اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

يوم القيامة في سورة البقرة بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

بسم الله الرحمن الرحيم



( الحمد لله رب العالمين 0 الرحمن الرحيم 0
مالك يوم الدين 0 اياك نعبد واياك نستعين 0 اهدنا الصراط المستقيم 0 صراط الذين انعمت عليهم غير المفضوب عليهم ولا الضالين 0)

امين













في سورة البقرة

1

بسم الله الرحمن الرحيم



( الم *0 ذلك الكتاب لاريب – فيه – هدى للمتقين *0 الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون*0 والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون *0 اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون *)0

الايات 1- 5

الحمد لله

افتتح العديد من السور القرآنية بحروف هجائية وقد اجمع المفسرون على أن افتتاحها بها تبيان للعرب - أصحاب البلاغة والفصاحة في ذلك الوقت - على ان القران الكريم المنزل من السماء انما نزل بلغتهم وحروف كلماته التامات وآياته الكريمة من جنس حروف لغتهم ومن جنس حروف ما يقولون وما يكتبون وان القران الكريم لاشك فيه اولا ريب فيه وانما انزل لهداية الناس فهو الطريق الواضح لمن - ميزهم الله تعالى بمزايا الإيمان والتقوى فهم يؤمنون بالغيب ويؤدون ما فرضه الله تعالى عليهم من أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وإيمانهم المطلق بكل ما انزل في القران الكريم من أمور وتشريعات وكذلك ما انزل الله تعالى من كتب قبله مثل التوراة والانجيل وتيقنت قلوبهم إن لهم معاد ا وحسابا وحياة بعد الموت في الآخرة والآخرة هو كل ما بعد الموت من لحظة خروج الروح من الجسد تلك اللطيفة التي وضعها ربها في الجسد فا حياه بها وبث فيه الحياة فتحرك في بطن امه الى يوم ينتزعها منه فيصبح جثة هامدة لا حراك بها ولا شعور أي الى يوم تنتزع الروح منه بالموت وترد الى بارئها لتنال جزاء عمالها خيرا فخير وشرا فشر وهذا هو اليوم الاخر او بداية الآخرة فالإيمان بالآخرة هو إحدى علامات الإيمان عند الإسلام هؤلاء هم ذووا الفلاح والنجاح واليقين التام والهداية الواسعة



------------------------------------------------


2

بسم الله الرحمن الرحيم


( ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون ألا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون * وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا أنؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * وإذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون *
الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين *مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون *او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير *)

الايات \ 8 -20

الحمد لله
خلق الله تعالى الناس اصنافا واشكالا كثيرة اختلفت اشكالهم والوانهم واحوالهم وافئدتهم وقلوبهم وافكارهم ونفوسهم وامزجتهم كذلك فمنهم المؤمنون ومنهم الكافرون والمشركون ومنهم الكاذب ومنهم الصادق ومنهم من سار بين بين وهم المنافقون وقد وصفهم الله تعالى في المصحف الشريف بصفات عديدة وفي هذه الايات الكريمة صفات نوع من البشر هم محسوبون على المنافقين فهم يدعون الايمان بالله تعالى وبيوم القيامة وهو اليوم الاخر أي اليوم الذي ياتي بعد الموت أي يؤمنون بما يصيب الانسان من احداث وامور ما بعد الموت ويظهرون اعتقادهم به لكن في قرارة انفسهم انهم لا يؤمنون بها فهؤلاء ليسوا من المؤمنين في شيء فقد فضحهم الله تعالى في قوله ( فما هم بمؤمنين )
ان نفوسهم وأفكارهم سولت لهم بان يخادعون الناس ويكذبون عليهم من انهم مؤمنين يمشون بالإيمان رياءا لاجل خداع ما حولهم من الناس وفي الحقيقة هم يخدعون انفسهم وقلوبهم فهم يعملون عمل المؤمنين ويتعبون اجسادهم في ذلك وفي قرارة انفسهم لا يؤمنون اوهم بعيدون عن الايمان لأنهم لم يدخل في قلوبهم او في افكارهم فهم كمن يضحك على نفسه ويلبسها ثوبا ليس ثوبها فهي لا تستقر الا بالذي هو لها فهم يظهرون الايمان ويكتمون الكفر وهو مستقر ومعشش في افكارهم لا يستطيعون التخلص منه والحياد عنه فهم يرومون خداع الناس من انهم مؤمنون لكنهم يخدعون أنفسهم وما يشعرون بهذه الخديعة فيا للمرء المخادع نفسه وما يشعر بذلك فهم كمثل الذي في قلبه مرض او زيغ ران على تلك القلوب والأفكار فزادها الله تعالى مرضا فتحجرت منهم الافئدة والنفوس بما كذبوا على الناس وعلى أنفسهم
ان هؤلاء اذا دعوا او قيل لهم تعالوا التزموا طريق الاصلاح والعدل والعمل بالخير بين الناس وابتعدوا عما هم عليه من الخداع والنفاق اظهروا بالكلام فقط فعل الخير والمعروف والاحسان الى الناس وبالفضل والرحمة بهم وبالحقيقة انهم لا
يفعلون الا الشر وكل عمل يؤدي اليه فهؤلاء هم المفسدون حقا
جبلت نفوسهم على التعالى والتكبر على الناس فهم يحسبون ان الناس دونهم منزلة فهم في خوضهم لاعبون وفي هذا المرض الذي زادهم الله عليه مرضا من نفس المرض فقست قلوبهم ومن صفاتهم انهم اذا ساروا مع المؤمنين اظهروا الايمان والصدق
والاخلاص لكي يحسبونهم من المؤمنين واذا انفردوا بالكافرين والمشركين وهم منهم وعاتبهم اولئك على افعالهم قالوا لهم نحن معكم انما نعمل على غش هؤلاء المؤمنين بغية ردهم عن الايمان وكسر نفوسهم ونستهزيء بهم فهؤلاء قد مثلهم او شبههم الله تعالى بالشياطين وهم فعلا شياطين الارض
هؤلاء المخادعون ضمن الله تعالى للمؤمنين ان يستهزيء بهم وحكم عليهم انهم في اعمالهم الفاشلة سادرون وطغيانهم باقون فهم كمن باع اخرته بدنياه او باع خيرا واشترى شرا فقد خسر في الدنيا والاخرة وتجارته خاسرة وقد ضل عن سواء السبيل فمثل هؤلاء المخادعين كمثل شخص اشعل نارا في ليلة مظلمة حالكة الظلام فانارت له ما حوله فاطفاها الله تعالى وظلوا في ظلام دامس لا يعرفون اين يتوجهون او في أي درب يسيرون فهم اشبه بالذي هو اطرش واخرس – وهذه سمة عامة فكل اخرس اطرش وكل اطرش اخرس - واعمى قد جمعت العاهات الثلاث فيه فهو لا يعي شيئا ولا يفهم مايدور حوله بين الناس
او مثلهم كمثل جماعة خرجوا في ليل مدلهم مظلم شديد الظلام والحلكة ليل ملبد بالغيوم الثقيلة الشديدة تحمل المطر والرعد والبرق فاستوقدوا نارا ليستضيؤا بها فلما أضاءت ما حولهم فاذا بالرياح والمطر الشديد يطفؤها واذا بالرعد والبرق يرهبهم ويخيفهم فهم يرتجفون منه فاذا برق البرق وتبعه صوت الرعد الرهيب شديدا اغمضوا اعينهم و وضعوا اصابعهم في اذانهم خوفا من اصابتهم بالصواعق او خوف الصوت الشديد ان يودي بهم الى الموت فاذا برقت السماء وانارت لهم مشوا خطوة اوخطوتين وانكبوا على رؤوسهم من صوت الرعد حتى اذا ذهب نور البرق وهو سريع الاختفاء داخلهم الخوف والهلع وضلوا الطريق فهم يتمنون ان يكونوا طرشانا لا يسمعون الرعد وعميانا لا يرون البرق فالله تعالى قادر على ان يفقدهم السمع والبصر- وهما نعمتان انعم الله تعالى بهما على البشر- الا ان الله تعالى ا بقى لهم السمع والبصر ليزيد من عذابهم في الحياة الدنيا فهم قد امنت السنتهم وكفرت قلوبهم فمرضت نفوسهم فزادها الله تعالى مرضا على مرض ولهم عذاب اليم شديد الوجع والوقع في يوم القيامة جزاءا بما كانوا في حياتهم الدنيا يكسبون 0

