اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر ابن النبيه بقلم - فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1 الشاعر ابن النبيه   بقلم - فالح الحجية Empty الشاعر ابن النبيه بقلم - فالح الحجية الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:41 pm

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



ابن النــبـيــه



هو ابو الحسن كمال الدين علي بن يحي بن محمد ابن
الحسن بن يوسف المصري لقب ابن النبيه لنباهته واياسه .

ولد بمصر عام \ 560 هجريّة وارتاد الكُتّاب حيث حفظ فيها القرآن الكريم وبعض الأشعار على عادة أقرانه في هذه الأوقات ثم أخذ يتردد على حلقات العلماء والأدباء وتفتحت ملكته الشعرية وطمح إلى الالتحاق بدواوين صلاح الدين الأيوبي ووزيره الكاتب البليغ القاضى الفاضل راعى الأدباء في عصره.

أن حياة الشاعر ابن النبيه تكاد تكون غامضة فلم نعرف شيئاً عن أسرته: أبويه وأبنائه وقيل ان أسرته ذات جاه الا انه ينتسب إلى عامة الشعب، وليس هناك شىء عن أساتذته أو خطواته التعليمية التى تدلنا على مستوى ثقافته وأخذ يختلف إلى حلقات العلماء والأدباء، وتفتحت ملكته الشعرية، ورنا إلى الالتحاق بدواوين صلاح الدين الايوبي ووزيره الكاتب البليغ القاضى الفاضل راعى الأدباء والشعراء فى عصره وفى ديوان الشاعر مدائح كثيرة له وليضع أمامه الدليل الواضح على قدرته البيانية بقول فيه مادحا:

ترنمتْ كالوُرْقِ بين الأوْراقْ
هـى الغَـزالُ خِلقَـةً وأخلاقْ

قالتْ لطَرفِى وهو دامِى الآماقْ
قطَعـتَنِى والقَطْـعُ حدُّ السُّرَّاقْ

إنْ رمَقَـتْ لم يبقَ فىَّ إرماقْ
والطَّرفُ سُمٌّ والرُّضـابُ دُرْياقْ

كمْ غَرضٍ فيـهِ للحـظٍ رشّاقْ
يجرحُـهُ وهـو جريـحُ الآماقْ

حظِّى بعد بُعدِهـا والإحـراقْ
طويـلُ هجرٍ وهجيرُ أشـواقْ

ذاتُ ذُؤابـاتٍ وثغـرٍ بـرَّاقْ
أبيضُـهُ لأسْوديهَـا دريــاقْ

لو نُقلَ الخاتَـمُ وهو سَفّـاقْ
من خِنْصَرى لخَصرِهَا لما ضاقْ


وقد ضَمّن جميع أبيات إحدى مدائحه له بكلمات من سورة المزمل مقتبساً لها فى قوافيه يقول فى مطلعها:

قمتُ ليلَ الصدودِ إلا قليـلاَ
ثم رتلـتُ ذكرَكـمْ ترتيْـلا

ووصلتُ السُّهادَ قُبِّح وصـلاً
وهجرتُ الرُّقادَ هجراً جميْلا

ويبدو أن صداقة انعقدت حينئذٍ بينه وبين الأشرف موسى
بن السلطان العادل حتى إذا ولاه أبوه على الرُّها سنة\ 598 هجرية اصطحبه معه واتخذه كاتبه، وأخذت إمارته تتسع فشملت خلاط وميّافارقين ونصيبين ومعظم بلاد الجزيرة، وكان يتنقل الأشرف موسى فى بلدان إمارته وكانت أكثر إقامته فى الرقة الواقعة على نهر الفرات وابن النبيه معه يلازمه ولا يترك مناسبة من انتصار فى حرب أو عيد إلا ويقدم له في هذه المناسبة مدائحه.:

