اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعرة العربية في الجاهلية وشعرالمراثي بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin






الشاعرة العربية في الجاهلية
وشعرالمراثي

بقلم د. فالح الكيلاني


الرثاء هو الشعر المنشد بحق المتوفي وتعديد ما فيه من محاسن وشيم انسانية واخلاق كريمة وشجاعة وبسالة . والتباكي عليه في هذا الشعر فتتجلى مكانة المرثي ومنزلته في قلب الشاعر ولوعته عليه وحبه له وما يعتمل في نفسه من خلجات واحاسيـــــــس وعواطف وذكريات. ويشمل هذا اللون من الرثاء ندب النفس ساعة دنو الأجل، وندب الأزواج والأبناء والإِخوة والأخوات ومختلف ذوي الأرحام والاقارب والاعز من الأصدقاء .

ومن الطبيعي تفوق الشاعرة الرجل في شعرالرثاء وذلك لتكوينها النفسي والعاطفي والاجتماعي فهي أكثر استعدادًا من الرجل في هذا، فعاطفتها أسرع انبعاثًا وأعمق شعورًا، وقدرتها على البكاء اكثر وبعث مكامن الشجو واللوعة لا تدانيها قدرة الرجال.فالنواح والبكاء على الميت بالعبارات المشجية والألفاظ المحزنة تهز القلوب وتبعث الدموع والعبرات والزفرات افضل صور شعر الرثاء، وكانت بدايته أرجازًا اوقطعًا شعرية تؤلفها النسوة حين يندبن القتلى، ثم تطورت هذه المقاطع الشعرية إِلى قصائد.

وعرف هذا النوع من الشعر منذ القدم واشتهر بعض الشعراء اكثر من غيرهم وخاصة الشاعرات العربيــــات كالشاعرة تماضر بنت عمرو بن الشريد المعروفة بالخنساء حيث نبع هذا الشعر من اعماق قلبها واحساسها الشجـــــي وقوة محبتها لاخويها المفجوعة بهما معاوية وصخر, الفارسان العظيمان حيث قالت في رثائهما الشعــــــــــــــر الكثيروصفت فيه شجاعتهما ومكانتهما بين الفرسان العرب والتاسي والحنين اليهما بعد فقدهما مع العرض انها فجعت بالكثير ابويها اخويها وزوجها وابن اخيها في المعارك التي دارت بين قبيلتهم والقبائل الاخرى في الجاهلية وفجعت فـي الاسلام بأولادها الاربعة في معركـــــــة القادسية وهي المعركة التي دارت بين العرب المسلمين والفرس المجــــــوس وانتصر فيها الاسلام على المجوسية0 وكانت عادات العرب في الجاهلية تعينها على البكاء والندب واعلان الجــــــــــزع والحسرة فاظهرت من ذلك ما لا يعرف مثله عند غيرهــــــــــا وتفجرت قريحتها بشعر الرثاء بعد فجيعتها باخويها خاصة فرثتهما ابلغ الرثاء في علو الهمة وسمو المرتبة وهما اهل لهــــــا وصارت تباهي العرب بابيها واخويها وتشهـــــد المواسم والاسواق الشعرية مثل عكاظ والمربد مسومة هودجها براية وتقول انا اعظم العرب مصيبة ولنقرأ معي هذا النص :-