ويذكر بعض المفسرين ان من اسباب نزول هذه الايات ان عبد الله بن ابي سلول راس المنافقين التقي بعض المسلمين فقال لبعض اصحابه من المنافقين مثله انظروني كيف ارد هؤلاء عنكم واخدعهم ثم استقبل ابي يكر الصديق مرحبا اخذا بيده قائلا له - مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الاسلام وصاحب رسول الله في الغار ثم اخذ بيد عمر بن الخطاب مرحبا قائلا بهشاشة - مرحبا بسيد بني عدي الفاروق القوي في الدين والباذل نفسه وماله لرسول الله ثم التفت الى علي بن ابي طالب قائلا له اخذ بيده - مرحبا بابن عم رسول الله صهر ه وسيد بني هاشم خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له علي - يا عبد الله اتق الله ولا تنافق فان المنافقين شر خلق الله فقال ابن ابي – والله ان ايماننا كأيمانكم وتصديقنا ثم ا فترقوا فقال عبد بن ابي لا صحابه – كيف رأيتموني فعلت معهم فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فاثنوا عليه خيرا وقالوا له - مانزال بخير ما عشت فينا فرجع المسلمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبروه بما حصل فنزل قوله تعالى ( واذا لقوا الذين امنوا )


**********************************************





3

بسم الله الرحمن الرحيم


(إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

الآية \62

الحمد لله \
بين الله تعالى في هذه الآية المباركة إن المؤمنين الذين امنوا بالله تعالى وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وما جاء به الاسلام و اليهود الذين امنوا بموسى عليه السلام والمسحيين وهم النصارى الذين امنوا برسالة عيسى عليه السلام وكذلك الصابئين وهم عبده الملائكة والكواكب وامنوا برسالة يحي عليه السلام ممن كان يؤمن بدينه قبل الإسلام إيمانا صادقا ويؤمنون بالله واليوم الأخر وهو البعث من بعد الموت والجزاء من الله تعالى بالثواب والعقاب في يوم القيامة والعمل الصالح في الحياة الدنيا قبل الإسلام لمن لم يدرك الإسلام وامن بما جاء به النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ودخل في الإسلام عند مجيء الاسلام فقد أكد الله تعالى إن كل هؤلاء لن يصيبهم الأذى ولا يلحقهم الخوف من عقاب الله فهم والمؤمنون في رحمة من الله تعالى وفضل

*************************


4

بسم الله الرحمن الرحيم


( واذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون* ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون *)