بيتُ الخلافـةِ والإحسـانُ أوجـدَهُ
ربُّ العبــادِ ولا لاعدِمنــاهُ

أذكَى لِحَاظَ المَواضِى عِزُّ عَزْمتِــهِ
فما غَزَتْ وسبَتْ إلا ســراياهُ

يا مَنْ إذا ما عـدِمنا الدُّرَّ أوجدنَـا
لفظاً يُرخَّصُ بين الناسِ أغلاهُ

كمِ اصطنَعتَ وكمْ أوليتَنِى حَسَنـاً
فليسَ يبلغُ أقصَى الشُّكرِ أدْناهُ

دامتْ علينا بـه النّـُعمَى وأمَّننَـا
ممـا نخـافُ أدامَ اللهُ نُعماهُ

واِلهْ تنَمْ فى هنِىءِ العيشِ فى رغدٍ
ولا تكنْ كالشَّقِىِّ الحظُّ عاداهُ


.. ويدل ديوان ابن النبيه على أنه كان يعيش لدى الأشرف موسى معيشة مبتهجة يتمتع فيها بالرياض ومجالس الأنس والطرب حتى وفاته بنصيبين .وممن مدحه وهنأه منهم كمال الدين على بن النبيه المصرى، فإنه مدحه بقصيدة مطلعها:

لما انثنَى الغُصنُ فوقَ كثبانِه
جبـرتُ قلبى بكسرِ رُمَّانِه

ونلتُ من ريقـهِ وعارِضِـهِ
أطيـبَ من راحِهِ وريْحانِه

وهذه الرواية تؤكد على أن الشاعر قد أخذ مكانته ووضعه جيداً عند الملك الأشرف سنة\ 600هـجرية ويتبين أن تاريخ تركه لمصر لم يكن فى هذه السنة بل قبل ذلك وربما حوالى سنة\ 596 هـجرية وهى السنة التى توفى فيها القاضى الفاضل الذى كان يتزعم الحياة السياسية والفكرية فى مصر فى ذلك الوقت وقد تولى الوزارة بعده عدوه الصفى بن شكر لذا لم يستطع ابن النبيه المكوث فى مصر وصفى الدين بن شكر المعروف بجبروته وزيراً للعادل ويؤكد على علاقته الطيبة بالقاضي الفاضل وانقطاعه للأشرف واستئثاره به قول
ابن فضل الله العمرى:

(لحق الفاضل وأرضاه وقارضه القريض وتقافاه وانقطع إلى الملك الأشرف شاه أرمن موسى وطافت بشعره مشاعره وظهرت له آيته الموسويّة، وآمن بها ساحره، ولم يأنس لسواه سنا قبس ولا حضر فى مجلسه فتكلم أحد ولا يبس، وجرت به سفن سعادته... وكانت لا تحجبه عنه خلوة ولا تحجزه عن الحضور معه صبوة، ولا يزال ينبسط له ويقهقهه القهوه)

وعاش ابن النبيه ما تبقى من حياته بعد تركة لمصر فى نصيبين واجداً فى ظلال الملك الأشرف الحياة الهادئة المطمئنة الا ان فى شعره ما يثير الحنين إلى وطنه والشوق إلى مهد صباه وشبابه ولكنه كان يتصبر بما أنعم عليه الأشرف من جاه وثراء ويعبر عن ذلك بقوله:


لي عذر في النوى عن أرضكم
فسقتها أدمعي إن رضيت

إنما خدمة موسى جنة
عندها أوطاننا قد نسيت

ملك مذ جردت هيبته
أغمد الأسياف حتى صديت

هو في الهيجاء نار تلتظي
وهو في السلم جنان جنيت

لا يبالي أن خلت أكياسه
وله الأرض بشكر ملئت

خذ أحاديث علاه إنها
بأسانيد مديحي رويت

قام بالدنيا وبالأخرى معا
فهي ضرات به قد رضيت

حسن الظاهر للناس ولله
منه حسنات خفيت

يخضع الجبار من هيبته
والرعايا في حمى قد رعيت

يا مليك الدين والدنيا ويا
صفوة المجد التي قد بقيت


ويبدو أن الملك الاشرف كان يصحبه فى كثير من رحلاته وحروبه وأوقات سمره و مما يرويه ابن النبيه نفسه فى قوله:

