يوم القيامة في سورة عبس
بسم الله الرحمن الرحيم
( فاذا جاءت الصاخة * يوم يفرالمرء من اخيه* وامه وابيه * وصاحبته وبنيه *لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة* ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة* اولئك هم الكفرة الفجرة *)
سورة عبس \ الايات34-42
الحمد لله \
بعد ان بين الله تعالى بعض آلائه للناس فيذكرهم بطعامهم وكيف يكون .انه تعالى احسن اليهم طعامهم ليكون لهم ولانعامهم متاعا لعلهم يشكرون الا ان بعضا منهم جاحدون هذا النعيم والالآء العظيمة . لهذا فقد اتبعها بالايات التي تثبت حدوث يوم القيامة وحالة الانسان فيه فاذا جاء يوم القيامة هذا اليوم العظيم وتحدث الصرخة المدوية المقرعة للاذان ويشق او يصعب الامر على اي من البشر فلا ناصر ولانصير ولا ملاذ يلوذ به اوا غاثة من مغيث فالفرد يفر او ينهزم او يتخلى عن اخيه وهو شقيقه او شقيقته و من امه التي حملته وولدته وارضعته وسهرت عليه وابيه الذي انجبه وتولاه بالتربية حتى كبر فيظاهربه ويفتخر به ومن صاحبته التي هي احب الناس اليه واقربهم محبة اذ غرس الله تعالى في ما بينهما محبة ورحمة ومن بنيه الذين هم ثمرة فؤاده واعز كل الخلق اليه فهو ينفر منهم من هول هذا اليوم اذ انه مهتم بامر نفسه وهم ايضا مهتمون بامورهم ومايشغلهم عن امور اقرب الناس اليهم فكل منهم لامجال عنده غير امر نفسه .
وفي هذا اليوم العظيم ينقسم الناس قسمين الاول اولئك الذين تراى نورهم في وجوههم فهي مسفرة فرحة ضاحكة مستبشرة متنورة بالايمان والعرفان بلقاء الرب الجليل سبحانه وتعالى وقد بشرهم بالجنة ونعيمها خالدين فيها ابدا والثاني اولئك الذي غشيت وجوههم الذلة والهوان فهي يعلوها الكدر والغبرة ناشئة من اكدارالكفر وانواع الاثام والعصيان فهي مظلمة حتما متنحسة يشوبها صغار ومذلة ويعلوها كدر وهؤلاء الكفرة والفجرة الذين ابعدهم الله تعالى عن رحمته و(احلهم دارالبوا ر جهنم يصلونها فبئس القرار ) اعاذنا الله تعالى منهم ومنها وادخلنا في اصحاب النعيم امين .
******************