الايات 84و85 و86

الحمد لله
هذه الآيات نزلت في اليهود ناكثي العهد والميثاق الذين كانوا في المدينة المنورة يسكنون وما جاورها من قرى وقد تحالف بعضهم مع قبيلة الاوس وبعضهم تحالف مع الخزرج - القبيلتان اللتان كانتا تسكنان في المدينة وما جاورها - وكان بين القبلتين معارك وحروب وثارات في الجاهلية الا ان اليهود الذين تحالفوا معهم يعرفون حق المعرفة بما جاء في التوراة ان قتل النفس حرام وسفك الدماء حرام واخراج الناس من بيوتهم بغير حق حرام الا انهم كانوا يناقضون أنفسهم ودينهم فاخذ يقتل بعضهم الاخر تعاونا من حلفائهم من الأوس والخزرج ومعهم فاذا تقاتل الأوس والخزرج فان اليهود الذين تعاهدوا مع الأوس كانوا يقتلون اليهود الذين تحالفوا مع الخزرج وهو محرم عليهم في دينهم وما انزل اليهم في التوراة وهكذا بين الله تعالى انهم فاسقون ومذنبون بسبب قتل بعضهم البعض فهم بفعلهم هذا كمن يؤمن ببعض ما جاء في التوراة ويكفرببعضها الآخر اذ ان الله تعالى حرم قتل النفس البشرية الا بالحق وحرم اخراج الناس من ديارهم الا بالحق في جميع الأديان فجزاء من يفعل ذلك او مثله عذاب شديد من الله تعالى في الدنيا اذ جعل الله تعالى عداوتهم بينهم بالقتل وإخراج الآخرين من ديارهم فأصبحوا يعيشون بمذلة ومهانة وخوف في ديارهم اما في يوم القيامة يوم الجزاء والحساب فقد بين الله تعالى لهم انهم سيردون الى اشد العذاب حيث انهم فضلوا الحياة الدنيا على الآخرة او كمن اشترى عذابه بماله وبما كسبت يداه فيكونون قد حل عليهم عذاب الدنيا قبل موتهم ولهم عذاب النا ر في الاخرة او في يوم القيامة



*****************************************

5

بسم الله الرحمن الرحيم


( قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس
فتمنوا الموت ان كنتم صادقين *ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين * )
الايتان \ 94و 95

الحمد لله \
نزلت هذه الآية بحق اليهود اذ انهم كانوا يزعمون انهم ابناء الله تعالى واحباؤه وانهم يدخلون الجنة بغير حساب وانهم لا يدخلون النار الا اربعين يوما - وهي المدة التي عبد اباءهم العجل حين ذهب موسى عليه السلام لملاقاة ربه في الميقات فا ضلهم السامري حين صنع لهم عجلا من ذهب مما تبرعوا به وما قدموه له من ذهب واستمروا بعبادته لحين عاد اليهم موسى عليه السلام بعد ان كلمه الله تعالى - وبزعمهم انهم اولياء الله تعالى فاراد الله تعالى فضيحتهم وإعلامهم انهم خاطئون فخاطب الرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ان يختبرهم ويقول لهم ان كانت الجنة في الحياة الاخرة خالصة لكم ايها اليهود من دون الناس كما زعمتم وبما افتريتم فتمنوا لانفسكم الموت لكي تذهبوا من بعد الموت في حياتكم الاخرة الى الجنة فتنعمون بنعيمها من خيرات ما فيها مما لذ وطاب ومما لا عين رات ولا اذن سمعت به ولا خطر على قلب بشر من خير ونعيم ومما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين
الا ان هؤلاء كاذبون ويخافون من الموت خوفهم على الحياة ويتمنى احدهم لو يعمر الف سنة او يزيد ولا يشبع من الحياة وملذاتها التافهة ازاء ترف الحياة الاخرة ما فيها فهم احرص على الحياة كثيرا ذلك انهم يعرفون انهم اذا ماتوا سيدخلون النار بما اقترفوه بايديهم من معاص وسيئات كتبت عليهم وانها الله تعالى عليم انهم ظالمون لذا حكم انهم سيكونون حصب جهنم وانهم اليها لا محالة واردون



*************************

6

( بسم الله الرحمن الرحيم

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا بأ ذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق وليئس ما شروا به انفسهم لوكانوا يعلمون **)

الايتان \101و102

الحمد لله \

وفي هاتين الايتين يوضح لنا بعض أعمال وافعال اليهود و خرافاتهم ومحاولتهم النيل حتى من أنبيائهم
فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا من عنده الى الناس جميعا نكر ذلك اليهود رغم علمهم بحقيقة امره ووجود صفاته صلى الله عليه وسلم في التوراة ويعلمها أحبارهم فقد تجاهلوها بغيا بينهم وحسدا منهم واعلنوا عداوتهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
مخالفين بذلك التوراة وما امرهم الله تعالى بها من الايمان بالرسالة المحمدية ومما قالوه على نبيهم سليمان بن داود عليهما السلام انه كان ساحرا وليس نبيا لهم –لعلهم بذلك يخالفون القران الكريم والدعوة المحمدية التي اكدت نبوة داود وسليمان عليهما السلام –وان براعته السحرية وبقوة فعله السحر وبراعته به جعله يسخر الرياح فيركب البساط ويطير به وتسخيره الجن والطير واخترعوا ايضا حكاية اخرى للنيل منه وتكذيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي من خرافاتهم واسرائيلياتهم في القران الكريم ومفادها كما بينها القران الكريم ويدحض كذبهم وهي ان ملكين قد نزلا في بابل وهما هاروت وماروت نزلا يعلمان الناس السحر لكنهم كلما علما الناس سحرا نصحا الناس فيقولا لاتفعل السحر فانما نحن نزلنا فتنة للناس لنكفرهم وكان الناس يتعلمون منهم السحر ويفعلونه وان منه ما يفرق بين الزوج وزوجه وجاء في الحكاية ايضا انهما لا يستطيعون ضر احد الا باذن الله تعالى الاان الناس اخذوا يتعلمون ما يضرهم وهو السحر ولا نفع لهم به فيؤدي الى العصيان والكفر 0
وقد فند القران الكريم حكاياتهم الكاذبة لنيلهم من انبيائهم من انها حكاية الا ان اليهود اتبعوا شياطينهم من الانس والجن وما يقولونه او يتلونه عليهم من قصة سحر سليمان عليه السلام فصدقوا بها لكن اكد الله تعالى ان سليمان لم يفعل السحر ولم يكن ساحرا او كافرا فيكفر حيث ان السحر نوع من الكفر فمن فعله كان كافرا كما بين الله تعالى ايضا في هذه الاية من القران الكريم وما انزل على الملكين هاروت وماروت من شيء وما هنا نافية تنفي أي فعل بعدها
فالسحر لاينفع الناس بل يضرهم لذا حرمه الله تعالى وجعل فاعله كافرا وان الكل يعلمون ان من يفعله ماله يوم القيامة من نصيب اوحظ في الجنة وانه من اصحاب النار ويئس المصير فالذين يعملون السحر عذابهم يوم القيامة شديد ومن جاء الى ساحر او ما شابه وهو مؤمن لن تقبل منه صلاته اربعين يوما كما ورد في الاثر الطيب عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي حرم السحر وهدر دم الساحر