( مررت مع الملك الأشرف بن العادل بن أيوب فى يوم شديد الحر بظاهر حرّان على مقابرها ولها أهداب طوال على حجارة كأنها الرجال القيام، وقال لى الأشرف:
- بأى شىء تشبه هذا فقلت ارتجالاً:

هواء حرَّانكم غليظ
مُكدّرٌ مُفـرط الحـرَارَةْ

كأنَّ أجداثَها جحيـمْ
وقودُها الناسُ والحجارةْ

ومما يؤكد انقطاعه للأشرف أنه لم يشغل نفسه بالاتصال بأىٍ من ملوك البيت الأيوبى فلم يتضمن ديوانه مدحاً لأحد ملوك بنى أيوب وأمرائهم سوى قصيدتين فى مدح الملك العادل سماهما ( العادليات) وربما كانتا مجاملة للملك الأشرف فى شخص الملك العظيم رب البيت الأيوبى فى ذلك الوقت وهوالملك العادل ولم يتحرك لسانه - كما يظهر في ديوانه - بمدح لصلاح الدين أو أحد أبنائه . ربما لأنه لم يعاصر صلاح الدين إلا وهو فى فترة قصيرة في شبابه ولم يكن قد بلغ درجة النضوج الفنى في الشعر اوربما كان ذلك بسبب الصراع الذى كان قد احتدم بين أبناء صلاح الدين وعمهم العادل وأبنائه بسبب اغتصاب العادل لملكهم فأمسك الشاعر عن مدح صلاح الدين وأبنائه حفاظا منه على مكانته عند الأشرف .

تولى بمصر ديوان الخراج والحساب وقيل عينه الملك الايوبي كاتبا في ديوان الانشاء . ومدح الملوك من بنى أيوب ووزراء تلك الدولة وأكابرها ثم اتصل آخراً بخدمة الملك الأشرف مظفر الدين أبى الفتح موسى بن محمد بن أيوب بن شادى فانتظم في سلك شعراء دولته .

يقول ابن خلكان عن الشاعر فى معرض حديثه عن الشعراء الذين مدحوا الملك الأشرف:

( والكمال بن النبيه وكانت وفاته سنة تسع عشرة وست مئة بمدينة نصيبين الشرق، وعمره تقديراً مقدار ستين سنة، كذا أخبرنى صهره بالقاهرة ).

أما ابن الشعار الموصلى فيقول عنه:

( ابن يحيى المعروف بابن النبيه أبو الحسن المصرى الربعى، كان من مفاخر المصريين ومحاسن الشعراء العصريين شاعراً.. بزَّ بقوله على نظرائه وأضرابه، ذا عارفية فى النظم شديدة يذهب بلطيف ذهنه إلى الأغراض البعيدة، حسن المعانى أنيقها، حلو الألفاظ رشيقها شعره فى نهاية الحلاوة، يلوح عليه رونق الملاحة والطراوة، وكان يتولى بمصر ديوان الخراج والحساب، ومدح الملوك من بنى أيوب، ووزراء تلك الدولة وأكابرها، ثم اتصل آخراً بخدمة الملك الأشرف مظفر الدين أبى الفتح موسى بن محمد بن أيوب بن شادى، فانتظم فى سلك شعراء دولته وسكن نصيبين وبها مات فى سنة تسعة عشرة وستمائة، فقال الملك الأشرف عند موته – وكان معجبا بمحاسن شعره وما يأتى به من بديع الكلمات – مات رب القريض..)