يؤرقني التذكر حين امســـي
فيرد عني عن الاحزان نكسي

على صخر واي فتى كصخر
ليوم كريهة وطعان خلــــــــس

الاياصخر لاانساك حتـــــى
افا رق مهجتي ويشق رمسي

ولولا كثرة الباكين حولـــــي
على اخوانهم لقتلت نفســــــي

ولكن لا ازال ارى عجـــــولا
ونائحة تنوح ليوم نحـــــــــــس

وما يبكين مثل اخي ولكـن
اسلي النفس عنه بالتأ سي


اما ما تقوله عن شجاعته وفروسيته وهي ترثيه :-

وان صخرا لتأتم الهداة بـــــــــــــه
كانه علم في راسه نــــــــا ر

جلو جميل المحيا كامــــــــــل ورع
وللحروب غداة الروع مسمار

لقد نعى ابن نهيك لي اخا ثقــــــــة
كانت ترجم عنه قبل اخبـــــــار

قد كان خالصتي من كل ذي نسب
فقد اصيب فما للعيش اوطار

حامي الحقيقة محمود الطريقــــــة
مهدي الخليقة نفا ع و ضــوار

جواب قاصية جزاز ناصيـــــــــــة
عقاد الوية للخيل جــــــــــرار


ولم تكن الخنساء وحدها في هذا المجال فقد سبقتها (ليلى التغلبية ) الشاعرة المعرو فة زوجة( كليب ) عندما قتل اخوها زوجها فكانت مصيبتها في الاثنين باخيها وزوجها واشتد العداء بين قبيلة اهلها وقبيلة زوجها وفكانت معارك طاحنة هي حرب( البســــــــــوس) الشهيرة تقول في مصابها يوم طردتها شقيقة زوجها والنسوة من مصاب زوجها المقتول وتذكر اخاها القاتـــل مخاطبة حماتها شقيقة زوجهـــا التي طردتها من المأتم :

ياابنة الاقوام ان شئت فــــــلا
تعجلي باللوم حتى تسالــي

فاذا انت تبينت الــــــــــــــــذي
يوجب اللوم فلومي واعذلي

ان تكن اخت امرئ ليمت على
شفق منها عليه فا فعلـــــــي

جل عندي فعل جساس فيــــــا
حستي عما اجلت او تتنجلــي

لو بعين فقئت عني ســــــوى
اختها فانفقات لم افعـــــــــــــل

فعل جساس علي وحدي بــــه
قاطع ظهري ومدن اجلـــــي

ياقتيلا قوض الدهر بـــــــــــه
سقف بيتي جميعا من عـــــل

هدم البيت الذي استحدثتــــــه
وانثنى في هدم بيتــــــي الاول

خصني قتل كليب بلضــــــــــى
من ورائي ولضى مستقلـــي

يشتفي المدرك بالثار وفـــــي
دركي ثأري ثكل المثكـــــــل

اني قاتلة مقتولــــــــــــــــــــة
ولعل الله يرتاح لـــــــــــــــــي


وممن عرفت بالرثاء الشاعرة ( الخرنق )البكرية . وهي أخت الشاعر( طرفة ابن العبد) لأمه. وقيل قتل زوجها في يوم ( قلاب ) وهو من أيام الجاهلية، فرثته كثيرا وكذلك نظمت الشعر في رثاء قتلى قومها وأخيها (طرفة ) . ونلاحظ في شعرها مسحة من الحسرة وقدرة على صياغة سماته الشخصية والتفاخر بمناقبه وتعداد فضائله في صورشعرية رائعة فتقول:

ألا ذَهَبَ الحَلاَّلُ في القَفَرَات
ومن يملأُ الجفناتِ في الحجراتِ

ومن يرجعُ الرمحَ الأصمَّ كعوبهُ
عليهِ دماءُ القومِ كالشقرات

وكانت تقول الشعر للتخفيف من حزنها وفاجعتها وربما تنزع الى الفخر في مناقب قومها ( بنو أسد) ايضا فتقول :

سَمِعَتْ بنُو أسَدَ الصيَاح فَزَادَهَا
عِنْدَ اللِّقَاءِ مع النِّفارِ نِفارا

ورأتْ فوارسَ من صليبة وائلٍ
صُبُرا إذا نَقْعُ السَّنَابكِ ثَارَا

بيضاً يُحَزِّزْنَ العِظام كأنما
يُوقِدْنَ في حَلق الَمَغاِفِر نارا

فهي تصف قومها بالشجاعة وطيب المحتد وكرم الأصل، وبأنهم مثل السمّ على أعدائهم لمهارتهم في المنازلة والطعان وفنون القتال فتقول:

إنْ يشْرَبُوا يَهَبُـوا وإن يَـذَرُوا
يَتَواعَظُـوا عَـنْ مَنْطِـقِ الهُجْرِ

قومٌ إذا ركبوا ســمعتَ لهمْ
لَغَطــاً مـن التَّأْيِيْــهِ والزّجــر


ومنهن الشاعرة ( جنوب بنت علان ) الهذلية، وشعرها في الرثاء يظهرانها شاعرة متفلسفة وحكيمة. حيث تخلط الحكمة بالتأمل بين الحياة والموت، وتفخربقومها والتوجع لهم . و تجتهد في الإيتاء بصور شعرية تستحق التوقف عندها اذ تقول :

تَمشي النُسورُ إِلَيهِ وَهِيَ لاهِيَـةٌ
مَشيَ العَذارى عَلَيهِنَّ الجَلابيبُ

او قولها :

المُخرِجُ الكاعِبَ الحَسناءَ مُذعِنَةً
في السَبيِ يَنفَحُ مِن أَردانِها الطيبُ

وهذه ضريبة الحرب الأكثر فداحة التي تدفعها المرأة من دون أي ذنب سوى أنها أنثى، لكنها شريعة من يرى في السبي رجولة وشجاعة وانتصاراً، وهذا ما رمت إليه الشاعرة غافلة عن كون هؤلاء السبايا هنَّ أيضاً سيصبحن مثلها باكيات و قد انساقت الشاعرة في شعرها لتبيان فروسية أخيها وشجاعته ، لكن عاطفتها لم تأخذها في التأمل إلى ما تبغي أن تقوله فجاءت حكمتها ناقصة فتقول :

كُلُّ اِمرىءٍ بِطِوالِ العَيشِ مَكذوبُ
وَكُلُّ مَن غالَبَ الأَيّـامَ مَغلوبُ

وَكُلُّ حَيٍّ وَإِن طالَت سَلامَتَهُ
يَوماً طَريقُهُم في الشَرِّ دُعبوبُ

وَكُلُّ مَن غالَبَ الأَيّامَ مِن رَجُلٍ
مودٍ وَتابِعُـهُ الشُبّانُ وَالشيبُ

بَينَنا الفَتى ناعِمٌ راضٍ بِعيشَتِـهِ
سيقَ لَهُ مِن دَواهي الدَهرِ شُؤبوبُ

أَبلِغ بَني كاهِلٍ عَنّي مُغَـلغَـلَةً
وَالقَومُ مِن دونِهِم سَعيا وَمَركوبُ

أَبلِغ هُذَيلاً وَأَبلِغ مِن يَبَلِّغَها
عَنّي رَسولاً وَبَعضُ القَولِ تَكذيبُ

بِأَنّ ذاَ الكَلبِ عَمراً خَيرُهُم نَسَبـاً
بِبَطنِ شَريانَ يِعوي عِندَهُ الذيـبُ

الطاعِنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ يَتبَعَهـا
مُثعَنجِرٌ مِن دِماءِ الجَوفِ أُثعوبُ

المُخرِجُ الكاعِبَ الحَسناءَ مُذعِنَـةً
في السَبيِ يَنفَحُ مِن أَردانِها الطيبُ

فَلَم يَرَوا مِثلَ عَمرٍو ما خَطَت قَدَمٌ
وَلَن يَرَوا مِثلـَهُ ما حَنَّـتِ النِيَبُ

ومن جميل ما وجدته من خلال دراستي للشعر الجاهلي في هذا المجال محاورة بين الشاعرة ( أم عقبة بنت عمرو بن الأبجر) اليشكرية، وبين زوجها الشاعر (غسّان بن جهضم بن العذافر) الذي كان مفتوناً بحبها بحرارة وجدية فلما حضرته الوفاة قال لها:

أخبريني الذي تريدين بعْدي
والذي تصنعين يا أمَّ عقبه

تحفظيني من بعْد موتي لما قد
كان مني حسْن خُلـق وصحبَه

أم تريدين ذا جمـالٍ ومُـلــكٍ
وأنا في النيران في سُحق غربه

فلما سمعت شعره أجابته قائلة :

قد سمعنا الذي تقول وما قد
خفته يا خليــتلُ مـن أم عقبة

أنا من أحفظ النساء وأرعاها
لما أوليت من حسْــن صحـبه

سوف أبكيك ما حييت بشـجوٍ
ومراثٍ أقولـهـــا وبنـدبـه

فمات عنها فتقدم لخطبتها الكثير لكنها كانت تمانع وتقول:

سأحفظ غساناً على بعد دارهِ
وأرعاه حتى نلتقي يوم نحشرُ

وإني لفي شغل عن الناس كلهم
فكفوا فما مثلي بمن مات يغدرُ

سأبكي عليه ما حييت بعَبــرة
تجول على الخدين مني فتهمرُ

وطالت بها أيام الترمل فتناست عهدها له وقالت في نفسها :
من مات مات. ولما تقدم اليها الخاطبون قبلت الزواج من أحدهم فلما كان عرسها وكانت الليلة التي سبقت عرسها أتاها غسان في منامها عاتبا ومؤنبا وانشدها :