7

بسم الله الرحمن الرحيم

( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم *)

الايتان \ 113و 114

الحمد لله \

الاية الاولى نزلت في اليهود والنصارى يوم التقيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفد وفد نجران وهم من نصارى اليمن ونجران مدينة يمنية لازالت قائمة لحد الان وجاء اليهود من المدينة وما حولها فتباروا في حضرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واخذ كل منهم يكيل الكذب والكفر للاخر ويسفه دينه وينكره رغم كون كل منهم له كتاب منزل من السماء وفيه تبيان الحقائق فاليهود نزلت اليهم التوراة على نبي الله موسى عليه السلام والنصارى نزل اليهم الانجيل على نبيهم عيسى عليه السلام وهو مصدق لما نزل في الانجيل ومتمم له فانكر اليهود نبوة عيسى عليه السلام وكذلك انكر النصارى نبوة موسى عليه السلام وكذلك قال المشركون ممن حضر المجلس مثل قولهم فالله تعالى بين في كتابه الكريم انه يحكم بينهم بحكمه العادل يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ويثيب كل منهم او يعذبهم بما قا لوا في يوم الجزاء العادل
اما الاية الاخرى فقد نزلت بحق الروم الكافرين يوم غزوا بيت المقدس سنة سبعين قبل الميلا د فخربوه وقتلوا من ياتي لعبادة الله تعالى فيه من اليهود واحرقوا كتاب الله ( التوراة ) وقيل انهم جعلوه خرابا ومزبلة للجيف من البشر والحيوان حيث انهم قتلوا الخنازير ورموها فيه حتى تفسخت وتجيفت وبقي هذا المسجد خرابا الى ان فتح الله الشام وفلسطين وفيها القدس وبيت المقدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب وقادته الاجلاء رضي الله عنهم فعمره المسلمون واتخذه مسجدا مباركا
فقد اخبرالله تعالى ان من الكبائر ان يخرب احد بيتا من بيوت الله تعالى يذكر فيه اسمه او سعى في خرابها فمن يخرب بيتا من بيوت الله تعالى بيده او يعين على تخريبه او يقول بتخريبه او يسعى في ذلك فان الله تعالى يعاقبه في الدنيا ويخزن له فى الاخرة عذاب عظيم اليم وشديد ومن علامات هؤلاء انهم اذا دخلوا هذه المساجد يدخلونها والخوف يملأ قلوبهم وانفسهم فيرتجفون من عذاب الله لهم في الدنيا الذي سيحل بهم لامحالة ويتعذبون وهم احياء في حياتهم الدنيا عقوبة لهم من الله تعالى0
اما في يوم القيامة فيحل عليهم العذاب الشديد بما كسبت ايديهم وما قاموا به من تخريب بيوت الله تعالى وقتلهم المؤمنين بغير حق



***************************************

8

بسم الله الرحمن الرحيم


( يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التيس انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين * واتقوا يوما لاتجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون *)


الايتان \ 132 و133

الحمد لله \ اليهود هم من بني اسرائيل - واسرائيل هو يعقوب بن ابراهيم الخليل واولاد اسرائيل هم يوسف واخوته ويسمون بالاسباط وقيل هم اولاد يهودا بن يعقوب وقد ذكروا في القران الكريم في مواقع عديدة واغلب اليهود هم ذريتهم فقد خا طبهم الله تعالى في هذه الاية - وايات كثيرة –
ان يا ايها اليهود اذكرو الا ء الله تعالى ونعمه الكثيرة عليكم ومن هذه النعم والالاء تفضيل اباءكم الذين كانوا في عهد موسى والذين قبله على جميع من عاصرهم من بني البشر في ذلكم الوقت اذ جعل الانبياء من بعد ابراهيم من ذريته واتخذه خليلا وجعل ولديه وهما اسحاق واسماعيل نبيين وجعل يعقوب وهو ابن اسحاق نبيا ايضا وجعل اولاد يعقوب وهم الاسباط يوسف واخوته سلام الله عليهم جميعا انبياء وكذلك فضلهم بدفع الضر عنهم يوم اراد فرعون قتلهم جميعا ففر بهم موسى من مصرالى لسطين والشام فلما وصلوا الى النيل وخافوا اجتيازه تبعهم فرعون بجنوده فاوحى الاله تعالى الى موسى ان اضرب بعصاك البحر وهو ماء النيل فضربه فانفلق النيل فلقتين كل فلق كالجبل العالي بقدرة الله العظيم وفضله على بني اسرائيل فدخل موسى عليه السلام ومن معه من اليهود في النيل فعبروه ووصل فرعون وجنوده الى النيل ودخله عاد الماء الى حالته التي كان عليها فغرق فرعون وجنوده ونجا موسى عليه السلام واليهود بفضل الله تعالى وكان انفلاق البحر لهم دون غير هم من بني البشر
والذي يطالع التاريخ اليهودي القديم يلاحظ ان الاء الله ونعمه على اليهود كثيرة الا انهم عصاة عتاة ظالمون كافرون بهذه النعم والفضائل فمن بعض هذه الفضائل
شرفهم الله تعالى بنزول الزبور والتوراة مصابيح هداية ونور لهم
انزل عليهم المن وهو طعام اقرب الى العسل والسلوى وهو طير اصغر من الحمام واكبر من العصفور فكانوا يصيدونه لكثرته
وفجر لهم الصخرة الصماء لما احسوا بالعطش والجدب فانبجست منها
اثنتا عشر عينا من الماء بعدد الاسباط وقد علم كل فرقة منهم مشربه او العين التي يشرب منها فلا يزيغ الى غيرها
ولما غضب الله عليهم وتاهوا في ارض التيه من بلاد فلسطين اربعين سنة من الله عليهم بعدها واخرجهم من هذه المحنة
ونصرهم على اعدائهم وهم العماليق بارض الشام على يد طالوت وفي هذه المعركة قتل داود عليه السلام جالوت ملك العماليق واستيلائهم على ارضهم وديارهم - لاحظ كتابي الادعية المستجابة في القران الكريم
حول هذا الموضوع
الا ان اليهود لم يعبهوا بكل هذه النعم وجحدوها فامرهم الله تعالى ان يخافوا من عقاب الله تعالى في يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي فيه تحاسب كل نفس على ما فعلت من فعل سواء اضمرته او اعلنته
وهو يوم الحساب لجميع الخلائق على افعالهم التي فعلوها في الحياة
الدنيا فانهم سيحاسبون عليها بعد الموت وفي ذا اليوم العصيب لا تغني نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل أي عوض نقدي ولا شفاعة ولا تقبل منها شفاعة ا لشافعين الا برضاء الله تعالى وفضله وفي هذا اليوم العصيب لا ينصر الله الظالمين او الكافرين او المشركين او الناس المسيئين وا نما يحاسبهم حسابا عسيرا





***************************************



9

بسم الله الرحمن الرحيم


( واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير * واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم * ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين *)

الايات \ 126- 130


الحمد لله

ابراهيم خليل الله عليه السلام ا بتدأ بنا ء الكعبة المشرفة بعد ان عرفه الله تعالى موقع اسسها وثوابتها يعينه ولده اسماعيل عليه السلام على ذلك و يرفعان قواعدها قواعد بيت الله الحرام و يدعوان الله تعالى ان يتقبل منهما هذا العمل والجهد الذي عملاه لجلال فضله وعظمة مكانته في الحاضر والمستقبل
واذ ابتلى الله تعالى نبيه وخليله ابراهيم العديد من الابتلا ات الاول عند قيامه بتحطيم الاصنام حيث حكم عليه النم رود ملك بابل وما حولها بان يحرقوه في النار فاقدوا نارا كثيرة وقوية والقوه بها فسلمه الله منها
( يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ) والثاني عندما اوقفه النمرود لمحاججته امام ا لناس فقال ابراهيم عليه السلام الله تعالى رب العالمين ورب الخلائق وانه يحيي ويميت فقال النمرود وانا احي واميت ايضا فقال
له ابراهيم عليه السلام( فان الله ياتي بالشمس من المشرق فاءت
بها من المغرب فبهت الذي كفر ) النمرود وانكسرت عظمته امام جماهير مملكته والثالث عندما تزوج هاجر وانجبت له اسماعيل عليه السلام - في قصة طويلة –
امره ربه ان يسكنهما فى مكان قفر لاماء ولا شجر ولا طعام فيه فاسكنهما في مكة ا
في بقعة وسط الجبال تحيط بها وعند التقاء جبل الصفا بجبل المروة وتركهما
في تلك الارض القفر راجعا الى فلسطين حيث تسكن زوجه الاولى ساره التي انجبت
له بعد ذلك ابنه الثاني اسحاق عليه السلام حيث ا بتلاه ربه بترك ولده اسماعيل
مع والدته في مثل هذا المكان المجدب فانعم الله عليهما
بزمزم بعد العطش الشديد المفضي الى الهلاك والجوع الحاد المفضي الى
الموت والركض بين الصفا والمروة للبحث عن الماء من قبل زوجته هاجر لولدها اسماعيل فانعم الله تعالى عليهما بزمزم فجره تحت قدميه فكان ماء زمزم
هو الماء والغذاء ولا يزال ماؤه ماءا وغذاء على قول اغلب العلماء للناس
لحد الان ويستطيع الانسان ان يعيش عليه من غير طعام
والرابع ابتلاه في ذبح ولده اسماعيل ولا يوجد في الارض من يذبح ولده
لمجرد رؤ يا راها في المنام ولكن ابراهيم عليه السلام صدق الرؤيا وهم
بذبح ابنه اسماعيل وعند البدء بعملية الذبح انزل الله تعالى كبشا من السماء فذبحه ابراهيم اضحية عن ابنه وبها سنت الاضاحي على الناس في عيد الاضحى المبارك
لما شب اسماعيل امر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ببناء الكعبة البيت
الحرام فتعاون