اما الصفدي فيقول عنه :

( على بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى، الأديب البارع كمال الدين أبو الحسن ابن النبيه المصرى صاحب الديوان المشهور، مدح بنى العباس، واتصل بالملك الأشرف موسى وكتب له الإنشاء، وسكن نصيبين، وتوفى فى حادى عشرين جمادى الأولى سنة تسع عشرة، وست مائة بنصيبين وهذا ديوانه المشهور أظن أنه هو الذى جمعه من شعره وانتقاه، لأنه كله منقى منقح الدرة وأختها، وإلا فما هذا شعر من لا نظم له إلا هذا الديوان الصغير).

توفي الشاعر ابن النبيه في سنة \ 615 هجرية وقيل في سنة \619 وقيل في سنة \621 هجرية .

اشتهر بالدح وبالغ فيه وقال الهجاء وقال الشعر الغزلي والخمري في شعره الصناعة اللفظية طاغية ومن قوله في ذكر الموت ورثاء عزيز عليه –

الناس للموت كخيل الطراد
فالسابق السابق منها الجواد

والموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجيا د

والمرء كالظل ولابد ان
يزول ذاك الظل بعد امتداد

دفنت في الترب ولز انصفوا
ما كنت الا في صميم الفؤاد


وذكر ان شعر ابن النبيه ينتمى إلى مدرسة عرفت بمدرسة (الرقة)وطريقتها التي عرفت بالطريقة الغرامية وهذه المدرسة ظهرت في العصر العباسى وازدهرت في عصر الفاطميين والأيوبيين وتتسم مدرسة الرقة بالألفاظ اللينة وبحور الشعر المجزوءة أو القصيرة ولا يظهر في فنها أى لون من ألوان التكلف، وقلّ أن يجد ألوان الزينة اللفظية إلا ما جاء للتظرف، وأكثر شعراء هذه المدرسة من الغزليين ولذا عرف مذهبهم في العصر الأيوبى بالطريقة الغرامية.

واختم بهذه القصيدة الغزلية اللطيفة وقد غنتها المطربة المصرية كوكب الشرق ام كلثوم :

أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا
ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا

من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه
حلوا فقد جهل المحبة وادعى

يا أيها الوجه الجميل تدارك الصب
النحيل فقد عفا وتضعضعا

هل في فؤادك رحمة لمتيم
ضمت جوانحه فؤادا موجعا

فتش حشاي فأنت فيه حاضر
تجد الحسود بضد ما فيه سعى

هل من سبيل أن أبث صبابتي
أو أشتكي بلواي أو أتضرعا

إني لأستحيي كما عودتني
بسوى رضاك إليك أن أتشفعا

يا عين عذرك في حبيبك واضح
سحي لوحشيته دما أو ادمعا

الله أبدى البدر من أزراره
والشمس من قسمات موسى أطلعا

الأشرف الملك الذي ساد الورى
كهلا ومكتمل الشباب ومرضعا

ردت به شمس السماح على الورى
فاستبشروا ورأوا بموسى يوشعا

سهل إذا لمس الصفا سال الندى
صعب إذا لمس الأشم تصدعا

دان ولكن من سؤال عفاته
سام على سمك السماء ترفعا

يا برق هذا منك أصدق شيمة
يا غيث هذا منك أحسن موقعا

يا روض هذا منك أبهج منظرا
يا بحر هذا منك أعذب مشرعا

يا سهم هذا منك أصوب مقصدا
يا سيف هذا منك أسرع مقطعا

يا صبح هذا منك أسفر غرة
يا نجم هذا منك أهدى مطلعا

حملت أنامله السيوف فلم تزل
شكرا لذلك سجدا أو ركعا

حلت فلا برحت مكانا لم يزل
من در أفواه الملوك مرصعا

أمظفر الدين استمع قولي وقل
لعثار عبد أنت مالكه لعا

أيضيق بي حرم اصطناعك بعدما
قد كان منفرجا علي موسعا




*********************************************





https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى