التي انزلت قبله لغة وبلاغة واسلوبا فهو كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد مجيد وقد نزله الله تعالى الى حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وليكون ركنا من اركان الايمان واصدقها .
وقد جاء هذا الكتاب العظيم متشابها يشبه بعضه بعضا من حيث البلاغة والفصاحة وشمولية الاحكام الواردة فيه وثبوتيتها ومكررة من التلاوة وفي الصلوات وفي افادة الاحكام ولشدة تاثيرها على قلوب المؤمنين فتزيد ايمان هذه القلوب وتقواها وتفرج الهم والغم عنها وقد تقشعر هذه القلوب اذا تليت عليها ايات هذا الكتاب العظيم رهبة وهيبة في بدء سماعها وتفهمها ثم تلين فيزول عنها الخوف والرهبة فتسكن الى ذكر الله وعند ذلك تلين الجلود ايضا ومن البديهي ان جلد الانسان يقشعر عندما يسمع حدثا جديدا او مهيبا او رهيبا للحظات فينكمش على بعضه ثم اذا استمر رجع الى حالته الاولى وهكذا ترجع جلود المؤمنين وقلوبهم الى ذكرالله تعالى وهو الهدى يهدي الله تعالى به من يشاء بارادته وتوفيقه الى صراط مستقيم مستو موصول معبد .
اما الذين لايؤمنون به ولا يتاثرون باحكامه وينزعون عنها وعن اياته الواضحة فقد اضلهم الله تعالى عن سمت الحق وطريق الهداية فاعرضوا عن الرشد ومن يضلله الله تعالى معمي قلبه فما له من احد يهديه ويخلصه من شر الضلال .
فالناس صنفان صنف طائع لربه و هم الذين يتقون بوجوههم سوء العذاب وذكرالله تعالى الوجه دون بقية الاعضاء كون الوجه طلعتها و اشرفها و اقربها في بيان التاثير والحال فيه اي اذا كان المرء وجهه في هذه الحالة مطلقا ضاحكا مستبشرا غير خائف في يوم القيامة لتأكده من تقواه وصحة ايمان قلبه في الحياة الدنيا ومؤمن بانه من اهل الجنة سيكون فيها متنعما بنعيمها مع اصحابه و احبابه
. اما الصنف الاخر فهم الظالمون والذين قيل لهم ذوقوا ما كنتم تكسبون من وبال امركم في الحياة الدنيا فهم كالذين من قبلهم من المشركين والكافرين فلم يؤمنوا بما جاءهم من الحق فانزل الله تعالى عقابه عليهم بعذابه لهم في الحياة الدنيا من حيث لا يشعرون ولا يعلمون وانواع العذاب في الدنيا كثيرة منها الرياح والسيول والصواعق والبراكين وما اليها اما في يوم القيامة فسيكون عذابهم اشد من هذا وفزع واعظم وابقى مدة ودواما فسيكونون في العذاب خالدو ن ولجهنم واردون لو كانوا يعلمون .
********************************