غدرت ولم ترعي لبعلك حرمـة
ولم تعرفي حقاً ولم تحفظي عهدا

ولم تصبري حولاً حفاظاً لصاحب
حلفت له بتاً ولم تنجزي وعــدا

غدرت به لما ثوى في ضريحه
كذلك يُنسى كل من سكن اللحدا

ففزعت من منامها مرتاعة، وهي تقول :

ما بقي لي في الحيــــاة من أرب بعد غســـــــــــان

ووهرعت الى مدية فذبحت نفسـها وفاءا لعهدها له .


ويحدثنا ( الأصمعي البصري) أنه رأى بالبادية امرأة ألصقت خدها بقبر زوجها وهي تبكي وتقول:

خدي تقيك خشونة اللحد
وقليلة لك ســـيدي خــدي

يا ساكن القبر الذي بوفاته
عميت علي مسالك الرشد

اسمع أبثك علتي فلعلني
أطفي بذلك حرقة الوجد

اما ( قتيلة بنت الحارث) وقُتيلة (بضم القاف) هي بنت الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي العبدرية القرشية، أخت النضر بن الحارث حيث اسر يوم احد فقتل تبكيه قائلة‏‏:‏‏ ‏

يا راكبا إن الأثيـــــل مظنـة
من صبح خامسة وأنت موفق

أبلغ بهـــا ميتـا بأن تحيـــة
ما إن تزال بها النجائب تخفق

مني إليك وعبرة مســـفوحة
جادت بواكفها وأخرى تخنق

هل يسمعني النضر إن ناديته
أم كيف يســمع ميت لا ينطق

أمحمد يا خير ضـنْءِ كريمـة
في قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما
منَّ الفتى وهو المغيط المحنق

أو كنت قابل فديــة فلينـفـقـن
بأعــتز ما يغلــو به ما ينفـق

فالنضر أقرب من أسرت قرابة
وأحقهم إن كان عتق يعتــــق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه
لله أرحـــام هناك تشـــــقـق

صبرا يقاد إلى المنية متعبا
رسف المقيد وهُوعانٍ موثق

وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها الذي قتل (يوم بدر):

أعينيَّ جوادا بدمع سرب
على خير خندف لم ينقلب

تداعى له رهطه غـــدوة
بنو هاشم وبنو المطلب

يذيقونه حـد أســـتيافهم
يعلّونه بعد ما قد عطب ‏

يجرونه وعفير التــــراب
على وجهه عاريا قد سلب

وكان لنا جبـــلاً راســــتياً
جميل المرارة كثير العشب

وأما بــري فلم أعنــــــه
فأوتي من خير ما يحتسب

واما ( صفية بنت مسافر) بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فهي تبكي أهل ( القليب) الذين أصيبوا (يوم بدر) من قريش وتذكر مصابهم ‏‏‏‏ فتقول ‏‏:‏‏

يا من لعين قذاها عائر الرمد
حد النهار وقرن الشمس لم يقد

أُخبرت أن سراة الأكرمين معا
قد أحرزتهم مناياهم إلى أمــــد

وفر بالقوم أصحاب الركاب ولم
تعطف غداتئذ أم على ولــــــد

قومي صفيَّ ولا تنسَي قرابتهم
وإن بكيت فما تبكين من بُعُــــد

كانوا سقوب سماء البيت فانقصفت
فأصبح السُمْك منها غير ذي عمد

وهذه (هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب) ترثي عبيدة بن الحارث بن المطلب فتقول ‏‏:‏‏

لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا
وحلما أصيلا وافر اللب والعقل

عبيدة فابكيــه لأضياف غربــــة
وأرملة تعوي تهوى لأشعث كالجذل

وبكيه للأقوام في كل شــــتوة
إذا احمر آفاق السماء من المحل

وبكيه للأيتــــام والريح زفــــرة
وتشبيب قدر طالما أزبدت تَغْلى

فإن تصبح النيران قد مات ضوؤها
فقد كان يذكيهن بالحطب الجزل

لطارق ليــل أو لملتمس القــرى
ومستنبح أضحى لديه على رسل




****************








https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى