الامثال في سورة الحشر
1 و2
بســـــــم الله الرحمن الرحيم
( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *
كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ *)
سورة الحشر الآيتان \ 15 و16
الحمد لله:
في هذا المثل يبين الله تعالى في القران الكريم معاداة اليهود للاسلام ولنبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم قائمة منذ بدء الرسالة المحمدية . فقد تجمع اليهود وكفار قريش والمنافقون الا ان الله تعالى خذلهم فجعل النفرة من بعضهم فانتصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليهم .
فقد مثل اليهود من ( بني النضير) في اول الدعوة الاسلامية في معاداتهم للرسالة المحمدية والكراهية لشخص الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كمثل كفار قريش الذين قاتلوا المسلمين في ( معركة بدر) فذاقوا وبال امرهم اذ عجل الله تعالى لهم العقوبة بالخذلان والانكساروالهزيمة في هذه المعركة
وقد غزا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( بني النضير) واستولى واخذهم اسارى واموالهم غنائم .
راجع كتابي ( شذرات من السيبرة النبوية المعطرة )
ومما يذكر ان عبد الله بن ابي وجماعته من منافقي المدينة ارسلوا الى اليهود من ( بني النضير ) عندما حاصرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم من يخبرهم بان المنافقين سيكونون معهم اذا قاتلوا المسلمين وانهم اذا اخرجوهم من ديارهم ان خسر اليهود المعركة وامرالنبي بجلائهم - وهو ماحدث فعلا - فان المنافقين ورئيسهم عبد الله بن ابي سيخرجون معهم ويتركون المدينة واذا طلب منهم مقاتلة اليهود مع المسلمين فلن يوافقوا على ذلك . وسيكونون في صف ( بني النضير) ضد المسلمين . الا ان المنافقين في حقيقة الامر لكاذبون . الا انهم تخاذلوا عنهم حين حاصرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وضيق عليهم الخناق وجلاهم عن المدينة .
فمثل المنافقين في هذه المعركة كمثل الشيطان حيث قال للانسان اكفر . فلما اوقع الشيطان الانسان بحبائله بالكفر تبرأ منه , وتظاهر الشيطان انه يخاف الله تعالى فكانت عقوبتهما ان كلايهما في النار خالدين فيها عذابا دائما ومقيما ابدا وذلك جزاء الظالمين من الكفار والمنافقين واعوانهم الشياطين.
والله تعالى اعلم
**********************************