ابراهيم وولده اسماعيل على بنائها وفي الايات اعلاه دعاء ابراهيم واسماعيل
عليهما السلام وهما يبنيان البيت الحرام الذي جعله الله للناس مثابة وامنا
فاستجا ب الله لدعائهما فجعلهما مسلمين له وجعل ابراهيم نبيا ورسولا وجعل
النبو ة في عقبه فكان اولاده واحفاده واحفاد احفاده ( الاسباط) انبياء ورسلا –
واتخذ الله
ابراهيم خليلا- وبارك لهما في هذه الذرية الطيبة فجعل منها امة الاسلام
والتوحيد وتاب عليهما وعرفهما الحج والعمرة والعبادة وتاب عليهما ورحمهما
انه هو التواب الرحيم
وفي الاية دعاء اخر هو ان يبعث الله في ذريتهما نبيا ورسولا منهم اي من
ذريه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام فكان الحبيب المصطفى محمد عليه
افضل الصلاه والسلام وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم
( انا دعوة ابي ابراهيم) فهو النبي العربي وخاتم الانبياء والرسل
من ذرية اسماعيل وابراهيم عليهم السلام ارسله الله تعالى في الامة العربية
ومنها اليهم والى الناس جميعا لهدايتهم لعبادة الله تعالى والاخلاص في العبادة
ولو عدنا الى الايات الشريفة لاحظنا فيها القول – ربنا تقبل منا
انك انت السميع العليم- سميع الدعاء عليم بذات النفوس والقلوب فالسميع
والعليم من الاسماء الحسنى وفى الاية الاخرى – انك انت التواب الرحيم
- تواب عليهم و رحيم بهم وفي الاية الاخرى- انك انت العزيز الحكيم-
القوي الغالب بعزته وقدرته وقوته المتعالية حكيم في معرفته امور عباده
وتسييسها وخلائقه في حياتهم وومماتهم اعمالهم واحتياجاتهم وماكان في
ماضيهم و سيكون فيحاضرهم ومستقبلهم
وملة ابراهيم عليه السلام يعني دينه وهو التوحيد وعبادة الله تعالى ومن
يرغب عن ترك هذا الدين او لا يستجيب لعبادة لله تعالى الا من جهل امر نفسه
فاصبح من الخاسرين
ان ابراهيم عليه السلام كان صفوة عباد الله ا خيرهم واحسنهم
وافضلهم عند الله تعالى فقد اصطفاه في الحياة الدنيا نبيا ورسولا وخليلا
واصطفاه في الاخرة حيث جعله من المقربين ومن الصالحين ومن اصحاب الجنة لايمانه المطلق برب العالمين وانقياده لعبادته وطاعته فقد امن بانه لا اله الا الله
رب العالمين ووصى بها بنيه واحفاده وذريته من بعده


***************************************

10

بسم الله الرحمن الرحيم


( ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا
اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا
يزكيهم ولهم عذاب اليم * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النا ر * ذلك بأ ن الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقا ق بعيد *)

الايات \174- 176

الحمد لله\

في هذه الايات الكريمة يبين ان الذين يكتمون ما امرالله تعالى ان يعلن ويبان وهوما انزله الله تعالى في التوراة وما انكره اليهود من صفات محمد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبتحريم ما احله الله تعالى لهم من الخير والرزق الحلال فهؤلاء اليهود وامثالهم الدنيا كثير الذين يعملون ذلك مرضا ة لرؤسائهم وساداتهم وحكامهم لقاء رضائهم عليهم او لقاء دراهم معدودة ينالونها منهم وعوضا قليلا حقيرا ليسدوا بها رمق نفوسهم ودناءتها وجوعها شهواتها
انما ياكلون في هذه الاموال في بطونهم السحت الحرام في الحياة الدنيا وسيكون وقد مثله الله تعالى بالنار أي الذي ياكلونه هو نار تحرقهم في الدنيا وفي يوم القيامة سيدخلون جهنم داخرين وغضب الله عليهم ومن غضب الله عليه يحاسبه حسابا عسيرا ويدخلهم نار جهنم التي لهم فيها عذاب شديد واليم بما كانوا في حياتهم الدنيا يفعلون فهؤلاء هم الذين اتبعوا ما سخط الله تعالى عليهم فهم كمن باع اخرته بدنياه فاشترى الضلال والهم والغم وسخط الله تعالى واثروا العذاب في الاخرة على المغفرة والرضوان فما جزاؤهم الا النار في يوم القيامة وبئس المصير 0

*************************************


11

بسم الله الرحمن الرحيم

( ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين البا س اولئك الذين صدقوا واولئك
هم المتقون )


الاية \ 177

الحمد لله \
من المعلوم ان قبلة المسلمين الاولى هي بيت المقدس فقد كان المسلمون يتوجهون اليه في صلاتهم كما كا ن اليهود يستقبلون بيت المقدس من جهته الغربية والمسيحيون يتقبلونه من جهته الشرقية وذلك قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة الى المدينة المنورة وبعد الهجرة وبعد مرور سنة ونصف السنة من الهجرة النبوية امر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ان يحول اتجاه المسلمين في صلاتهم الى الكعبة المشرفة ويتخذونها قبلة لهم وانزل الله تعالى في القران الكريم
(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) سورة البقرة الاية\ 144 فتقول الناس من غير المسلمين كثيرا حول ذلك وخاصة اليهود والنصارى وكذلك المشركون فقطع الله تعالى كل كلام بهذه الاية المباركة
ليبين ان الخير والبر ليس في مجرد التوجه في الصلاة الى بيت المقدس او الى اية جهة اخرى لكن البر في صحة اعتقاده بربه واسلامه
له ويتبين صدق الاعتقاد وهو قيام العبد بواجبه اتجاه ربه حسبما امر من الايمان بالله تعالى والايمان بيوم القيامة اواليوم الاخر اويوم الحساب بعد الموت وكذلك الايمان بالملائكة والكتب المنزلة من السماء من رب العالمين لهداية البشر الى طريق الحق وصراط مستقيم بنفس مطمئنة وايمان صادق وقد بين الله تعالى ان من جملة الايمان الصادق تهذيب النفس الانسانية اوقيامها بواجباتها نحو ربها ونحو نفسها ونحو الاخرين وتتلخص واجبات الفرد نحو نفسه بما يكسبه لها في اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والصبر في شدة البؤس او يوم تحل به المصيبة مثل الجوع او الخوف او فقد الولد او ضياع المال ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) او في الصبر يوم البأس وهو الجهاد في سبيل الله وعدم التولى او الانهزام والثبات في موقع الثبات في القتال والجهاد حتى يفتح الله عليه اما واجبات النفس اتجاه الاخرين فقد بينها الله تعالى في هذه الاية الكريمة ايضا وهي الصدق في اعانة الاخرين بنفسه او ماله وقد بين سبانه وتعالى وجوه البر في صرف هذا المال ان يخرجه من خالص ماله واحبه اليه في سبيل التصدق وقد حدد الله تعالى من يصرف لهم هذا المال بشرط حب اخراجه بنفس راضية مدفوعة بالايمان الصادق وان يصرف هذا المال اولا على ذ وي القربى او اليتامى والمساكين او المسافرين الذين اضرهم السفر ونفذ ما عندهم من المال والمتاع او السائلين ممن المت به نازلة اومصيبة ذهبت باموالهم وتركتهم بلا مال ولامعين اوفي فك الرقاب وتحرير العبيد والارقاء او في فك الاسرى فهذه الامور تجوهر النفس وتصقلها وتزيد في قوة ايمانها بربها وتشد المسلمين بعضهم لبعض حتى يكونوا كالبنيان المرصوص فهؤلاء هم الذين اصطفاهم ربهم بكمال النفس ونقاء القلوب وانقذهم من الكفر والرذيلة وجعلهم من اصحاب الجنة فهم انشاء الله لفائزون


***************************************


12

بسم الله الرحمن الرحيم

(فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق* ومنهم من قول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب * )

الايات \ 200- 202

الحمد لله

المناسك المعلومة في هذ تين الايتين هي مناسك الحج بدليل الايات التي قبلها والتي بعدها فاذا قضيت مناسك الحج وتحلل الحجيج من هذه المناسك امرهم الله ربهم بالاكثار من ذكره تعالى وكان العرب يتباهون في ذكر ابائهم وافعالهم وايامهم فامر الله تعالى المسلمين من العرب اوغيرهم ان يكثروا من ذكر الله
ويتبين ان الناس صنفين صنف يدعو الله تعالى ان يمن عليه بمصالح الدنيا ولذاتها في المال والجاه والولد وكل همهم انفسهم في كيفية الحصول على ما في الدنيا وزينتها وباي وجه كان ولا يخافون الله تعالى في يبتغون وبما يقولون او يفعلون او يكسبون المهم عندهم ان يكونوا سعداء في الحياة الدنيا فهؤلاء ليس لهم في الاخرة -كما بين الله بكتابه العزيز - حظ ولا نصيب لانهم اقتصر همهم في طلب الدنيا ومتناسين الاخرة وما سيصيبهم فيها من اهوال
والصنف الثاني الذين يتوسلون بالله تعالى ان يمن عليهم في الحياة الدنيا وفي الحياة الاخرى ان يعطيهم الله تعالى في الدنيا حسن الذكر وحسن الخلق وسعة الرزق وعزة النفس وصحة الجسم ومحبة الناس وخدمتهم بما يرضي الله تعالى والتوفيق لعمل الخير وفي الاخرة يمن عليهم بالحسنات فيدخلهم الجنة برحمته ورضاه عليهم وهي دار المؤمنين والمتقين وهذا هو دعاء الطواف حول الكعبة وهو افضل الادعية( ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) فالناس الذين يدعون بهذا الدعاء عن ايمان وبصدق لهم نصيبهم في الحياة الدنيا ويعيشون فيها باطمئنان وامان ولهم في الاخرة نصيبهم منها حيث يدخلهم ربهم برحمته في جناته الواسعة كل حسب مقدار عمله في الحياة الدنيا

***************************

13

بسم الله الرحمن الرحيم

( زين للذين كفروا الحياة الدنيا و يسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب *)

الاية \ 212

الحمد لله \

الحيا ة المترفة وما فيها من ملذات ونعيم وتهافت على ما فيها من سمات النفس غير المؤمنة بربها فقد كان الكافرون من قريش واغنياؤها يتهافتون على الدنيا ويتهالكون في الحصول على ملذاتها وتشرب حبها في قلوبهم وانفسهم واعبروا المال هو السبيل الى السعادة فيها فهو الجاه والسلطان والترف وعلو النفس والتبختر والتطاول في البناء والاعمار والكسب غير المشروع وتعالي النفس على الاخرين
والتهكم بهم والسخرية عليهم والاستهزاء بالفقراء وضعاف المال كلها علامات وبينات على انهم كافرون وان نصيبهم في الاخرة نار جهنم ومصيرهم بؤس وشقاء
اما المؤمنون الذين عبدوا الله حق عبادته واتقوه بايمان نفس طيبة موقنين بان من بعد الموت معادا وحسابا فانه فوق الذين كفروا يوم القيامة فهم سيسخرون من الكافرين كما كان الكارون يسخرون منهم في الحياة الدنيا والذين تناسوا ان الملك لله وانه تعالى يعطي ملكه من يشاء ويوسعه علي من يشاء بغير حساب او قبل الحساب فقد اعطى بعض خلقه مثل قارون وفرعون وغيرهما المال الوفير والجاه الكثير وهم كافرون بنعمه فاخذهم اخذ عزيز مقتدر وكذلك اعطى للاغنياء اموالا فوق اموالهم ليراهم ماذا يفعلون وهم بنعمة الله يجحدون الا من وفقه الله تعالى فاعطى من ماله واتقى وصدق بالحسنى ولحكمة اقتضاها الله تعالى واقرها سبحانه والله تعالى اعلم بنا وبهم

*************************************

14

بسم الله الرحمن الرحيم

( يسالونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم فيه حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون*)

الاية \ 217

الحمد لله \

بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن جحش مع آخرين لترصد قافلة فيها عير لقريش تحمل تجارة اليهم وكان فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي فقتلوه واسروا صاحبيه وجاؤوا الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالعير وما تحمل من تجارة وكان ذلك في اول رجب ورجب من الاشهر الحرم _ التي هي ذوالحجة والمحرم وصفر مجتمعة ورجب الفرد – التي حرم القتال فيها فتعجب الناس من المسلمين والمشركين من ذلك كيف يباح القتل في رجب وهو من الاشهر الحرم فنزلت هذه الاية الكريمة لتبين للمشركين ان القتال في الشهر الحرام فيه اثم كبير الا ان المشركين وما يفعلونه افضع من هذا الخطا الذي وقع فيه ثلاثة من المسلمين في قتلهم لعمرو بن عبد الله الحضرمي فهم كانوا يصدون الناس عن الاسلام وهو دين الله ويمنعون المسلمين من دخول المسجد الحرام للحج والعمرة واخراجهم الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم وصحبه من مكة المكرمة وهم ابناؤها وهي بلدهم ويكفرون بالله تعالى كل من واحدة منها اعظم جرما من القتال في الشهر الحرام فان ما يفعلونه اما هو فتنة والفتنة اكبر من القتل فان القتل بواحد او اثنين او ثلاثة اما الفتنة فهي الحالقة فقد تتسبب في قتل الكثير وتأ تي على الاخضر واليابس ويحذر الله تعالى المسلمين وينبههم من التغاضي عن الكفار لانهم يتحينون بهم الفرص ويحاولون

كل جهدهم ان يعيدوهم الى الكفر الاانهم لم يستطيعوا ذلك بفضل الله
لان الله تعالى حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم وثبته في نفوسهم وافكارهم
ومن يرتد بعد اسلامه ويكفر بالله تعالى فان الله تعالى امر بقتله او سفك دمه في الدنيا وسيعذبه في يوم القيامة عذابا شد يدا ويصليه نارا خالدا فيها وغضب عليه ولعنه واعد له جهنم وساءت مصيرا
واما الذين قتلوا الكافر في الشهر الحرام فان الله تعالى عفى عنهم لايمانهم المطلق بالله تعالى ولهم مغفرة ورحمة بعباده المجاهدين




****************************************


15

بسم الله الرحمن الرحيم


( ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والاخرة ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح
لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح
ولو شاء الله لاءعنتكم ان الله عزيز حكيم *)

الايتان \ 219 و220

الحمد لله \

جاء نفر الى النبي صلى الله عليه وسلم يسالونه ماذا ينفقون من اموالهم منزلت هذه الاية حكما للمسلمين للعمل بموجبه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( خير الصدقة ما كان عن عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول ) أي من تتحمل نفقته

أي مافضل من العيال وعن الحسن السبط رضي الله عنه انها ما لا يجهد اي ما لا يشق انفاقه ذلك لان النفقة اسهل وانفع للمال فهو مثل العفو في الدنيا والاخرة اما قوله ( لعلكم تتفكرون ) أي تتفكرون في مصالح الحياة الدنيا وشؤونها وفي الاخرة وما فيها من ثواب للمؤمنين وعقاب للكافرين والمنافقين
اما قوله( ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير ) أي ان حكم الاسلام فيهم هو اصلاحهم وتربيتهم والحفاظ على اموالهم وتنميتها وحفظها وعدم التجاوز عليهم وعليها ومخالطتهم أي جمعهم مع اولاد الائلة التي تبنت تربيتهم كأولادهم ولا يفرقون بينهم لكي يتربوا تربية حسنة ويكون صالحين في المجتمع لا ينحرفون
اما اموالهم فهي اشبه بالامانة عند متبني او كافل اليتيم حتى يبلغ سن الرشد ويتمكن من ادارة اعماله بنفسه وصرح الشرع ان يصرف منها الكافل على اليتيم بالقدر الذي يمكنه من تربيته وتعليمه وحسب مستوى المعيشة والحياة التي يعيشها
ان الله تعالى لايخفى عليه شيء يعرف المصلح الذي يقوم بكفل اليتيم لوجه الله تعالى ويعرف المفسد الذي يأكل اموال اليتامى بدمجها في ماله والاستحواذ عليها بالباطل ولو شاء الله تعالى لكلفهم المشقة ولضيق عليهم كثيرا ولكنه سبحانه عزيز قوي لايمتنع عليه شيء وحكيم يتصرف بملكه بما يشاء وكيفما يشاء وانى يشاء سبحانه وتعالى عما يصفون 0



***************************************






16

بسم الله الرحمن الرحيم

( والمطلقات يتربصن بانفسهم ثلاثة قروء ولا يحل ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم *)

الاية \ 228

الحمد لل

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى